معاناة المرأة في المجتمع العربي قبل الإسلام وبعده
جدول المحتويات
معاناة المرأة في المجتمع العربي
لم تنل المرأة حظا وفيرا منذ نشأتها على وجه الأرض، فقديما كان يتم وأد البنات، وكانت المرأة التي تلد أنثى يتم تعذيبها بحرمانها من جنينها، والمرأة التي تلد ذكرا يتم تتويجها وكأنها ملكة ويقيم لها الولائم، وظلت المرأة تعاني في المجتمعات العربية من إهدار دورها وأهميته، على الرغم من إنصاف القرآن الكريم لها وذكر أهمية المرأة وإبراز دورها، إلا إن الشعوب قديما لم تعترف بتلك الحقوق إلى أن جاء أحد الرواد والمفكرين في أواخر القرن ال19 بالدفاع عن المرأة وإعطائها الحق في المشاركة بالرأي والكثير من الأعمال مثل:
- الإمام محمد عبده.
- قاسم أمين.
أسباب معاناة المرأة في المجتمع العربي
على الرغم من قدرة الإسلام في القضاء على فكرة قتل البنات ودفنهم أحياء، إلا أن المجتمع العربي ما زال يطبق تلك الفكرة لكن في صورتها المعنوية عن طريق دفن حرية النساء ومنعهم من ممارسة حياتهم بشكل تحضري، ومن العادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع على المرأة العربية نجد:
- لا يحق للمرأة العزباء في المجتمع العربي الانفصال عن عائلتها والعيش بمفردها في حرية واستقلال، إلا في حالة زواجها، بحكم أنه ليس لديها خيار الاستقلالية على الرغم من تقدمها في العمر أو حصولها على أعلى الشهادات والمراحل التعليمية والمناصب المهنية.
- هناك بعض الدول العربية التي تحرم المرأة من ممارسة التمارين الرياضية خارج المنزل أو قيادة سيارة أو ركوب دراجة، حيث يعد هذا من وجهة نظرهم انتهاكا لحرمة المرأة وللعادات والتقاليد التي أخضعها المجتمع.
- وضع المرأة تحت الضغوط النفسية نتيجة للتقييم المستمر من طرف العائلة والمجتمع في أحقية الزواج وتأهيلها من خلال أدائها في الأعمال المنزلية، حيث إن هذا العمل فقط من وجهة نظر البعض وهو ما يجعها مؤهلة للزواج وليس أداؤها في الجامعة أو عملها.
- هناك بعض العادات السائدة في المجتمع العربي عن زواج المرأة وهي قيام الأهل باختيار شريك حياة لابنتهم وليس للمرأة الحق في اختيار الزوج المناسب من وجهة نظهرها، فتمنع من ممارسة عقلها في التفكير وقلبها في الوقوع في الحب.
- عمل المرأة في بعض الشركات والمناصب العليا كثيرا ما يعرضها للانتقادات السلبية، كما من الممكن أن يعرضها إلى التحرش.
- قيام المجتمع بالاستخفاف من قدرات المرأة الفكرية والمهنية، لهذا لا يتيح لهم الكثير من فرص العمل.
- سلب القانون المدني في الدول العربية بعض حقوق المرأة مثل: -
- لها نصف نصيب الرجل في الميراث.
- عند طلب شهادة المرأة في المحكمة فإنه لا يأخذ بشهادة امرأة واحدة بل يتطلب شهادة امرأتان، مما يشكك في مصداقيتها.
- حرمان المرأة من حق الحصول على سكن فالأولوية دائما للرجل.
معاناة المرأة العربية قبل الإسلام
اختلفت أحوال المرأة في العصور القديمة فما بين المعاناة والإنصاف حيث كانت في:
- العصر الجاهلي: إن أكثر معاناة المرأة العربية كانت في العصر الجاهلي، حيث كانت تمارس عليهم العديد من العادات والتقاليد الخاطئة والمنافية للآداب والأخلاق مثل:
- بغض وكره العرب البنات، فكانوا إذا بشروا بمولود أنثى ظهر على وجههم الحزن والضيق والكآبة، ثم يبدأ في التفكير بمصيرها أيمسكها على هون أم يحبسها أو يقوم بدفنها حية تحت التراب.
- لم يكن للمرأة حق الإرث.
- كانت تعامل كالعبيد ويتم بيعها في الأسواق.
- كما كان الرجل في الجاهلية يقوم بالمقامرة على أهله.
- إذا توفي أبو المرأة كان لزوجها الحق في حبسها حتى تموت.
- لم يكن للمرأة حق باختيار شريك حياتها، بل الاختيار قائم على الرجل فقط.
- لم يكن لها حق الملكية في أي شيء.
- عصر ما قبل الإسلام: كانت المرأة أكثر تحررا والدليل على ذلك هو إرسال السيدة خديجة بنت خويلد إحدى صديقاتها لعرض طلب الزواج من سيدنا محمد.
- عصر الحضارة النبطية: تمتعت المرأة في ذلك العصر بشخصية قوية ومستقلة، فقد كانت تشارك زوجها الرأي ويعرض عليها بعض الأعمال.
- العصر اليوناني والروماني: فقدت المرأة في ظل تلك العصور الكثير من الحقوق، كما فقدت احترامها.
- الجزيرة العربية قبل الإسلام: في تلك الفترة كانت الديانات المسيحية واليهودية تسود شبه الجزيرة العربية، وطبقا لاختلاف العادات والتقاليد المتعارف عليها من قبيلة لأخرى لم تكن حقوق المرأة واضحة في تلك الفترة.
دور المرأة العربية بعد الإسلام
تحسن وضع المرأة كثيرا عند دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية، حيث أعطى الله للمرأة الحق في: -
- التعليم
- العمل
- الإرث
- تحريم عادة وأد البنات
- ساوى بين المرأة والرجل في الواجبات والمسؤوليات.
- أعطى لها حق اختيار الزوج، ولا يحق لأحد تزويجها غنونا لأن هذا يعد باطلا.
- اعتراف الإسلام بالشخصية القانونية للمرأة.
- حافظ الإسلام على حق المرأة فجعل لها المهر وقت زواجها، كضمانا لها وحرصا على تأمين حياتها.
- أعطى لها الحق في إدارة ممتلكاتها الموروثة أو المكتسبة من عملها الخاص.
- أعطى لها الحق في الطلاق والخلع إن لم تستطيع العيش مع الزوج.
- لها الحق في ممارسة حياتها ومشاركة الرأي.
- الحق بالقيام بكل ما تشتهيه طالما هذا لم يخالف أمر وشرع الله، مع ارتداء الزي الإسلامي والذي لا يكشف عن عوراتها.
- حرص الإسلام على صحة وحياة المرأة، لذلك لم يعطي لها الحق في الحمل في البناء أو المناجم أو مناطق الإشعاعات النووية لأن هذا يؤثر على الأجنة وقد يسبب في ولادة أطفال مشوهين.
مستقبل المرأة العربية
على الرغم اضطهاد العديد من الأشخاص للمرأة وعملهم على تضيع حقها الذي أعطاه لها الإسلام، إلا أنها ظلت متمسكة بحقوقها ودافعت عن تلك الحقوق، وعملت على أن يكون لها اسم بارزا في التاريخ كي يتقدم بها المجتمع على المستوى القريب والبعيد، حيث عملت على:
- المشاركة في تنمية المجتمع وازدهاره.
- لم تفرط في دورها وعملها كربة منزل ومربية أجيال، ومساندة زوجها والوقوف بجانبه لتخطي الصعاب مأزق الحياة.
- قامت بالمناضلة والمشاركة في الحرب لتحرير البلاد، وكانت أشهرهم الجزائرية جميلة بوحريد.
- تولت العديد من المناصب العليا في الأدب والسياسة مثل الكاتبة هدى شعراوي ومي زيادة
- عملت في الصحافة واستطاعت أن توصل رأيها إلى العالم وتدافع عن المرأة وحقوقها مثل الصحفية بولينا حسون.
- كان للمرأة دورا بارزا في العديد من المجالات العلمية مثل مجال الفنون، العلوم والتكنولوجيا كالعالمة نازك الملائكة وأنعام كجة وأحلام مستغانمي.
- قامت بإنشاء العديد من المؤسسات التعليمية، مثل قيام السيدة فاطمة الفهري في عهد الأيوبيين بتأسيس جامعة القرويين عام 859م.
- ساهمت النساء في تمويل المدارس والمساجد لإنشاء وتشييد ما يقرب من 160 مسجد ومدرسة في دمشق، مما أعطاها الفرصة في الالتحاق بالتعليم في العالم الإسلامي في خلال القرون الوسطى.
- كما قامت النساء بالتدريس لعديد من الطلبة والطالبات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16478