كتابة :
آخر تحديث: 20/05/2022

أضرار كثرة التفكير وأسبابه وطرق التخلص منه

كلنا وقبل الإقدام على أي خطوة نفكر فيها جيدا وندرس مختلف جوانبها، كما تجتاحنا بين الفينة والأخرى أفكار فيما يخص حياتنا وعلاقاتنا، لحد الآن الأمر يبدو طبيعي ومألوف، لكن عندما يصبح الشخص حبيس كثرة التفكير ويقضي كل وقته ويومه في التفكير في كل شيء سواء كان الأمر يستحق أو لا، هنا الأمر يستدعي إعادة النظر في هذا السلوك والبحث عن حلول لعلاجه للتغلب على تأثيره السلبي على الصحة. وهذا ما يقترحه موقع مفاهيم في هذا المقال حيث يجرد لكم أسباب كثرة التفكير وطرق التغلب عليه.
أضرار كثرة التفكير وأسبابه وطرق التخلص منه

كيف تعرف أنك تعاني من التفكير المفرط؟

مهارة التفكير من المهارات الإنسانية العظيمة التي تساعد في حل المشاكل وفهم المعلومات والتخطيط للمستقبل والتعلم من الماضي، لكن كل شيء إذا زاد عن حده ينقلب لضده، فعندما يحدث إفراط في التفكير الأمر يصبح له تأثيرات سلبية عديدة. وحتى تعرف درجتك من هذه المهارة، هذه أدناه أبرز علامات الإفراط في التفكير:

  1. الخوض المستمر في أحداث ومواقف ماضية.
  2. التخمين في القرارات التي تم اتخاذها من قبل.
  3. إعادة التفكير في الأخطاء التي تم ارتكابها.
  4. إعادة صياغة المحادثات الصعبة أو غير المريحة.
  5. تخيل سيناريوهات سيئة ونتائج لأفعال لم يتم القيام بها بعد.
  6. التركيز على أشياء لا يمكن تغييرها أو التحكم فيها.
  7. كثرة التساؤلات دون نية في اتخاذ أي إجراء أو قرار.

أسباب كثرة التفكير

الإفراط في التفكير عادة لا تظهر فجأة أو بدون أي خلفية ورائها، فكل من يعاني من ذلك السلوك المنهك للعقل اكتسبه غالبا من أحداث سابقة أو طفولة أو مواقف كان فيها التفكير المفرط سبيلا للهروب منها، وهذه أدناه بعض الأسباب التي يمكن انتسابها لذلك:

  • صرح بعض علماء النفس بأن التفكير المفرط كان بالنسبة لدى البعض عادة تم اكتسابها منذ الطفولة نظرا لمواقف مُعاشة أدت بهم للتفكير المفرط والقلق.
  • الإفراط في التفكير لدى البعض وسيلة حماية ذاتية تلقائية، خاصة فيما يتعلق بالشؤون المالية والصحة والعمل والعلاقات، حيث يسعى الفرد في هذه الحالة إلى تأمين نفسه وحياته وبلوغ الأفضل. ومع ذلك، فإن المفتاح هنا هو أن التفكير في هذه الأمور بطريقة غير منتجة لا يفعل الكثير لتحسينها.
  • البحث عن الكمال هو سبب من الأسباب التي تدفع بالبعض إلى التفكير المفرط في أمور العمل والعلاقات العامة، فيسعى جاهدا للتفكير في أفضل الطرق للتعامل وكيف كان من الممكن التصرف في أحد المواقف وما لم يكن عليه فعله أو قوله، يدخل الشخص في تلك الدوامة من الأفكار في سبيل تحقيق الكمال في حياته.
  • يمكن أن يكون الإفراط في التفكير عذر للمماطلة في اتخاذ القرارات أو تجنبها، إذا أخبرت نفسك أنك لا تستطيع اتخاذ قرار لأنك ربما لم تفكر بما فيه الكفاية في الأمر، فلن يتم لومك على اتخاذ قرار سيئ.
  • الإفراط في التفكير في الأشياء يكون لدى البعض وسيلة للشعور بالسيطرة على الأمور وأنها قيد التحكم.

أضرار التفكير الزائد على الصحة

باعتبارها عادة منهكة للعقل والنفسية، هذه أدناه أهم الأضرار الصحية التي يعتبر التفكير المفرط مسؤولا عنها:

أضرار التفكير الزائد على الدماغ

  • لأن العملية كلهم تمر عبر الدماغ، فإن هذا الأخير هو الأكثر تضررا وأول الضحايا التي تتأثر من كثرة التفكير، حيث يتسبب الكورتيزول (هرمون التوتر) في إتلاف خلايا المخ في الحُصين وقتلها. كما يمكن أن يؤدي كذلك إلى تغيير وظائف الدماغ عن طريق تغيير بنيته واتصاله. علاوة على ذلك، وحسب باحثون في جامعة كاليفورنيا، الإجهاد المزمن عن طريق التفكير المفرط يسبب مشاكل عقلية مثل القلق واضطرابات المزاج.

أضرار التفكير الزائد على القلب

  • التفكير بإفراط له عواقب وخيمة كذلك على صحة القلب والأوعية الدموية، وتعتبر آلام الصدر، وعدم انتظام دقات القلب، والدوار الخفيف، بعضا من الأعراض الصحية الناجمة عن التفكير المفرط.

أضرار التفكير الزائد على الجهاز الهضمي

  • القولون العصبي وأمراض المعدة الالتهابية وتغيرات في حركية الجهاز الهضمي وإفرازات المعدة كلها أوجه هذا التأثير، كما يمكن أن نضيف الدور السلبي للتفكير المفرط في زيادة نفاذية الأمعاء وتغيرات في الجراثيم المعوية.

أضرار التفكير الزائد على البشرة

  • التفكير بإفراط يكون مصاحبا بمشاعر من القلق والتوتر الأمر الذي يؤثر سلبا على البشرة حيث يكون سببا في ظهور مشاكل جلدية واضطرابات مثل الصدفية والتهاب الجلد التأتبي والحكة والثعلبة والتهاب الجلد الدهني.

أضرار التفكير الزائد على الجهاز المناعي

  • الإجهاد المزمن الناجم عن كثرة التفكير يؤدي إلى إطلاق الكورتيزول في الجسم مما يساهم سلبيا في إضعاف جهاز المناعة وإضعافه فيصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.

كيفية التخلص من التفكير الزائد؟

بعد التعرف على الأسباب الكامنة وراء التفكير الزائد ومختلف الأضرار التي قد يكون مسؤولا عنها، بات لزاماً التعرف على كيفية التخلص منه وهذه أبرز الطرق التي ستساعد في ذلك:

الوعي

  • الوعي بكونك تعاني من فرط التفكير هي بداية العلاج منه، ففي كل لحظة تحس فيها بالإرهاق والقلق والتوثر جراء التفكير، خذ وقفة مع الذات وكن مدركاً للأمر، ذلك الإدراك سيساعد في تخفيف وطأة الإجهاد وتمرين النفس على الاستجابة بشكل مناسب.

التغلب على الخوف

  • مما لاشك فيه أن الخوف هو العامل الأساسي والمغذي الرئيسي للتفكير المفرط، فغالبا ما يركز الشخص على الأشياء السلبية التي من المحتمل أن تحدث، الأمر الذي يزيد من التوتر والقلق.
  • ولتجاوز هذا المعطى، حاول في كل مرة تجتاحك تلك الأفكار السلبية المدعومة بالخوف القضاء عليها عن طريق تصور كل الأشياء التي يمكن أن تسير بشكل صحيح.

إيجاد بدائل لإلهاء النفس

  • امتلاك بدائل تمدك بمشاعر من السعادة والإيجابية أمر مفيد للتخلص من التفكير الزائد وإلهاء النفس عن السلبية والقلق والتوتر والتفكير، فعلى سبيل المثال يمكن إلهاء النفس بأنشطة من قبيل الرقص وممارسة الرياضة وتعلم آلة موسيقية والحياكة والرسم.

عدم السعي وراء الكمال

  • كما ذكرنا أعلاه يعتبر السعي للكمال أحد الأسباب المؤدية للتفكير الزائد، لذلك وبقصد التغلب عليه لا بد من التوقف عن الجري وراء الكمال والمثالية، فالسعي لتحقيق الكمال أمر غير واقعي وغير عملي ومنهك جدا لعقلك ولصحتك.

تدوين ما يجول بدهنك في ورقة

  • من الطرق الناجعة للتخلص من اجتياح الأفكار لك هو تدوين كل الأفكار التي تجول بدهنك وتسبب لك توثر وقلق وإجهاد في ورقة وتمزيقها فيما بعد، بهذه الطريقة ستمنع عودة تلك الأفكار مجددا.

إدراك حقيقة استحالة تنبؤ المستقبل

  • من السبل التي تدفع بالشخص للتفكير بإفراط تلك التي تتعلق بالمستقبل وخططه، صحيح أن وضع أهداف وخطط للمستقبل أمر رائع لكن ليس لدرجة الهوس واستهلاك كل دقيقة في التنبؤ وتوقع المستقبل، إذا كنت تقضي اللحظة الحالية في القلق بشأن المستقبل، فأنت تسرق من وقتك الحاضر الكثير.

تقبل النفس كما هي

  • أحيانا يأتي التفكير الزائد لأن الشخص لا يقبل بعض الأمور في حياته بل ولا يتقبل نفسه، كالتفكير مثلا في أنه ليس ذكيا بما يكفي أو أنه لم يعمل كما يجب وغيرها من السهام التي يتم توجيهها للنفس.
  • وبدل ذلك وجب تقبل النفس وإدراك واقع أن النجاح قد يعتمد جزئيًا على بعض الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها رغم قيامك بكل ما يجب.
ختاما، وعلى ضوء كل ما ذُكر، تذكر دائما أن كثرة التفكير والقلق والتوثر هو بمثابة دفع دين لست مديونا به، فتُدفع صحتك ونفسيتك الثمن على أمور وأحداث تنسجها أفكارك وقد لا تحدث في الغالب.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع