ما هو مفهوم الأمية لغة واصطلاحا؟
تعريف الامية
الأمية هي حالة عدم القدرة على القراءة والكتابة، وتعد من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على الأفراد والمجتمعات بشكل واسع، وقد عرفها الكثير بجانب فقدان القدرة على القراءة والكتابة بأنها "الحالة الفعلية التي يمتلكها الإنسان الذي لم يتعلم أو لم يتمكن من إنجاز المراحل الدراسية بشكل كافي"، ولقد استطاع الباحثين إنشاء مصطلحات للتعبير عن الأشخاص الأميين، حيث يستعملون "غير المتعلمين".
- وذلك على سبيل التعبير الحادي عن المجتمعات التي لا تعطي القراءة والكتابة قدراً من الأهمية، مع اعتبارها أمر ضروري، وقد عانت الكثير من المجتمعات من عدم إعطاء التعلم حقه حتى وقت قريب. وذلك ما تسبب في تأخر بعض المجتمعات عن التطور الذي وصل إليه العالم اليوم.
- وفي بعض الأحيان تشير الأميّة إلى نقص التعلم في أحد المجالات أو المهارات، فعلى الرغم من إكمال المراحل الدراسية فقد لا يستطيع الشخص التعامل مع التكنولوجيا، وهنا يطلق عليه إنه إنسان أُميّ في التكنولوجيا.
يمكن تعريف الأمية على النحو التالي:
- الأمية الأبجدية: وهي الحالة التي يكون فيها الشخص غير قادر على قراءة أو كتابة النصوص البسيطة، ويواجه صعوبة في فهم المعلومات المكتوبة.
- الأمية الثقافية: تتجاوز الأمية الأبجدية لتشمل نقص المعرفة العامة أو الفهم حول مواضيع معينة مثل العلوم، التكنولوجيا، التاريخ، أو الثقافة العامة.
- الأمية الرقمية: تشير إلى عدم القدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الكمبيوتر، الإنترنت، أو الهواتف الذكية بشكل فعال. في العصر الحديث، يعتبر هذا النوع من الأمية عائقًا أمام التقدم الشخصي والمهني.
مفهوم الأمية لغة واصطلاحا
تعددت المفاهيم لذلك يصعب تحديد مفهوم الأمية بشكل موحد، ولكن يظل المفهومين يشيران إلى عدم المعرفة، وهما كالآتي:
- مفهوم الأمية لغة: تم تعريفها حسب معجم المعاني بأنها "عدم معرفة القراءة والكتابة"، فهي تشير إلى الجهل بالقراءة والكتابة وعدم القدرة على ممارستها، فيقال إنسان أميّ أي إنسان لا يقرأ ولا يكتب، كما تشير إلى الغفلة والجهال، فهو إنسان غافل عما في الكتب وعن كل ما هو مكتوب، كما إنها مُعرفة في قواميس اللغة الإنجليزية بأنها" عدم قدرة الشخص وتمكنه من القيام بالقراءة أو الكتابة أو الاثنين معا ".
- مفهوم الأمية اصطلاحا: وضحت منظمة اليونسكو الثقافية إن مفهوم الأمية هو عدم إمكانية الشخص ممارسة القراءة والكتابة، بالإضافة إلى عدم إمكانيته ممارسة المشاركة المجتمعية والتي تقوم على أساس التعلم، كما يكون الشخص الأميّ فاقداً لقرته على اكتساب الخبرات من حوله والتي تؤهله لممارسة الكثير من المهام والخدمات التي تفيده وتفيد المجتمع من حوله.
وقد ربطت المنظمة الثقافية بين المعنى الاصطلاحي للأميّة وبين الكثير من المفاهيم الأخرى مثل المواطنة، وأهمية بناء مجتمع متعلم يخلو من الجهل قادر على التطور والتقدم بين كافة المجتمعات، كما يكون قادراً على تجاوز العقبات، حيث يستطيع كل مواطن التعرف على حقوقه وفهمها والحصول عليها بشكل كامل.
أسباب الأمية
تتعدد أسباب الأمية فعلى الرغم من معرفة مفهوم الأمية، فهناك أسباب تجعل هذا الشخص أو المجتمع أميّ، وتتنوع الأسباب كالتالي:
1. أسباب الأمية المجتمعية
- ممارسات مجتمعية: والتي تقضي بعدم التحاق الفتاة أو المرأة بشكل عام للأماكن التعليمية، وعدم التحاقه بالمراحل التعليمية المختلفة، كما تؤهل الفتى للالتحاق بأعمال والديه وممارسة المهن الحرفية، وهذه الممارسات كثيراً ما تنتشر في الريف.
- الفقر: من أهم الظواهر السلبية في المجتمعات والتي تتسبب في انتشار الأمية، وذلك لعدم توفر المال الذي يؤهل لإكمال المراحل التعليمية، حيث نجد أن الكثير من الآباء يقومون بوضع أطفالهم في أماكن للعمل والحصول على المال بسبب الظروف الاجتماعية.
- الظروف البيئية أو الجغرافية: فهناك بعض الأشخاص لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس بسبب مشكلات الطرق وصعوبة تنقلهم مثل الأشخاص الذين يعيشون في بيئة صحراوية كالبدو.
- المرافق الرديئة: وهي عدم تأسيس أماكن التعلم بشكل مكتمل، حيث تعاني بعض الأماكن من المرافق الرديئة بالإضافة إلى عدم تأسيس فصول كافية، أو نقص في استيعاب عدد كافي من الطلبة.
- ضعف تنفيذ البرنامج السياسي: من الجدير بالذكر أن الحكومات تحاول جاهدة السيطرة على مشكلة الأمية والتخلص منها، وتقوم بوضع البرامج والخطط ولكن يواجهون عدم التوفيق الكامل في تنفيذها بشكل كامل.
2. الأسباب الفردية في انتشار الأمية
هناك مجموعة من الأسباب الفردية التي تشكل العوامل في انتشار الأمية، وهي:
- الدعم الأسري: قد تنتشر الأمية بسبب انعدام الوعي الأسرى للأطفال، والذين لا يمكنهم القراءة بشكل جيد مما يجعل الأسرة تعتقد بأن الأطفال لا يمكنهم التعلم بسبب نقص في القدرات العقلية، فلا يعملون على دعمهم لتخطي هذه العقبة البسيطة.
- البطالة: بسبب انتشار البطالة وتخرج الكثير من الأشخاص حول العالم بعد إكمال مراحله الدراسية بشكل كامل، ولكن عدم حصولهم على الوظائف، تسبب في اعتقاد الأُسر بعدم ضرورية العملية التعليمية، حيث إنه لا يحقق منها الضمان الكافي لعيش حياة ذات اكتفاء ذاتي.
- أمية الآباء والأمهات: يتخطى مفهوم الأمية لغة واصطلاحا إلى الوراثة، فنجد أن الأسر أو البيئة التي تتكون من أشخاص غير متعلمين فإنهم لا يحرصون على تعليم أطفالهم بينما على الجانب الآخر فإن العائلات المتعلمة تحرص على تعليم كافة أفرادها وذلك لأنهم يعطون التعليم قيمته الحقيقية.
- انخفاض مستوى الوعي: حيث تجتاح الأمية المناطق التي ينعدم الوعي لدى أهلها بقيمة التعلم.
- الظروف الأسرية: تعاني الكثير من الأسر والعائلات من الظروف السيئة، كمعاناة أحدها من الأمراض التي يصعب معها إكمال المراحل التعليمية، فيترك دراسته للعمل أو لتوفير المال.
أنواع الأمية
يمكننا التعرف على أنواع الأمية من خلال الآتي:
- الأمية المعلوماتية: ويقصد بها عدم القدرة على تحصيل قدراً من المعلومات والخبرات التي تقدم للشخص الفائدة المطلوبة في مجال أو أكثر من المجالات التي يتطلبها.
- الأمية الهجائية: وهي أكثر أنواع الأمية صعوبة، حيث لا يستطيع الشخص القراء والكتابة بلغة وطنه الأصلية، وهنا لا يستطيع الشخص القيام بالكثير من المهام اليومية والحياتية، كما إنه يحتاج كثيراً للجوء إلى أشخاص متعلمين لإنجاز بعض المهام له، فهو غير قادر على التعرف على الحروف الهجائية الأساسية.
- الأمية العلمية: وهي عدم وصول الإنسان إلى المرحلة المطلوبة من المراحل التعليمية، كما أنه لا ينال الشهادات التي تطلبها الحياة العملية بسبب عدم إكماله للمستويات التعليمية المتنوعة.
- الأمية الوظيفية: ويقصد بها افتقار الشخص لمعرفة كل ما يدور من مهارات وخبرات حول الوظيفة التي يعمل بها.
- الأمية البيئية: ويقصد بها الجهل الذي يصيب الإنسان بالبيئة من حوله وما تحتويه هذه البيئة من عادات وتقاليد وجغرافيا المكان، بالإضافة إلى عدم استطاعته التكيّف معها.
- الأمية الثقافية: ويقصد بهذا النوع من الأمية فقدان الإنسان للثقافة العامة حول الكثير من الموضوعات والمجالات المختلفة والتي يمكنها أن تنمي منه وتطور من شخصيته، وترفع من قيمته.
- الأمية الحضارية: وهي الفقر التاريخي الذي يصيب الأشخاص بحضارته والفقر الكامل عن معرفة القليل حول حضارات العالم.
آثار الأمية ونتائجها
نتائج الأمية يمكن أن تكون واسعة وعميقة على الأفراد والمجتمعات، وتتسبب في آثار سلبية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وإليك أبرز نتائج الأمية:
1. الآثار الاجتماعية
- عزلة اجتماعية: الشخص الأمي قد يشعر بالعزلة لأنه لا يستطيع المشاركة في المناقشات أو الأنشطة التي تتطلب معرفة القراءة والكتابة. كما يصعب عليه التواصل مع الآخرين في عصر التكنولوجيا والاتصالات الحديثة.
- ضعف المشاركة المجتمعية: الأشخاص الأميون قد يواجهون صعوبة في فهم القوانين أو المشاركة في الأنشطة السياسية والاجتماعية، مما يحد من قدرتهم على التأثير في القرارات التي تؤثر على حياتهم.
2. الآثار الاقتصادية
- محدودية الفرص الوظيفية: الأمية تقيد فرص العمل للفرد، حيث تقل قدرة الأمي على التفاعل مع متطلبات سوق العمل الحديثة التي تتطلب مهارات القراءة والكتابة الأساسية، مما يجعله عرضة للأعمال ذات الأجور المنخفضة.
- الإعاقة في التقدم المهني: حتى وإن كان الشخص الأمي يحصل على وظيفة، فإنه يواجه صعوبة في التطور المهني، حيث أن التعليم والمعرفة هما من العوامل الأساسية في الترقي الوظيفي.
3. الآثار النفسية
- الشعور بالعجز أو الخجل: قد يشعر الأمي بالعجز أو الخجل من عدم قدرته على القراءة والكتابة بشكل صحيح، مما يؤثر على ثقته بنفسه ويزيد من معاناته النفسية.
- ضغط اجتماعي: في العديد من المجتمعات، قد يُنظر إلى الشخص الأمي بشكل سلبي، مما يؤدي إلى زيادة مشاعر الإحراج والانعزال الاجتماعي.
4. الآثار التعليمية
- ضعف التعليم للأطفال: الأطفال الذين ينشأون في أسر أمية غالباً ما يعانون من قلة التعليم، مما يؤدي إلى دورة من الأمية تنتقل من جيل إلى آخر.
- ضعف القدرة على التعلم: الأمية تقلل من قدرة الفرد على التكيف مع المناهج التعليمية الحديثة أو التقنيات الجديدة، مما يقلل من فاعليته في التعليم والتعلم.
5. الآثار الصحية
- الجهل بالمعلومات الصحية: الأميون قد يواجهون صعوبة في الوصول إلى المعلومات الصحية الضرورية مثل التعليمات الطبية أو النصائح الوقائية، مما يزيد من خطر تعرضهم للأمراض.
- ضعف اتخاذ القرارات الصحية: يواجه الأميون صعوبة في اتخاذ قرارات صحية مستنيرة لأنهم لا يستطيعون قراءة الإرشادات أو فهم المعلومة الطبية التي قد تكون متاحة لهم.
6. التأثير على التنمية الاجتماعية
- تأخر التنمية المجتمعية: الأمية تؤثر بشكل مباشر على نمو المجتمع، حيث تحد من قدرة الأفراد على المساهمة في التقدم الاجتماعي والاقتصادي. المجتمعات التي تحتوي على نسبة أمية عالية تعاني من تأخر في التنمية الشاملة.
- التمسك بالتقاليد الضارة: الأميون قد يكونون أكثر عرضة للتمسك بالممارسات والتقاليد السلبية التي قد تؤثر على التقدم الاجتماعي، مثل تجاهل حقوق المرأة أو اتباع معتقدات ضارة.
جهود الدولة في محو الأمية
- تحاول الدولة جاهدة في مكافحة الأمية ومحوها من الأشخاص الغير متعلمين وتكوين مجتمع متعلم بشكل كامل، وذلك بالتغلب على الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الأمية سواء كانت هذه الأسباب فردية أو مجتمعية.
- كما تعمل الدولة على القضاء عليها من خلال تحسين وتطوير عملية التعليم ووضع الخطط والمشاريع الفردية والجماعية ومحاولة تنفيذها خلال مدة معينة.
- تشجيع الأشخاص على محو الأمية من خلال إقامة الندوات التي تهدف إلى نشر سلبيات الأمية وآثارها السلبية على الفرد الغير متعلم، وكذلك على المجتمع بشكل كامل، لذلك نجد الكثير من الأشخاص الذين في مرحلة متقدمة من السن يحرصون على محاولة الالتحاق بما يسمى بفصول محو الأمية.
- لذلك فقد أوضحت منظمة اليونسكو مفهوم الأمية لغة واصطلاحًا بعد الإحصائيات التي أوضحت وجود الأمية إلى الآن على الرغم من التقدم العلمي الذي اجتاح العالم مؤخراً وسيطر على الكثير من المجتمعات، فقد بلغت نسبة الأمية نحو ١٤٪ وذلك في عام ٢٠١٦م.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17601