آخر تحديث: 18/02/2022
ما هو علم النفس الاكلينيكي؟ وما هي متطلبات وظيفة الأخصائي النفسي؟
علم النفس الاكلينيكي هو أحد فروع علم النفس الذي يدرس الأمراض العقلية التي تؤثر على سلوك الفرد وتصيبه بالعديد من الأمراض النفسية، ويطلق عليه أيضاً علم النفس السريري.
يهتم هذا العلم بدراسة بعض السلوكيات الشاذة أو غير السوية في العلاقات بين الأفراد، ويعالجها فهو علممخصص بالأساس في علاج المشكلات النفسية والاجتماعية المعقدة التي يكون أساسها وجود خلل ما في الدماغ.
المؤسس الأول لهذا العلم هو العالم النمساوي سيجموند فرويد، وكان يعتمد في علاج لهذه الأمراض على التحدث بشكل مباشر مع المريض، وعلى أساس ذلك يتم تشخيص المرض العقلي أو النفسي الذي يعانيه، دعونا نقربكم من الموضوع أكثر على موقعنا مفاهيم.
علم النفس الاكلينيكي
يعود الفضل في ظهور علم النفس الاكلينيكي إلى العالم لايتنر ويتمر:
- جاء العالم الأمريكي لايتنر ويتمر بعد فرويد في علم النفس، وهو أول عالم نفسي افتتح عيادة للأمراض النفسية والعقلية في العالم، في عام 1896م.
- وقام بعلاج الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية بها، خاصة الأطفال الذين يعانون من صعوبة في الفهم والاستيعاب من جرّاءِ تلك الأمراض.
- وهو العالم النفسي الذي أطلق على هذا العلم علم النفس الإكلينيكي في عام 1907م، إذ افتتح هذه العيادة بعد نجاحه في علاج طفل يشكو من صعوبة في النطق والكلام.
- وبعد مرور عشر سنوات على افتتاح عيادته وعلاج الكثير من حالات الأطفال بها الذين يعانون من مشاكل نفسية، قام بتأسيس صحيفة علمية تتحدث عن علم النفس السريري فقط.
- منهج ويتمر في علاج الحالات النفسية الصعبة لم يكن شائعاً في البداية بين أطباء وأخصائي علم النفس في العالم، لكن مع الوقت انتشر هذا المنهج.
- وفي عام 1914م كان هناك حوالي 26 عيادة في الولايات المتحدة تسير على هذا المنهج في علاج المرضى بها.
اختصاصات العاملين في هذا المجال:
- أما بالنسبة للعاملين في هذا المجال فهم يتعاملون مع جميع فئات المجتمع بمختلف أعمارهم، خاصة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية.
- من ضمنها: عدم قدرة الشخص على التأقلم أو التكيف فكرياً ونفسياً مع البيئة المحيطة به، مما يجعله شخصاً منطوياً اجتماعياً، ويختص هذا العلم بعلاج بعض الأمراض النفسية الحادة والصعبة.
- يجب على الأخصائي النفسي أن يجلس مع المريض في بداية رحلة العلاج حتى يتعرف على الأعراض التي يشعر بها هذا المريض، ويستطيع على أساس ذلك تشخيص المرض النفسي الذي يعاني منه.
- هذا بالإضافة إلى عمل بعض الاختبارات النفسية والشخصية لقياس وتقسيم سلوك هذا الشخص، كما تجرى هذه الاختبارات كل فترة خلال مدّة العلاج حتى نتابع حالة المريض باستمرار، ومتابعة مدى تطوره عن طريق تطور سلوكه.
ما متطلبات وظيفة أخصائي علم النفس السريري؟
في البداية حتى يدخل الشخص هذا المجال ليصبح أخصائي في علم النفس السريري يجب أن:
- يحصل على درجة البكالوريوس في علم النفس، ثم الحصول على درجة الماجستير في علم النفس السريري ثم درجة الدكتوراه.
- تعد درجة الماجستير هي الدرجة العلمية الأقل التي يمكن الشخص من خلالها ممارسة هذا المجال من علم النفس، ويحصل عن طريقها على التراخيص الرسمية من الجهة المعنية بالدولة من أجل ممارسة هذا التخصص.
- لكن يفضل أن يكون الشخص حاصلاً على درجة الدكتوراه في هذا المجال من أجل ممارسته، ودرجة الدكتوراه هنا تنقسم إلى شقين أو تخصصين يمكن للشخص الحصول عليهما بعد دراسة الماجستير، وهما: دكتوراه في علم النفس بصفة عامة ودكتوراه في فلسفة علم النفس حيث تركز دراسة الدكتوراه في هذين الشقين على دراسة علم النفس السريري من الناحية الطبية ومن الناحية الفلسفية.
- يكون العاملين في مجال علم النفس السريري متواجدين في معظم الأحيان في الهيئات والمستشفيات الحكومية الخاصة بالعلاج النفسي، أو مراكز التأهيل النفسي والصحة العقلية، ويوجد معظمهم أيضاً في مراكز الشرطة والمؤسسات العسكرية.
تعريفات علم النفس السريري
توجد العديد من التعريفات الخاصة بعلم النفس السريري تختلف باختلاف علماء علم النفس، والنظريات الخاصة به، ومن ضمن هذه التعريفات:
1. تعريف مصطفى كامل
- يعرف علم النفس السريري على أنه أحد فروع علم النفس الذي يعتمد بشكل أساسي على الدراسات والنتائج الخاصة بدراسة فروع علم النفس الأخرى.
- يقوم هذا العلم على فهم تلك الدراسات بشكل منطقي وموضوعي لأجل التشخيص الصحيح للعديد من الأمراض النفسية حتى يتم علاج المريض بطريقة سليمة في أقل وقت بواسطة الأدوية أو الجلسات الإرشادية.
- بالإضافة إلى توعية أفراد المجتمع بالأمراض النفسية والعقلية وأهم أسباب الوقوع بها لتفادي ذلك.
- فهو العلم المختص بتشخيص وعلاج الأفراد من الأمراض النفسية.
2. تعريف جوليان روتر
- عرف هذا العالم علم النفس السريري بشكل أوسع عن المفهوم السابق، إذ قال أنه العلم الذي يتم فيه تنفيذ الأسس والمعايير النفسية التي تعتمد في الأساس على التوافق النفسي للأشخاص التي ترتبط بها معظم المشكلات المتعلقة بالسعادة والراحة، مثل مشاكل عدم الارتياح، والشعور بالإحباط وعدم الرغبة في إنجاز والكثير من الأمور العادية، والقلق التوتر بصفة مستمر ودائمة، بالإضافة إلى عِلاقة الشخص بمن حوله، والضغط الممارس عليها من قبل المجتمع.
- ومن خلال هذا التعريف نرى أنه تم تعريف هذا العلم فيه عمومًا، وهذا التعريف ملائم لبعض العلوم والوظائف الأخرى التي تهتم بضرورة توافق الشخص وانسجامه مع المحيط المتواجد به حتى يشعر بالسعادة، ومن ضمن تلك العلوم علوم الدين والقانون وأخصائي التخاطب، والعاملين في مجال علم الاجتماع.
3. تعريف لويس كامل مليكة
- وصف هذا العالم النفسي علم النفس السريري على أنه علم وتكنولوجيا ووظيفة، فهو علم يرتكز على ثلاث ركائز أساسية، وكل ركيزة منهم تعتمد على جانبين آخرين لهذا العلم وهما تعريف علم النفس ووصف هذا التخصص بأنه أحد فروع علم النفس.
- وتعتمد تلك الركائز الثلاث على هذين الجانبين في تقدمهم وتطورهم، إذ يركز هذا العالم في تعريفه على أن اختصاص علم النفس السريري هو تشخيص المريض وفقا للأعراض التي يشكو منها وليس وفقا للأعراض المكتوبة في الكتب والمراجع.
- ولذلك يختص هذا العلم أكثر بعلاج الأشخاص الذين يعانون شذوذاً ما في سلوكهم، أو الأمراض النفسية والعقلية الحادة والصعبة.
4. تعريف جار فيلد
- يعرف علم النفس السريري هنا على أنه أحد فروع علم النفس التي تهتم بدراسة مدى توافق الفرد مع محيطه الخارجي، وكيفية علاج الخلل الذي يحدث له نتيجة عدم انسجامه وتوافقه مع هذا المحيط.
- يقول هذا العلم أن هذا الاختصاص من علم النفس هو عبارة عن علم ووظيفة في نفس الوقت، وهو يختلف كثيراً عن باقي العلوم والوظائف الأخرى التي تتشابه معه، مثل وظائف الطب والخدمة الاجتماعية.
في الختام، يجب التنويه على أن علم النفس الاكلينيكي هو علم متصل بالفروع الأخرى من علم النفس، ولكنه يدرس ويعالج الأمراض النفسية التي تحدث نتيجة خلل ما في الدماغ، ولذلك تتم ممارسته أكثر على الأمراض الصعبة التي يكون معظمها وراثياً.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_8254
تم النسخ
لم يتم النسخ