تفسير ظاهرة الديجافو في الإسلام وتفسيرها العلمي
ما هي ظاهرة الديجافو؟
على الرغم من أن هذا المصطلح لم ينشأ حتى أواخر القرن التاسع عشر، إلا أن الشعراء والكتاب كانوا يصفون ديجا فو لعدة قرون. وهناك تعريفان رئيسيان لهذه الظاهرة ويمكن اختزالهما في:
- مفهوم ديجافو هي كلمة فرنسية تعني "سبق وتم رؤيته"، ويشمل ذلك الذهاب لمكان وزيارته، لقاء، أو سماع، أو تذوق، أو شم، أو تنفيذ موقف يمنح شعورًا وكأنه تمت تجربته في الماضي.
- تعريف ظاهرة الديجا فو هو أي انطباع ذاتي عن ألفة غير عادية دون القدرة على ربطه بالذاكرة، إذا شعر شخص ما بشعور بالألفة ولكن يمكنه تذكر الذاكرة المسؤولة عن هذا الشعور، فلا يمكن اعتبار ذلك ديجا فو.
ما هي ظاهر الديجافو في الإسلام؟
لا يوجد أدلة في القرآن الكريم أو السنة النبوية ولا السلف الصالح توضح معنى الديجافو كظاهرة تشير إلى الشعور برؤية أو تجربة شيء ما وكأنك عشته من قبل. ولكن يُفسر بعض العلماء الشعور بالديجافو على أنه جزء من الحكمة الإلهية في ترتيب الأمور، حيث يُشعر الإنسان أحياناً بأن هناك أشياء تحدث قد سبق أن عاشها، كنوع من التنبيه أو التذكير. وهذا قد تكون فرصة للتفكر في عظمة خلق الله وتعقيد دماغ الإنسان.
كيف يحدث الديجافو؟
يعتقد البعض أن الديجافو يمكن أن يكون نتيجة تصادم تيارين مختلفين من الوعي وهما:
- تجربة التعرف على الوضع الحالي
- الشعور بعدم القدرة على تذكر حدوثه في الماضي
- وتعد السمة الرئيسية في هذه الظاهرة هي أن الشخص يدرك أنه لم ير ذلك بالفعل من قبل.
- في بعض الأحيان، ما يحدث هو في الواقع مسألة انقسام في الإدراك، حيث يقوم شخص ما بمعالجة البصر مرتين لأنه ربما كان مشتتًا أو تم إعاقة رؤيته لسبب ما.
- يصبح الإدراك الثاني، بعد الأول مباشرة، هو الذي يتم تجربته بشكل واعي، ولكنه يبدو غير مألوف لأننا ما ندرك التجربة الأولى، والتي قمنا بمعالجتها جزئيًا فقط.
تفسير ظاهرة الديجافو في الإسلام
قبل الولوج في تفسير ظاهرة الديجافو في الإسلام، الكثير من المعتقدات الدينية تناولت الديجافو وكل شرحها بطريقته، فهناك من ربطها:
- بالقوى الخارقة
- تفسيرات ما وراء علم النفس Parapsychological Interpretations باعتبارها مبنية على التخاطر telepathy
- التنويم المغناطيسي hypnosis
- تفسيرها بناء على الأشباح أو الأرواح الشريرة وغيرها من التفسيرات التي تفتقر للمنطق.
ما قول الإسلام بشأن هذه الظاهرة؟
- يمكن القول أنه ليس هناك تفسير ظاهرة الديجافو في الإسلام، بحكم أن الاهرة غير مذكورة لا في الكتاب ولا السنة ولا في قول أحد من علماء الإسلام، ولا تعلق لها بشيء من أصول الإسلام، أو قواعده.
- وعليه فإن من يتطرقون لهذه الظاهرة يكون مبنيًا على الملاحظة والافتراض في علم الأعصاب التجريبي، أو التكهن والدعاوى، وكلها تكون معتقدات دينية بدعية أولشركية غير إسلامية
- هذه الظاهرة ما هي إلا تذكير بعظمة الخالق في خلقه ومن خلالها يجب على الإنسان أن يتدبر نعمة الله عليه بحفظه لذاكرته من الخلل والاضطراب، وحفظه لعقلك من الأمراض والأضرار، وكيف أن العلماء احتاروا واختلفوا في تفسير مثل هذه الظاهرة، ومع ذلك لم يصلوا لتفسير قطعي ودقيق بشأنها.
أسباب ظاهرة الديجافو
يمكن اعتبار الديجافو بمثابة تحدي للبحث لأنه عادة ما يحدث بشكل غير متوقع وقصير الأجل؛ ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة لا تزال تثير اهتمام العلماء في جميع أنحاء العالم. على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، إليك بعض الأسباب الشائعة له:
الصدفة
- من المحتمل أن تكون ظاهرة الديجافو نابعة من الذاكرة اللاواعية، ومعظمها هي حوادث عشوائية.
- يفترض الباحثون أنه إذا كان لديك ذاكرة غير واعية، فإن ذلك يثير الشعور بالديجا فو.
صرع الفص الصدغي
- الفص الصدغي وهو ثاني أكبر فص في الدماغ، النوبات التي تنشأ فيه يمكن أن تسبب مشاعر ديجا فو لأن هذه المنطقة الدماغية مسؤولة عن العواطف والذاكرة.
- ليس من غير المعتاد بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الصرع أن يختبروا هالة النوبات مثل ديجا فو.
الحالات النفسية
- بعض الحالات النفسية تكون مرتبطة بظاهرة الديجافو، خاصة الأشخاص المصابون بالفصام أو الذهان والذين أبلغوا عن أعراض ديجا فو.
- في هذه الحالات، تستمر التجربة لفترة أطول، وتكون أكثر حدة، ويمكن أن تكون مؤلمة للشخص.
- ورغم ذلك، فإن الباحثين لا يعتبرون هذا بمثابة ديجا فو، بل هو أحد الآثار الجانبية للمرض العقلي.
قدرات خارقة
- لدى بعض الثقافات يعتبر تكرار ظاهرة ديجا فو علامة على القدرات النفسية الخارقة.
- يُعتقد أن الشعور بالألفة إشارة إلى أن الشخص عاش حياة سابقة أو لديه القدرة على التنبؤ بالمستقبل.
الدوبامين
- صرح بعض الخبراء إلى أن ارتفاع مستويات الدوبامين (مادة كيميائية في الدماغ) يمكن أن أن يكون لها دور في حدوث نوبات متكررة من ديجا فو بسبب آثارها على الدماغ.
من يعاني من الديجا فو؟
- حسب الدراسات ما يقارب 60% إلى 70% من الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة من أحد أشكال الديجا فو خلال حياتهم، ويمكن أن يؤدي مشهد أو صوت مألوف إلى إثارة هذا الشعور.
- تحدث هذه الظاهرة في أغلب الأحيان للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عامًا، ومع التقدم في العمر يقل الشعور بالديجافو.
- إذا كان الشخص كثير السفر أو يتدكر أحلامه بانتظام فقد يكون أكثر عرضة لتجربة شعور الديجافو.
- كذلك الشخص المتعب أو المتوتر قد يكون هو الآخر عرضة لمشاعر ديجا فو.
تفسير علم النفس لظاهرة الديجافو
وهم الذاكرة
- استخدمه الفيلسوف الفرنسي إميل بويراك لأول مرة هذا المصطلح عام 1876 في رسالة إلى محرر كتابه، ثم استخدمه لاحقًا في كتابه المنشور "علم نفس المستقبل" (كيغان بول، 1918).
- يشير الخبراء إلى هذه الظاهرة بأنها وهم الذاكرة الذي ينطوي على الألفة وعدم الألفة، بحسب كتاب "سيكولوجية التعلم والتحفيز" (إلسفير، 2010).
- الوهم يضع انطباع الشخص بأن التجربة مألوفة في مقابل معرفته بأن هذا الشعور بالألفة غير دقيق.
صعوبة تحديد محفز الديجافو
- على مدى التاريخ، ناضل العلماء لإعادة خلق ديجا فو في المختبر لأنه من الصعب تحديد المحفزات التي يمكن أن تثير هذا الشعور. لكنهم وجدوا طرقًا للتغلب على هذا التحدي. (على سبيل المثال، في عام 2010، أفاد باحثون من جامعة ليدز باستخدام التنويم المغناطيسي للحث على ديجا فو لدى المتطوعين).
عامل الألفة في الموقف
- صرح أحد الأطباء النفسيين بأن إحدى الآليات المحتملة في الديجافو هي النظرية القائمة على الذاكرة والتي تركز على دور الألفة والاعتراف بالديجافو، كما ويقول أحد الأطباء النفسيين أن ديجا فو تنشأ عندما يشبه الوضع الحالي بشدة تجربة سابقة ولكنها منسية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20591