كتابة :
آخر تحديث: 05/12/2021

ما هو حب الذات؟ وكيفية الوصول إليه؟

يعتبر مصطلح حب الذات من المصطلحات الهامة للغاية في كل من علم النفس وعلوم التنمية البشرية والذاتية، كما أن هذا المفهوم يفسر بشكل خاطئ عند الكثيرين حيث يكون مرتبط في أذهانهم بالأنانية.
أن يحب الشخص ذاته ليس معناه أن يكون أنانيا أو غير محبا للآخرين بل يكون الشخص مستوعبا لذاته بكل ما فيها من عيوب ومميزات، ومحبا لتنفسه في حالات الفشل والنجاح، وفي حال كان إنسانا طيبا أو شريرا، ومتقبلا لذاته في كل أحوالها ومحبا لها وعطوفا عليها عند الإخفاق في أمر ما في الحياة أو الشعور بشعور سلبي أو مؤلم، وفي نفس الوقت يكون الشخص محترما لذاته وللآخرين لأنه يعتبر الآخر قيمة مثله، وأنهم قادمين لهذه الحياة من نفس المصدر أو الخالق.
ما هو حب الذات؟ وكيفية الوصول إليه؟

ما هو حب الذات؟

حب الذات هي:

  • حالة شعورية يكون فيها الشخص محبا لذاته أو لنفسه في جميع الحالات والأحوال، وفي نفس الوقت يسمح لنفسه بأن يختبر كل المشاعر السلبية والإيجابية في الحياة من مكان حب أو قبول وليس من مكان كره أو غضب تجاه الذات أو الآخرين.
  • تأتي هذه الحالة الشعورية أو حالة الوعي من خلال العديد من الممارسات النفسية والعقلية والروحية، والتي يقوم بها الشخص ليصل إلى تلك المرحلة المتقدمة جدا من الوعي، والشخص الذي يصل لتلك المرحلة يكون متقبلا لعيوبه ولمميزاته.
  • ويسعى لتطوير ذاته بكل حب واحترام من أجل التطور في الوعي، واختبار حالة وعي جديدة، لأنه يعلم كل العلم أنه كلما ترقى روحيا ونفسيا وعقليا فإنه بذلك يقدم أفضل خدمة لنفسه وللكون.

أهمية حب الذات

  • ويكون في منزلة المجاهدين ولكنه ليس مجاهدا في ساحة الحرب بل مجاهدا لنفسه الأمارة بالسوء واللوامة، وهو جهاد أعظم من الجهاد الأول عند الله.
  • الشخص المحب لذاته هو الشخص الذي يريد أفضل شيء لنفسه في الحياة، لأنه يعلم أن الله كرمه على سائر المخلوقات، وأن السعادة أو الغنى أو الحياة الكريمة ليست خيانة للآخرين أو المحيطين به الذين لا يرغبون في التطور، ويرون أن حب النفس أنانية.
  • بل يتخطى هذا الشعور وهذه المعتقدات والأفكار عن حب النفس، ويمضي في طريقه للتطور والحب والسعادة والحرية.
  • مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الشخص يكن كل الحب والاحترام للآخرين المحيطين من حوله، ولا ينظر لهم نظرة استعلاء أو احتقار بل يرى نفسه والآخرين واحدا أو لا شيء بدون الله.
  • وأن الله هو الذي أوجدهم في تلك الحياة ليؤدي كل منهم دوره في تطور الآخر، وليس معنى ذلك أنه في حال وصل أي شخص منهم لدرجة وعي مرتفعة عن الآخر فإن ذلك بسبب تميز هذا الشخص عن البقية.
  • وإنما لكل شخص توقيت إلهي يحدده الله عز وجل ليصل الشخص فيه إلى هذه المرتبة المتقدمة من الوعي وهي الحب غير المشروط للذات.
  • والشخص الذي يكون في تلك المرحلة يكون واعيا بقول الله تعالى في كتابه العزيز: " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ".

كيفية الوصول إلى حب اللامشروط؟

  • في البداية يجب العلم أن حب الذات درجة من درجات الوعي الإنساني، والتي تحدث عنها بالتفصيل الدكتور ديفيد هاوكنز في كتابه الشهير تجاوز مستويات الوعي.
  • والذي قال فيه أن البشر ليس جميعهم على نفس درجة الوعي، والتي تحدد نظرة الشخص لذاته وللآخرين والخالق نفسه.
  • وقال هوكينز في كتابه أن هناك مستويات وعي دنيا ومتوسطة ومتقدمة، وتبدأ المستويات المتقدمة على هذا السلم من 500 حيث تمثل هذه الدرجة الحب.
  • ثم تليها الدرجة 540 وهي الحب اللامشروط أو السعادة والبهجة، والتي إن وصل لها الشخص يشعر بالسعادة والحب والفرحة والحرية.
  • ويكون محبا لذاته وللآخرين دون قيد أو شرط، ومحتضنا لذاته وللآخرين في كل الأحوال والحالات.

وللوصول لتلك المرحلة يجب القيام بالآتي:

أولا: التحرر من المشاعر المنخفضة

  • إذا نظرنا إلى سلم هاوكنز نجد أنه توجد مستويات وعي دنيا، والتي تمثل المشاعر المنخفضة أو السلبية، مثل العار والتأنيب والخوف والغضب والكبرياء والحزن أو اليأس، وفي الكتاب يتحدث ديفيد هاوكنز عن كيفية التحرر من تلك المشاعر المنخفضة.
  • وذلك من خلال قبول الذات أثناء الشعور بتلك المشاعر، وتسليم هذه المشاعر للإرادة الإلهية بكل حب، وطلب العون من الله للتحرر من تلك المشاعر.
  • كما أضاف ديفيد هاوكينز أن الإنسان يغرق في تلك المشاعر المنخفضة بسبب مقاومتها له أو نكرانها أو رفضه لذاته عند الشعور بها.
  • ولذلك يقول هاوكنز أن أفضل أمر للتحرر من هذه المشاعر هو تفعيل المراقبة الذاتية عند الشخص.
  • وذلك من خلال الانتباه جيدا لتلك المشاعر أثناء الشعور بها دون إصدار أي حكم عليها أو القيام بمقاومتها أو رفضها.
  • وعند القيام بذلك ستختفي هذه المشاعر من تلقاء ذاتها أو لن يكون لها أثر أو سيطرة على النفس بل سيكون الشخص هو المتحكم بها.
  • وذلك من خلال عدم رفضها أو مقاومتها لأن الرفض هو السبب الرئيسي في الشعور بالألم والمعاناة عند البشر.

ثانيًا: نظام المراقبة عند الإنسان

  • كما يقول هاوكنز أنه نظام المراقبة عند الشخص لن يقوم بالوظيفة الموكلة له منذ الوهلة الأولى لتفعيله من قبل الشخص.
  • بل يحتاج إلى استمرارية وإرادة قوية من قبل الشخص حتى يقوى هذا النظام، ويصبح أمر طبيعي في حياة الشخص.
  • ويصبح الشخص وقتها يرى أن أي حدث سلبي أو غير جيد يحدث له بالخارج ما هو إلا انعكاس لمشاعر ومعتقدات سلبية موجودة في داخله.
  • وحان الوقت لتحريرها من خلال مراقبة تلك المشاعر تجاه هذا الموقف، وتسليمها لله أولا بأول مع قبول وحب النفس أثناء اختبار تلك المشاعر.
  • ومع الوقت سيصبح الشخص متصالحا مع ذاته عند عيش تجربة مؤلمة أو مفرحة أو مروره بموقف إيجابي أو سلبي.
  • كما أن تفعيل نظام مراقبة الذات هو المفتاح الأول لعيش الشخص في اللحظة الحالية أو الحضور في اللحظة.
  • وهو أمر غاية في الأهمية حيث يكون الشخص مركزا على ما يقوم به حاليا أو يعيشه في اللحظة الحالية دون التعلق.
  • أو الشعور بالألم من الماضي أو الخوف من المستقبل، لأنه يكون مسلما أمره لله خيره وشره.
  • ويعرف أن كل ما سيمر أو مر به هو خير من عند الله مهما كان هذا الأمر، وأن الله سيوفقه دائما للخير ولن يضيعه أبدا.

ثالثًا: التوقف عن مقارنة الذات مع الآخرين

  • من أكثر الأمور التي تجعل الشخص كارها لذاته أو غير متقبلا لها هو قيامه بمقارنة نفسه مع الآخرين في كل شيء في الحياة، وهذا ما يقال عنه عدم الرضا عن الذات أو عن إرادة الله في هذا الشخص.
  • ومن ثم تتولد لدى الشخص مشاعر الكره والحقد والغضب والحسد تجاه الآخرين في حال نجحوا في أمر ما في الحياة أو تفوقوا عليه في أمر معين، وهو ما زال في نفس المكان أو النقطة ولم يحرز تقدما في حياته، وعند التوقف عن ممارسة هذا الأمر الشنيع يبدأ الشخص يتحرر من مشاعر الكره والبغض.
  • ويسمح لنفسه برؤية ذاته بشكل جديد، ويبدأ في تسليم إرادته لله، ويسعى لتطوير ذاته وحياته من منطلق أنه إنسان كرمه الله سبحانه وتعالى، وأوجده على هذه الأرض من أجل رسالة ما، وأن كل شخص في هذه الحياة هو أيضا قادم على الأرض لتأدية دور معين.
  • فلا داعي أن يقارن ذاته بالآخرين لأنه لن يجني شيئا من هذا الأمر.
كانت هذه بعض الأمور التي توضح مفهوم حب الذات وكيفية الوصول إلى هذه الدرجة المتقدمة جدا من الوعي، وهو ليس بالأمر الصعب بل من الممكن لأي شخص أن يصل لتلك المرحلة طالما أن نيته صافية وخالصة لوجه الله عز وجل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ