كتابة :
آخر تحديث: 20/04/2022

هل أنماط شخصياتنا ثابتة؟ وكيف اغير وأطور شخصيتي؟

هل سمات شخصياتنا ثابتة مدى الحياة أم قابلة للتغيير والتطوير؟ هذا تساؤل يتبادر في أذهاننا مع تطورات الحياة السريعة، فالكثير منا يطمح في تطوير شخصيته حتى يواكب المجتمع والآخرين.. وهو ما سنطرحه اليوم من خلال موقع مفاهيم وحديثنا عن "كيف أغير وأطور شخصيتي؟"، فالتفكير في الرغبة بتطوير الذات هي أولى مراحل النجاح، وبعدها ستأتي خطوة البحث عن السبل والطرق التي تمكننا من الوصول للتغيير المطلوب.
هل أنماط شخصياتنا ثابتة؟ وكيف اغير وأطور شخصيتي؟

هل أنماط شخصياتنا ثابتة؟

البعض يتساءل عن إمكانية تغيير وتطوير شخصيته، وهل من الممكن حقاً أن يحدث تغيير في الشخصية؟ أم أنها ثابتة ولا تتغير، ومع انتشار الأبحاث والدراسات التي تركز على تطوير الذات وتضع الخطط التي تساعد في ذلك، توصلت إلى الآتي:

  • في مراحل حياة الإنسان المختلفة، ومع التطور السريع في أنماط المجتمع وتطوره، يشعر الإنسان بالحاجة إلى تغيير بعض الجوانب في شخصيته، أو تطويرها للحاق بركب الحياة.
  • وتعد مجرد الرغبة في التغيير أو التطوير هو أولى مراحل عليه التغيير نفسها، فهي ستكون بمثابة الدافع للبحث عن الأهداف لمعالجة السمات المنوط تغييرها.
  • اتفق عدد من العلماء على أن إمكانية إجراء تغييرات حقيقية على السمات الشخصية قد يكون أمرا صعبا للغاية، ولكن يعتقد البعض الآخر من الخبراء أن تغيير أنماط السلوك والمعتقدات تندرج تحت سطح السمات العامة، وهو المفتاح الحقيقي للتغيير.
  • مؤكدين على أنه هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لإجراء تغييرات حقيقية على جوانب الشخصية.

لماذا أطور شخصيتي؟

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى رغبة الأشخاص في تغيير أنماط شخصياتهم، وتجعلهم يبحثون بشتى الطرق والوسائل نحو إحداث هذا التغيير.. ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • يطمح الإنسان في تغير نفسه أو تطوير شخصيته من أجل إرضاء الله، وأن يصبح عضوا نشطا في المجتمع.
  • فالمسلم القوي والقادر على تغيير نفسه والمجتمع أفضل من الشخص الخامل الذي لا يفيد نفسه ولا غيره ولا المجتمع الذي يعيش فيه.
  • من أجل إعمار الأرض، وإفادة الناس والتأثير فيهم، والعمل على إصلاح نفسه والغير.
  • يسعى الإنسان إلى تغيير نفسه من أجل تحقيق ذاته وأن يحقق النجاح والتميز.

كيف اغير وأطور شخصيتي؟

هناك مجموعة من الطرق والوسائل التي بها يستطيع الإنسان تغيير شخصيته للأفضل.. أهمها ما يلي:

1. تقييم الإنسان لذاته

  • فمن يريد النجاح في تغيير شخصياته للأفضل فعليه أن يبدأ بتقييم ذاته، ليظهر نقاط الضعف والقوة فيها، فمن الخطأ الإيمان بثبات السمات الشخصية وعدم قابلية تغييرها.
  • والحقيقة أن الإنسان يغير من سلوكه وتصرفاته حتى تتناسب مع المواقف التي يتعرض لها، والظروف المجتمعية التي يعيشها.
  • وعند تقييم الإنسان لذاته يجب أن يضع في الاعتبار أن هناك بعض السمات لديه تكون نتيجة بعض التأثيرات التراكمية سواء للمعاملة أو التربية منذ الصغر.
  • فالشخصية الضعيفة أو القوية لدى الشخص تكون نتيجة التربية والمعاملة من الأسرة منذ الصغر، وهنا فالإنسان لا يمكن أن يغير ماضيه، ولكن يمكنه أن يطور من نفسه ويغير في حاضره.

2. تحديد الهدف

  • يعتبر تحديد الهدف من أهم الخطوات التي يجب على الشخص الذي يريد التغيير أن يتخذها، حتى يستطيع اتباع خطوات محددة ومدروسة للوصول إلى غايته.
  • وهناك بعض السمات التي يجب أن يتسم بها الهدف مثل ن يكون الهدف واضحا ومحددا ليجعل عملية التغيير سهلة.
  • أن يكون ممكنا، وليس هدفا يعجز الإنسان في الوصول إليه.
  • أن يكون الهدف مرتبطا بتوقيت زمني يمكن تحديده فيه.

3. تنظيم الوقت

  • فالشخص الناجح هو من يقدر قيمة الوقت، ويمكنه إدارة الوقت بكل يحقق له النجاح والتميز.
  • فلتحقيق التغيير في الشخصية يجب أن يضع الشخص جدولا زمنيا ينظم فيه الخطوات والمراحل التي تساعده على الوصول إلى هدفه في المدة الزمنية التي يحددها.

4. أن يتسم الشخص بالنظرة الإيجابية

  • يجب أن يتحلى الشخص بالإيجابية وأن يدرك أهمية النجاح والتطور، فيتقبل وجهات النظر المختلفة بصدر رحب، وأن يستفيد بآراء الآخرين ببكل إيجابية.
  • كما يجب أن يبتعد عن الوساوس والأفكار السلبية، وكل ما يوحي بالهزيمة والفشل.

5. وضع خطة التغيير

  • من أجل تغيير الشخصية يحتاج الإنسان إلى وضع خطة توضح السمات التي يود تغييرها ، والصفات الجديد التي يرغب في اكتسابها.
  • وأن يدرس تأثير هذه التغيير عليه، والتطور الذي سيطرأ على شخصيته.

6. تغيير البيئة المحيطة به

  • يمكن أن يغير الإنسان في شخصيته من خلال تغيير البيئة الخارجية المحيطة به، وإحداث تجديدات في حياته، مثل المشاركة في نشاطات مختلفة، أو التعرف على شخصيات جديدة.
  • فمن خلال تجربة الإنسان لأشياء وتجارب جديدة يمكنه توقع نتائج مختلفة.

7. التوقف عن المقارنة بالآخرين

  • حتى يتمكن الإنسان تطوير نفسهن يجب أن يتقبل ذاته ويتكيف معها، وذلك بالتوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين.
  • فليس هناك شخص كامل، فكل إنسان يتسم بالصفات التي تميزه عن غيره، فيجب أن يركز على نقاط قوته ويعمل على تطويرها للأفضل، ولا يشغل نفسه بالآخرين.

العلاقة بين التغيير والإرادة

أكد العلماء والمتخصصون على وجود علاقة طردية بين الإرادة والتغيير، وتتمثل في الآتي:

  • ضعف الإرادة يتسبب في الإخفاق والفشل في إحداث الإنسان للتغيير في شخصيته نحو الأفضل.
  • والإرادة وحدها ليست سببا لتحقيق الإنسان للنجاح، فقد تؤثر الظروف المحيطة به في لك.
  • فيجب توافر الصفات التي تؤهله لتحقيق هدفه، فالإنسان يحتاج إلى البيئة الجيدة بجانب الإرادة، كما يحتاج إلى التعليم والثقافة، وأيضا العلاقات الاجتماعية.
  • فهذه الأمور إذا توفرت بشكل منفرد لا تكون كافية للوصول إلى التغيير المنشود، ولكنها مجتمعة تساعد في ذلك.

دعائم تغيير الشخصية

تتحقق تنمية وتطوير الشخصية مع الوقت، فهي ليست بالأمر العسير أو المعقد، وهناك بعض الدعائم والمقومات التي تساعد في ذلك مثل:

تكوين علاقات مع أشخاص إيجابيين

  • حيث أن العلاقة بالأشخاص المقربين لها تأثير كبير في تكوين شخصية الإنسان.
  • فهو يتأثر ويؤثر بالمحيطين به، لذلك يجب التقرب من الأشخاص الذين لديهم نظرة إيجابية للحياة، وتجنب الأشخاص السلبيين الذين يشككون في قدرات الشخص.
  • حيث لديهم القدرة على تحطيم ثقته بنفسه وإمكانياته في القدرة على التغيير والتطوير من نفسه.
  • فأي إنسان لا يمكن أن يطور من شخصيته أو يغير فيها دون أن يكون مؤمنا بقدراته وإمكانياته التي تساعده على التغيير.

المرونة وتقبل الأخطاء

  • يجب أن يتسم الشخص الذي يرغب في تغيير نفسه بالمرونة، والقابلية في تقبل الأخطاء.
  • فليس هناك إنسان معصوم من الخطأ، فالكل قابل لأن يصيب ويخطئ، وبمرونته في تقبل الخطأ يدرك أنه عليه تصحيحه ويسعى لتعديل خطته من أجل الوصول إلى التغيير أو التطوير المطلوب.
وبذلك نكون قد أدركنا إجابة سؤال كيف اغير وأطور شخصيتي، فمن خلال إدراك الشخص للأسباب التي تدفعه للرغبة في التغيير يستطيع وضع خطته لتنفيذ ذلك، ومع توفر بعض الصفات ينجح الإنسان في الوصول إلى التغيير والتنمية المطلوبة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ