تعرف على مرض الجلوسوفوبيا
أسباب الجلوسوفوبيا
الخوف من التكلم يحدث عادة لأسباب متعددة، ولكن هناك أسباب تعد كثيرة التكرار بين العديد من المجتمعات وهي:
الحماية الزائدة
- هناك خطأ كبير جداً يقع فيه الآباء والأمهات وهو الخوف الزائد على أبنائهم، فالطفل ينشأ من عمر يوم إلى سن خمس سنوات أو سن ما قبل المدرسة أو حتى بعد هذا السن، لا يرى في تعاملاته إلا أشخاصاً معدودين، هم الآباء والأمهات والأجداد والأقارب·
فيكبر الطفل وهو يخاف من التعرف على الشخصيات المختلفة عن تلك الشخصيات التي تعود عليها في المنزل.
- وتحدث صدمة أول يوم في الحضانة في سن الست سنوات، فيفترق الطفل عن والديه لأول مرة في حياته، ويشعر بخوف شديد، ولكن سرعان ما يحاول التأقلم مع الوضع الجديد، ويتعرف على أقرانه في الحضانة أو المدرسة، ولكن تلك التجربة بها العديد من المخاطر.
- فالطفل في المدرسة يواجه العديد من المخاوف، فهو ولأول مرة يكون بعيداً عن مصدر الأمان والحنان له وهو الشخصيات الوالدية التي كان يتعود عليها.
- ويحاول التعرف على شخصيات جديدة، فإما أن تصبح تلك التجربة الجديدة من التجارب الناجحة ويجد متعته مع أصدقاؤه الجدد، أو يتعرف على أقرانه في ظروف سلبية فيتخذ القرار بعدم تكرار تجربة التعرف على الناس مرة أخرى.
- وهنا يعود الطفل في التجربة السلبية يتحدث بحريته في المنزل ويكون الشخص المرح المنطلق مع من يعرفهم، أما الأشخاص الجدد فهناك دائماً تخوف من تكرار التجارب السلبية التي عاشها في الصغر·
فيخاف من التعرف عليهم، ويخاف من التحدث أمامهم، ويخاف من التواصل معهم بأي وسيلة، إلا في حدود الاضطرار فقط وما تتطلبه الضرورة فقط.
عدم الاستعداد الجيد
- الجلوسوفوبيا أو الخوف من التكلم أمام الناس يحدث أيضاً عندما يكون الشخص غير مستعد لمقابلة الناس، فهناك فارق بين من تدرب على الإلقاء ووضع نفسه في تدريبات متتالية وبين من أقدم على التحدث عن موضوع معين دون معرفة عناصره وأدواته.
- وعندما يقدم الشخص على التحدث في أمر هو غير مستعد له، تحدث التجربة السلبية ويفشل اللقاء، ويظن صاحب التجربة السلبية أن سبب فشل التجربة هو عدم وجود قدرات خاصة، ولكن الحقيقة أنه يملك القدرات للتحدث أمام الناس ولكنه لم يكن مستعد بالتدريب وجمع المعلومات، وبمجرد أن يتدرب ستتغير نتائج التجربة بالتأكيد.
- وهنا ينصح خبراء التواصل الاجتماعي بشيء يساعد على جمع المعلومات عن الأشخاص قبل مقابلتهم، حتى تتمكن من التحدث معهم بطلاقة بدون خوف.
وهي أن تحمل ورقة وقلم وتجمع ما تستطيع من معلومات عن تلك الأشخاص، ما يحبونه، ما مستوى التعليم الحاصلين عليه؟ ما الهوايات المفضلة لديهم؟
ويمكن جمع تلك المعلومات من أماكن متعددة، من أشخاص موثوق بهم، من صفحات التواصل الاجتماعي، وغيرها من أماكن جمع المعلومات·
وحين تقابل تلك الأشخاص، لن يتملكك الخوف من لقائهم، بل ستعرف الموضوع المناسب الذي يناسبهم، فتجد الشخصية المقابلة مرحبة جداً بالتحدث معك، وستجد الخوف قد انخفضت نسبته بشكل رائع.
إنه رهاب ممتد لكل التفاعلات الاجتماعية
يخطئ من يتصور أن مشكلة الجلوسوفوبيا يقتصر أثرها على التحدث فقط، فهذا اعتقاد خاطئ، فالخوف والرهاب يمتد إلى العديد من التفاعلات الاجتماعية·
مثل حضور المناسبات المختلفة، والخوف من التجمعات، وعدم الانخراط فيها والاكتفاء بدور المتفرج عن بعد دون الاقتراب والاندماج مع الحاضرين.
وحتى في حالة محاولة البعض التعرف على هذا الشخص صاحب هذا الرهاب يكون رد الفعل هو الهروب من الموقف أو الإحجام عن الاسترسال في التعارف للخوف من رد الفعل.
أعراض رهاب التحدث أمام الناس
- يختلف كل شخص عن الآخر في التعبير عن الخوف، فهناك من يعبر عن خوفه بطريقة الرعشة لليدين، وهناك من يعبر عن خوفه بالتهتهة وهناك من يعبر عنها باحمرار الوجه، فالأعراض مختلفة من كل شخص عن الآخر بحسب طبيعة كل إنسان الجسمية والنفسية وتاريخه المرضي.
- وقد تكون الأعراض في صورة أمراض، فهناك بعض الأشخاص يعبرون عن قلقهم بطرق خاصة، فتستجيب أعضاء الجسم بتغيير في طريقة قيامها بوظيفتها، مثل وجود زيادة في ضربات القلب، والبعض يشعر بالمغص والقيء.
تدريبات تساعد على علاج الجلوسوفوبيا
هناك تدريبات عديدة يمكن للشخص القيام بها بشكل فردي كمساعدة منه لنفسه للتغلب على هذا المرض، ومن تلك التدريبات.
تدريبات التنفس
إن تدريبات التنفس لها تأثير كبير على تنظيم عملية النفس وخروج الهواء بشكل منتظم أثناء التحدث، بحيث يجد المتحدث نفسه قادراً على التعبير عن الجمل الطويلة المكونة من كلمات كثيرة في سهولة ويسر دون أن يمثل النفس بالنسبة له أي مشكلة·
وهو أمر يساعد المريض جداً في تحسين أسلوب حديثه ويعطيه ثقة كبيرة في التعبير عن نفسه.وهناك العديد من تدريبات التنفس البسيطة التي يمكنك القيام بها بسهولة في أي
مكان، ومن تلك التمارين قيامك بعمل شهيق طويل ثم أخرج في صورة زفير ولكن ببطء شديد.
ثم خذ نفساً عميقاً مرة أخرى، ثم قم بإخراجه مرة أخرى ببطء شديد، كرر تلك العملية مرات ومرات، ستجد أن النفس الذي تستنشقه يزيد بالتدريج مع زيادة مرات التدريب حتى تجد نفسك في النهاية قادراً على التنفس بصورة رائعة.
ولكن يجب أن تعرف أن هذا التدريب يجب الاستمرار عليه لفترات طويلة حتى يؤتي ثماره، فلا تتعجل النتيجة من يوم أو يومين، ولكن حاول أن تصبر على التدريب لفترة شهر أو شهرين حتى تجد النتيجة الملحوظة التي تتمناها.
استخدم تدريب الخيال
-
يعتبر استخدام المريض لتدريب الخيال من أهم وسائل التدريب التي قد تحدث الفارق الكبير في الحالة في فترة قصيرة.
- والتحدي هو تخيل نفسك وأنت أمام الجمهور أو أمام الموقف الذي تخشاه، ثم تتخيل نفسك وكأنك تتصرف التصرف المطلوب.
- كرر هذا التخيل مرات ومرات، فالعقل بعد فترة لا يفرق بين الواقع والخيال، فبعد تكرار الخيال عدد كبير من المرات، تجد العقل مستعداً لتطبيق هذا الخيال في الواقع مع أول فرصة
تدريب المرأة
يمكنك أيضاً استخدام تدريب المرآة، وهي تخيل نفسك في نفس الموقف الذي تخشاه، ولكن تلك المرة لن تتخيلها بعينيك فقط·
ولكن ستتحرك أمام المرآة، وتتكلم، لا تلتفت للأخطاء، اطمئن ستنتهي مع الاستمرار في التدريب، المهم لا تمل من التدريب، ولا تتعجل النتائج، واستمر رغم الأخطاء.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5695