ما هو تأثير الطلاق على الأطفال في الأسرة؟
حياة الطفل قبل وبعد الطلاق
عندما تكون البيئة التي ينشأ بها الطفل بيئة صحية وخالية من النزاعات والخلافات يكون الطفل بأمان، حيث أن كلا الأبوين يقومون بالاهتمام بسعادة أطفالهما، حيث يجب أن يتناوبان رعايتهم وتوعيتهم ويجب أن يقوموا بالعمل يدا واحدة من أجل الحفاظ على مصلحتهم ومستقبلهم، ولكن عندما يقرر الآباء الانفصال بسبب انتهاء العواطف بينهما، فإن الطفل في وقتها لا يكون بأمان حيث أن الصدمة عليه تكون كبيرة فيشعر وكأن العالم انقلب رأسا على عقب، كما أن ذلك يتوقف أيضا على عمر الطفل وطريقة الانفصال.
تأثير الطلاق على الأطفال
يمكننا توضيح تأثير الطلاق على الأطفال من خلال الآتي:
- سوف يشعر الأطفال بالخسارة عندما ينفصل الوالدين، ففي نظره أن هذا لا يعني خسارة المنزل بل خسارة حياة بكاملها.
- سوف يشعر الطفل بعدم انسجام مع عائلة فرض عليه العيش معها إذا كانت عائلة الأب أو كانت عائلة الأم.
- سوف ينتاب الطفل القلق تجاه العيش وحيدا بعد غياب أحد الوالدين، حيث أنه يمكن أن يفتقد واحد منهم.
- سوف يشعر الطفل بالحقد والغضب تجاه أحد الآباء الذي سوف يعتقد أنه هو كان سبب الانفصال
- كما أن الطفل سوف يشعر بفقدان الأمان والنبذ والإحساس بأنه مشتت بين الوالدين، يجب عليك ألا تضع أطفالك في بؤرة الصراع هذه.
- الكثير من الأطفال سوف يحتاجون إلى وقت طويل لكي يتمكنوا من الرجوع الي حالتهم الطبيعية حتى إذا عاد الوالدان إلى العيش سويا.
إرشادات مفيدة للتعامل مع الأطفال
- يجب ألا يتم الطلب من الطفل أو المراهق أن يقوم بالانحياز إلى أحد الوالدين.
- لا تقوم بسؤال طفلك عما يفعله أبوه أو أمه.
- يجب ألا يتم استخدام الطفل كعبارة عن سلاح لكي يتم تهديد به الطرف الآخر، مثل: أن يتم حرمان الطفل من أحد الأبوين.
- يجب ألا يتم نقد أيا من الشريكين أمام الطفل.
- يجب ألا تتوقع من طفلك أن يقوم بحل محل الشريك الآخر، مثل أن يتم تكلفته بأمور وواجبات.
المشاكل العاطفية والسلوكية لطفل الطلاق
- أولا: يمكن أن ينزع الطفل إلى سلوك طفولي عادي، حيث يمكن أن ينتمي الي مرحلة عمرية أدني (النكوص)، مثل؛ التبول الليلي، الحدة والقلق والعناد، وفي الغالب سوف يحدث هذا السلوك قبل أو بعد لقاء الأب المنفصل أو الذي يعيش بعيد عن الطفل.
- ثانيا: كافة الآباء الذين انتهت علاقاتهم بحدوث الطلاق أو الانفصال يجب أن يقوموا بتقديم المساعدة والعون لأطفالهم, كما يجب أن يشعروا الطفل بأنه لا يزال يعيش في كنف والديه يغمرونه بالحب والرعاية بصورة مستمرة.
- ثالثا: يجب أن يكون الوالدين عونا لأطفالهما، حيث أنهم يمكن أن يواجهوا الكثير من القلق والحيرة والمسؤوليات في مرحلة البلوغ.
- رابعا: يجب أن يقوم الوالدان بالتوضيح للطفل أن مسؤولية يمكن أن تحدث لأطفالهما سوف تقع عليهما وليس على أطفالهما.
نصائح لكل أب
- يجب أن تتحدث مع طفلك بصراحة ووضوح لأنه سوف يريد أن يعرف ما الذي يحدث من حوله، كما أنه سوف يشعر بأن من حقه أن يقوم بإبداء رأيه أو يقوم بالاستفسار عن شيء.
- يجب عليك أن تجعل أطفالك يشعرون باطمئنان بأنهم ما زالوا موضع حب ورعاية وعناية الأبوين.
- يجب عليك أن تقض بعض من الوقت مع طفلك، كما يجب أن تكن دقيق وملتزم بمواعيد وتوقيتات رؤية الطفل.
- يجب أن تظهر اهتمامك من خلال وجهة نظر طفلك أو ولدك البالغ، ولكن القرارات يتم أخذها من خلال الآباء.
- يجب أن تمض قدما في نشاطاتك والتزاماتك الاعتيادية اليومية، مثل: لقاء الأصدقاء أو بقية أفراد العائلة.
تأثير الطلاق على شخصية الأطفال
عند حدوث الطلاق ينتج عنه الكثير من التأثيرات المتباينة التي يمكن أن تختلف من طفل لآخر، والتي تكون على حسب طبيعته ونضجه من خلال الاعتماد على عمره، وأيضا على طريقة انفصال الوالدين، ودورهما في زيادة تقبله لذلك القرار وشعوره بالارتياح بعده.
ومن أشكال تأثير الطلاق على الأطفال ما يأتي:
- يمكن أن يواجه الأطفال صعوبة في القيام بالسيطرة على مشاعرهم وأن يتقبلوا قرار الانفصال، حيث أنهم يمكن أن يتأثروا به نفسيا وعاطفيا، مثل: الشعور بالحزن والأسى وعدم التكيف مع انفصال الوالدين.
- كما أن هذه المشاعر تختلف على حسب اختلاف نضج وفهم الطفل لهذا الأمر، حيث يمكن أن يظن الأطفال في سن صغير أنهم سبب الانفصال ويمكن أن يشعروا بالألم والذنب، ولكن الأطفال الأكبر سنا فسوف تختلف ردود أفعالهم.
- يجب العلم بأن القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المتكرر والدائم يكون من أسباب انفصال الوالدين وعدم فهمهما، كما يمكن أن يظن الأطفال أن والديهم بذلك سوف يتوقفان عن حبهم، حيث أنهم سبق لهم أن توقفوا عن حب بعضهما وافترقوا في النهاية، فذلك سوف يأثر على مشاعرهم الداخلية، وسوف يزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتر.
علامات التأثير الاجتماعي
- عدم القدرة على الاتصال عند الأطفال، وأيضا عدم قدرته على التفاعل مع والديه ومع الأفراد الآخرين المحيطين به بسبب وجود المشاعر السلبية التي سوف تظل عالقة به.
- سوف يكتسب الطفل الكثير من النزاعات والبيئة غير الصحية التي كان يعيش بها في السابق، أو التي تكون ناجمة عن التغيرات التي حدثت ما بعد الطلاق مثل: ارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وابتعاده عن الآخر.
- سوف يؤثر الطلاق أيضا على نشأة وعلاقة الطفل المستقبلية مع مرور الوقت، حيث أن الأطفال الذين نشئوا في ظروف الطلاق سوف تكون علاقاتهم الزوجية أكثر عرضة للطلاق أيضا.
- سوف يوجد عدم ثقة وأمان في الشركاء لديهم، كما أنهم سوف يفتقروا بعض المهارات الاجتماعية المكتسبة من الأسرة، كما سوف يحدث نقص في العواطف والمشاعر الجميلة، كما سوف يتم استبدال مشاعرهم لكي تصبح أكثر سلبية.
- لم يكن لديهم قدرة على حل الخلافات الزوجية، كما أنهم سوف يعانون من مشاكل سوف تكون شبيهة لمشاكل ذويهم، فذلك يعرف نفسيا بنظرية النمذجة الأبوية أي هي السير على نموذج مشابهة للآباء.
التأثير الصحي والسلوكي
- يمكن أن ينعكس الطلاق على صحة وسلوك الأطفال النفسي والاجتماعي في بعض الحالات مثل: زيادة مشاكل الصحة العقلية للأطفال والتي يكون منها الاكتئاب، والمشاكل النفسية الأخرى التي تكون ناجمة عن القلق والإجهاد والتوتر.
- يمكن أن تحدث مشاكل واضطرابات سلوكية كثيرة ومختلفة مثل: الجنوح، العنف، اللجوء إلى الاشتباك والصراع مع كافة الأطفال من عمرهم، كما يمكن أن تكون هذه التصرفات بهدف التنفيس عن الاستياء والغضب والتعبير عن المشاعر السلبية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12371