كتابة :
آخر تحديث: 27/03/2022

ما هي طرق تجنب الضغط النفسي؟

عند الحديث عن طرق تجنب الضغط النفسي يجب في البداية أن نعرف ما هو الضغط النفسي، إنه نوع من أنواع القلق النفسي الشديد الذي يؤثر على سلوكيات الإنسان بشكل كبير، وهذا القلق قد يكون بسبب ضغوطات مادية أو أسرية أو توقع حدث سلبي أو غيرها من العوامل التي تشكل ضغطاً نفسيا كبيراً على صاحبها، ولكن كيف يمكن للإنسان أن يتجنب الضغط النفسي، في نفس الوقت الذي يتحتم عليه مواجهة المواقف الحياتية الضاغطة إليكم التفاصيل.

طرق تجنب الضغط النفسي

الضغط النفسي من الأمور الشائعة جداً خاصة في العصر الحديث، حيث تشابك وسائل الاتصال بين الناس وتباين المصالح وتشعب العلاقات وتعارضها مما يجعل الصراع بين الناس أكثر حدة وأكثر تنوعاً عن ذي قبل:

  • وهناك مجالات يكثر فيها الضغط النفسي مثل مجال العمل أو المجال المهني، والمجال التعليمي والمجال الأسري والعلاقات المتبادلة داخلها، والمجال الاقتصادي بشكل عام وطرق الإنفاق والادخار، وسنحاول في تلك المقالة مساعدتك عزيزي القارئ على التعرف على أفضل الطرق لتجنب الضغط النفسي في تلك المجالات.
  • وقبل البدء في شرح تلك الطرق علينا في البداية التعرف على معنى الضغط النفسي مع العلم بأن هذا التعريف لا يخص المختصين بعلم النفس ولكن نحاول تبسيط المعلومات لغير المتخصصين في المجال النفسي.

من أين ينشأ الضغط النفسي؟

ينشأ الضغط النفسي من التعامل الخاطئ مع موقف معين يتطلب استجابة معينة، والشعور بأننا لا نستطيع التحكم في مجريات الأحداث التي تجري بحياتنا، وتشمل:

  • فمثلاً الطالب الذي يجبر على دراسة مادة تعليمية لا يرغب في دراستها ولكنه مجبر على دراستها بفعل الاستجابة لرغبات الشخصية الوالدية مثلاً، فإن طالب العلم في هذه الحالة تواجهه مشاعر الضغط النفسي بسبب شعوره بأنه لا يستطيع التحكم في مقدراته التعليمية.
  • ونفس الأمر بالنسبة للزوجة المجبرة على العيش مع زوج لم تختاره ولكن أجبرت على القبول به تحت ضغط تقدمها في العمر مثلاً، فتصرفها الخاطئ وشعورها بأنها لا تستطيع السيطرة على مجريات حياتها في اختيار شريك الحياة يعتبر ضغطاً نفسياً.
  • والشعور بعدم التحكم وفقد السيطرة في حياتنا له درجات، فهو يتدرج من المواقف العابرة التي تحدث في الشهر مرة أو مرتين، إلى عدم التحكم الكامل في أهم قرارات الحياة وعدم السيطرة عليها.

الجميل في الضغط النفسي

  • الجميل في الضغط النفسي أنه بعد فهمه وفهم مصدره وكيفية التعامل معه يختفي تماماً ولا يعاني منه الشخص مطلقاً بعد ذلك.
  • لأن الضغط النفسي في النهاية هو فهم خاطئ ومغلوطات دخلت في فكر ونسق الانسان، فإذا ما صححها الإنسان فإنه يشعر بتحسن كبير يرجع إلى الشفاء التدريجي الذي وصل إليه.
  • فهذا طالب العلم الذي أجبر على دراسة مجال دراسي معين، سيشعر بالشفاء إذا ما فهم كيف يتعامل مع هذا الموقف ويخرج منه بسلام.
  • كذلك الزوجة المجبرة على زوجها ستنتهي مشاعر التوتر والقلق النفسي المصاحبة للضغط النفسي إذا ما فهمت كيف تتعامل مع هذا الموقف ونفذت المطلوب منها.
  • فكثير من الناس مروا بنفس التجربة ورغم ذلك لم يشعروا بالضغط النفسي، فما هو الفارق بين من وقع في نفس المشكلة ولكن هناك من شعر بضغط نفسي خلالها وآخر تعامل معه بحرية كبيرة.

بداية الطريق لتجنب الضغط النفسي

بداية الطريق تكمن دائماً من عندك عزيزي القارئ، فنظرتك أنت للمشكلة تختلف عن المشكلة ذاتها، فالمشكلة تتكرر مع آلاف البشر، فهناك من ينظر لها نظرة عادية فيها تحد وقوة، وهناك من ينظر إليها على أنها كارثة محققة يعجز الإنسان عن مواجهتها، فالبداية بتغيير نظرتك أنت للحياة، ونظرتك أنت للمشكلة، فالمشكلات لم تأتِ لنشعر بالعجز أمامها، ولكنها كتبها الله لنكتشف من خلالها قدراتها مواهبنا الكامنة، فالمشكلات لا تتغير ولكن نظرتنا نحن لتلك المشكلات التي يجب أن تتغير للأفضل، فهذا هو بداية الطريق للشفاء:

النظرة الإيجابية البداية الحقيقية

  • ولكي تصنع النظرة الإيجابية يجب أن تعرف بأن المشكلات لا تأتي لكي نتعذب بها أو نخاف منها، ولكنها جاءت لكي تعطينا إشارات تنبه بها قدراتنا الكامنة للظهور.
  • ولنا مثال بسيط جداً في هذا الشأن فعندما تقوم بقيادة سيارتك في الشارع وتقابلك مطبات في الشارع، فكيف ستقابلها؟
  • اكيد لن تحاول علاج المطبات في الشارع وتتوقف بسيارتك لأيام لإصلاح كل مطب وتعتبر وجود المطب في الشارع كارثة محققة، ولكنك ستقوم بقيادة السيارة بشكل مناسب لتجنب الآثار السلبية الناتجة عن المطب.
  • فالحياة هي الشارع ونفسك هي السيارة والمشكلات هي المطب، فستحاول قيادة السيارة أو قيادة نفسك بالشكل المناسب.
  • ومن هذا المثال نتعلم أنه ليس من الضروري السيطرة على الشارع بكل عناصره، وكذلك أنت لا يجب عليك السيطرة على كل مقدرات الحياة، فهذا الأمر خارج عن سيطرة أي إنسان، ولكن عليك السيطرة على نفسك فقط.
  • وأكيد لن نصعب قمة الجبل في خطوة واحدة، ولن نتمكن من قيادة أنفسنا بمهارة من أول وهلة، ولكننا سنقوم بتدريب أنفسنا جيداً حتى يكون الأمر متدرجاً.

كافئ نفسك في كل مناسباتك

  • نعم عزيزي القارئ يؤكد علماء النفس على أهمية تقدير الذات ومكافئتها على أي مجهود صالح تبذله، ولا تعتبر بأن النجاح أمرأ روتينياً، بل احتفل بالنجاح في ابسط الأشياء كل مرة كأنك تقوم بها لأول مرة.
  • ولا تفقد شغفك ولهفتك على المكافئة التي تعدها لنفسك مهما كانت المكافئة بسيطة، حتى لو كانت المكافئة مشروباً دافئاً تعده لنفسك بنفسك كمكافئة على عمل نافع قمت به.
  • حتى لو كانت المكافئة مكالمة جميلة تقوم بها مع شخص تحبه وتقدره، أو حتى عمل زيارة جميلة مع أحد أقاربك المقربين الذين تستمتع بالجلوس معهم.
  • والنصيحة الأهم أن تقوم بالطبطبة على نفسك وتقديرها وتكريمها حتى وإن لم تجد من يقوم بذلك فأنت أولى بتكريم نفسك من أي شخص آخر، فكثير من الناس يقومون بتحقيق أهدافهم بسرعة دون قيامهم بمكافئة أنفسهم ومكافئة أحبابهم على ما يقومون به من أعمال.

محاولة عمل فاصل نفسي وعملي

  • نعم عزيزي القارئ فهناك فاصلاً يجب عليك القيام بصناعته والتدريب عليه لتحققه في أي وقت تريده، هذا الفاصل تتدرب فيه على عدم التفكير بموضوع معين في وقت معين، فليس كل الأفكار تصلح لكل الأوقات، ولكن هناك نوع من الفواصل التي يجب عليك القيام به لحماية نفسيتك من الضغوط النفسية.
  • والفاصل مثل قيامك بأخذ أجازه حتى ولو ليوم واحد لكي تقوم بعمل استراحة تستطيع بعدها جمع نفسك ومواصلة المسير بشكل سليم.
  • فإن رسول الإسلام محمد قال في أحاديثه أن لبدنك عليك حقاً، صلى الله عليه وسلم، وتنفيذا لتعاليمه السامية عليك تتعلم متى وكيف تريح نفسك وبدنك بقرار حاسم لا يقبل المساومة.
وختاماً... فإن الحديث عن طرق لتجنب الضغط النفسي لا تسعه مقالة واحدة من كاتب واحد، بل يجب أن تعلم عزيزي القارئ أنك أنت السر والجواب، أنت المعجزة التي خلقها الله في احسن تقويم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ