كتابة :
آخر تحديث: 19/09/2021

ما حق الاطفال على الوالدين؟

من عوامل الشريعة الإسلامية شمولها لكل جوانب الحياة، بما في ذلك الأحكام المرتبطة بالأسرة، لذا فقد أتت بأحكام عامة وكافية لكل أفراد العائلة، وأوضحت حق الاطفال على الوالدين والواجبات التي يجب أن يتمتع تقدمها الأسرة لهم، وحقوق الوالدين على أطفالهم.
العائلة تعتبر النظام الذي وضعه الإسلام منهجًا للتناسل، وقد حدد حقوقًا وواجبات لكل أفرادها، بما في ذلك حق الاطفال على الوالدين، والتي ستتم مناقشتها لاحقًا.
ما حق الاطفال على الوالدين؟

حق الاطفال على الوالدين

اختيار الزوج المناسب:

  • لابد من انتقاء الزوج /الزوجة الملائمة (الصالح/الصالحة) حتى يتمكن كل منهم من أداء واجباته نحو أبنائه بطريقة ترضي الله سبحانه وتعالى.
  • يضع القانون عدد من الأسس للرجال لمساعدته في انتقاء الزوجة الصالحة ويركز على انتقاء النساء المتدينات، حيث قال سيدنا محمد (صلّى الله عليه وسلّم):

(تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ).

بمعنى أن ينتقل الرجل الزّوجة التي تربي أطفاله تربيةً صالحة، كما يجب أيضًا على الزوجة انتقاء زوجاً يرضى عنه الله ليكون أباً لأطفالها ولابد أن يكون متدينًا وذو خلق كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم):

(إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ).

  • قال معظم العلماء أن الله يعاقب الرّجل الذي يقوم بالزواج من امرأة يعلم أنها لا تقدر على تربية أطفالها تربية حسنة.

اختيار اسم يناسب الطفل:

  • إذا تم الاتفاق على تحديد اسم المولود الجديد قبل الولادة، فلابد أن يختار الوالدان اسمًا جميلًا له الحق في الحياة.
  • لقد أعطى الناس قبل الإسلام الحق في إعطاء أرواح أبنائهم لآبائهم أو إخوانهم الأكبر سنًا، وعندما يحرم الإسلام هذا النوع من السلوك، فإنه لا يعطي الحق في إزهاق أرواح الناس لأحد، مما يجعل القتل أمرًا مميتًا وخطيرًا، وجريمة.
  • قال الله تعالى في كتابه:

(وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا).

حقوق الأطفال بعد ولادتهم

توجد الكثير من حقوق الأطفال على والديهما، وهي كما يلي:

العدل بين الأطفال:

قال سيدنا محمد (صلّى الله عليه وسلّم):

(اتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا في أَوْلَادِكُمْ).

يجب عدم الانحياز لأحد الأبناء عن الأخر، مثلما كان يفعل أهل الجاهليّة؛ حيث كانوا يُفضّلون الأبناء الذكور على الأبناء الإناث، ويشعر بالضجر أحدهم إذا علم أن المولود أنثى، كما قال الله تعالى في كتابه:

(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ).

لكن عندما ظهر الإسلام أمر بالعدل بين الأبناء كلهم وقام الأسلاف بتطبيق هذا على الوجه الأكمل، إلى أن صاروا يعدلون بين أبنائهم في القُبْلة، بسبب التفريق بين الأطفال يزرع بينهم الحقد والبغضاء والكراهية بينهم.

التّربية الحسنة أساسها التّوحيد بالله والإيمان به

  • وعد الله أن الذين يربون البنات تربية حسنة سوف يصبحون ستراً وأيضًا حجاباً له من النار وهذا ما أكده سيدنا محمد (صلّى الله عليه وسلّم):

(منِ ابْتُلِيَ مِنَ البَنَاتِ بشيءٍ، فأحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ).

  • الشّرع خص الإناث في ذلك الحديث على اعتبار أنهم يقمن بتربية أولادهن، حيث يتوبوا مسؤولية تّربية الذكور والإناث معًا.
  • لذلك أجر الأباء والأمهات على تربية أطفالهم لا يتوقف بموتهما، لكن يدوم هذا الأجر حتى بعد الممات، وذلك استنادا لما قاله الرسول (صلى الله عليه الصّلاة والسّلام):

(إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).

  • وأيضًا كما جاء في حديث الرسول (صلّى الله عليه وسلّم)

(كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ).

انتقاء الاسم الحسن

  • يجب أن يحرص المسلمين على تسمية أولادهم بأسماء الرسل والصالحين فهذا جعل صاحب الاسم يقتدي بهم، وهذا ما جاء في الحديث الشريف -صلى الله عليه وسلم:

(وُلِد لي غلام الليلة، ودعوته باسم أبي إبراهيم).

  • يحظر تسمية الأبناء بأي اسم يشير إلى معصية الله سبحانه وتعالى والشرك به، فمن الأفضل الابتعاد عن الأسماء التي تحمل المعاني القبيحة التي تدل على الذكورة.

نسبة الأطفال إلى والديهم

بالزواج، أو حتى الإقرار، أو الإثبات تجب النفقة للذكور حتى بلوغهم عمر البلوغ، وحتى تتزوج الإناث، وتعطيهم حق الميراث عقب موت والديهم، كما يجب احترامهم الأبناء وتقديرهم، إلى أن يتعلموا أن يحترموا أنفسهم.

التعاطف معهم

مداعبة الأبناء وهذا استنادًا لما جاء في حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم):

(رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم كان إمام على الناس وأمام بنت أبي العاص فهي ابنة السيدة زينب ابنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تجلس على عاتقه، فإذا قام بركوع ووضعها، أما إذا رُفع عن السجدة رجعها).

بالإضافة إلى تعليمهم العلوم الدينية والعلمانية.

الرضاعة من الأم

من رفضت إرضاع ولدها مع أنها قادرة على هذا، فهي تأثم على حكم الشرع، وإذا طلقت وجب على والد الطفل أن يدفع مقابل إرضاع ابنهما.

حضانة الأطفال

الغرض منه هو تأمين ما يطلبه الطفل؛ أن يكون قادرًا على أن يحيل حياة طبيعية مع والديه، وأن يغذيه كي يقوى جسمه، ويؤمن له الرعاية الصحية الملائمة، وينمي قدراته العقلية حسب عمره.

غرس العقيدة السليمة في الأطفال

الإلحاح على الصلاة، وتلاوة القرآن، والعمل الصالح، وتعليم الفتيات المبادئ التي تعينهن على النمو مثل شؤون البيت، والتعليم، وحقوق الزوج، وأصول الستر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، انتقاء الأصدقاء المناسبة لهم بالإضافة إلى المدارس الملائمة لهم.

أهمية إعمال حقوق الأطفال والوالدين:

  • عمل الإسلام على تنظيم حق الاطفال على الوالدين عن طريق تحديد حق الآباء على أولادهم منذ بداية ولادتهم، وقد ذكر ذلك الحق في القرآن والأحاديث النبوية.
  • فإذا حرص الوالدين على تربية أطفالهما فالنتيجة هي خير الأبناء الذي يؤدي إلى خير المجتمع.
  • تحقيق المنافع لهم ودفع الأذى عنهم، الأمر الذي ينعكس على المجتمع، بالإضافة إلى ضرورة فهم متطلبات الأطفال الملائمة لعمرهم، وبما ينمي عقلهم، صحتهم الجسدية والمعنوية والتعليمية.

مفاتيح تربية الأطفال

هناك العديد من الوصايا والتوجيهات للوالدين في شأن تربية أطفالهم، ومنها ما يلي:

  • صلوا من أجلهم من أجل الخير والبر والإرشاد.
  • يرى الأطفال مثالًا جيدًا أمامهم من آبائهم، لذلك سوف يساعدهم في طريقهم.
  • الشفقة على الأطفال والرحمة بهم والشفقة عليهم، وهو سبب رئيسي في حماية الأطفال من الانحراف.
  • العدل بين الأطفال.

أدرك الباحثون أن مسؤولية رعاية الطفل لا يتولاها شخص واحد فقط، واهتموا بدور الآباء والأجداد وأزواج الأم في التربية السليمة للطفل

تثبت الدراسات الحديثة أن الحياة الاجتماعية التي يحبها الأبناء أكثر تعقيدًا وأيضًا ثراء مما كنا نعتقد.

أدرك الباحثون حق الاطفال على الوالدين والدور الكبير الواجب تحمله عند رعاية الأطفال لا يتحملها فرد واحد فقط، بل يستند إلى دور الأب والجد والأمهات في التربية الصحيحة للأطفال.

وأخيرًا من حق الاطفال على الوالدين الحنان والتعاون أصبحا صفات واجبة على الأطباء عند تربية أطفالهم، أثبتت دراسات كثيرة تغيير تصورنا لأهمية دور الآباء في تكوين شخصية أطفالهم منذ الصغر، فذلك يتعارض مع الصور النمطية عن الآباء والأنواع الاجتماعية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ