كلام عن الظن حسن وسوء الظن فوائد وأضرار تعرف عليها
كلام عن الظن
لقد حذرنا الإسلام من سوء الظن بالناس أو بالله لأن عواقبه وخيمة ويتسبب في كثير من المشكلات للإنسان كما يجعله يبني أوهام قد تكون كاذبة فتتسبب في قطع العلاقات وسوء التواصل بين الناس، وجاء هذا واضح فيما يلي:
- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً)، لذلك حذرنا نبينا العظيم من سوء الظن الذي يجعل أخلاق المسلم سيئة.
- وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً) وذلك يعني أن الظن مجرد أفكار لا تغير من الواقع شيء، وفي الآية ( إن بعض الظن أثم) يأمرنا الله بتجنب الظن لأن أغلبه يكون ظلم الإنسان وإثم كبير.
- وتبع في الآية بعد الظن ( ولا تجسسوا) لأن الظن يترتب عليه التجسس ليتأكد الشخص الذي يظن من اعتقاده فقد يذهب ويتجسس عليه، ثم يترتب أيضاً على الظن الغيبة (ولا يغتب بعضكم بعضا) لأن الذي يظن أيضاً يغتاب وقد يذكره بعيوب لا توجد فيه من الأساس، لذلك حذرنا الله تعالى من الظن.
- وقد يترتب على سوء الظن أيضاً التأكد من ظن الشخص أو أن ظنه أصبح في محله عندما تجسس وتأكد بأن ظنه صحيح قد يلجأ لفضح أخيه المسلم بما رآه عليه، لذلك فإن تجنب الظن من البداية أفضل ويقي الإنسان من كل هذه الشرور والآثام.
- من أهم أسباب تحريم الظن أنها أسرار قلوب لا يعلمها إلا الله، فلا يجب أن نعتقد ونظن بأشياء قد لا يكون لها أساس من الحقيقة حتى وإن كانت حقيقية فلن يستفيد الإنسان شيء بل يخسر كثيراً لأنه يشغل نفسه بالعباد بدلاً من أن يشغل نفسه بالله تعالى وأن أسوأ الشغل هو شغل البال بالناس الذي يجعل الإنسان مهموم وحزين ولا يشعر مطلقاً بالسعادة.
- لذلك فإن جاءتك فكرة تأمرك في الظن بأخيك المسلم فاعلم أنها من الشيطان الذي يريد أن يوقع بين الناس العداوة والبغضاء وقد قال الله تعالى (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء).
فوائد حسن الظن في الدنيا والآخرة
لا يوجد أفضل من حسن الظن الذي يسعد صاحبه ويسلمه من المخاطر والأذى ويريح باله وأعصابه من الخواطر المزعجة ووساوس الشياطين، وينقسم حسن الظن إلى نوعين وهم حسن الظن بالله تعالى وهو من أفضل أنواع حسن الظن، وحسن الظن بالناس وهو أيضاً يكسب الإنسان حسنات كثيرة ويدخله الجنة، من أهم فوائد حسن الظن:
- أنه يؤدي إلى تدعيم الروابط والعلاقات الحسنة بين الناس ويريح القلوب والصدور.
- التخلص من الحقد والغل والعيش بالفطرة السليمة.
- الوقاية من كل ما يترتب على سوء الظن من مثل الغيبة والنميمة والتجسس والوقوع في فحش القول والخصام وغيرهم.
- الحصول على رضا الله عز وجل وغفرانه.
- وعد النبي الذين يظنون الشر بالناس ويتبعون خطوات الشيطان بالفضائح فقال ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته).
- حسن الظن من حسن عبادة العبد لربه (من حسن عبادة المرء حسن ظنه).
- وفي أقوال السلف والصالحين كان الإمام الشافعي يقول (من أحب أن يختم له بخير فليحسن الظن بالناس).
- وقد قال أيضاً بشر الحافي( من سره أن يسلم فليلزم الصمت وحسن الظن بالخلق).
أسباب تساعد الإنسان على حسن الظن
يوجد أسباب كثيرة يمكنها أن تعين الإنسان المسلم على حسن الظن بالآخرين وبالله سبحانه وتعالى ومن أهم تلك الأسباب ما يلي :
1. الدعاء لله عز وجل :
- قال الله عز وجل (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) طلب الله منا أن ندعوه بما نشاء لأنه لم يحدد نوع معين من الدعوات، لذلك يمكن للإنسان أن يدعوا الله بأن يرزقه قلب سليم.
- وأن يحمل الكلام الذي يصله على أفضل المحاميل، فلا يجب أن يظن بكلمة خرجت من أخيه المسلم شراً وقد يجد لها محمل من الخير.
2. التماس الأعذار للآخرين:
- فعند التعرض لموقف أو فعل من الناس يسبب ضيق أو حزن يجب أن يلتمس الإنسان المسلم الأعذار وأن يستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن، وقيل التمس لأخيك سبعين عذر.
- كما قال بن سيرين رحمة الله عليه (إن بلغك عن أخيك شيء فالتمس عذراً له فإن لم تجد له عذر قل لعل هناك عذر لا أعرفه).
3. تجنب الحكم على النيات:
- فيجب أن يترك الإنسان السرائر لله عز وجل، ولا يجب أن يحكم على نية الإنسان دون أن يعلمها أو يتأكد منها، فكل إنسان تعود نيته سواء بالخير او الشر عليه.
- ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوىـ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).
- لذلك يجب على كل مسلم أن يكون حسن النية ولا يتسرع في الحكم على النيات.
4. استحضار آفات سوء الظن وعدم تزكية النفس:
- نهى الله تعالى عن سوء الظن كما نهى عن تزكية النفس فقال( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) فقد يلجأ البعض من الناس إلى سوء الظن وتزكية النفس فيظل يمدح نفسه ويقول على نفسه كلام جيد وعلى غيره كلام سيء، ولتجنب سو الظن ينبغي تذكر أضرار سوء الظن وما يمكن أن تسببه للإنسان حتى يعرض عنها.
5. حسن الظن بالله تعالى
- يقول الله تعالى ( أنا عند ظن عبدي بي فإن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر)، ويعتبر حسن الظن بالله تعالى من أفضل العبادات التي تدخل العبد الجنة وتقيه من النار، وعندما يحسن المؤمن ظنه بالله فإنه سوف يظل مرتاح ومتفائل.
- ويعرف حسن الظن بالله بأنه الإيمان الشديد به وتوقع الخير من الله وتوقع محبة الله له وتوقع غفران الله له ذنوبه بشرط ألا يكون متعمداً في فعل الذنوب، لأن التعمد في الخطأ ثم يقول أن الله غفور رحيم هذا لا يعني حسن ظن بل يعني عدم التقوى وعدم الحياء من الله عز وجل.
- فعندما يتقي المسلم ربه ويفعل الصالحات ويعيش بصفاء نية ولا يسوء الظن بأحد ويعتقد الخير من الله ويحسن الظن بالله فسوف يعيش في هناء وسعادة وسوف يرزقه الله من كل خير.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15117