آخر تحديث: 14/11/2024
كيفية التعامل مع الصم والبكم؟
كثيراً ما يقابلنا أفراد من ذوي الصم والبكم في طريقنا يتعاملون بالإشارات حتى يستطيعوا أن يوصلوا لنا الشيء الذي يرغبون في أن يوصلوه من معنى، ولكن هل سألنا أنفسنا عن كيفية التعامل مع الصم والبكم ؟ وهل يجب علينا أن نضع نصب أعيننا ونحن نتعامل معهم آليات محددة ؟ كل تلك الأسئلة سوف تجدوا لها إجابات محددة وكاملة من خلال هذا المقال المميز في موقعكم مفاهيم الذي بين أيدينا والذي يتناول آليات التعامل مع الصم والبكم.
من هم الصم والبكم؟
- تعريف الصم والبكم: هم هؤلاء الأفراد الذين لا يستطيعوا الكلام أو السمع فقد تعرضوا خلال مراحل تكوينهم كأجنة في بطون أمهاتهم إلي بعض المضاعفات التي بدورها قد أثرت علي مراكز الكلام والسمع في المخ مما نجم عن ذلك أنهم ولدوا لا يستطيعوا السمع أو الكلام.
- وعلى الرغم من أنه يمكن التنبه لهذه الحالات منذ الشهور الأولى لحياتهم إلا إننا لا نستطيع أن نقدم لهم أي مساعدة طبية بخصوص هذا الشأن، فبعضهم يمكن أن يخضع إلي السماعات الطبية كمحاولة لرفع الكفاءة السمعية ولكن للأسف يحدث ذلك دون أدني جدوى.
- ومنذ اللحظات الأولى لمواجهه المجتمع نجد هؤلاء الأفراد كما لو كانوا وصمة عار في جبين المجتمع فنجد سوء معاملة مبالغ فيه من قبل كل من يقابلهم كما لو كانوا وباء يمكن أن يلتصق بالأفراد الأصحاء.
- ومن هذا المنطلق عهدنا أن نوضح للجميع كيفية التعامل مع الصم والبكم حتى نتلافى أي مضاعفات مجتمعية أو أذى نفسي يحدث لتلك الفئة التي تمثل جزأ لا يتجزأ من التكوين الكلي للمجتمع.
علامات الصم والبكم
علامات الصم والبكم قد تختلف من شخص لآخر، لكن هناك بعض العلامات الشائعة التي يمكن أن تشير إلى وجود صعوبة في السمع أو النطق، وإليك بعض هذه العلامات:
- لا يستجيب الشخص للأصوات اليومية مثل النداء باسمه، أو الأصوات العالية كجرس الباب، أو صوت الهاتف.
- التأخر في الكلام أو صعوبة النطق.
- الاعتماد على الإشارات أو الإيماءات.
- التركيز على قراءة الشفاه لفهم الكلمات.
- عدم الاستجابة أو الانتباه للمحيط.
- عدم الاتزان أو صعوبة التوازن نتيجة لوجود مشاكل في الأذن.
- الإفراط في رفع مستوى الصوت أثناء التحدث.
- صعوبة السمع أو النطق مشكلة في متابعة الحوارات الجماعية.
طبيعة شخصية الصم والبكم
- يجدر بنا في البداية أن نشير إلي أن الشخص الأصم والأبكم له طبيعة نفسية مختلفة عن الأشخاص العاديين بمعنى أن الغالبية العظمى منهم يعانون من ضلالات فكرية ناجمة عن طبيعة الحالة التي يعيشوا فيها.
- حيث نجدهم يتخيلوا أن جميع الناس ممن حولهم يراقبوهم وينظروا إليهم نظرات اضطهاد ومراقبة وأن كافة تحركاتهم علي مسمع ومرآي من كافة البشر وهذا ما يعرف في علم النفس باضطراب البارانويا.
أفكار عن الصم والبكم
الصم والبكم يشكلون جزءًا مهمًا من المجتمع، ورغم التحديات التي يواجهونها، إلا أنهم يملكون قدرات وإمكانيات تؤهلهم للإبداع والنجاح، وهنا بعض الأفكار الإيجابية والملهمة عن الصم والبكم:
- مهارات إدراكية عالية وتطوير حواس بديلة: غالبًا ما يتمتع الأشخاص الصم بقدرة عالية على تطوير حواسهم الأخرى، مثل الرؤية واللمس، لتصبح أكثر دقة مما يسهم في زيادة انتباههم للتفاصيل البصرية من حولهم.
- التحدي والإصرار على النجاح: قصص النجاح لدى الصم والبكم ملهمة، حيث يتميزون بالإصرار على التغلب على الحواجز والصعوبات، مما يثبت أن الإرادة قادرة على تحقيق النجاح في أي ظروف.
- التنوع الثقافي في لغة الإشارة: لغة الإشارة تختلف من بلد لآخر، وتمثل جزءًا من الهوية الثقافية للمجتمعات الصماء.
- تأثير التكنولوجيا في تعزيز اندماجهم: وفرت التكنولوجيا الحديثة تطبيقات وأدوات مثل ترجمة لغة الإشارة أو النصوص الفورية، مما يسهم في تعزيز اندماج الصم والبكم في المجتمع وتسهيل تواصلهم مع الآخرين.
- مساهمة الصم والبكم في تغيير مفهوم الإعاقة: ساهمت حركة الصم في تغيير نظرة المجتمع نحو مفهوم الإعاقة، ليصبح أكثر شمولية واحترامًا للاختلافات البشرية، ويشجع على تقديم فرص متساوية للجميع.
- التعلم والتعليم: العديد من الصم والبكم أصبحوا معلمين ومعلمات في مجتمعاتهم، حيث يقدمون دورات لغة الإشارة، ويمكّنون الآخرين من فهم ثقافتهم ولغتهم، مما يساهم في بناء جسور تواصل فعّالة مع المجتمع.
- الوعي الاجتماعي وحملات الدعم: المجتمع اليوم أصبح أكثر وعيًا بضرورة دعم الصم والبكم وتوفير بيئة تسهل لهم الحياة، مما يزيد من تقبلهم واندماجهم في مختلف المجالات.
طرق التواصل مع الصم والبكم
التواصل مع الصم والبكم يتطلب استخدام وسائل وأساليب تساعد على نقل المعلومات بشكل فعال ومفهوم لهم، فيما يلي بعض الطرق التي يمكن الاعتماد عليها للتواصل مع الصم والبكم:
- لغة الإشارة: هي اللغة الأساسية التي يستخدمها معظم الصم والبكم للتواصل. يمكن تعلم لغة الإشارة عن طريق الدورات التدريبية أو الفيديوهات التعليمية، وتختلف إشاراتها قليلاً من منطقة لأخرى.
- الكتابة: يمكن استخدام الكتابة على الورق أو على تطبيقات الهواتف لتبادل الرسائل النصية بين الطرفين.
- تطبيقات الترجمة الفورية للغة الإشارة: توجد تطبيقات حديثة تساعد على ترجمة لغة الإشارة إلى نصوص مكتوبة أو صوت مسموع والعكس، مما يسهّل التواصل مع الصم والبكم.
- القراءة من الشفاه: بعض الصم والبكم يعتمدون على قراءة الشفاه لفهم الكلام، ولكن هذه الطريقة ليست فعّالة بنسبة كاملة وتتطلب النطق بوضوح وبطء.
- التعبيرات الوجهية والإيماءات: استخدام تعبيرات الوجه وحركات اليدين للتعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل غير لفظي، حيث أن الصم والبكم يعتمدون بشكل كبير على قراءة تعبيرات الوجه ولغة الجسد لفهم المحتوى.
- التواصل عبر الصور والرسومات: يمكن استخدام الرسومات أو الصور لتوضيح الأفكار أو الكلمات.
- تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي: بعض التقنيات الحديثة توفر وسائط ثلاثية الأبعاد أو ترجمة فورية بلغة الإشارة.
كيفية التعامل مع الصم والبكم؟
ومن كل ما سبق نقدم لكم في النقاط التالية مجموعة من الإرشادات العامة التي توجهكم إلي كيفية التعامل مع الُّصُّمْ والبكم:
الاحتواء
- تعتبر هذه الكلمة هي كلمة السر في التعامل مع كل من يعاني من الصم والبكم، فبمجرد أن تحتويه وتشعره أنه جزأ منك وأنه شخص طبيعي ونافع لذاته وللمجتمع ولكافة المحيطين به تجده قد تغير إلي أفضل إنسان يمكن لك أن تقابله في حياتك.
الاحترام
- والمقصود هنا هو التعامل مع الصم والبكم معاملة تليق بهم فلا ننظر لهم نظرة دونية أو احتقار بل بالعكس نتعامل بمنتهي الأدب والرقي كما نتعامل مع باقي أفراد المجتمع فهذه المعاملة تكون فارقة للغاية وتحوله من شخص لشخص آخر.
تعلم آلياتهم
- ولكن ما المقصود بآلياتهم ؟ يقصد هنا الطريقة التي يتواصل بها الصم والبكم مع المحيطين بهم آلا وهي لغة الإشارة، فيجب عليك إذا كنت تتعامل بصفة دائمة مع أفراد من ذوي الصم والبكم أن تتعلم بل وتتقن لغة الإشارة حيث أنها تمثل لك وسيلة تواصلك معهم وتواصلهم معك.
- وبدونها لم ولن تستطيع أن تتفاهم أو تفهم ما يرغبوا أن يوصلوه لك والعكس صحيح، ولكن ربما تتعالى بعض الأصوات الآن معلنة عن صعوبة تعلم تلك الإشارات وهنا نوجه لهم تلك العبارة ( كيف لي كأصم وأبكم أن أتعلم لغة الإشارة وكيف لك يا من تسمع وتتكلم آلا تستطيع إتقانها !!).
الأصم والأبكم ليس معاقاً
- من أهم الأمور التي يجب أن نضعها نصب أعيننا ونحن نتعامل مع الأصم والأبكم أن نغير وجهة نظرنا فيهم بمعنى أن تلك النظرة التي ينظر لها الكثير من الناس التي تتعلق بأنه معاقين يجب أن تتغير فالمعاق هو المعاق فكرياً وعقلياً وليس عضوياً.
- فهناك الكثير والكثير من النماذج الناجحة والمنتجة من الصم والبكم في كافة المجالات وعلي جميع الأصعدة، وربما يتفوق الأصم والأبكم علي الشخص الطبيعي السليم في أحد المجالات التي تجمعهم سوياً.
لا تشفق عليه
- من أهم الأمور التي يجب أن نتعلمها في ما يخص كيفية التعامل مع الُّصُّمْ والبكم هو آلا تشعره أنك تشفق عليه علي الإطلاق فهذا الأمر يشعره بمقدار الدونية ويسبب له آذى نفسي مبالغ فيه.
- فكيف له أن تستقيم مشاعره وسلوكه إذا وجد أن كل من يحيط به يتعاملون معه من منطلق كونه مسكين معاق يجب أن نشفق عليه ونحيطه بالمساعدات. لا شك أن هذا النمط السلوكي في التعامل مع الشخص الذي يعاني من الصم والبكم يعود عليه بأثر نفسي سيء للغاية فيجب آلا نعامله به بل نتعامل مع كونه شخص طبيعي.
الصم والبكم ليسوا وباء
- المقصود هنا أن الغالبية العظمى في تعاملاتهم مع الصم والبكم يقوموا بقصد أو غير قصد بترك مسافة كبيرة بينهم وبين الصم والبكم أثناء التعامل أو التحدث معهم كما لو كانوا سيصاب منهم بالصمم والبكم.
- لا شك أن هذا الأمر يترك أثر نفسي صعب للغاية في نفوسهم ويؤثر عليهم بالسلب فيجب علينا أن نضع هذا الأمر نصب أعيننا في ما يخص كيفية التعامل مع الُّصُّمْ والبكم.
الصم والبكم ليسوا خائنين
- نعم أنهم من أكثر الفئات إخلاصاً وصدقاً في أقوالهم وأفعالهم علي نحو يجعل كافة المحيطين بهم يحترموا تلك الخصال الإيجابية فيهم، لذا فإننا ننبهك في تعاملاتك مع الصم والبكم أنهم من أكثر الفئات المخلصة ولا يمكن أن تخون علي الإطلاق.
الصم والبكم شخص طبيعي
- فهو له مشاعر ورغبات يجب أن تحترم من قبل كافة الأفراد الذين يتعاملوا معه فهو شخص طبيعي له ما للشخص الطبيعي وعليه ما علي الشخص الطبيعي، كما أنه له طموحات فنجده يتدرج في التعليم مواصلاً تعليمه وحاصلاً علي أعلى الشهادات التعليمية في كافة المجالات.
- ومن جهة أخرى نجده شخص له مخاوف ونقاط ضعف فهذا الأمر لا يعيبه علي الإطلاق ولا يرتبط بكونه شخص من الصم والبكم فهذا الأمر طبيعي يحدث لدى أي شخص حتى وإن لم يكن من ذوي فئات الصم والبكم.
وفي نهاية مقالنا المميز لهذا اليوم نرجو أن نكون قد قدمنا لكم كافة الآليات التي تختص بسؤالكم عن كيفية التعامل مع الصم والبكم، ونرجو أن نعتبر جميعاً الشخص من ذوي الصم والبكم على أنه شخص عادي. فهو ليس معاقاً عقلياً أو فكرياً فالإعاقة دوماً هي إعاقة الروح وإعاقة الإرادة عن إنجاز المهام المختلفة في الحياة فلنا الكثير من النماذج الجيدة والتي نفخر جميعاً بها من الصم والبكم في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة. فعقولهم سليمة وإرادتهم فولاذية قادرين علي تخطي الصعاب مهما كانت وإثبات أنهم ليسوا عبء علي المجتمع بل هم أشخاص منتجين ونافعين لأنفسهم وللآخرين ممن حولهم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3887
تم النسخ
لم يتم النسخ