آخر تحديث: 10/03/2022
كيف تكون تقوى الله؟ وما تأثير ذلك على الحياة؟
كيف تكون تقوى الله، سؤال يتردد كثيرا في عقول الملايين من البشر حول العالم خاصة في الآونة الأخيرة، وليس من الضروري أن تكون تقوى الله مرتبطة بدين معين، فالأديان السماوية تدعو كلها إلى إعلاء قيم الحب والسلام.
الكثير من الأشخاص لا يعرفون معنى أو ما هي تقوى الله وكيف تكون، وهل هي متوقفة على أداء الطقوس الدينية والصلوات فقط، أم أنها غير ذلك، وفي حقيقة الأمر أنه توجد الكثير من الأمور والأفعال التي يمكن للمرء أن يقوم بها، بما فيها الصلاة والطقوس الدينية، والتي يتقرب بها إلى الله ويتقيه، والتقوى في أساسها أن يجعل الشخص الله هو مركزيته أو مرجعيته في الكثير من الأمور التي يقوم بها في الحياة، إليكم التفاصيل على موقعكم مفاهيم.
ما هي التقوى؟
قبل معرفة كيف تكون تقوى الله يجب أولا معرفة ما هي التقوى أو معنى كلمة التقوى.
- التقوى في اللغة العربية مأخوذة أو مشتقة من فعل اتقى، ومصدر الكلمة هو الاتقاء.
- كما أن التقوى والاتقاء مشتقين من كلمة وقى، ومعناها في اللغة العربية الوقاية أو الحماية.
- ومعنى الوقاية في اللغة العربية هي حماية الشيء من الأمر الذي يضره أو يؤذيه.
- فالتقوى هي أن يجعل الفرد حاجزا أو حجابا بينه وبين ما يخاف منه أو يؤذيه أو يضره.
- أما المعنى الشرعي لكلمة التقوى فهي فعل كل ما أمر الله به، والتوقف أو عدم فعل أي أمر قد نهى الله عنه.
- وذلك ابتغاء مرضاة الله، وتجنب غضبه في الدنيا والآخرة، والتقرب إليه وطلب العفو منه والحماية من شر ومكروه.
كيف تكون تقوى الله؟
كيف تكون تقوى الله، من خلال اتباع أو القيام بالأمور المذكورة في النقاط التالية:
- ذكر الله باستمرار وفي كل وقت وحين، والاستغفار وشكره والامتنان له على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
- تطبيق وتنفيذ كل ما أمر الله به ورسوله، والبعد تماما عن كل ما نهى الله عنه.
- المحافظة على الصلوات في أوقاتها، بالإضافة إلى النوافل والسنن أو القيام بكل ما هو زائد أو زيادة عن الفروض التي فرضها الله على عباده.
- التحلي بالصفات والأخلاق الحميدة التي تجعل الشخص محترما ومقدرا بينه وبين ذاته، ومن الآخرين.
- الابتعاد أو عدم التحلي بالصفات والأخلاق المذمومة، أو التي تجعل الشخص مكروها من ذاته ومن الآخرين.
- عندما يقوم الشخص بكل هذه الأمور، فهو بذلك يطبق ما أمر الله به، ويكون خليفة الله في الأرض.
- ويكون محبوبا عند الله، ويتقي عذابه وغضبه في الدنيا والآخرة، وينعم في الدنيا وفي الآخرة أيضا.
- عندما يكون الشخص متقيا لله من خلال البعد عن أي أمر، أو فعل يغضب الله يكون في أعلى درجة عند الله.
- حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون".
- كما أن الشخص المتقي لله الذي يرغب في أن يكون تقيا، يجب أن يخاف الله من خلال اتباع زواره في السر وفي الخفاء.
- فلا يجب أو يقوم الشخص بهذه الأمور والأعمال الصالحة رغبة في الحصول على احترام الآخرين.
- بل يجب أن يقوم بذلك رغبة في التقرب إلى الله، وطلب العفو منه والمغفرة سواء كانت تصرفات هذا الشخص أمام الناس أم من ورائهم.
- الابتعاد عن مجالس السوء لأنها تقلل من إيمان العبد بربه، وتجعله يرتكب المعاصي والمحرمات التي نهى الله عنها.
- التواجد دائما مع الأشخاص الإيجابيين أو الصالحين، حتى يعينوا الشخص على تقوى الله، وذكره في كل وقت وحين.
أثر التقوى على حياة المتقين
بعد معرفة كيف يكون الشخص متقيا لربه، يجب معرفة ما أثر ذلك على حياة الشخص الذي يسلك هذا الطريق.
للتقوى أثر عظيم على حياة الشخص المتقي، والتي منها:
- شعور الشخص بأن الله معه دائما وأبدا، وأنه يحبه ويحميه، وذلك وفقا لما جاء في كتاب الله العزيز: "واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين".
- وصول الشخص الذي يتقي الله إلى مكانة مرتفعة جدا في الدنيا والآخرة.
- ويشعر الشخص بذلك عندما يرى أن أموره ميسرة في الدنيا، وأنه حياته تسير بسهولة ويسر، وأن الله يرزقه من حيث لا يحتسب.
- الفوز بالجنة في الآخرة، والعيش في نعيمها الذي وعده الله لعباده المتقين.
- يقول الله تعالى: "جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين".
- نجاة الشخص المتوفى من عذاب الدنيا والآخرة، فالشخص غير المتقي أو الذئب لا يخاف الله حياته صعبة.
- ويشعر أن الله بعيد عنه وأن الدنيا لا يوجد بها راحة ولا سعادة ولا رحمة.
- كما أن الشخص المذنب أو الذي لا يخاف الله قد وعده الله بعذاب في الدنيا وعذاب أكبر في الآخرة.
- والمتقي ينجيه الله من هذا العذاب، حيث يقول الله تعالى: "وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون".
- شعور الشخص المتقي بالأمن والأمان والسكينة، ولا يسكن قلبه الخوف أو القلق حتى ولو تعرض لاعتداء من الآخرين أو الأعداء.
- حيث يؤمن تماما أن الله معه، وينجيه من هذا الأمر عاجلا أم آجلا، وذلك وفقا لما قاله الله تعالى في القرآن الكريم.
- حيث يقول: "وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط".
- شعور الشخص المتقي لله أن هناك بركة في الرزق والعمر والأولاد والتجارة.
ما هي صفات المتقين ؟
توجد بعض الصفات التي تميز أهل التقوى والصلاح والتي منها يعرفون، وهي:
- الإيمان بالله وبالغيب والقضاء والقدر، والاقتداء بسنة رسول الله، واتباع أوامر الله عز وجل.
- الإنفاق في سبيل الله، وإخراج الصدقات، وإطعام الطعام، ومساعدة المحتاجين، والرفق بكل ما هو حي على وجه الأرض.
- الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وتنفيذ الوعود والعهود.
- الصبر على الابتلاء والاختبارات، وشكر الله في السراء والضراء، والصدق في القول والفعل سواء مع الناس أو مع الله.
- الإنفاق في سبيل الله في وقت العسر واليسر، وكتم الغيظ وعدم رد الإساءة للآخرين سواء بالقول أو الفعل.
- الاستغفار في كل وقت، واستشعار كلام الله عند الدعاء أو الاستغفار، ومعرفة ودراسة معاني أسماء الله الحسنى، واستشعار قوتها عند الدعاء بها.
- تجنب النفاق أو مجاراة الآخرين في أفعالهم وأقوالهم السيئة أو الخاطئة، وقول الحق مهما كان الأمر أو مهما كان عواقب ذلك.
- المحافظة على الصلاة وقراءة القرآن، والصيام، وعدم الإسراف في أي شيء مادي في الحياة سواء طعام أو شراب.
- تدبر آيات الله، وتطبيقها في الدنيا، والحرص على الطاعات وتجنب كل ما هو محرم أو منهي عنه من الله ورسوله.
هكذا يتم معرفة كيف تكون تقوى الله في السر والعلن، وتوجد الكثير من الأمور التي يمكن من خلالها اتقاء الله، ولكن ما تم ذكره هنا هي الأمور الأساسية التي يمكن للشخص أن يسير عليها أثناء سيره في طريق التقوى، واتقاء الله ليس أمرا سهلا بل طريق كله مشقة وتعب، لأن الشخص قد يخسر الكثيرون أثناء سيره به، ولكنه يستحق هذا العناء، ولذلك يتطلب الصبر والحكمة للاستمرار به.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12031
تم النسخ
لم يتم النسخ