كتابة :
آخر تحديث: 12/05/2022

أهمية لغة الإشارة وأنواعها وخصائصها.. تأثير لغة الإشارة على الصغار

تعتبر لغة الإشارة أحد طرق الاتصال بين الأصم وبين أفراد المجتمع، ولها من الأهمية بمكان في عالم الصم، وليس الحديث عنها قاصراً على عملية وضع قاموس لهذه الإشارات، فقد ننسى فيه الأصم وإشاراته الخاصة به دون الرجوع إليه لأن هذه الإشارات التي يتعامل بها الأصم مع أقرانه أو مع المحيطين به ممن يسمعون أو حتى القائمين على تعليمه ورعايته تختلف من مكان لآخر، من صف دراسي إلى لآخر، من معلم إلى معلم، من بيئة إلى أخرى، من دولة إلى دولة، من أصم صغير إلى أصم بالغ، من أصم لم تقدم إليه خدمات تعليمية إلى آخر وصل إلى درجة عالية من التعليم، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على أساسيات وتاريخ لغة الإشارة، تابعونا..
أهمية لغة الإشارة وأنواعها وخصائصها.. تأثير لغة الإشارة على الصغار

لغة الإشارة في حياتنا

إن لغة الإشارة ليست قاصرة على الصم فقط، فجميعنا نستعملها ونستخدمها،وذلك من خلال:

  • إذا كنا في أماكن تحتاج إلى الهدوء والصمت، وترجمها أهل فرق الكشافة إلى رموز للتفاهم بها فيما بينهم في معسكراتهم ومخيماتهم.
  • كما أن لغة الإشارة يستخدمها الطفل الرضيع الذي لم يصل إلى مرحلة الكلام، بأن يعطي إشارة الكوب في حالة طلبه للماء، أو إشارة إلى الفم في حالة طلبه للطعام، مع إضافة مقاطع صغيرة من الكلمات التي توضح المطلوب.

وظائف اللغة للأصم وأشكال الاتصال

للغة مجموعة من الوظائف تخدم من خلالها الفرد كما تخدم الجماعة، ونذكر منها:

  1. التواصل بين الناس وتبادل المشاعر والخبرات والمعارف مما يساهم بشكل كبير في إرساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة.
  2. التعبير عن احتياجات الفرد ووجهات نظره المختلفة.
  3. ايساهم في تطوير لنمو الذهني الناتج عن النمو المعرفي اللغوي وتعلم اللغة الشفوية أو الإشارية يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية.
  4. ارتباط اللغة بأطر حضارية مرجعية حضارية تضرب عمقاً في التاريخ والمجتمع.
  5. الوظيفة النفسية: فاللغة تنفث عن الإنسان وتخفف من حدة المضغوطات الداخلية التي تكبله، ويبدو ذلك في مواقف الانفعال والتأثر.
  6. دورها في عملية الدمج التربوي والاجتماعي والاقتصادي.
  7. تذليل الصعوبات ليصل إلى التعبير عن ذاته وحاجاته مما يساهم في تعزيز الثقة بالنفس، يساعده على الخروج من عالم العزلة والخوف والإحباط إلى عالم متفتح على الناس.
  8. يساعد الفرد الأصم على الشعور بالتوازن والتكيف مع البيئة ومحاولة تنمية قدراته للمشاركة في الحياة الاجتماعية وتوسيع آفاقه المعرفية في المجالات المعرفية والمهنية والثقافية.
  9. كما يجب مراعاة الاستعداد الطبيعي للأصم وتلقائيته، وعدم فرض وسيلة للتواصل وإلغاء الوسائل الأخرى التي فيها ارتياحاً ومتنفساً لعزلته النفسية والاجتماعية.

طرق الاتصال

تعتمد أنظمة الاتصال لدى الأصم على الاتصال الشفوي أو الاتصال الإشاري، ولكن هناك العديد من طرق الاتصال المنبثقة عن هذين النظامين، وهي :

1. الأسلوب الشفوي

  • إنها طريقة لتعليم الصم وتدريبهم حتى يتمكنوا من التواصل دون استخدام لغة الإشارة أو التهجئة بأصابعهم، حيث يتم استخدام الاتصال الشفوي فقط عند القراءة والكتابة.

2. الإشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق

  • إنها أشكال عفوية للأيدي المتحركة مصممة للمساعدة في تعليم لغة الصم المنطوقة، ويشار إليها بوضع اليد على الفم أو الأنف أو الحلق أو الصدر للتعبير عن الطريقة التي يخرج بها حرف معين من النظام الصوتي.

3. قراءة الشفاه

  • يعتمد على ملاحظة وفهم ما يقوله الشخص من خلال مراقبة حركة الشفتين وطرد الحروف من الفم واللسان والحلق أثناء النطق.

4. لغة التلميح

  • وهي وسيلة لدعم في المقام الأول على حركات اليد المدعومة باللغة المنطوقة، حيث يستخدم الصم اليدين مع قرب الفم مع كل أصوات النطق وهذه التلميحات تقدم للقارئ لغة الشفاه وفي الوقت نفسه توصل الرسالة.

5. أبجدية الأصابع الإشارية

  • وهي تقنية الاتصال تعتمد على القيام بتمثيل الحروف الأبجدية بأشكال مختلفة أو تشبيها بأشياء موجودة بالواقع، وتستخدم غالباً في أسماء الأعلام أو الكلمات التي ليس لها إشارة متفق عليها.

6. طريقة اللفظ المنغم

  • هذه الطريقة أسسها -غوبرينا اليوغسلافي-، وتهدف هذه الطريقة على الاستفادة بالطرق المتاحة لدى الفرد الأصم في توضيح أفكاره، وهي تعتمد على عدة مبادئ أهمها أن الكلام لا ينحصر في خروج الأصوات بطريقة مجردة، بل يمكن أن يكون الكلام توظيف كافة الإمكانيات من خلال الاستفادة من حركات الجسم كالإيماء وملامح الوجه والإيقاع والنبرة والإشارة.
  • حيث أن المتكلم يستخدم كل إمكانيات التعبير، وتعتمد هذه الطريقة استعمال البقايا السمعية واستغلالها عن طريق أجهزة خاصة.

7. الاتصال الشامل (الكلي)

  • ويشمل هذا النوع من التواصل هو استخدام كافة الوسائل الممكنة من أنظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية والإيماءات والإشارات وحركات اليدين والأصابع والشفاه والقراءة والكتابة لتوصيل الفكرة المراد إرسالها بسهولة تامة.
  • ولا بد أن نعي جيدا أن الإشارات عالم كبير وخاص بالتعامل الصم فيما بينهم، وهي قاصرة عليهم فقط، حتى يشعرونا دوماً بالحاجة إليهم في الاستفسار والسؤال عن مدلول هذه الإشارات، لذا يجب علينا عندما نتحدث عن تقنين لغة الإشارة أو تعميمها في شكل معجم إشاري للصم.
  • كذلك يجب أن نعرف جيدًا أيضًا الصم الذين وضعوا هذا القاموس في المقام الأول، وأن تكون المجموعة المختارة ممن وصلوا إلى مراحل تعليمية عالية يمكن من خلالها الاستفسار منهم لكي تصل إلى المدلول السليم لكل إشارة خاصة، وأن هناك بعض التشابه والازدواجية في مدلول ومعنى بعض الإشارات.

لغة الاشارة عند الصم الصغار

يمكن أن نوضح في السطور القادمة الفرق بين الأطفال الصم الذين يعيشون مع آباء يعانون من الصم وأطفال آخرين يعيشون مع آباء يسمعون، ويكمن الاختلاف فيما يلي:

الحالة الأولى:

  • توصلت الدراسات أن الطفل الأصم الذي يعيش في أسرة كل أفرادها صم فإنه من الأطفال المحظوظون نسبيا وذلك لأنه من السهل تعلم لغة الإشارة والتعامل بها داخل المنزل بسهولة وبالتالي هذا يساهم بشكل كبير في إتقانه للإشارات وبالتالي سهولة تفهمها والتواصل بينهم بشكل جيد وبالتالي تحسن تحصيله الدراسي.

الحالة الثانية:

  • في حين أن الطفل الأصم الذي يوجد في أسرة كل أفرادها يتكلمون، يجد صعوبة في توصيل وجهات نظره بل وتعلم الإشارات بشكل صحيح، كما قد يجد صعوبة في التحكم في بعض أصابعه ولكن لغته تقترب قليلاً من لغتهما وبالتدريج.
  • كما أنه في حالة الشعور بأن من يحيط بهم لا يفهموه يبدأ في الابتعاد عنهم، وغالبا ما تسمع لهذا الطفل الأصم الذي يعيش وسط آباء يتكلمون نغمة صوتية لشد الانتباه نحوه، والتعبير بلغته.

الحالة الثالثة:

  • هو الطفل الأصم الذي يولد لأسرة أفرادها يسمعون ولكنهم لا يملكون خبرة في التعامل بالإشارة، وهذا من أصعب أنواع الأطفال لأنهم لا يستطيعون التعبير عن آرائهم ولا يفهمهم الآباء مما يؤثر على طريقة التواصل ونفسية الطفل بالسلب.

تأثير الصم على الأطفال

  • لا يشعر الطفل الأصم في أسرة أفرادها صم بآية مشاكل نفسية أو مشاكل في التواصل مع الآخرين لأن أسرته تسير على نفس نهجه وبالتالي لا يشعر أنه بالإعاقة ولكن يخفف عليه الأمر وجود آخرين بعامل مشترك وهو الصم.
  • ولكن يشعر الطفل الأصم بإعاقته عندما يواجه المجتمع السامع، وذلك عند الاتصال معهم لأنه في الغالب لا يملك أدواتهم في التواصل وهي التحدث، مما يجعله يشعر بالعزلة اللغوية لأنه لا يستطيع أن يخاطب أناساً يسمعون بالأسلوب الذي يناسبهم.

تاريخ لغة الاشارة

لقد شهد تاريخ هذه اللغة العديد من المحاولات في محاولة فك طلاسم طريقة التواصل الصحيحة بين هذه الفئة، ولعل أبرز هذه المحاولات ما يلي:

  • أقدم المحاولات المعروفة في إيجاد طريقة تواصل بين الصم بعضها البعض أو بينهما وبين المتكلمين هي محاولة رجلي دين في الكنيسة الكاثوليكية، الأول إسباني - بدرو بانس دوليون، والثاني فرنسي - دولابي، وقد عاشا في القرن السابع عشر.
  • وقد ظهرت طريقة ثنائية في لغة الإشارة تعتمد على طريقة أبجدية الأصابع والتي تشير إلى طريقة استخدام الحروف في الأبجديات عن طريق أوضاع معينة لليد والأصابع ، مع استخدام الشفاه في التعبير عن الأفكار جنبًا إلى جنب الأصابع.
  • إذا كنت تبحث عن أصول هذه اللغة وكيفية تعلمها فإننا نؤكد أن هذه اللغة وجدت بشكل تلقائي بين الناس، والجدير بالذكر أنها تختلف من بلد لأخرى بل من جهة إلى جهة أخرى.
  • كما أن أول المساعي في اكتشفها وتنظيمها وتقنينها يعود إلى الأب (دولابي) الذي قمن بتنظيم الإشارات التي يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير وأصبحت هذه اللغة هي اللغة الأساسية في المدارس التي كان يشرف عليها.

أهمية لغة الإشارة وخصائصها

تعتبر الإشارات هي اللغة الأم للأفراد الصم، وبالتالي شهدتدول العالم في الفترة الأخير اهتمام كبير من قبل المؤسسات الدولية المدارس والمعاهد بإلقاء الضوء على أهمية هذه اللغة، وذلك بسبب:

  • ترجع أهمية الإشارة في القدرة على التعبير عن نفس الأصم من خلال لغة معروفة ومتفق عليها فيما بينهم، تعليقا على ذلك، ظهور في الآونة الأخيرة مجموعة من المبدعين من الأفراد الصم في مجال الشعر والأدب واستطاعوا توظيف الإيماءات الجسدية في توصيل فنهم بسهولة للجميع.
  • هناك تصور خاطئ يرى أن لغة الإشارة هي مثل ليست لغة، ولكن يمكننا القول أن لغة الإشارة هي من أصعب أنواع اللغة التي لها قواعد وأساسيات تقوم عليها.
  • وتعتبر اليد في الإشارة هي أكثر الوسائل المستخدمة للتعبير عما يجوب في عقل الصم، كما يمكن الغناء والتمثيل باليد بدلا من الغناء والتمثيل الكلامي وقد أطلق أحدهم شعار ( عينان للسماع).
وختاما، تدرك لغة الإشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية، لذلك كان لكل لغة خصائص عن الأخرى.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع