كتابة :
آخر تحديث: 31/01/2022

ما هو اضطراب توهم المرض؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟

هناك بعض الأشخاص الذين يخافون على صحتهم بشكل مبالغ فيه، وهذا نابع من خوفهم الزائد عن الحد من الإصابة بالأمراض، ولذلك هؤلاء الأشخاص يشعرون دائما بالتوتر والقلق تجاه أي عرض بسيط يظهر عليهم. لذا في هذا المقال في موقع مفاهيم سنتحدث عن توهم المرض.
من الطبيعي جدا أن يهتم كل شخص بصحته النفسية والجسدية والعقلية، لأن هذه الأمور هي التي تجعل الشخص قادرا على العيش بتوازن في الحياة، ولكن في حال زاد هذا الأمر عن الحد، وأصبح الإنسان مهووسا بالاهتمام بصحته، فهذا يؤدي به إلى الإصابة باضطرابات نفسية خطيرة منها الوسواس القهري أو توهم الشخص بأنه سيصاب بمرض ما، وستحدث له مضاعفات خطيرة.
ما هو اضطراب توهم المرض؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟

ما هو اضطراب توهم المرض؟

توهم المرض هو عبارة عن:

  • اضطراب نفسي يصاب به بعض الأشخاص الذين يخافون من الإصابة بالمرض أو أن الشخص المصاب بهذا الاضطراب يكون دائما في حالة من القلق والتوتر التي تجعله يتخيل أنه مصاب بالفعل بمرض ما.
  • كما أن الشخص الذي يكون لديه خوف كبير تجاه الإصابة بالأمراض يكون لديه تضخيم كبير للأمور الصحية، خاصة إذا أصابه مرض بسيط مثل الإنفلونزا.
  • حيث يبدأ في الاعتقاد أن هناك أمر غير طبيعي به أو أمر خطير سيجعله مصابا دائما بالمرض أو ستحدث له مضاعفات خطيرة بسبب هذا المرض.
  • مثل هؤلاء الأشخاص يكون لديهم وسواس قهري أو تركيز كبير تجاه الصحة أو الجسد، لمراقبة أي عرض بسيط به، ومن ثم يبدأ في بناء أوهامه عليه.
  • وهذا الأمر بالطبع يؤثر على وتيرة الحياة للشخص المصاب بهذا الاضطراب، حيث تصبح حياته مضطربة أو غير مستقرة.
  • ويؤثر هذا بالطبع على كل جانب من جوانب الحياة بالنسبة للأشخاص المصابون بهذا الاضطراب، خاصة الجانب العملي.

أسباب الإصابة باضطراب توهم المرض

قام العلماء في مجال الطب النفسي بإجراء العديد من الدراسات العلمية التي تمكنهم من معرفة الأسباب الحقيقية للإصابة باضطراب توهم الإصابة بمرض ما، ولكن في النهاية لم يتوصل العلماء للأسباب الحقيقية المؤدية للإصابة بهذا الاضطراب، ولكنهم رجحوا أو أشاروا لبعض الأسباب التي من المحتمل أن تكون سببا في إصابة الشخص بهذا النوع من الاضطرابات النفسية الخطيرة، ومن أسباب الإصابة بتوهم الإصابة بالمرض ما يلي:

أولا: السبب الجيني أو الوراثي

  • يقول العلماء في مجال الطب النفسي أن أحد أسباب الإصابة بهذا الاضطراب النفسي هو العامل الوراثي.
  • بمعنى أن يكون أحد أفراد العائلة قد أصيب بهذا المرض من قبل، وتم نقله عبر الأجيال.

ثانيا: عدم القدرة على تحليل الأمور

  • الشخص المصاب بهذا الاضطراب تكون لديه رؤية مشوشة أو غير منطقية تجاه الكثير من الأمور التي تخص صحته وجسده.
  • خاصة إذا شعر بألم معين في جسده أو عرض ما استمر معه لفترة حتى وإن كان بسيطا.
  • حيث يبدأ الشخص في تحليل تلك الأعراض بشكل خاطئ أو به شيء من التشاؤم، ويتوهم أنه مصاب بمرض خطير.

ثالثا: صدمات الطفولة

  • يقول علماء النفس أنه عندما يتعرض الطفل لمرض ما في الطفولة أو حادثة معينة في الصغر مثل كسر أو السقوط من على مكان عال.
  • من الممكن جدا أن يكون الطفل مصابا بصدمة نفسية عندما عاش هذه التجربة، ولم يستطع التعبير عنها حينها.
  • وظلت تلك الصدمة مخزنة في العقل اللاواعي للشخص إلى أن كبر ونضج، وكونت لديه بعض المخاوف تجاه احتمالية الإصابة بمرض أو مشكلة صحية ما.
  • كما يقول الباحثين في علم النفس أنه من المحتمل أن يكون الشخص المصاب بهذا الاضطراب قد تعرض في طفولته إلى التعنيف.
  • أو ممارسة عنف ما عليه من قبل أحد الوالدين أو المحيطين به، وهذا العنف من الممكن أن يكون عنف جسدي أو نفسي أو جنسي.
  • وهذا الأمر أدى إلى شعور الشخص بآلام جسدية معينة، جعلته يخاف من الإصابة بالمرض لأنه مرتبط في عقله اللاواعي بصدمة الطفولة أو العنف الذي تعرض له.
  • بمعنى آخر الإصابة بالمرض هو محفز لهذه الصدمة، ولذلك دائما يتجنب هذا الشخص الإصابة بالمرض أو يقلق ويتوتر بشكل غير عادي عند إصابته بالمرض.

رابعا: الضغوط العصبية والنفسية

  • من الوارد جدا أن يصاب الشخص بهذا الاضطراب النفسي نتيجة تعرضه لصدمة نفسية أو عصبية أو التعرض لموقف صادم في الحياة، وبشكل مفاجئ.
  • مثل وفاة أحد أو شخص عزيز أو خسارة مادية أو الانفصال عن شريك الحياة.

خامسا: إصابة أحد أفراد الأسرة بداء خطير

  • من الممكن أن يصاب الشخص باضطراب توهم الإصابة بالمرض عندما يعيش تجربة معينة في مرحلة ما من عمره.
  • وهذه التجربة تكون خاصة بأحد المقربين منه أو أحد أفراد عائلته مثل الوالدين.
  • فعند إصابة هؤلاء الأشخاص بمرض خطير أو نادر، ويعجز الأطباء عن علاجه أو أن علاج هذا المرض يتطلب وقتا، ويكون مصحوبا بالآلام النفسية والجسدية.
  • هنا يبدأ الشخص يخاف من الإصابة بالمرض أو أن يورث أحد أمراض العائلة فيما بعد.
  • ومع الوقت تتحول تلك المخاوف خاصة إذا قمعها الشخص، ولم يواجهها، إلى اضطراب نفسي يؤثر على حياة الشخص.

سادسا: الإصابة بالوسواس القهري

  • الشخصية المصابة بالوسواس القهري خاصة في النظافة والترتيب هي الأكثر عرضة للإصابة باضطراب توهم الإصابة بالمرض.
  • لأن هذا النوع من الشخصيات دائما تعيش في حالة من القلق والتوتر مع أبسط الأمور في الحياة.
  • والشخصية الوسواسية تسعى دائما إلى الكمال في كل شيء، وهذا طبعا مستحيل.
  • ولذلك عند شعورها بأن هناك خطأ ما بصحتها أو ظهور عرض بسيط في جسدها تبدأ في الشك والتوهم بأنها مصابة بمرض خطير.

أعراض اضطراب توهم المرض

تقول الدراسات العلمية أن هذا النوع من الاضطرابات النفسية تبدأ في الظهور على الشخص في بداية العشرينات حتى أواخر الثلاثينات، ومن الممكن أن يصاب بهذا الاضطراب كبار السن أو المسنين، ويكون لهذا الاضطراب بعض الأعراض التي يتم من خلالها تشخيص المريض هل هو بالفعل مصاب بهذا الاضطراب أم اضطراب نفسي آخر، ومن أعراض توهم الإصابة بالمرض ما يلي:

  • يشعر الشخص أو يعتقد أنه مصاب بمرض ما أو مرض خطير، وهذا الاعتقاد يستمر معه لفترة طويلة، ويسبب له القلق والتوتر
  • عدم إصابة الشخص بأي أعراض جسدية خطيرة أو أي عرض خطير يشير إلى إصابته بمرض معين.
  • إصابة الشخص بعرض جسدي بسيط للغاية مثل رشح أو عطس لفترة قصيرة، ولكنه يبدأ في تفسير هذا العرض بشكل غير منطقي.
  • قيام الشخص بعمل الكثير من الفحوصات الصحية مثل الأشعة والتحاليل الطبية للتأكد من عدم إصابته بمرض ما، ويقوم بهذه الخطوة كل فترة قصيرة.
  • الدخول إلى مواقع الإنترنت للبحث عن الأمراض المسببة لعرض معين يشعر به الشخص، ليعرف الشخص هل هو فعلا مصاب بهذا المرض أم لا.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح ما هو اضطراب توهم المرض، وما هي أهم أسباب الإصابة به، والتي منها يمكن التعرف على طريقة علاج هذا المرض، والتي يرجح الكثير من الباحثين في علم النفس أنه من الممكن أن يكون العلاج عن طريق علاج الصدمات أو الأفكار والمشاعر المخزنة في العقل اللاواعي للشخص، والتي ينتج عنها هذا الاضطراب النفسي أو السلوك غير السوي عند الشخص.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ