آخر تحديث: 12/05/2024

أشكال مرض الجذام وأعراضه وأنواعه و علاجه

يُعد مرض الجذام من الأمراض الجلدية، ويُصنف على كونه مرض مزمن، وتعتبر البكتيريا "مايكرو باكتيريم ليترى" هي المسببة للمرض، ومن المؤسف أن فترة الحضانة للميكروب تمتد إلى 5 سنوات، أي أن المرض يتوطن بالجسم دون أن تظهر عليه الأعراض طيلة هذه المدة، وله مضاعفات كثيرة سنتحدث عنها بالمقال في موقع مفاهيم، تابع معنا.
أشكال مرض الجذام وأعراضه وأنواعه و علاجه

حقيقة مرض الجذام

  • يعرف الجذام علميًا باسم (Lyprosy) هو مرض جلدي معدي ومزمن، ويحدث المرض بسبب المتفطرة الجذامية، وقد تنتشر الإصابة وتصل إلى عيني المريض، وجهازه العصبي، وتنتقل العدوى للأشخاص المخالطين عن طريق السعال أو العطس أو عن طريق عملية التنفس بشهيق وزفير المريض.
  • ويقدر عدد المصابين بالجذام ما يقرب من 10 إلى 12 مليون شخصًا، ويشمل العدد أيضا المتضررين من إصابتهم بالمرض، وجاءت تقارير منظمة الصحة العالمية بأن 91% تقريبًا من المصابين موطنهم بلاد الشرق من قارة أسيا،وبلاد شرق أفريقيا، والبعض من أمريكا اللاتينية، وبعض المناطق من أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية.
  • تسجل هذه المناطق تزايد في أعداد المرضى بالجذام، بسبب قدوم السياح، والهجرة من المناطق التي يستوطن وينتشر بها المرض.

أسباب مرض الجذام

يطلق على مرض الجذام مرض هانسون (Hanson's disease) وهناك عدة أسباب تسبب في الإصابة بها، ومنها ما يلي:

  • الاتصال المباشر المتكرر بمريض الجذام المُصاب بكتيريا المتفطرة الجذامية عن طريق الأنف والفم.
  • مخالطة بعض الحيوانات المصابة بالبكتيريا الجذامية.
لا ينتقل الجذام من الأم إلى جنينها أثناء الحمل، كذلك لا ينتقل من خلال الاتصال الجنسي.

أشكال مرض الجذام وأنواعه

ويصيب الجذام جميع الأعمار كبارًا وصغارًا، والجنسين من الرجال والسيدات، وليس له تطعيم أو لقاح للوقاية من الإصابة به، وللمرض مضاعفات خطيرة، قد تصل لفقدان البصر أو فقد الأرجل أو الزراع المصاب.

ويعتبر الجذام من الأمراض الوراثية، وتلعب مناعة الشخص دورا هاما في مدى إصابته بأنواع الجذام، ومنها:

الجذام الدرزي

  • فإذا كان المريض ذو مناعة قوية، فإنه يصاب بنوع من" الجذام الدرزي". واسمه العلمي" تيوبر كيو لويد ليبروسى" وهوأكثر الأنواع إنتشارًا، وتكون أعراضه بظهور بقع فاتحة اللون بالجلد على مساحات مختلفة.
  • وتكون البقع ذات لون فاتح عن اللون الطبيعي لجلد المريض، وتفقد هذه البقع خاصية الإحساس بالبرودة أو الحرارة، وكذلك يفقد الجلد عملية التعرق، ويكون نمو الشعر بها قليل وبشكل ملحوظ.

الجذام الجذامي

  • عندما يكون المريض من أصحاب المناعة الضعيفة وعنده استعداد وراثي للمرض فإنه يصاب"بالجذام الجذامي "، أو ما يطلق عليه "العقدي" فيظهر على الجلد عقد لونها بني وأحجامها مختلفة، وتعتبر الخلية العصبية من أكثر الخلايا عرضة للإصابة بالجذام العقدي، لأن البكتيريا المسببة للجذام تتمكن من إصابة الأطراف، حيث توجد الخلايا العصبية الطرفية بالأقدام والأيادي.

الجذام المعدي

  • يوجد نوع ثالث يتوسط الجذام الدرني والعقدي وهو معدي جدًا للمخالطين للمريض، وهو الأكثر انتشارًا حيث يصيب الأشخاص التي مناعتهم متوسطة، وعند الإصابة يظهر على جلد المريض مساحات واسعة من البقع حمراء اللون، وينتشر بالجذع ومناطق أخرى من الجسم وقد يصاب الوجه أيضا بالقرح والتورم.

اعراض مرض الجذام

يسبب الجذام مضاعفات وأعراض خطيرة للمريض ونذكر من أهمها:

  • يشعر المريض بالألم الشديد ويفقد الإحساس باللمس وخاصة بالأطراف المصابة بالجذام.
  • يحدث تورم وقرح بالأرجل والأيدي المصابة مما يقلل إمكانية إنبات الشعر بها.
  • إصابة العينين بالقرح ويفقد المريض الإحساس بها وقد يفقد البصر.
  • حدوث نزيف بالأنف حالة إصابتها بقرح الجذام.

علاج مرض الجذام

توصي منظمات الصحة العالمية، بضرورة توفير العلاج الخاص بمرضى الجذام فى المستشفيات العامة، لأن المريض يحتاج للعلاج لفترة طويلة تمتد لسنوات، وتشمل العلاجات:

  • أدوية لعلاج تورمات الفم، وبعض الدهانات للحالات الأيدي والأرجل المصابة بمضاعفات المرض.
  • وتوصي أيضا منظمة الصحة العالمية بتوفير بعض العلاجات المدمجة المكونة من ثلاثة عقاقير من الأدوية، ويجب أن يقوم المريض بالانتظام بتناولها لمدة فترة طويلة.
  • وتعتبر الأدوية المدمجة من العلاجات الناجحة لمرضى الجذام، حيث يلاحظ من بداية تناول الأدوية، تفقد الجراثيم قدرتها على الانتشار والعدوى، كما أن المريض المنتظم بالعلاج لا داعي لعزله أثناء العلاج مع بداية تماثله للشفاء.
  • إن اكتشاف المرض في مراحل مبكرة، وسرعة تلقي العلاجات يقلل من ظهور المضاعفات الخطيرة على المريض، ولا تتفاقم الحالة وتصل إلى تدمير الأعضاء الطرفية والأعصاب.

الوقاية من الجذام

  • في الغالب يتمتع (95%) من المجمع الكلي للأشخاص بمناعة طبيعية لمقاومة الجذام، بسبب الحصانة والمناعة الذى يتواجد على جسم الإنسان، والتي تمكن الجسم من القضاء على الجراثيم ومنع تطورها حتى لو كان هؤلاء الأشخاص مخالطين للمرضى المصابين بالجذام.
  • وفي حقيقة الأمر الجذام من الأمراض الخطيرة التي يفضل تجنب الأماكن التي ينتشر بها المرض فالوقاية خير من العلاج.

مرض الجذام في القرآن

لقد ورد اسم مرض الجذام في مواضع في القرآن الكريم، ومنها:

وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران : 49]

إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [المائدة : 110]

  • وهنا كلمة الأبرص: تشير إلى الشخص المجذوم.

لقد ذكر الرسول مرض الجذام عدة أحاديث، وقال:

  • عن البخاري ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. وفر من المجذوم كما تفر من الأسد) .
  • أما حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ بيد مجذوم فأدخله معه في القصعة ثم قال: (كل باسم الله، ثقة بالله، وتوكلاً عليه) .فهو ضعيف ولا اعتبار له.
  • عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا تديموا النظر إليهم : يعني المجذومين }
  • في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة وهو أجذم .
  • وقال القتيبي: "الأجذم في هذا الحديث الذي ذهبت أعضاؤه كلها ، قال : وليست يد الناسي للقرآن أولى بالجذم من سائر أعضائه . ويقال : رجل أجذم ومجذوم ومجذم إذا تهافتت أطرافه من داء الجذام ".
وفي الأخير نقول، الجذام مرض معد يظهر على شكل تقرحات جلدية وتشوه عصبي. وبالتالي فإنه من الضروري عدم التكاسل على الإطلاق في علاج الجذام لتجنب الوصول إلى مراحله الصعبة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ