كتابة :
آخر تحديث: 21/01/2020

فوائد التأمل العقلية والصحية

كثيراً ما نسمع في عصرنا هذا عن طرق للتخلص من التوثر وضغوط الحياة، ومن بين ما نسمع عنه كثيراً فوائد التأمل على الصحة وعلى العقل، رغم أنها ممارسة شائعة حديثاً إلا أنها من الممارسات القديمة. يمكنك استخدامه لزيادة الوعي بنفسك ومحيطك. كما يستخدم الأشخاص هذه الممارسة لتطوير عادات ومشاعر مفيدة أخرى، مثل المزاج والتوقعات الإيجابية والانضباط الذاتي وأنماط النوم الصحية وحتى زيادة تحمل الألم. تابعوا لمعرفة المزيد عن هذا العلاج النفسي.
فوائد التأمل العقلية والصحية

محتويات

فوائد التأمل

التركيز

في هذا العالم سريع الحركة، ومع وجود العديد من مناطق الجذب السمعية والبصرية من حولنا، يصعب أحيانًا الحفاظ على التركيز على مهامنا. التأمل يغير موجات ونشاط الدماغ. وفي تجربة أجراها الدكتور جون كبات زين، من كلية الطب بجامعة ماساتشوستس، طُلب من 25 شخصًا تعلم التأمل وتم اختيار 16 آخرين كمجموعة مراقبة. تم إجراء فحوصات الدماغ 3 مرات. قبل الاختبار، وبعد ممارسة التأمل لمدة 8 أسابيع، وبعد 3 أشهر. أظهرت البيانات أن الأشخاص تحسنوا من ثباتهم في الانتباه والقدرة على الحفاظ على التركيز دون هفوات متكررة، بنسبة تقارب 40٪.

الحد من التوتر

التأمل يجعلنا نخرج من همومنا اليومية. إنه يعطينا فرصة لأن نكون وحدنا، دون أن نكون متاحين للآخرين. العلامات الجسدية للإجهاد ناتجة عن إطلاق هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول والحفاظ على مستويات عالية منه. يسبب الإجهاد زيادة في معدل ضربات القلب والعرق ومعدل التنفس وتضييق الشرايين. التأمل يقلل من تنشيط الجهاز العصبي الودي الذي يقلل من مستويات الهرمون، والذي بدوره يوسع الأوعية الدموية ويساعد على تخفيف التوتر.

التخفيف من التهيج

عندما يزعجنا كل شيء من حولنا أشخاص وأحداث، يعتبر التأمل الملاذ الآمن والصحي لتهدئة النفس وتفريغ كل الطاقة السلبية، تمنحك ممارسة التأمل بضع دقائق من الهدوء، والكثير من الأكسجين لتجديد العضلات المتعبة والمساعدة على وضع الأمور في نصابها الصحيح، وبالتالي تخفيف التهيج.

السيطرة على الأفكار

كم مرة تجد أنك ضحية لأفكارك الخاصة؟ تحاول أن تعمل بشكل طبيعي، أوتحاول أن تغفو، لكن تلك الأفكار السلبية والمقلقة تبقيك متوتراً وتقف حاجزاً أمام تحقيقك لما تود القيام به. يُعلمنا التأمل ليس فقط القدرة على السيطرة على تلك الأفكار؛ بل يعلمنا كذلك كيف نوقفها تماما.

الشعور بالسعادة

التأمل يمكن أن يأخذك إلى أحد مصادر السعادة التي تتجلى في راحة البال. قد يكون من الصعب إدراك أن السعادة تأتي من الداخل، وليس من الأشياء المادية خارج أجسامنا، ولكن ممارسة التأمل يمكن أن تثبت لك ذلك، عندما تصبح مستفيداً من ذلك الشعور بعد كل جلسة تأمل دون الحاجة إلى المنشطات الخارجية.

زيادة الإبداع

عندما نعيش في تفكيرنا العشوائي والمزدحم بالأفكار، يتضاءل الإبداع الذي يأتي من العفوية. للوصول إلى مصدر الإلهام هذا، نحتاج إلى تهدئة أذهاننا التي تفكر في الماضي والمستقبل.

اكتشاف الأولويات في الحياة

إذا كنت تشعر بأنك فارغ في الداخل، وتبحث عن أجوبة لما تدور حوله الحياة، فيمكنك اكتساب منظور من خلال التأمل، فعندما يكون الواقع غير مرتبط بوجودنا الأناني، تصبح الأمور أكثر وضوحًا.

تعزيز الصحة العاطفية

يمكن أن تؤدي بعض أشكال التأمل أيضًا إلى تحسين الصورة الذاتية والنظرة الإيجابية إلى الحياة، حيث وجدت دراستان من التأمل الذهني انخفاض الاكتئاب في أكثر من 4600 شخص بالغ. تتبعت إحدى الدراسات 18 متطوعًا أثناء ممارستهم التأمل على مدار ثلاث سنوات. وجدت الدراسة أن المشاركين عانوا من انخفاضات طويلة الأجل في الاكتئاب.

يمكن أن تؤثر المواد الكيميائية الالتهابية التي تسمى السيتوكينات، والتي يتم إطلاقها استجابة للتوتر، على الحالة المزاجية، مما يؤدي إلى الاكتئاب. تشير مراجعة عدة دراسات إلى أن التأمل قد يقلل من الاكتئاب عن طريق تقليل هذه المواد الكيميائية الالتهابية. قارنت دراسة أخرى النشاط الكهربائي بين أدمغة الأشخاص الذين مارسوا التأمل الذهني وأدمغة الأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك.

خفض ضغط الدم

نظرًا للتأثير المهدئ للتأمل، يساعد تخفيف التوتر نظام القلب والأوعية الدموية في الحصول على مزيد من التغذية من خلال تقنية التنفس المستخدمة في التأمل، وهذا يؤدي إلى تمييع الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم. التقليل من خطر فقدان الذاكرة المرتبطة بالعمر قد تساعد التحسينات في الانتباه ووضوح التفكير على إبقاء عقلك شابًا، وتعتبر Kirtan Kriya هي أحد وسائل التأمل التي تجمع بين ترديد أحد العبارات مع حركة متكررة للأصابع لتركيز الأفكار. حسّنت هذه الطريقة من قدرة المشاركين على أداء مهام الذاكرة في دراسات متعددة لفقدان الذاكرة المرتبطة بالعمر.

علاوة على ذلك، وجدت مراجعة من 12 دراسة أن أنماط التأمل المتعددة زادت من الاهتمام والذاكرة والسرعة العقلية لدى المتطوعين الأكبر سنا. بالإضافة إلى محاربة فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر العادي، يمكن للتأمل على الأقل تحسين الذاكرة جزئيًا عند المرضى الذين يعانون من الخرف. يمكن أن يساعد أيضًا في التحكم في التوتر وتحسين التعامل عند الأشخاص الذين يشرفون على رعاية أفراد مصابين بالخرف.

محاربة الإدمان

قد يساعدك الانضباط العقلي الذي يمكنك تطويره من خلال التأمل على التغلب على الإدمان، عن طريق زيادة التحكم في النفس والوعي بمحفزات السلوكيات التي تسبب الإدمان. أظهرت الأبحاث أن التأمل قد يساعد الأشخاص على تعلم إعادة توجيه انتباههم، وزيادة قوة إرادتهم، والسيطرة على عواطفهم ونبضاتهم وزيادة فهمهم للأسباب الكامنة وراء سلوكياتهم المدمنة.

وجدت إحدى الدراسات التي قامت بدراسة حالة 19 من مدمني الكحول الذين يتعافون عن طريق التأمل، أن المشاركين الذين واظبوا على جلسات التأمل أصبحوا أفضل في السيطرة على الرغبة الشديدة لديهم تجاه تناول الكحول. قد يساعد التأمل أيضًا في التحكم في الرغبة الشديدة في تناول الطعام. حيث وجدت مراجعة من 14 دراسة أن التأمل الذهني ساعد المشاركين على تقليل الأكل المتعلق بالحالة العاطفية.

السيطرة على الألم

إن إدراكك للألم مرتبط بحالتك الذهنية، ويمكن أن يرتفع في ظروف مرهقة. على سبيل المثال، استخدمت إحدى الدراسات تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية لمراقبة نشاط الدماغ أثناء الشعور بالألم. كان بعض المشاركين في الدراسة قد قضوا أربعة أيام من التدريب على التأمل، في حين أن البعض الآخر لم يفعل ذلك. أظهر المرضى الذين مارسوا التأمل نشاطًا متزايدًا في مراكز المخ المعروفة بالتحكم في الألم مع حساسية أقل للألم مقارنة مع المجموعة الأخرى. كما وجدت أحد الدراسات أن التأمل مرتبط بانخفاض شكاوى الألم المزمن أو المتقطع.

تحسين النوم

تُظهر الأبحاث أن التأمل قد يساعد المصابين بالأرق على النوم وتحقيق نوم أفضل وأعمق مع تعزيز الأمواج البطيئة ومرحلة حركة العين السريعة. هناك العديد من أنواع تقنيات التأمل التي يمكنك استخدامها على غرار الطريقة الشرقية، أو اليوغا، أو الهندوسية، أو البوذية أو الغربي.

ختاماً، نُشدد على أن فوائد التأمل حقيقية وقد ثبتت فعاليتها في العديد من الدراسات العلمية. قد لا تشعر بفوائده الكاملة في المرات القليلة الأولى التي تمارس فيها هذه الممارسة، يجب أن تواظب عليها حتى تصبح عادة لا تستغني عنها، يجب كذلك أن تجد المكان الأنسب لهذه الممارسة والذي سيجطعلك تنغمس في جوهر التأمل. كل تلك الفوائد المذكورة ستحصل عليها من خلال 15 دقيقة من الممارسة كل يوم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ