ما هو سن العنوسة؟
محتويات
الزواج في المجتمعات العربية
- لا يخفى على كل ذي عقلٍ أنّ الله عز وجل قد شرّع الزواج في جميع الأديان حتى نستطيع أن نصلح الأرض ونعمرها ونكون خلفاء لله عز وجل في الأرض.
- وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الزواج في الحديث الشريف حيث قال: "تكاثروا فإنّي مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، وعندما شرّعه الله تبارك وتعالى لم يعقده بسنٍ معين وإذا تجاوز الشخص ذلك السن المحدد لا يصح له أن يتزوج كما يذعن البعض.
- كما يُطلق البعض الكثير من المصطلحات الخبيثة التي تؤذي نفسية كل فتاة وكل شاب لم يستطع أن يتزوج لأسباب معينة، فالإسلام بريء من هؤلاء ومن أفعالهم.
ما هو مصطلح العنوسة
- مصطلح العنوسة هو أحد المصطلحات الشهيرة التي تُطلق على الأشخاص الذين وصلوا إلى سن الزواج لكن لم يتزوجوا بعد، وقد ارتبط هذا المصطلح بالفتيات أكثر من الرجال.
- لكن الأصح أنّه عام للنساء والرجال على حدٍ سواء ولا توجد تفرقة في ذلك، فعندما تجد الفتاة أو الشاب كل مَن حولهم ينعتوهم بهذا المصطلح السيء.
- فهذا يدفعهم إلى الإقبال على الزواج دون الأخذ بعين الاعتبار إذا كان ذلك الشخص مناسب أم لا، فقط من أجل أن يكف المجتمع عن وصفهم بتلك الكلمة، وللعنوسة أسباب سنتعرف عليها معًا من خلال هذا المقال.
أسباب العنوسة في المجتمعات العربية
عندما يجد الناس أن الفتاة قد تخطت سن الزواج يقومون بالحديث عنها ويعتقدون أنّها لديها بعض المشاكل التي منعتها من الزواج مما يضر بنفسية تلك الفتاة ويُحطم آمالها، لكن بالطبع توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تفشي تلك الكارثة.
وسنتعرف على تلك الأسباب من خلال السطور القادمة:
إكمال مرحلة التعليم
نجد أنّ كثير من الفتيات تمتنع عن فكرة الزواج بل إنّها لا تُلقي لها بالاً حتى تنتهي مرحلة تعليمها بشكل كامل وحتى تبحث عن وظيفة تناسبها لتكون مصدر دخل لها.
وذلك خوفًا من أن يُسيء الزوج معاملتها إذا كانت أقل منه في درجة التعليم، أو أن يبخل عليها ولا يعطيها ما يكفي احتياجاتها.
سوء الأحوال الاقتصادية
وهذا هو السبب الشائع لتأخر فكرة الزواج، حيث أنّ الأسباب الاقتصادية تقف كعائق أمام الشباب المقبلين على الزواج، مما تجعلهم يفكرون كثيرًا قبل أخذ تلك الخطوة فتقل فرص الزواج لحدٍ كبير.
فلا يقوى الشباب على تحمل كافة الأعباء بمفردهم.
السفر إلى الخارج
انتشر في الآونة الأخيرة لجوء الكثير من الشباب إلى ترك بلدهم الأم وأهلهم والسفر إلى البلاد الخارجية كي يُحسن من ظروف المعيشة حتى يستطيع أن يتزوج وتكون له أسرة عندما يعود إلى وطنه.
لكن في معظم الأحيان الذي يحدث يكون عكس ذلك تمامًا، فيقوم ذلك الشاب بالزواج من الفتيات المقيمات في تلك البلد التي هاجر إليها إمّا لأنّ تكاليف الزواج منهنّ ليست باهظة أو لكي يحصل على الجنسية.
ولكن الزواج الذي يكون بهذا الهدف يُعتبر باطل في الدين الإسلامي لسقوط أحد أركان الزواج ألا وهو عدم معرفة الزوجة بذلك.
فساد أخلاق عدد كبير من الفتيات والشباب
وذلك يحدث نتيجة لعدم وجود إيمان لديهم، بالإضافة إلى أنّهم يتناسون تمامًا أنهم سيقفون أمام الله عز وجل وسيحاسبون على كافة الأعمال التي قدموها طوال حياتهم.
فنجد الشباب والفتيات يختلطون ببعض تحت مسمى الصداقة وربما يتجاوز الأمر حدود الصداقة مما يجعل الشباب يفرون من فكرة الزواج.
سلبيات الأسر المؤدية للعنوسة
ردا على تساؤل " ما هو سن العُنوسة" يمكننا توضيح بعض السلبيات المؤدية للعنوسة:
سوء خُلُق الأسرة
وهذا الأمر تتأثر به الفتيات أكثر من الشباب، فينفر الشاب من الزواج بفتاة أسرتها سيئة السمعة حتى وإن كانت الفتاة أخلاقها حسنة على الرغم من أنّها ليس لها ذب في ذلك فلا يختار منّا أحد أسرته.
وضع الفتاة مواصفات معقدة للزوج
حيث ترغب الكثير من الفتيات أن تتزوج برجل لديه كل شيء، فلا تقبل الزواج إلا بشخص ذو مواصفات معينة، وهذا تفكير خاطئ لأن النقطة الأهم التي ينبغي أن تبني عليها اختيارها لزوجها هي أن يكون على دين وخلق كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طمع الآباء
وردت على مسامعنا قصص كثيرة عن الآباء الذين يرفضون الزوج المناسب لابنتهم حتى وإن كان ذو دين وخلق رغبةً في الحصول على زوج آخر لها يكون ذو مال وفير.
وبالطبع هذا يخالف أوامر الله عز وجل الذي جعل الدين هو الأساس الذي تختار عليه الفتاة شريك حياتها.
اشتراط زواج الفتيات بالترتيب
بمعنى أنّه إذا كانت توجد أكثر من أخت فنجد أنّ الآباء يشترطون أن تتزوج الفتاة الكبرى في المقدمة وهكذا على الترتيب.
وبذلك هم يخسرون كل هؤلاء المتقدمين لخطبة ابنتهم الصغرى على سبيل المثال لأنّ البنت الكبرى لم تتزوج بعد وهذا تفكير خاطئ بالتأكيد.
الخوف من المستقبل
بمعنى أن أحد الأطراف يخاف من فكرة فشل الزواج أو ضيق الرزق فيمتنع عن الزواج بشكل عام، لكن هذا يتنافى تمامًا مع عقيدتنا التي أساسها الثقة بالله عز وجل والإذعان بأنّ كل شيء بيد الله وحده.
المشاكل النفسية
بمعنى أن تنشأ الفتاة وهي بداخلها تصور مرعب عن فكرة الزواج ناتج عن فشل بعض الأزواج سواء كانوا من العائلة الخاصة بها أو مجرد السماع عن قصص مشابهة لذلك أو فشل العلاقة بين والديها.
وبذلك يكون الأمر أصعب لأنها تكون قد شهدت كل شيء بنفسها، فترفض الفتاة فكرة الزواج رفضًا تامًا خوفًا من تكرار الفشل.
ما هو سن العنوسة
قد تباينت الآراء في تحديد ذلك الأمر ( ما هو سن العنوسة )، حيث أنّه لا يوجد مقياس نحدد به ذلك السن فهو يختلف من مجتمع لآخر ويختلف أيضًا تبعًا لثقافة الشعب ووعيه.
والآن لنلقي نظرة على وجهة نظر المجتمعات المختلفة بخصوص سن الزواج:
- فنجد أنّ المجتمعات الغربية لا تهتم كثيرًا بذلك الأمر ولا يتعامل الأفراد فيها مع المرأة التي تخطت سن الزواج على أنّها قد ارتكبت إثمًا عظيمًا بل إنهم يرون أنّه أمر طبيعي لا يحتاج للفت النظر إليه.
- أمّا عندما نلقي النظر على المجتمعات الشرقية نجد أنه في القرى بالتحديد يحرصون كل الحرص على أن تتزوج الفتاة وهي صغيرة فيما يُعرف بزواج القاصرات، ويرون أن الفتاة التي بلغ عمرها عشرون سنة أو أكثر عانسًا وتخطت السن المناسب للزواج.
- وإذا تطرقنا إلى المجتمعات التي يقيم الناس فيها بالمدن، فنجد أنه لديهم وعي أكثر مقارنة بأصحاب القرى وإن كان بنسبة قليلة، حيث تكون الفتاة منكبة على التعليم وحريصة على أن تُكمل دراستها بالإضافة إلى رفض الأهل لفكرة الزواج قبل انتهاء مرحلة تعليمها؛ لذلك يتراوح سن العنوسة بالنسبة لهم فيما بين عمر الخامسة والثلاثين إلى الأربعين تقريبًا.
كيفية القضاء على مشكلة العنوسة
- حل تلك الأزمة يعتمد على وعي أفراد المجتمع وعلى إيمانهم بقدرة الله عز وجل وبأنّه هو الذي بيده كل شيء.
- إلى جانب وجوب تيسير متطلبات الزواج على الشباب من جانب الأهل وخفض المهور لأنّهم بالطبع لن يؤمنون على ابنتهم بزيادة المال، مُتبعين بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقاصدين وجه الله عز وجل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4533