كتابة :
آخر تحديث: 18/09/2021

عقوق الاباء للابناء

دائمًا ما يتم الحديث عن عقوق الأبناء، ولكن الآن لدى الشباب المقدرة على التحدث بحرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن عقوق الاباء للابناء، والذي تزايد الحديث عنه مؤخرًا، وهي من أمراض المجتمع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" وعند الحديث عن مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم، نجد أن هناك الكثير من صور العقوق التي تحدث تجاه الأبناء، والتي لا يرغب المجتمع بالاعتراف بها، في هذا المقال نسلط الضوء أكثر على هذا المصطلح، ومعناه، وصوره.
عقوق الاباء للابناء

صور عقوق الاباء للابناء؟

هناك صورًا كثيرة عندما يتعلق الأمر بعقوق الآباء، والتالي نذكر أهمها:

  • ظلم الأبناء وعدم العدل بينهم:

يجب على الآباء الحرص على عدم التمييز بين أطفالهم، لأن هذا يؤدي إلى الكراهية بين الأطفال والفساد المنزلي؛ لذلك يجب أن يكون الوالدان تجاه معاملتهم مع أبناءهم الذكور والإناث.

  • الامتناع عن الإنفاق على الأبناء:

قد لا يكون الوالدان قادرين على تلبية احتياجات أبنائهم والإنفاق عليهم، أو قد يمتنع عن الأنفاق تمامًا، وقد يميز الآباء فيما بينهم في الهدايا بين الأبناء، مما يتعارض مع ما نصت عليه الشريعة من إعطاء كل فرد حقه.

  • الإهمال في التربية:

لا يعتبر بعض الآباء أن الأبوة هي عمل يقع على عاتقهم، وهي ليست من مسؤولياتهم الإلزامية، لذلك ترى الأب والأم مثقلين بواجبات أخرى ومن ثم يصبح الطفل عاقًا لا يستمع إلى كلام والديه، ولا يخاف منهما، ولا يقدّرهما، ثم يشكو الأهل بشكل مفاجئ مما حدث لأبنائهم.

  • التقصير في التربية والاهتمام:

يعتقد الآباء خطئًا أن دورهم يقتصر على توفير الاحتياجات الأساسية للأبناء من مأكل ومسكن ومشرب، ولا يهتمون بإشباع الاحتياج العاطفي للأطفال الذي يكون بالاهتمام والحب غير المشروط، وهو يؤدي إلى جفاف العلاقة بين الطفل وأهله.

  • حرمان الأطفال من اللعب والتسلية:

اللعب والتسلية والمرح جزء مهم من تطور مهارات الطفل، وعلى الآباء توفير هذه الرفاهيات والاهتمام بسعادة الطفل بشكل لا يضره، وهي خطة تربوية جيدة لها أثرها الطيب على نفس الطفل.

والنبي محمد عليه الصلاة والسلام كان يترك الأطفال يلهون ويلعبون، فقد دخل سيدنا محمد على السيدة عائشة وهي تلعب بالعرائس فتركها، وكان يترك الحسن والحسين يلعبان على ظهره أثناء الصلاة فلا يغضب.

  • الدعاء على الأطفال:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).

وهو نهي صريح عن الدعاء على النفس والأبناء، فقد يكون وقت الدعاء ساعة استجابة ويستجيب الله الدعاء.

كيف يعق الآباء أبنائهم؟

هناك العديد من التصرفات التي يتبعها الآباء، والتي تكون بالنسبة لهم طبيعية وحق من حقوقهم، ولكن في الحقيقة هي طريقة سريعة لخسارة الأبناء.

  • إهانة الأطفال وسبهم:

يمكن لبعض الآباء أن يتصرفوا مع أطفالهم بطرق تؤثر بشكل كبير على تربيتهم وشخصيتهم، فتجد أنهم يلجأون إليهم بكلمات بذيئة من إذلالهم وإهانتهم في أي وقت وأي مكان.

أيضًا بعض الآباء لا يفرقون في اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الأطفال فتجد بعضهم يشتم ويسب ابنه في الخارج أمام الجميع، وهو ما يؤثر على ثقته بنفسه، ويزعزع العلاقة بينه وبين ابنه.

  • الضرب المبرح للأطفال:
    • إن ضرب الأطفال بشكل مبرح وإيذائه له اثر سلبي على شخصية الطفل، وأيضًا على علاقة الطفل بآبائهم، ومن المعروف أن الضرب الخفيف هي عقوبة تأديبية والتي لا ينصح بها حتى طرق التربية الحديثة.
    • هناك بعض الآباء الذين يفرغون غضبهم من الحياة، والعمل، ومشاكل الحياة بضرب الأبناء بدون مبرر، وهو تصرف عواقبه وخيمة، ولن يذوق مرارة هذا التصرف إلا الآباء.
    • أيضًا هو طريق سريع يوصل إلى حائط سد بين الآباء وأبنائهم، فالضرب ليست وسيلة تواصل أو تفاهم، وخصوصًا ضرب الأطفال في سن لا يفهم فيه سبب الضرب، أو على ماذا يُعاقب.
    • يؤدي ضرب الأطفال المتكرر والدائم في جفاء العلاقة بين الطفل وأهله، ومع الوقت يشعر الطفل أن شخص غير مرغوب، ويؤدي إلى مشاكل نفسيه، وتشويه لأجمل علاقة من المفترض أن يعيشها الطفل هو العلاقة بينه وبين أهله.
    • أيضًا الضرب والإيذاء الجسدي طريقة تربية متوارثة، فالشخص الذي تعرض للضرب في طفولته هناك احتمال كبير أن يضرب ابنه، فتتكون سلسلة طويلة لا نهاية لها من التربية الخاطئة والأذى النفسي.
  • عدم احترام آراء الأبناء ورغباتهم:
    • وهو من أكبر مظاهر هذا الظلم الذي يشمل اتخاذ القرارات مكان أبناءهم وعدم احترام رغباتهم.
    • أو تزويج الفتاة بالإكراه دون موافقتها، وحدث أن هناك امرأة اشتكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أباها يريد تزويجها دون رضاها، فلم يقر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الزواج.
    • من أشكال الاستبداد الأخرى هو إجبار الأبناء على اتخاذ مسار تعليمي أو مهني معين، كأن يقرر الآباء أن ابنهم سيدرس الهندسة أو الطب، ويجبراه على ذلك دون الاهتمام برغباته وميوله.
    • أيضًا الضغط على الأبناء للمذاكرة دون احترام حاجتهم للراحة، ودون تفهم مشاكلهم النفسية التي تحدث نتيجة لهذا الضغط، كأن الآباء يريدون أن يحققوا أحلامهم من خلال أبناءهم.

ما هي واجبات الآباء على الأبناء؟

الأبناء هي من أجمل النعم التي ينعمها الله على عباده، ومن طرق شكر النعمة هي الإحسان إليها، التالي نعرفك على مسؤوليات الآباء تجاه أبناءهم:

  • معاملة الطفل بشكل جيد:
    • أثناء تربية الأبناء يجب دائمًا التعامل معهم بفهم وحب وعاطفة ورحمة، عندما يقوم الطفل بفعل سيئ لأول مرة، يجب توضيح أنه سيء.
    • إذا استمر الطفل في ارتكاب الخطأ نفسه مرارًا وتكرارًا، يمكن معاقبة الطفل بشكل مناسب، ومع ذلك لا ينبغي أبدا استخدام الإكراه والضغط.
    • ليس من المناسب تضخيم كل خطأ، والتدخل الفوري، والمعاقبة بشدة، وفضح الخطأ الذي وقع في حضور الآخرين.
    • يجب إخبار الحقائق بأسلوب يمكن للأطفال فهمه من خلال النزول إلى مستواهم، ليس من الصواب ضرب الأطفال لتعليمهم، ومع ذلك من الضروري إعطاء الشعور بأنه يمكن أن يعاقب عند القيام بعمل خاطئ.
  • التعامل برحمة:
    • كان الرسول أرحم الناس بالأولاد، قال النبي: " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
  • التواصل والتحدث مع الأطفال:
    • ورد في حديث آخر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قبل ولده كتب الله عز وجل له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة".
  • المزاح واللعب مع الأطفال:
    • المزاح ولعب الألعاب ضروري لتكوين شخصية صلبة في الطفل لأنها تمنحه الثقة بالنفس، يحتاج الطفل لمن يشبهه في المنزل ويفكر ويتصرف مثله.
    • تظهر هذه الحاجة أكثر في الطفل الوحيد للعائلة، لذلك نصح النبي صلى الله عليه وسلم الآباء في بعض الأحيان بإنجاب أكثر من طفل، كما كان الرسول يمزح مع الأطفال ويلعب معهم.
تختلف وتتنوع أشكال وصور عقوق الاباء للابناء، وهو مرض متفشٍ في المجتمع، وعواقبه وخيمة على الفرد والمجتمع، لذا على الآباء التأكد من أنهم قادرين على تحمل مسؤولية الإنجاب، واحترام النعمة التي رزقها الله لهم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ