كتابة :
آخر تحديث: 19/08/2019

تأثير النيكوتين والكحول على النوم

نعلم جميعا قيمة النوم جيدا، وقد جربنا جميعا الشعور بالانتعاش بعد نوم جيد في الليل والشعور بالإرهاق بعد نوم الليل السيئ؛ ولكن على الرغم من أننا نعرف ذلك. في مجتمعنا المزدحم، لا يحصل الكثير منا على نوعية النوم اللازمة لتلقي الفوائد الصحية للنوم. غالبا ما يتم اتهام مشروب القهوة على أنه مسبب في اضطراب النوم والأرق، لكن الدراسات العلمية تؤكد على أن تأثير النيكوتين والكحول على النوم أكثر من القهوة، وهذا ما سنتطرق له فيما يلي:
تأثير النيكوتين والكحول على النوم

لماذا يعطل الكحول والنيكوتين نومك أكثر من القهوة

رغم إقرار الباحثون أن هناك علاقة نوعا ما بين استهلاك القهوة في غضون أربع ساعات قبل الذهاب إلى السرير و صعوبات النوم، إلا أن الواقع يقول أن الاستخدام المكثف للكحول و النيكوتين يمكن أن يلحق الضرر الدائم بالجينات المشاركة في دورات النوم والاستيقاظ الصحية، الأمر الذي يجعله مضرا أكثر من القهوة على عادات النوم الصحية، و تقول روز ماكدويل ، كبيرة الباحثين في سليبوبوليس " في حين أن الكافيين يحصل على غالبية التشهير باعتباره مادة تقطع النوم، إلا أن النيكوتين والكحول لهم تأثير سلبي أقوى على النوم".

كما تم التأكيد في عدة بحوث، أن الكافيين له تأثير أقل على نومنا في الواقع، أقل مما يتصوره الكثير" ، فطالما أنك لا تشرب كميات كبيرة من القهوة قبل النوم مباشرة، فمن غير المرجح أن يكون للكافيين تأثير سلبي كبير على النوم."

و لقد شرحت MacDowell أيضا أن نوم الشخص قد يتعطل مع انخفاض مستويات النيكوتين في ساعات الصباح، مما يزيد من الرغبة الشديدة لتدخين لدى الشخص. بحيث "قد يوقظك الدماغ الذي يحتاج إلى النيكوتين لإشباع شغفه".

وبسبب تأثيره على الرئتين والأوعية الدموية، يمكن للنيكوتين زيادة اضطرابات التنفس التي تؤثر على النوم، مثل الربو وتوقف التنفس أثناء النوم.

يقول مارتن ريد، وهو مدرس معتمد في مجال صحة النوم السريرية ومؤسس Insomnia Coach، إن أفضل طريقة لمنع النيكوتين أو الكحول أو الكافيين من مقاطعة نومك هي تجنب تلك المواد بالقرب من وقت النوم.

التأثير السلبي لنيكوتين والكحول على النوم

يقول الباحثون إن النيكوتين والكحول قبل النوم يمكن أن يكون له تأثير سلبي على مدة و نوعية النوم، و يقول الخبراء إن القهوة والمشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين لا تؤثر بشكل كبير على أنماط النوم لمعظم الناس.

يتم حث الأطباء على إخبار الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النوم بتجنب التدخين أو شرب الكحول في الساعات التي تسبق النوم، والأشخاص الذين يدخنون السجائر أو يتناولون مشروبا كحوليا في المساء، يواجهون غالبا صعوبة في النوم.

تشير الأبحاث الجديدة المنشورة في مجلة "sleep" إلى أنه للحصول على قسط من الراحة أثناء الليل، يجب عليك التقليل من تناول النيكوتين والكحول، وليس بالضرورة تناول الكافيين قبل النوم بأربع ساعات.

و قد ركزت عدة دراسات في جامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU)، وجامعة هارفارد ، وجامعة إيموري ، ومركز جامعة ميسيسيبي الطبي، والمعاهد الوطنية للصحة، على أضرار تناول الكحول في المساء، و يقول الباحثون إن البيانات أظهرت أن الأشخاص الذين استهلكوا النيكوتين والكحول في غضون أربع ساعات قبل الذهاب إلى الفراش شعروا بأكبر تأثير على دورة نومهم ، حتى عند التحكم في العمر والجنس والضغط وعوامل أخرى.

و قد كان النيكوتين قاسيا بشكل خاص على المصابين بأرق، بحيث أدى استهلاك النيكوتين في الليل إلى انخفاض في النوم الكلي لأكثر من 40 دقيقة. ونظرا لأن النيكوتين كان أكثر المواد المستخدمة شيوعا والذي يبقي الناس مستيقظين ليلا، فهذا سبب آخر للناس لتخلي عن هذه العادة غير الصحية.

النيكوتين منبه أيضا، واستهلاكه قبل النوم سيجعل النوم أكثر صعوبة، إذا استيقظت أثناء الليل واستهلكت النيكوتين، ربما في محاولة لمساعدتك على الاسترخاء، ففي الواقع يمكن أن نجعل من الصعب العودة إلى النوم. و يستحسن محاولة تجنب التدخين قبل ساعتين على الأقل من التخطيط للنوم وتجنب التدخين إذا استيقظت أثناء الليل.

و بالنسبة للكحول فيمكن أن يساعد الناس على النوم و لكن بشكل غير صحي بحيث لن يستفيد الجسم شيئا من النوم بعد شرب الكحول، فعملية تحطيم الكحول داخليا لها تأثير منشط، و هذا يعني أن بعض الكوابيس الليلية قد تساعدك على أن تغمض عينيك بشكل أسرع ، لكنها في النهاية المطاف ستطردك من رصيف النوم.

و ينصح الحد من استهلاك الكحول في كوب أو كوبين من النبيذ أو البيرة مع العشاء ، قبل ثلاث إلى أربع ساعات من النوم سيساعد على تقليل اضطرابات النوم.

الحصول على قسط كاف من النوم ضروري لمساعدة الشخص على الحفاظ على الصحة والرفاهية. عندما يتعلق الأمر بصحتك ، فإن النوم أمر حيوي مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام و تناول نظام غذائي متوازن، و من المهم أن يبذل الناس جهدا للحصول على قسط كاف من النوم و الابتعاد على كل ما يعيق الراحة البيولوجية و لا تنسى تأثير النيكوتين والكحول على نومك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ