كتابة :
آخر تحديث: 18/02/2022

حب التملك عند الأم وأسبابه وعلاماته وطرق التخلص منه

إن حب الأم لأبنائها شيء طبيعي وفطري للغاية، ومن واجبها العناية بهم وحمايتهم أما حب التملك عند الأم فهو أمر ضار جداً بالأطفال وبمستقبلهم، فعلى الرغم من الحنان الزائد والتدليل لكن يكون له آثار سلبية على شخصية الطفل وحياته التي تتدخل فيها الأم باستمرار منذ طفولة ابنها وحتى عندما يكبر أو يتزوج، لذا سوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن حب تملك الأم لأطفالها وكيفية علاج ذلك الأمر.
حينما يكون الحب هو حب تملك للطفل عندئذ يكون تدخل الأم في قرارات ابنها أو ابنتها وعدم ترك مساحة خاصة به وعدم مساعدته في الاعتماد على نفسه، فيصبح ليس له شخصية أو كيان وهذا أمر خطير للغاية.
حب التملك عند الأم وأسبابه وعلاماته وطرق التخلص منه

ما هو حب تملك الأم لأبنائها؟

يمكننا تعريف حب التملك عند الأم بأنه حالة نفسية مرضية تجعل الأم تعتقد أن أطفالها هم كائنات حية امتلكتها لنفسها وليس الحق لأي شخص أن يتدخل في حياتهم حتى ولو كان الأب، كما أنها تعتقد أنهم ليس لهم الحق في أن يرفضوا ما تقوله لهم مهما كان صعب عليهم، لأنها تعتقد أنها طالما أنجبتهم فهي المسؤولة عن كل حركة تحركونها أو فعل يفعلونه ولا يتم إلا بموافقتها.

للأسف أمر صعب للغاية ومرهق جداً لنفسية الأبناء الذين يعيشون مع أم بهذا المنطق، وينبغي العلم بأن الأم التي لديها حب التملك المرضي بهذا الشكل فهي أم أنانية للغاية ولا تفكر إلا في مصلحة نفسها أو راحتها فقط، ولكن ذلك خطأ فادح في حق أطفالها ومن واجبها أن تعالج ذلك الأمر حفاظاً على صحة أبنائها النفسية.

أسباب حب التملك عند الأم لأطفالها

بالتأكيد طالما يوجد أناس بهذا المنطق والتفكير والتعامل مع الأبناء فهذا الأمر له أسباب جعلت الأم تتصرف بهذا الأسلوب المتملك والأناني، ولنتعرف على الأسباب في ما يلي:

  • الأم المدللة منذ صغرها إن التدليل الزائد منذ الصغر من أسوأ الأمور التربوية الخاطئة، والتي تجعل الطفل يشعر بأنه يمتلك أو يتحكم في العالم، وفي حال كون الأم مدللة منذ صغرها سواء من أبيها أو أمها فذلك الأمر يجعل منها عندما تكبر شخصية متملكة لكل شيء ترغب في أن تحصل على كل شيء فتتعلق بأبنائها بشكل مرضي ولا تمنحهم حرية أنفسهم.
  • الأم التي حرمت من الحنان منذ الصغر القسوة الزائدة نتيجتها شخص مريض نفسياً لا يستطيع التحكم في انفعالاته، لذلك فالأم التي لم تحصل على الحنان منذ طفولتها ولا حتى بعدما كبرت وتزوجت لم تحصل على الحنان من زوجها ولا من أقاربها، يمكن أن تشعر بعدما يصبح عندها أبناء بأنهم كل شيء لها في الكون، ولكن ليس ذلك هو الأمر السلبي، لأن السلبية هنا تنتج عن حمايتها الزائدة لهم وخوفها الزائد عليهم والذي يحرمهم من التصرف بطبيعتهم مثل باقي البشر.
  • الأم المتسلطة يعتبر التسلط من أسوأ أساليب المعاملة التي يمكن أن يعاملها الآباء للأبناء، فالأم المحبة لتملك أطفالها أحيانا تكون أم متسلطة بدرجة كبيرة على أفعال أبنائها وحركاتهم وسلوكياتهم، الأمر الذي يجعلها تعاقبهم كثيراً على كل صغيرة أو كبيرة أو إجبارهم على أمور معينة مثل إجبار الأم طفلتها على ارتداء نوع معين من الملابس أو إجبارها على أن تأكل صنف معين من الطعام وغيرها من الأمور.
  • أسباب متعلقة بأمراض نفسية قد يكون حب التملك ناتج عن إصابة الأم بمرض نفسي معين أو أنها كانت طبيعية قبل ذلك ولكنها عندما تعرضت لحادث نفسي أثر عليها وأصابها بمرض من الأمراض التي سوف نذكرها الآن والتي تجعلها محبة للتملك بدرجة كبيرة، ولا تستطيع حينها الشعور بأنها مخطئة ومن هذه الأمراض مرض الوسواس القهري، أو مرض ثنائي القطب، أو اضطراب الشخصية أو اضطراب وهمي أو الإصابة بالمتلازمة الدماغية العضوية.

علامات حب التملك عند الأم

يجب أن نعرف علامات حب التملك عند الأم حتى يستطيع الأبناء معرفة ذلك الأمر أو مساعدة أمهم على الشفاء وذلك في حالة كون الأبناء كبار أو يستطيعون مساعدتها على الشفاء، ومن هذه العلامات:

  • الغيرة الشديدة من الأم على أبنائها ولا نقصد هنا الغيرة الإيجابية أو التي تحدث بشكل طبيعي لحماية الأبناء من المخاطر، ولكن المقصود هنا هو الغيرة السلبية التي تتسبب في أذى للأبناء عندما يكبرون ويتزوجون، مثل غيرة الأم من زوجة ابنها ومحاولتها التفريق بينها وبين زوجها، أو غيرة الأب الشديدة على ابنته المتزوجة ومحاولته التفريق بينها وبين زوجها، أو غيرته الشديدة عليها إن كانت لا تزال عزباء فيمنعها من الزواج وما إلى ذلك من الأمور الغريبة والخطيرة.
  • عدم احترام رغبة الأبناء وهنا لا تنتبه الأم مطلقاً إلى رغبى أبنائها أو ما يحتاجونه بل كل ما تفكر فيه هو رغبتها في أمر ما بخصوص الأبناء وتنتظر تحقيق ذلك الأمر أو رغبتها في منع أبنائها من شيء ما يكون من حقهم وغير ذلك من عدم احترام الرغبات، كما يتمثل عدم الاحترام أيضاً في إهانتها لهم أو ضربهم وهم صغار، فهي تعطي لنفسها الحق في ضربهم طالما أنها تحبهم أو تخاف عليهم.
  • استخدام التهديد للأبناء سواء كانوا صغار أم كبار أسلوب التهديد تلجأ له الأم المتسلطة والمحبة للتملك والأنانية بشكل كبير، لأنها تعتقد أنهم إن لم يقوموا بما أمرتهم به فهم مخطئون ويستحقون التهديد والعقاب، الأمر الذي يجعل أبنائها يعيشون في رعب وقهر وعندما يكبرون فإنهم ينفرون منها ويبتعدون عنها.
  • التحكم في الأبناء مادياً أو معنوياً غالباً يكون أسلوب السيطرة هو أحد أساليب حب التملك عند الأم، فتعمل الأم على السيطرة عليهم معنوياً وعاطفياً أو جسدياً من خلال أمرها لهم بأن يقوموا بأعمال تستحق مجهود بدني كبير مثل القيام بمجهود بدني يتطلب يوم كامل بدون راحة وهكذا،
  • الأم المزاجية أحيانا يكون تقلب المزاج علامة من علامات حب التملك عند الأم، وتصاب الأم المزاجية بالغضب والتعصب لأتفه الأسباب وقد تنفعل انفعال كبير يؤدي بها أي الضرب أو الصراخ أو معاقبة الأبناء بطريقة سلبية، ويمكنها أن تنفعل أيضاً في حالات مثل تأخر الأبناء خارج المنزل لمدة عشرة دقائق مثلا.

علاج حب التملك عند الأم

في الحالات الشديدة من حب التملك عند الأم ينبغي عليها الذهاب إلى طبيب نفسي وإن لم توافق على ذلك أن يأخذها الزوج أو أحد أبنائها الكبار، أو أحد الأقارب أو الأصدقاء والعمل على إقناعها بالعلاج الذي سوف يحسن حياتها للأفضل ويزيد من حبها لأبنائها ومن حبهم لها، بالإضافة إلى الطرق العلاجية التالية:

  • مراقبة الذات ومراجعة النفس على كل تصرف أو الفعل والبعد عن الأنانية وحب الذات وعدم الاعتراف بالخطأ، بل يجب التعامل مع النفس كأنها شخص آخر يرى نفسه من مكان بعيد وينظر لها ويقيمها ليتخلص من عيوبها.
  • الرجوع إلى الله إن كانت الأم مقصرة في العبادات الدينية والصلوات الخمسة، فينبغي عليها الانتظام على الصلاة وقراءة القرآن وقول أذكار الصباح والمساء والنوم حتى تطرد الشياطين التي تتسبب في كل ما هو شر أو خطأ.
بذلك فقد تكلمنا عن حب التملك عند الأم وعرفنا أسبابه وتعريفه وعلاماته وطرق علاجه، وعلى كل أم أن تحرص على رعاية أبنائها وتقويم سلوكهم وحمايتهم بما يرضى الله وبما يكون مفيد وصحي لهم والعمل على حبهم الحب الحقيقي لا الحب الأناني الذي يخدم مصالح النفس فقط.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ