آخر تحديث: 27/10/2021
تعرف على مشكلة الطفل العبقري
إن مشكلة الطفل العبقري مشكلة لا يلتفت إليها كثيرين، فكثير من الأمهات والآباء يتمنون أن يكون طفلهم عبقرياً، ولكن لا يدركون حجم المشكلات التي يجب عليهم مواجهتها إذا تحقق ذلك.
يؤكد علماء النفس على أن مشكلة الطفل العبقري مشكلة يجب الاستعداد لها من كل أب وكل أم، فكما أن الطفل القليل الذكاء مشكلة لأسرته، فإن الطفل مرتفع الذكاء مشكلة أيضاً لأسرته، فهو يشعر بثقة زائدة في نفسه، ولا يشعر بالتكيف مع أقرانه، لأنه يرى أنهم أقل من مستواه في الذكاء أو بمعنى أدق أنهم أغبياء، كما أنه يتسم بالشعور بالملل سريعاً جداً أكر من أي شخص آخر، كما أنه قد لا يتكيف مع أي إنسان حتى مع الشخصيات الوالدية التي تقوم على رعايته، بما يسبب العديد من المشكلات
جدول المحتويات
مشكلة الطفل العبقري .. من أين نبدأ؟
- إذا رزقك الله بطفل مستوى ذكائه فائق الارتفاع، فيجب أن يواكب هذا الذكاء عند طفلك، ذكاء مضاهي في مستوى الفهم من طرف أبويه ومستوى التوعية الأخلاقية ومستوى التوعية في الجانب الاجتماعي، فالإنسان لا يقوم نسقه النفسي والإنساني على الذكاء المعرفي فقط.
- بل أن الإنسان يقوم نسقه على عدد كبير من أنواع الذكاء، مثل الذكاء اللغوي والذكاء الاجتماعي والذكاء اللفظي، فرعاية جانب واحد فقط من الذكاء على حساب القدرات الأخرى قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة جداً في المستقبل لهذا الطفل.
- وعدم التكيف مع المجتمع مشكلة كبيرة يواجهها الطفل العبقري، فقد يلجأ المتعاملون معه إلى السخرية منه وعدم الاهتمام بما يقوله، وذلك لتعويض الفارق الكبير في الذكاء بينهم وبينه، تلك السخرية التي قد تسبب له العديد من المشكلات النفسية.
- كما أن عدم التغلب على مشكلة الملل لدى الطفل العبقري قد تؤدي إلى تطورها سلبياً، فقد يصاب الطفل العبقري بالوحدة والاكتئاب وعدم الشعور بأهميته وسط أقرانه بسبب أنه لا يجد من يشاركه ألعابه ونشاطاته.
ـ تطورات أكثر خطورة مع الطفل العبقري
- هناك نشاط يعرفه كثرين ممن يقومون على رعاية الأطفال، وهو أن الأطفال يكونون كثيري الاستفسار والأسئلة عما يدور في عقولهم حول تلك الحياة، ولكن الطفل العبقري لديه مقدرة أكبر على طرح أسئلة غير تقليدية، بل أن تلك الأسئلة قد تسبب بعض المشكلات مع المعلمين المتعاملين معه، حتى أنه قد تؤثر على مستوى الدرجات التي يمنحونها له.
- إن التنمر الذي قد يجده الطفل العبقري من أقرانه والسخرية منه، وسوء الفهم الذي قد يجده الطفل العبقري بينه وبين المعلمين المتعاملين معه قد يسبب له ضيقاً نفسياً قد يصل إلى اللعثمة وعدم القدرة على التعبير وقد يظهر في شكل تبول لا إرادي وقد يظهر في أشكال أخرى تحت تأثير الضغط العصبي الشديد الذي يواجهه الطفل.
- وقد يدفعه الاكتئاب وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع إلى تصرفات أكثر خطورة بدافع الانتقام من أقرانه الذين يسخرون منه، فقد يقوم ببعض التصرفات الشاذة ومنها القيام بالسرقات أو الكذب أو التحايل على أقرانه.
ـ التأخر الدراسي رغم العبقرية أمر وارد جدا
- إن التأخر الدراسي مع الطفل العبقري أمر وارد جداً، وذلك لعدة أسباب قد تجتمع في طفل واحد وقد يتصف ببعضها الطفل العبقري دون صفات اخرى.
- فإن الطفل العبقري قد يجد الشعور الجارف بالملل في متابعة شرح المعلمين المتعاملين معه، فكل ما يقوله المعلم مفهوم في دقيقة أو دقيقتين، فما الداعي لمتابعته لساعات طويلة، إنه شعور قد يشعر به الطفل العبقري ولا يحسن التعامل معه.
- فقد نجد الطفل العبقري يقوم بعدم متابعة المعلم في المعلومات التي يشرحها، بل وقد تجده لا يعطي المعلم اهتماماً يذكر، ويتعالى على معلمه بشكل مستفز، ويصف المعلم الخاص به بصفات سلبية جداً.
- كل ذلك يؤدي إلى الوقوع في فخ بئر سحيق من المشكلات العلمية والمستوى الدراسي، فالغرور الزائد يؤدي إلى إهمال القيام بالواجبات المدرسية، والشعور بأنها كلها قليلة الأهمية وأنها لا تناسب عقليته الفائقة الذكاء، فتجده مع الوقت لا يذاكر ولا يتعلم متلقاً.
- وبذلك يتأخر دراسياً وقد يسرب ولا يجد الطريق للنجاح رغم وجود ذكاء كبير في تعاملاته، ولكنه لم يكن مستعد للتعامل مع مشكلات هذا الذكاء العالي.
- ويجب على كل أب وكل أم أن تقوم بتوعية الطالب الذكي العبقري بأهمية الاستماع لكل معلومة، مهما تكررت، وعدم التقليل من شأن من هم أقل في الذكاء، فمن المحتمل أن تأتي المعلومات الهامة من أي إنسان مهما كان مستوى ذكاؤه.
ـ أسلوب المعاملة المناسب للطفل العبقري
- هناك أسلوب معاملة يناسب الطفل العبقري يجب أن يفهمه كل أب وكل أم يقومون على رعايته، فيجب أن لا يغذي الأب والأم الشعور بالغرور لدى الطفل، فهناك فارق كبير بين الثقة بالنفس والغرور، والثقة بالنفس تنتهي حين يغتر الإنسان بها.
- يجب الاهتمام بكافة الجوانب الحياتية وليس بجانب واحد فقط، فبعض الآباء والأمهات يقعون في فخ الاهتمام المبالغ فيه بالجانب الدراسي، ويعتبرون أن أي اهتمام بأي جانب آخر يعد خيانة عظمى لا غفران فيها.
- . فمن وجهة نظر الآباء والأمهات في ذلك الخطأ، أنه يجب استغلال عبقرية طفلهم في الجانب الدراسي أفضل استغلال، ومن أجل الحصول على أرفع الدرجات العلمية فإنه يجب التضحية بأي جانب آخر في الحياة، وأن كل الأحلام ستتحقق بمجرد الوصول للدرجات النهائية في الجانب الدراسي.
- بالتأكيد هذا الأسلوب يؤدي إلى كارثة في النهاية، إنه مثل من يقول أن الماء أهم من الهواء، وأنه يمكن الاكتفاء بالماء فلا يتنفس الإنسان، أو مثل من يقول أن أهم شيء للإنسان أن يقوم بالتنفس، التنفس فقط، ولا حاجة للطعام مطلقاً.
- فكما أن الماء مهم إلا أنه لا يمكن الاستغناء به عن الهواء، فلكل عنصر أهميته، وكما أن التفوق الدراسي هام، فإن الاهتمام بالهواية والترفيه هام أيضاَ، فكم من الأطفال العباقرة دراسياً، إلا أنهم يشعرون بالفقر الشديد في جوانب أخرى في الحياة تم حرمانهم منها.
ـ قيمة الاحترام ودورها مع الطفل العبقري
- إن قيمة الاحترام قيمة مهمة جداً مع الطفل العبقري فتلك القيمة إن تعلمها بشكل سليم، ستساعد الطفل العبقري على احترام كل المستويات العقلية التي يتعامل معها، ولا يشعر بالغرور أمام من هم أقل منه في الذكاء، بل ستجده يحترمهم ويحاول مساعدتهم.
- كما أن قيمة الاحترام ستساعد الطفل العبقري على احترام المعلم الذي يشرح له الدرس، ولا يشعر بعدم أهمية لمتابعته، فسيعلم أن احترام المعلم حجر الأساس في أي معلومة، وأنه إذا فقد الاحترام فإن المعلومات المجردة لن تنفعه.
- كما أن قيمة الاحترام ستساعده على التواصل مع أقرانه من الأطفال الآخرين الأقل في الذكاء، فلن تجده يحتقر طفلاً لأنه أقل منه، وربما وجدته يساعده ويعلى من قدره.
وأخيراً ..
فإن مشكلة الطفل العبقري مشكلة لها قدرها من الأهمية، ويجب على كل أب وكل أم أن يحاولوا جاهدين مساعدة الطفل العبقري على النجاح في كافة جوانب الحياة وليس جانباً واحداً فقط، فهذا هو النجاح الحقيقي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12470
تم النسخ
لم يتم النسخ