كتابة :
آخر تحديث: 08/07/2022

ما هو الذكاء الاصطناعي في الطب؟ و بماذا يستخدم؟

قد يكون مستقبل مهنة الممارسة الطبية مبني تماما على التكنولوجيا والروبوتات في وقتٍ أقرب ممّا كان متوقعًا، حيثُ من الممكن مستقبلاً للمريض زيارة جهاز كمبيوتر قبل رؤية الطبيب، وهذا من خلال التقدم في الذكاء الاصطناعي في الطب (AI)، حيثُ تطورت مفاهيمالقطاع الصحي حول العالم من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في مجالات عديدة.

ما هو الذكاء الاصطناعي في الطب؟ و بماذا يستخدم؟

استعمالات الذكاء الاصطناعي في الطب

لقد زاد استعمال الذكاء الاصطناعي AI في مجال الرعاية الصحية والطبية، حيثُ أصبح الذكاء الاصطناعي من الأساسيات في عملية تشخيص الأمراض الصحيّة، وصناعة الأدوية، وتحسين تنظيم العمل داخل المستشفيات وداخل الأقسام الطبية والمستوصفات وغيرها المزيد.

وتتسارع الاستثمارات في الوقت الحالي وتتنافس كبرى الشركات العالمية من أجل إدخال الكثير من التطبيقات التي من الممكن استخدامها من قبل المهتمين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، حيثُ يعتبر نجاح صناعات الذكاء الاصطناعي الطب وفي مجال الرعاية الصحية بشكلٍ عام يعود إلى الأساسات والاتفاقيات التصنيعية القائمة بين مختلف القطاعات الصحيّة وشركات التكنولوجيا. ومن اليوم وصاعداً لا يعتبر الأمر فقط متعلّقاً بتخزين بيانات المرضى وحفظ ملفّاتهم، بل وصلت استخدامات الذكاء الاصطناعي في الطب إلى مستوى تحليل هذه البيانات ودراستها واستنتاج علاجات وحلول دقيقة بالإضافة إلى تشخيص الأمراض بسرعة قياسيّة.

إن الذكاء الاصطناعي في الطب أصبح قادرًا على منح جهاز الحاسوب كامل القدرة على التعلّم الذاتي وهذا بواسطة إدخال إحصائيات وبيانات هائلة مما يعطي هذه الحواسيب القادرة على خلق نظام آلي ذكيّ قادر على القيام بالمعالجات المنطقيّة والتعلّم والبحث بهدف الوصول إلى التكامل بين دور الأطباء "الدماغ البشري" ودور الذكاء الاصطناعي AI، من أجل تحقيق الكثير من التطورات الجديدة في مجال الرعاية الصحيّة، إليكم الآن أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في الطب AI.

مجال الطب الدقيق

أيّ مجال الطب الشخصي بمعنى أن يتم تحديد الدواء أو بروتوكول العلاج المُناسب من أجل كل حالة مرضية بناءً على التكوين الجيني الخاص بالمريض وبحسب نمط حياته واختلاف استجابته للعلاج.

أثبتت التجارب والبحوثات القائمة على هذه العمليات الدور الهام الذي يجمع بين عمل الطبيب مع عمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الطب AI حيث حيثُ يمكن من خلال تقنيات التعلم الذكية القيام بتحليل ودراسة البيانات الجينيّة لأعداد كبيرة من الأشخاص، مع تحديد الفروقات الشخصية في زمن الاستجابة للأدوية بين كل شخص وغيره، ممّا يساهم في تعزيز دور الأطِّباء أثناء معالجة الحالات السريريّة ما يساعد على تقديم أفضل التوصيات حول أفضل الأدوية لكل شخص على حدا. حيثُ دفعت التجارب الناجحة في مجال الطب والرعاية الصحية إلى زيادة الرغبة في الاستمرار فيها، حيثُ يتم في الوقت الحالي جمع البيانات الصحيّة لدى المرضى بهدف تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي AI من أجل تطوير مجال الطب "الدقيق".

الروبوتات الطبية

يتوضّح التكامل بين دور الدماغ البشري ودور الذكاء الاصطناعي في الطب AI عن طريق الروبوتات التي يتم استعمالها داخل غرف العمليات الجراحيّة، حيثُ من الممكن أن يصل الروبوت الجرّاح إلى نسبة دقّة لا تستطيع يد الطبيب الجراح الوصول إليها، فيما يتمكّن هذا الجراح من تحريك أذرع الروبوتات بواسطة معرفته الطبية الجراحية وتوجيهها إلى الأماكن الصحيحة الدقيقة، ممّا يساعد حينها الأطباء على التدخل الجراحي بأيديهم بالوقت المناسب.

تتنافس في زمننا الحالي كبرى الشركات من أجل الوصول إلى صناعة روبوتات متطورة جدا والحصول على خدمات طبيّة متميّزة تعمل على مساعدة الفريق الصحيّ على أداء العديد من مهامه الروتينية المعتادة بهدف تخفيف العبء عليهم. لقد أصبح من الممكن في وقتنا الحالي الدمج بين تقنيات هذه التكنولوجيا الحديثة بهدف مساعدة الأطباء والممرضين في تقديم رعاية طبيّة أفضل بكثير عمّا كانت عليهِ سابقًا.

تشخيص الأمراض

إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب وخصوصاً في مجال تشخيص الأمراض ووصف الأدوية المناسبة للمرضى يعتبر من أنجح استخدامات الذكاء الصنعي في العالم، حيثُ يتم استخدام تقنيات الـ AI في الطب ضمن تفاصيلٍ عديدة، حيثُ يُمكّن الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال إمكانيّة فحص أعداد ضخمة من المرضى خلال وقتٍ زمنيٍّ قصير لا يتعدى الساعة، وتعتبر هذه الميّزة من أهم ما وصل إليه الذكاء الاصطناعي في الطب، حيث قد عملت هذه التقنية على تطوير المجال الطبي تقدماتٍ ملحوظة من خلال عمليات التشخيص المبكرة واكتشاف الأمراض المزمنة والخطيرة خلال مراحلها المبدئية فقط، ومن الممكن أيضا قبل حدوثها وانتشارها وتفاقم أعراضها على الجسم البشري، وبالطبع هذا ممكن بواسطة تحليل ودراسة صور الأشعة للمرضى، حيثُ تعتبر إمكانية التنبؤ بالأمراض وانتشارها ضمن الجسم بواسطة استعمال تحليلات تقنية الذكاء الاصطناعي في الطب، والمعتمدة بشكلٍ تام على دراسة البيانات الصحيّة للمرضى، ولكن بالطبع هذا لا يعمل على إلغاء الدور الأساسي الذي يقوم به الطبيب.

بالتزامن مع التقدم التكنولوجيّ المتطور في مجال القطاع الصحيّ وازدياد استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي AI في الطب، في الوقت الحالي تعمل أجهزة الحاسوب بالمعالجة والتحليل عن طريق مستوى ذكاء يقارب مستوى ذكاء الشخص البشريّ من أجل أداء المهام والعمليات الدقيقة في كشف العديد من الأمراض العادية أو المزمنة أو التي من الممكن أن تهدد حياة المريض مثل الأمراض السارية والسرطانات، حيثُ يتم دراسة وتحليل الصّور الطبية بهدف تشخيص الأمراض بواسطة الاستفادة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الطب وخوارزميات التعلم العميق في مجال الرعاية الصحية.

تعتمد خوارزميات التعلم العميق في مجال الطب على تلقين الحاسوب وتعليمه وتدريبه بشكلٍ يسمح له بفهم ودراسة وتحليل العديد والكثير من الصور الطبية التي تضم معلومات وبيانات تشخيصيّة أيضا وتعلم التمييز فيما بينها، كي تستطيع في المستقبل قادرة على فهم الصور المقدمة لها وتقديم التشخيصات المرضية المناسبة للحالات المختلفة.

الاختبارات والتجارب الطبية

إن خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الطب AI قدمت الكثير والكثير إلى الأبحاث السريريّة والتجارب العلمية في جميع دول العالم، حيث توجّه الأطباء والعلماء في مجالات الأبحاث إلى الاستفادة من البيانات التي يتم التقاطها بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي AI والتي تأتي من السّجلات الصحيّة للمرضى، ومن أجهزة الاستشعار الطبية القابلة للارتداء والتي تعمل على تحليل بيانات وحالة المريض، مما ساهم بتوفير أموال هائلة كانت تصرف في مجال تجميع البيانات والإحصائيات الطبية.

إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي AI في التجارب والأبحاث السريرية يقدم فائدة كبيرة إلى العلماء في مجال تحليل البيانات والإحصائيات المرضية العلمية، مما يساعد على سهولة إمكانية تقسيم المرضى إلى فئات حسب نوع المرض وتقديم توقعاتهم المرضية التنبؤية.

إدارة المستشفيات

لا يقتصر استعمال الذكاء الاصطناعي في الطب على حالات تشخيص الأمراض والقيام بالعمليات الجراحية، بل له أيضا دور مهم وفعّال جدا في مجال إدارة وتنظيم الملفات والبيانات والإحصائيّات بالإضافة إلى حسن سير تنظيم العمل داخل المستشفيات الطبية والمؤسسات الصحيّة المتنوعة، حيثُ تعاني المؤسسات الطبية والصحية في زمننا الحالي من مشاكل كبيرة في تنظيم وتخطيط وعرض واستقبال بيانات وملفّات المرضى وتتبع الإحصائيات وتنظيمها بشكلٍ مناسب، خصوصاً في ظلّ الازدحامات الشديدة التي تشهدها المستشفيات والضغط الكبير على الأطّباء والممرضين والجرّاحين، بالإضافة أيضا إلى المسؤولين وإداريي الأقسام الإداريّة شكّل معضلة أساسية للقطاع الصحي عموماً بسبب ما تشهده العديد من المستشفيَات من ازدحامات تؤدي إلى ضغط متزايد على الأطباء والممرضين.

كما لاحظت هناك استخدامات عديدة للذكاء الاصطناعي في مجال الطب ، ولكن توجد بعض العوائق يتم العمل عليها حاليًا للوصول إلى الاستخدام الأمثل والأكمل للذكاء الاصطناعي، سوف يكون لنا تغطية شاملة تابع مفايهم ليصلك كل جديد.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع