ما هي فوائد التحدي مع النفس عند الأطفال ؟
فوائد التحدي مع النفس للطفل
من أهم الفوائد التي تساعد على زيادة التحدي لدي الطفل ما يلي:
- فالطفل يريد دائماً أن يشعر بأنه ناجح ومنتصر في أمر من الأمور، ناجح في الاعتماد على نفسه، ناجح في أنه في لحظة من اللحظات أصبح قادراً على القيام من الأشياء التي يقوم بها الكبار، فيكسبه ذلك ثقة كبيرة في نفسه.
- وفي حالة غياب تلك المسابقات المفيدة في اعتماد الطفل على نفسه، فإنه يتجه إلى محاولة إثبات ذاته بطريقة سلبية، وذلك من خلال الانغماس في الألعاب الالكترونية التي تسبب له العديد والعديد من المشكلات على المدى الطويل.
- فتلك الألعاب الالكترونية الموجودة على شبكة الانترنت ويستخدمها الأطفال بعدد ساعات كبير جدا في اليوم يؤدي إلى إنهاك العديد والعديد من حواسه بدون تحقيق أي فائدة حقيقية على مهارات الطفل وتنميتها.
- فالطفل الذي نضع له المسابقات الأخلاقية والعلمية وينجح فيها، فهو في الحقيقة يعطي آباؤه شهادة النجاح في التعامل مع مهاراته بالشكل السليم.
الألعاب الالكترونية والتحدي مع النفس
كما ذكرنا في الفقرة السابقة فإن للألعاب الالكترونية أثر سلبي على سلوكيات الطفل ومهاراته في حالة الإسراف في التعامل معها، ولكن ما الذي يدفع الطفل إلى الاستمرار في لعب تلك الألعاب بشكل مستمر؟
- إن تلك الألعاب تعطي للطفل إحساساً بالانتصار والتفوق على منافسيه في تلك اللعبة، كما أنه كلما انتصر فيها كلما أراد تأكيد هذا الانتصار بتجديد اللعب مرة أخرى.
- وبفرض أنه خسر في اللعبة، فإنه يكررها ليحقق الفوز من جديد في تلك اللعبة، إنه في الحالتين يجد المبرر المنتقي لاستمرار التحدي مع نفسه ليفرح بنجاحه بعد كل فوز في تلك الألعاب.
- إن تحدي الطفل مع نفسه يمكن أن يتشكل بأشكال عديدة إيجابية، مثل تحديه في الفوز بلعبة رياضية، أو تحديه للفوز بدرجات أعلى في الدراسة، أو فوزه بجمع أموال أكثر يقوم بادخارها للحصول على منتج يحبه.
- فكيف يمكن تحويل الطفل من اثبات ذاته في الالعاب الالكترونية فقط، ليحقق ذاته في جوانب الحياة المختلفة بشكل سليم؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور القادمة.
التحول من اثبات الذات السلبي للإيجابي
إن التحول من إثبات الذات السلبي للإيجابي عند الأطفال أمر يقابله رفض شديد من الأطفال في البداية، حيث أن الطفل يكون قد تعود على إثبات ذاته بطريق سلبية، ويتم ذلك من خلال:
- فمثلاً الطفل يكون قد تعود على أن يلفت النظر بطريقة سلبية جدا، مثل إثارة المشكلات في المنزل وذلك ليقطع حديث الكبار ويقوموا بالالتفات إليه وذكر اسمه ولو بطريقة سلبية، فمجرد ذكر اسمه يعد مكافئة كبيرة جداً للطفل يتحدى نفسه من أجل الحصول عليها.
- ويثور التساؤل كيف يتمكن الأب وتتمكن الأم من تحويل ابنهم من التحدي السلبي للتعدي الإيجاب للنفس، وللإجابة على هذا السؤال هناك العديد من الجوانب التي يجب مناقشتها.
- فمدة التعود على الطريقة القديمة مثلاً تختلف من شخص لآخر، فتعود الطفل على الطريقة السلبية لمدة تزيد على السنة أو السنتين تختلف عن الطفل الذي تعود على الطريقة السلبية لعدة أشهر أو أسابيع.
- كذلك درجة ارتباط الطفل بالشخصيات الوالدية، فارتباط الطفل بالشخصيات الوالدية إذا كان قوياً، فإن تأثيرهم عليه يكون قوياً بالتبعية ويكون الطفل قابلاً للتغير في تلك الحالة.
- ولكن إذا كانت العلاقة بين الشخصيات الوالدية والطفل ضعيفة، فإننا نبحث عن أشخاص يكون الطفل متأثراً بهم بشدة، وبتلك الطريقة يكون هناك احتمال أكبر للنجاح في التغيير.
رغبة الطفل في التجديد وكيفية استغلالها
الاستغلال الحقيقي في إرادة التغيير هو :
- رغبة الطفل ذاته في تحقيقه بعد شعوره بالملل من الألعاب التي يلعب بها، فهذا الشعور بالملل يجب استثماره بسرعة لاقتراح الألعاب البديلة الإيجابية عليه.
- وهنا يجب التنبيه على أهمية متابعة الطفل بشكل إيجابي، بعد توبيخه باستمرار أو نقده بشكل يستفزه، فهذه الحالة تدفعه للانغماس بشكل أكبر في العادة القديمة ومقاومة الملل الذي يشعر به والاستمرار بلعبها لمدة أطول.
- بل يجب على الشخصيات الوالدية متابعة الطفل بشكل إيجابي، وتحفيزه بكلمات تقدير تجعله يحاول ترك العالم الافتراضي والاشتراك في العالم الواقعي مع الشخصيات الوالدية.
الصبر عند التحول الإيجابي للطفل
يجب على الشخصيات الوالدية اتباع الآتي عند تحول الطفل نحو الأشياء الإيجابيةك
- عدم التسرع في اليأس وعدم تعجل النتائج الإيجابية، فالتغيير يكون بطيئاً جداً في البداية، وبه العديد من مواقف الغضب والرفض، بل والبكاء والاتهامات من الطفل بأن والديه يكرهانه ولا يريدون له السعادة مع الأشياء التي يحبها.
- ولكن خبراء التنمية البشرية يؤكدون على أن تغيير بنسبة واحد بالمائة يكفي لتحقيق التغيير الكامل في ثلاثة أشهر، وهذه المدة تختلف من شخصية لأخرى حسب الخلفية المرضية للطفل.
تحدي النفس في مراحل الإنسان
يخطئ من يتصور أن تحدي النفس بشكل إيجابي أمر يقتصر على التربية للأطفال فحسب، لا بل إنها مسألة تهم كل الأعمار بكل الفئات، وتتم من خلال:
- ففي كل مرحلة من مراحل الإنسان، سواء كانت مرحلة الدراسة، أو مرحلة ما بعد الدراسة في الحياة العملية المهنية، حتى في مرحلة ما قبل الزواج وما بعده وحتى نصل للموت، هناك دائماً احتياج كبير لتحدي الذات بشكل إيجابي.
- فأهم ما يحقق النجاح الحقيقي للإنسان ليس أن يسابق أقرانه في نفس المجال أو أن يحاول أن يكون أفضل منهم، ولكن أن يسابق نفسه ويكون في كل يوم أفضل من سابقه، ففي هذا التحدي يكون الإنسان أقدر على تحقيق أهدافه بشكل أكيد.
- حتى الزوجة التي حققت حلمها بالزواج بمن تحب، ففي كل يوم يجب أن تضيف شيئاً جديداً لنفسها وبيتها وأولادها، إن النجاح ليس هدفاً واحداً، ولكنها مراحل كلما حققت مرحلة أسلمتك لمرحلة تالية وتحد جديد.
- وفي مجال العمل، قد تجد نفسك الأول بلا منازع في تخصصك، ولكنك مع ذلك تحتاج لتحدي نفسك للوصول لمستوى جديد في مهنتك، فأنت في حاجة دائمة لتحدي ذاتك وتطويرها بمهارات جديدة.
- إن تحدي النفس من المهارات التي يجب أن تمتلكها لا لكي تنتقد نفسك وتتهمها كلما فشلت في تحقيق هدف معين، ولكن لكي يكون لديك حافزاً دائماً لتكون الأفضل مما كنت عليه بالأمس، فالتحدي الإيجابي ضد إهانة الذات وتجريحها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12901