آخر تحديث: 25/10/2023
مرض التدخل في شؤون الاخرين وأضراره وطرق علاجه
تعتبر عادة التدخل في شؤون الآخرين عادة سلبية يتصف بها بعض الناس فيتطفلون على أخبار الناس التي لا تخصهم، وهذه العادة توجد في النساء بدرجة أكبر من الرجال ولكنها عادة خاطئة ومحرمة في الإسلام فمن الأفضل أن يظل كل شخص في حاله وأن يرى شؤونه ومصالحه بدلاً من تضييع وقته في معرفة أخبار الناس التي لا تهمه بل تحدث له مشكلات كثيرة، والآن من خلال هذا المقال في موقع مفاهيم سوف نتعرف على تفاصيل هذه الظاهرة وكيفية التخلص منها.
مرض التدخل في شؤون الآخرين
- يعرف التدَخل في شؤون الآخرين بأنه الاهتمام ومراقبة أفعال الناس سواء كان هؤلاء الناس أقرباء أو غرباء، ويكون هذا الاهتمام بشكل سلبي وليس إيجابي بمعنى تطفل وحب معرفة حياة هؤلاء الناس وأحداث يومهم، وقد يصل للتجسس الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه.
وقال في كتابه الكريم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) صدق الله العظيم.
- وللتدخل درجات متفاوتة أولها المراقبة لتحركات الآخرين وثانيها التحدث مع الناس ومحاولة نصحهم في أمور لا تهم الشخص المتطفل مثل التدخل في ملابس الآخرين وطريقة أكلهم، والدرجة الثالثة أو الأخيرة وهي التدخُّل في شؤون الآخرين بمبالغة شديدة ويمكن أن تصل لدرجة الحرب والنزاع مع الناس لينفذوا أوامره.
أسباب التدَخل في شؤون الآخرين
هناك العديد من العوامل والأسباب التي قد تدفع البعض إلى التدخل ومراقبة الغير، ومن هذه العوامل مايلي:
الاعتقاد الديني الخاطئ
- فقد يعتقد البعض أن من حقهم التَّدَخُّل في شؤون الآخرين تحت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن هذا المفهوم خاطئ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعني أننا كل ما سيرنا وجدنا أحد يفعل شيء نقول له هذا خطأ أو نتعارك معه.
- لكن معناها عندما نتحدث مع أهلنا أو أقاربنا ويكون ذلك بطريقة ودية إذا استدعى الأمر للتحدث، فنحن لسنا قادرين على تغيير طباع الناس ولكن واجبنا فقط أن نكون قدوة حسنة وأن تكون أفعالنا الصحيحة واضحة وظاهرة أمام الناس ليتعلموها ويقلدونها.
قضاء وقت الفراغ أو التسلية
- معظم الذين يتطفلون على قصص الخلق يكون ليس لديهم أعمال لتشغلهم فيقضون وقت فراغهم في التحدث على قصص الخلق ومعرفة حكاياتهم والتحدث عليهم أو الغيبة التي نها عنها الله ورسوله.
إبتزاز الأخرين وتهديدهم
- يلجأ بعض الناس للتطفل ومعرفة شؤون الآخرين من أجل السيطرة عليهم بعد ذلك أو ابتزازهم وتهديدهم للحصول على شيء ما، حيث يكون هناك علاقة عداء بينهم وبين من يقومون بتهديدهم.
الفضول القوي المسيطر
- بعض الناس يكون لديهم فضول وحب استطلاع قوي لمعرفة كل شيء يدور حولهم سواء كان شيء هام أو غير هام، فذلك يعتبر مرض نفسي لأن الشخص صاحب الفضول الضار من المؤكد أنه مريض نفسياً.
انخفاض المستوى الديني
- بعض الأشخاص تكون تنشئتهم وتربيتهم غير إسلامية فتنشأ معهم طباع وعادات سلبية يتعودون عليها منذ الصغر وتظل معهم حتى الكبر وتصبح مرضا غير قادرين على التخلص منه.
السذاجة أو البلاهة
- بعض الأشخاص يكونوا ذوي طباع ساذجة فيتكلمون فيما لا يعنيهم ويتدخلون في شؤون الآخرين مع شعورهم أن هذا شيء طبيعي أو كلام عادي، وهذا يدل على أن عقلهم غير ناضج ليكونوا واعين أو مدركين أكثر من ذلك.
الحقد والبحث عن أخطاء للناس
- هناك بعض الناس يكونوا حقودين فلا يتمنوا الخير للناس وعندما يروا أحدا أفضل منهم في شيء يظلون يراقبونه ويحسدونه ويحقدون عليه ويرغبون في معرفة أي أشياء أو أخبار سيئة عن الشخص الذين يراقبونه ليمسكوا علية فعل مشين ثم يهددونه بعد ذلك.
صفات الأشخاص المتدخلين في شؤون غيرهم
- هم أشخاص يشعرون بالنقص وقلة الثقة في النفس بالإضافة إلى أن يمتلكون مشاعر مكبوتة مثل الحاجة للانتماء أو التقدير الاجتماعي.
- هم أفراد يحاولون دائمًا السيطرة على الآخرين وفرض آرائهم.
- أشخاص غير قادرين على فهم أن انتمائهم يختلف عن انتماء غيرهم وأن الناس أحرار ليس من حقنا أن نأمرهم أو نمارس عليهم السيطرة.
التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام
- من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه هذا حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فدعانا أن ننشغل بأحوالنا ونبتعد عن التفكير في الآخرين لأن هذا التطفل مضيعة للوقت وإهمال لحياة الشخص نفسه ومسبب كبير للمشكلات.
- وقد نهانا الإسلام عن الغيبة والنميمة التي تأتي من التدخل في شؤون الآخرين فعندما يتطفل الفرد على حياة الناس فإنه من الطبيعي سوف يتحدث عنهم من وراء ظهورهم وعندما حرم الإسلام ذلك أخبرنا بأنه ضرر كبير وظلم لأنفسنا ولغيرنا وعذاب في جهنم،
- فالإسلام يأمرنا بكل ما هو جميل وينهانا عن كل ما هو سيء ويترتب أيضا على التدخل في شؤون الآخرين السخرية من الناس حيث حرمها الإسلام أيضاً.
- وقال الله تعالى في كتابه الكريم ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
- وأوصانا الله تعالى بالتقوى والبعد عن المعاصي حيث قال ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم.
اضرار التدخل في شؤون الآخرين
- إضاعة وإهدار الوقت الذي من الممكن أن يستغله الإنسان في العمل أو العبادة أو قراءة القرآن الكريم.
- معرفة الأسرار الخاصة بالناس والتطفل عليهم مما يسبب للإنسان التعب النفسي لأنه قد يرى أو يسمع مالا يرضيه.
- يقول المثل من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه فالشخص الذي يتدخل فيما لا يعنيه يتعرض للسب ومشكلات عديدة.
- مخالفة الدين لأن التَّدَخُّل في شؤون الآخرين ذنب كبير وقد تبطل صلاة الشخص لأن سيدنا محمد قال ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له).
- الإرهاق النفسي لأن التطفل يشغل بال الشخص وقد يصاب بأمراض نفسية عند الإدمان على هذه العادة السيئة.
علاج التدخل في شؤون الآخرين
لكل داء دواء والتَّدَخُّل في شؤون الآخرين داء كبير يجب التخلص منه وعلاجه، ويمكن اتباع النصائح التالية للعلاج وهي :
- التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومعرفة أوامره ونواهيه والبعد كل البعد عن نواهيه حتى لا يلقى المذنب في جهنم.
- قراءة القرآن الكريم وفهم وتدبر آياته والعمل بها في حياتنا اليومية لنفوز برضا الله.
- شغل النفس بأمور هامة أو التفكير في شيء يفيد الإنسان مثل العمل الذي يجلب الكسب المادي أو تعلم مهارات جديدة أو مشاركة المواهب مع الأصدقاء أو الاستماع لمواهب الأصدقاء.
- عدم سماع أي أخبار يقولها شخص عن الآخرين لنا والرد بقول(ليس لي دخل بأحد لا تخبرني عن أحد مرة أخرى).
- ضروة معرفة نصيحة عدم التدخل في شؤون الآخرين واجب عليك التمسك بها واتباعها
وفي الختام نرجو أن يكون موضوع التدخل في شؤون الآخرين قد أفادكم كثيراً وأتمنى ألا تكون هذه العادة السيئة موجودة بأحد وإن كانت موجودة أتمنى أن يعالجها بنفسه ويكون عنده الإرادة للتغير ليصبح أفضل وحتى يكون إنسان محبوب من أهل السماء والأرض
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3958
تم النسخ
لم يتم النسخ