مهارة قراءة أفكار الشخص وتعلم الفراسة
جدول المحتويات
مهارة قراءة أفكار الشخص
كما ذكرنا أن مهارة قراءة الأفكار هي مهارة وظاهر فطرية يتمتع بها كل إنسان والسبب في ذلك على الأرجح طبيعته الاجتماعية والتي تفرض عليه أن يعيش ويتعامل مع المجتمع المحيط به ومع أفراده الموجودين في ذلك المجتمع.
مهارة قراءة الأفكار تعتبر من أكثر الظواهر والمواضيع التي شغلت العلماء والدراسات العلمية والأبحاث التحليلية الخاصة بعلم النفس ونتيجة لكل ذلك شريحة كبيرة من العلماء الذين اهتموا بدراسة هذه الظاهرة قالوا أنها تنتمي إلى علم ما وراء علم النفس كفرع من فروعه، كما أن الأمر لم يقتصر عند ذلك الحد.
بل أن فئة كبيرة رجحت أن ظاهرة القدرة على قراءة الأفكار مرتبطة بجزء في الدماغ موجود في الجزء الخلفي منه وهو المسئول عن مستوى هذه الظاهرة بمعنى كلما كان نشاط هذا الجزء قوي وفعال كلما كانت المهارة على مستوى عالي من الفعالية عند هذا الشخص وبمعنى آخر قادر على قراءة أفكار الأشخاص المحيطين به بسهولة.
لكن بشكل علم يمكن القول أن أغلب هذه الأبحاث والدراسات تؤكد على أن الشخص يستطيع أن يتمكن من قراءة أفكار الشخص المواجه لها من خلال منح الكلمات والمفردات التي تصدر منه التركيز والاهتمام بالقدر المناسب.
وليس هذا فقط بل القيام بتحليل هذه الكلمات والنظر بشكل كبير في المعاني ومن بعد ذلك القيام بربط كل ذلك بالمبادئ الخاصة بالشخص المتحدث والمعتقدات التي يؤمن بها ولا يمكن أن ننسى المجتمع الذي يعيش به وبيئته التي تؤثر به ويتأثر بها.
والمميز بخصوص مهارة قراءة أفكار الشخص أنها لا تتوقف على الكلمات التي ينطق بها فمه بل توجد أيضا طرق أخري يمكن من خلالها الاعتماد عليها في تنمية هذه المهارة وشحذها ألا وهي لغة الجسد أو الإيماءات الجسدية.
فهي من أقوى الجوانب التي تعين الشخص على فهم الشخص المقابل له ومعرفة ما يدور بذهنه من خلال منحه التركيز للتغيرات والتعبير التي تظهر على وجه وفضلا عن لغة الجسد والتي تتمثل في الإمارات والحركات الجسدية.
تدريبات لتقوية مهارة قراءة الأفكار
هناك بعض التدريبات يمكن الاعتماد عليها من أجل تقوية مهارة القدرة على قراءة الأفكار للأشخاص، وتتمثل تلك التدريبات في الآتي:
- تعلم مهارة قراءة لغة الجسد: فهي تعتبر من أقوى الجوانب التي تساعد على تقوية مهارة قراءة الأفكار من خلال فهم المعاني والإيحاءات التي تصدر من الجسد.
- الحرص على الانتظام في ممارسة أنواع الرياضات التي تعتمد على التأمل والاسترخاء: مثل تمارين التنفس وأيضا رياضة اليوجا ذلك من أجل تعويد العقل على أن يكون صافي في معظم الأوقات غير مشتت قادر على التركيز على جميع ما يدور من حوله وفي نفس الوقت من أجل تخليص الجسم من الطاقة السلبية وإحلال محلها طاقة إيجابية تفيده في أكثر من جانب.
- استخدام قوة التركيز: تدريب وتعويد العقل والعينين على منح وجه الشخص المقابل له التركيز الذي يحتاج إليها من أجل معرفة ما يجول في خاطره أو ما يشغل باله في هذه اللحظة، وكلما كانت فترة التعويد أطول كلما كانت القدرة على الفهم والقراءة أسهل وأسرع الأمر فقط مقتصر على تدريب العقل وتعويده على مثل هذا الأمر.
- تطوير النفس والذات: ويقصد بذلك أن الشخص ينمي من أي مهارة هو متفوق بها فضلا على أن يكون مؤمن بنفسه وقدراته بخصوص هذه المهارة وأنه قادر على القيام بها وأن كل ما يحتاج إليه الأمر هو الالتزام بالأمور التي سبق ذكرناها مع القليل من الثقة والإيمان.
علم الفراسة وقراءة الأفكار
من أكثر الجنسيات التي برعت في علم الفراسة وقراءة الأفكار على مستوى العالم قديما هم العرب والذي كان يشتهر العربي الأصيل بأنه قادر على تحديد المكان الذي قدم منه الشخص بمجرد النظر إلى ملامح وجهه.
من الجدير بالذكر أن الفراسة مفهومها عند العرب كان مقصور على أمر ما يأتي إلى وعي شخص دون الآخرين الموجودين معه في نفس المكان ومن خلال هذه الفكرة التي اتته على غره يستطيع أن يفهم ويدرك أشياء كثيرة عن الشخص المقابل له.
والمميز بخصوص علم الفراسة وقراءة الأفكار عند العرب أنها مثلها مثل الذكاء تحتاج إلى التدريب والتجربة المستمرة بغض النظر عن كونها مهارة فطرية في طبع الإنسان أم إنها مهارة مكتسبة بفضل التجارب والتدريب.
وبناء على السابق علم الفراسة وقراءة الأفكار يقتصر مفهومه فقط على معرفة والاستدلال على الأمور الباطنة المخفية من خلال الاستعانة بالأمور الظاهرة المعلومة، وبناء على التعريف السابق ضرورة التفريق بين علم الفراسة وبين علم التنجيم والفلك لأن ذلك الأخير مبني بدرجة كبيرة على الظن في حين أن الفراسة مبني على الإدراك والفهم والاستنتاج بناء على معطيات ومعلومات فهو متوقف بدرجة كبيرة على ذكاء الشخص المتعلق بهذا الجانب.
من أكثر الأدوات المستخدمة في علم الفراسة هي العينين فهي تمثل النافذة إلى الروح يمكن معرفة طبع الشخص المشاعر والأحاسيس التي يمر بها الشخص خلال هذه الفترة أو في الوقت الحالي ونفس الأمر ينطبق على الفم والجبهة فمن خلالها يتم التركيز على الكلمات وعلى الملامح والتغيرات التي تعتري الوجه.
وكانوا أيضا يعتمدوا على الحركات التي يقوم بها الجسد مثلا طريقة المشي يتم من خلالها معرفة الحالة المحيطة بهذا الشخص في ذلك الوقت فمثلا الشخص الذي يمر بأمور تسبب له الحزن يلاحظ على طريقة المشي الخاصة بها تكون بطيئة يطيل النظر إلى الأرض لمدة طويلة والرأس منحني إلى أسفل.
قراءة الأفكار واليوجا
اليوجا معروف منذ قديم الزمن على أساس أنها ثقافة طبية وفلسفة صحية تعمل على منح العقل الصفاء الذي يحتاج إليه فضلا على توسيع سقف التوقعات الخاص بالمخيلة العقلية.
وهناك ارتباط وثيق بين رياضة اليوجا وبين علم قراءة الأفكار والفراسة لأن الفرد لا يستطيع القيام بهما إلا من بعد أن يصل إلى مستوى أكثر من جيد في صفاء الذهن والمخيلة العقلية، ومن أكثر الدول الآسيوية التي تشتهر بفلسفة اليوجا وقراءة الأفكار هي الهند.
فيوجد الكثير من المدارس في الهند التي تهتم بممارسة اليوجا من أجل القدرة على قراءة الأفكار من خلال القيام ببعض التمارين المعينة التي تساعد على وصول العقل إلى أقصى مراحل الصفاء من أجل شحذه عملية قراءة الأفكار.
يلاحظ على للشخص الممارس لليوجا بشكل احترافي أنه يمكنه قراءة أفكار الفرد المقابل له وحتى معرفة الأشياء التي يحملها في يده أو جيبه دون إعلامه أو النظر إليه وذلك بفضل تمارين اليوجا وممارسة على هذه الفلسفة الطبية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17326