علم النفس العصبي، وأهم نظرياته، نشأته الحديثة
نظريات علم النفس العصبي
توجد نظريتان أساسيتان لهذا العلم، الذي يعتقد الكثير من أخصائي هذا العلم عليهما في تشخيص وعلاج معظم الأمراض النفسية، وهما:
أولا: نظرية الفرضية المخية
-
تقول هذه النظرية أن الدماغ هو المصدر الأساسي لسلوك الشخص وتصرفاته، ثم أن الطريقة التي يتم فيها تحديد وظائف المخ أو الدماغ تتم بواسطة علم الفراسة أو المعروف باسم علم الفرينولوجيا.
-
حيث قال بعض علماء التشريح ومن ضمنهم العالمين الألمانيين فرانز جوزيف وسبورزهايم بعض النِّقَاط الهامة في هذه النظرية عندما قاما بتشريح الجهاز العصبي بالجسم.
واكتشفا هذين العالمين أن:
- قشرة المخ تتكون من مجموعة من الخلايا العصبية التي تتصل بما يوجد تحت قشرة المخ، وقاما هذين العالمين بتحديد مناطق المسارات الحركية الهابطة، ووضحا أن الحبل الشوكي بالجسم يتكون من مادتين مختلفتين في اللون أحدهما أبيض والآخر رمادي.
أما العالم بيير فلورنس :
- فقد قام بالعديد من الدراسات العلمية التي تساعده في اكتشاف العديد من المراكز العصبية بالمخ، تحديدا التي يكون وظائف معينة به، وهذه الدراسات العلمية كانت تدرس كل من الدماغ والحبل الشوكي والمخيخ والنخاع المستطيل والأعصاب الطرفية.
- كما قام العالم بيير في أثناء دراسته تلك يقوم بقطع وإزالة بعض أعصاب المخ لمعرفة مدى تأثر المخ أو الجهاز العصبي عند قطع هذه الأعصاب، ومعرفة ما هي وظيفتها.
وبعد إجرائه للعديد من التجارِب والدراسات أثبتت أن :
- المخ هو المنطقة الأساسية في الجسم المسؤول عن كل سلوكيات وإدراكات الشخص، بالإضافة إلى أنه الجزء المسئول عن حفظ المعلومات وتذكرها، وأنه يعتبر مكان الذكاء الذي يستخدمه الشخص في إدارة كل أموره بحكمة وذكاء.
- كما اكتشف هذا العالم أن وظيفة المخيخ بالجسم هو تحرك الجسم بتناغم مع بعضه البعض، واكتشف أن النخاع المستطيل هو الذي يحتوي على المراكز الحيوية بالجسم، وأي إصابة به تؤدي إلى الوفاة، بالإضافة إلى أن هذا النخاع يعمل على توازن الجسم في كافة أوضاعه بشكل سليم.
- كما اكتشف هذا العالم أن الحبل الشوكي بالجسم يعمل على إرسال واستقبال المثيرات من وإلى الأعصاب بالجسم، وقال أن الأعصاب الموجودة في أطراف الجسم هي المسئولة عن استثارة أعصاب الجسم بالكامل.
من ضمن علماء تلك النظرية العالم الفرنسي بول بروكا:
- حيث قام بالعديد من الدراسات العلمية التي استطاع من خلالها اكتشاف الجزء المسؤول عن النطق في المخ، وذلك من خلال قيامه بتشريح مخ شخص متوفى كان فاقد القدرة على النطق مع أنّ سلامة الأعضاء المسئولة عن النطق في الجسم مثل اللسان والفم.
- ومن خلال هذا التشريح وجد بول أنه توجد منطقة في المخ غير سليمة، وتقع في الفص الجبهي الأيسر الثالث F3، التي جعلت هذا الشخص فاقد القدرة على الكلام والنطق.
ثم جاء العالم كارل فرينكي:
- الذي اكتشف بعض الأجواء في المخ التي تكون مسئولة عن وجود لغة الشخص، وكان موقع تلك الأجزاء في التلفيف الصدغي الأول بقشرة المخ T1، وهي المسئولة عن فقدان أو تخزين بعض الذكريات المتعلقة ببعض الكلمات التي سمعها الشخص منذ صغره.
ثانيا: نظرية الفرضية العصبية
توجد بهذه النظرية فرضيتان لكل فرضية منهم دورا واضحا في تطوير وتحديث علم النفس العصبي، حيث تقوم كل واحدة منهما بتفسير وتحليل كيفية عمل الجهاز العصبي بالجسم وتتمثل الفرضيتان في الأتي:
الفرضية الأولى:
- وتسمى فرضية الخلية العصبية وتشير إلى أن الجهاز العصبي بالجسم يتكون من مجموعة من الخلايا التي تتفاعل منع بعضها البعض دون وجود اتصال فيما بينها، حيث تكون هذه الخلايا متباعدة عن بعضها البعض، وذلك وفقا للدراسات العلمية التي قامت بتشريح الجسم البشري واكتشفت هذا الأمر، وعلى الرغم من هذا التباعد إلا أنها تتفاعل منع بعضها البعض للقيام بوظيفة معينة بالجسم.
الفرضية الثانية:
- التي تسمى فرضية شبكة الأعصاب فتقوم على أساس أن الجهاز العصبي بالجسم تكون من العديد من الألياف التي تكون مترابطة مع بعضها البعض مكونة شبكة تقوم بوظيفة معينة، وتعمل بنفس الآلية.
التاريخ المعاصر لعلم النفس العصبي
يرجع تاريخ علم النفس العصبي إلى:
- العالم جون جاكسون هو من وضع الأسس الحديثة لهذا العالم، وقام بتأليف العديد من الكتب والمؤلفات في هذا العالم، التي وصل عددها إلى 300 كتاب وبحث علمي.
- أوضح جون أن الجهاز العصبي بالجسم يتكون من الكثير من الطبقات التي تقوم بالوظائف بشكل تدريجي أو هرمي، كما شهد القرن التاسع عشر الميلادي المزيد من الدراسات العلمية التي أثمرت عن العديد من المعرفة والمعلومات الخاصة بتكوين المخ والوظائف التي يقوم بها.
- كما زادت تلك المعرفة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي حيث كان هناك العديد من الإصابات في الرأس لضحايا تلك الحرب، وظهر بعدها علم النفس السريري أو الإكلينيكي الذي ظهر من خلال علم جراحة الأعصاب والدراسات النفسية وبعض الأجهزة التكنولوجية التي ساهمت كثيرا في دراسة المخ من حيث التركيبة والوظائف الخاصة به مثل الرسام الكهربائي للمخ.
إسهامات العلماء قي وضع الأسس الحديثة لهذا العلم:
- يرى البعض أن أول من وضع الأسس الحديثة لهذا العلم هو العالم راندين هامين، وآرثر بنتون المدرس في جامعة أيوا، ورالف رايتان المدرس في جامعة أنديانا، وكانت تلك الإسهامات التي قدمها هؤلاء العلماء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي.
- حيث كان لكل منهما رأيا معينا في هذا العلم، حيث قام بنتون باستخدام هذا العلم في قياس وتقييم السلوك الخاص بالشخص، وذلك من خلال بعض الاختبارات التي ساهمت في ذلك مثل اختبار وكسلر، كما قام باستخدام اختبار تحديد الموضع من أجل معرفة قدرة الشخص المكانية، ومدى قدرته على اللمس والإحساس بالأشياء التي من حوله.
- وكانت لهذه الاختبارات فضلا كبيرا في التعرف على الوظائف المتعلقة بكل من نصفي المخ الأيمن والأيسر، كما أظهر العديد من الاختبارات الأخرى التي تقيس وتعرف الوظائف الخاصة بكل نصف.
التاريخ الحديث لهذا العلم:
- قد ظهر في روسيا على يد بعض العلماء هناك مثل بافلوف ولوريا اللذان عملا على تقييم معرفة وظائف المخ من خلال تحديد مكان الإصابة بالمخ التي تحدث خلل نفسي ما بالجسم، ودراسة الوظائف الخاصة بالأعصاب أو الخلايا الموجودة بتلك المنطقة في الجسم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_8212