كيفية صلاة الاستخارة والدعاء الوارد فيها، وما أهميتها للفرد؟
كيفية صلاة الاستخارة؟
يلجأ المؤمن إلى صلاة الاستخارة عندما يرغب في اختيار قرار مصيري في حياته، كالزواج، أو العمل، أو شراء منزل أو بدء وظيفة جديدة، وورد عن الرسول كيفية إقامة هذه الصلاة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: "وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ").
وتسهيلًا عليكم إليكم كيفية صلاة الاستخارة:
- يستعد المسلم لصلاة الاستخارة مثل استعداده لكل الصلوات، حيث يتوضأ، وينوي ويجهز للصلاة.
- صلاة الاستخارة عبارة عن ركعتين، في الركعة الأولى يقرأ المسلم سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ فيها سورة الإخلاص، وهي سنة عن النبي، ومستحب قرائتهما.
- يسلم، وبعد السلام ترفع يدك للدعاء.
- عندما تدعي يجب الحمد والثناء على الله عز وجل، ومن ثم الصلاة على سيدنا محمد ومن الأفضل أن تقرأ الصلاة الإبراهيمية التي تُقال في آخر كل صلاة، وهي:
اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وبعدها تقرأ دعاء الاستخارة، وهو:
- "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ.. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.. اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ."
- وبعدها تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى بالصيغة الإبراهيمية.
ما هو وقت صلاة الاستخارة؟
صلاة الاستخارة ليس لها وقت محدد، لأنه عندما يكون هناك شيء مهم للمسلم ويريد أن يسأل الله -عز وجل عن بعض الخير، فيجوز له أن يلجأ إلى الله بالصلاة والدعاء، يُمكنك أن تصلي صلاة الاستخارة في أي وقت، ولكن يجب أن تبتعد عن الأوقات التي يُحرم فيها الصلاة بشكل عام، أو منهي الصلاة فيها، ومكروهة كراهة تحريم، وهي:
- بعد صلاة الفجر.
- بعد صلاة العصر.
- عند طلوع الشمس حتى يكتمل طلوعها.
- وعند غروب الشمس حتى يكتمل نزولها.
- وعند إقامة الصلاة، والتنفل وقت خطبة الجمعة.
هذه الأوقات بشكل عام منهي الصلاة فيها، سواء صلاة النافلة أو الفرض.
ما هي أهمية صلاة الاستخارة؟
هناك ثلاث أوجه لأهمية صلاة الاستخارة، وهي كالتالي:
- الوجه الأول- الافتقار إلى الله:
إن المؤمن هو عبد الله، الفقير الذليل له، لذا من خلال صلاة الاستخارة يتم تحقيق التوكل على الله سبحانه وتعالى، وتفويض الأمور إليه، وهذا من معاني التوحيد، وصلاة الاستخارة تساعد المسلم على تحقيقها، وخاصة عند من استشعرها في قلبه وكان يقيمها رغبة في رضا الله.
- الوجه الثاني- الفلاح في الاختيار:
النجاح في الأمر الذي يرغب المسلم اختيار وأيضًا التوفيق من الله لمن فوض ووكل أمره لله، ومن يسأل الله بصدق يعطيه الله حاجته.
قال بعض الحكماء: من أُعطي أربعا لم يُمنع أربعا: من أُعطي الشكر لم يُمنع المزيد، ومن أُعطي التوبة لم يُمنع القبول، ومن أٌعطي الاستخارةَ لم يُمنع الخِيَرة، ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب"
- الوجه الثالث- الرضا بالقضاء:
القناعة بما كتبه لله للمؤمن والرضا بقضاءه وقدره هو هدف صلاة الاستخارة، حيث يطلب المؤمن من ربه التوفيق وفي نفس الوقت يكون لديه قناعة داخلية أنه لن يندم على اختياره لأنه فوض أمره إلى الله.
أيضًا هذه الطريقة تمنع الحزم والغم على المؤمن إذا كان الاختيار لم يكن كما يتوقع الإنسان، وهذا الوجه من أعظم الفوائد، حيث يتمتع المؤمن بالقناعة والرضا والطمأنينه واليقين فيما كتبه الله للمؤمن.
" قال داود عليه السلام: رب! أي عبادك أبغض إليك؟ قال: عبد استخارني في أمر، فخرت له، فلم يرض به "
"كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: ما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في أمره "
ويجمع العلامة ابن القيم أهمية صلاة الاستخارة كالتالي:
- دعاء وصلاة الاستخارة هو توحدي الله وافتقار إليه، وإقرار بعبوديته، والتوكل عليه، وسؤال من بيده الخير كله، سؤال الله الذي يأتي بالحسنات، ويصرف السيئات، وهو الذي يفتح عليه عباده.
- دعاء وصلاة الاستخارة هو الطالع السعيد، طالع لأهل التوفيق والسعادة، الذين لا يوحدون الله، حيث يتضمن الدعاء الإقرار بوجود الله، والإقرار بكماله، وربوبيته، وتفويض الامور إليه، والاستعانة به.
تأمل كيف أن الأمر محاط بأمرين:
- أولاً: الثقة وهي مضمون الاستخارة، وبعد ذلك الاكتفاء بما أمره الله به، هذه هي بوادر السعادة ويجب أن تُحاط بعلامة البؤس، التخلي عن الثقة بالنفس والعلاقة الحميمة، ثم السخط.
- والثقة قبل الحكم، فإذا انتهى الحكم وبعد ذلك تحولت العبودية إلى قناعة كما في "المسند" وزاد النسائي في دعاء الاستخارة "واسألك الرضا بعد القضاء"
- وهذا أكثر بلاغة من الاكتفاء بالحكم، لأنه يمكن أن يكون هناك عزيمة، وإذا كان هناك حكم تتبدد المثابرة، وإذا كان هناك موافقة بعد الحكم فهي دولة أو منصب.
- الاستخارة شرط من شروط توكل الاستخارة إلى الله، وتوكلها إليه، وتقسيمها بموهبته وعلمه، واختيار عبده حسنًا، والرضا بالله الذي لا طعم للفائدة، إذا لم يكن الأمر كذلك، إذا تذوق طعم الإيمان ثم استقر بما هو ممكن، فهذه علامة على سعادته.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12265