كتابة :
آخر تحديث: 06/05/2020

قصص من تاريخ الإسلام

يعج التاريخ الإسلامي بالعديد من القصص التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين وعن الاشرار والملوك والمتقدمين وتعتبر القصص هي عبرة للمعتبرين وعظة وسلوة المحزونين ومن المعروف أن النفوس تسأم وتحتاج إلي الترويح عنها بالتماس طرائف الحكم وسنعرض بعض القصص من تاريخ الإسلام والتي أحدثت تغيير كبير في حياة الأفراد.
قصص من تاريخ الإسلام

قصص من تاريخ الإسلام

تتعدد القصص التي تضم أحداث غيرت في مسيرة حياة أصحابها ووصل صداها وتأثيرها إلى كافة الخلق والقصص ليست مجرد مادة للتعرف على مواقف إسلامية مر بها أشخاص ذو مكانة في المجتمع بل هي خبرة تمتد للاجيال كافة ومن تلك القصص

قصة جريج العابد

عن أبي هريرة قال :صلى الله عليه وسلم :(كان جريج رجلا عابدا فأتخذ صومعة فكان فيها فأتته أمه وهو يصلي فقالت: يا جريج .فقال :يارب أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت :يا جريج.

فقال : يارب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان الغد أتته وهو يصلي فقالت : يا جريج فقال :يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته.

وكانت امرأة بغي بحسنها فقالت:ص إن شئتم لأفتنه فتعرضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فمكنته من نفسها فوقع عليه فحملت فلما ولدت قالت: هو من جريج فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه.

فقال :ما شأنكم قالوا زنيا بهذا البغي فولدت منك قال :أين الصبي؟فجاءوا به فقال:دعوني حتى أصلي، فصلى ،فلما انصرف أتي الصبي فطعن في بطنه ،وقال :يا غلام من أبوك. قال : فلان الراعي فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا :نبني لك صومعتك من ذهب، قال : لا أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا " (رواه البخاري ومسلم)

والدروس المستفادة من تلك القصة هي

  • أهمية حقوق الوالدين ولابد الإنصات إليهم وجريج رغم عبادته واعتزاله العالم تغير قلب أمه فدعت عليه وتحقق دعاءها .

  • اللجوء إلى الله وقت الشدة وقوة الايمان وصدق التوكل قادر على تغيير مجرى الاحداث.
  • الرضيع الذي تكلم في المهد وأنقذ جريج من التهمة التي أسقطت عليه ورغم دعاء الأم عليه إلا أن الله عز وجل أنقذه بمعجزة كلام الطفل الرضيع في المهد.

قصة رجل دخل الجنة ولم يركع ركعة

بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم محاصر لبعض حصون خيبر أتاه راع أسود الوجه معه غنم كان فيها أجيرا لرجل من اليهود، وقال له يارسول الله: أعرض على الاسلام، فعرض عليه الاسلام فأسلم.

فلما أسلم قال يا رسول الله إني كنا أخيرا لصاحب هذه الاغنام وهي أمانة عندي فكيف أصنع بها قال :اضرب في وجوهها فإنها سترجع إلى صاحبها.

فأخذ الأسود الراعي حفنة من الحصى فرمى بها في وجوهها وقال: ارجعي إلي صاحبك !! فوالله لا أصحبك أبدا فخرجت مجتمعة كأن سائقا يسوقها حتى دخلت الحصن، ثم تقدم الراعي إلى الحصن ليقاتل مع المسلمين فأصابه حجر فقتله وما صلى لله ركعة !!

فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع بجواره وهو مغطي بشملة كانت عليه، فالتفت إليه ومعه نفر من أصحابه ثم أعرض عنه فقالوا يارسول الله :لم أعرضت عنه ؟ قال: إن معه الآن زوجته من الحور العين تنفض عن وجهه التراب.

والدروس المستفادة من هذه القصة دلالة أكيدة على حسن الخاتمة وأن الدين الإسلامي يحاسب الأفراد على الأعمال الطيبة التي يقومون بها، كما أن طريق الخير نهايته سعادة وعطاء للأفراد.

قصة الخشبة العجيبة والألف دينار

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال:ائتني بالشهداء أشهدهم فقال: كفى بالله شهيدا قال: فائتني بالكفيل قال: كفى بالله كفيلا.

قال: صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمي فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للاجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتي بها إلى البحر.

فقال :"اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت :كفى بالله شهيدا فرضي بك ،وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلن أقدر وإني أستودعها إياك.

فيرمي به في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده -فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها حطبا لأهله فلما نشرها وجد المال والصحيفة.

ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار. فقال:والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه. قال :هل كنت بعثت إلي بشيء ؟ قال:أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال :فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت الخشبة فانصرف بالألف دينار راشدا "

والدروس المستفادة من هذه القصة

  • هي حسن التوكل على الله والأخذ بالأسباب والوفاء بالعهد وسد الدين مهما صعب الأمر وعوض الله خيرا وأبقى .
وفي النهاية يوجد العديد من القصص التي تضم عبر تساعدنا في حياتنا اليومية وتنير دروبنا نحو الطريق الصحيح وطريقة التعامل مع المواقف وحسن الاعتماد والتوكل على الله .

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ