مفهوم الغيب في الإسلام لغةً واصطلاحاً
ما هو مفهوم الغيب؟
- إن معنى الغيب كمفهوم أعمّ وأشمل هو كل أمرٍ لا يمكن معرفته وإدراكه كحقيقة واضحة بالعقل أو بالحواس، أي أنه إذا لم يكن للشيء صفة وإمكانية على أن يكون ملموسًا أو محسوسًا أو مرئيا، فذلك هو مفهوم الغيب.
- ولقد نهى الإسلام عن ما يفعله الإنسان لمحاولاته المُستميتة في معرفة الغيب والأمور الخفية التي لا يعلمها إلا الله تعالى، وأكد أن كلها أساليب وطرق شيطانية لإضلال العقل البشري.
- حيث أن الغيب مثل باب كبير مغلق ما ورائه من خفايا ولا يمكن فتحه إلا بإذن الله وبأمرّ منه وحده لا شريك له من خلال وحي من عنده أو رؤيا صادقة أو هبة يمنُها الله عز وجل على أحد من عباده يكشف له الحُجب الغيبية.
ما مفهوم الغيب لغة واصطلاحا؟
- يشير مفهوم الغيب كلغة إلى كل ما هو غائب عن أن يدركه العقل بالحواس، وقال الأصفهاني: هو مصدر وفي قوله تعالى: "عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ"، أي كل أمر يغيب غيبا عن الناس ولكنهم يشهدونه.
- أما مفهوم الغيب اصطلاحًا فعرّفه الإمام القرطبي قال: "إنه كل ما أخبر به الرسول صل الله عليه وسلم مما لا تهتدي إليه العقول من أشراط الساعة وعذاب القبر والحشر والنشر والصراط والميزان والجنة والنار إلى آخر الأمور الغيبية"
ما مفهوم الغيب وما أقسامه؟
كما أوضخنا في السطور السابقة أعلاه بأن معنى الغيب هي تلك الحقائق التي يستطيع العقل أن يدركها دون التعامل معها بشكل حسي بصري ملموس، ومع ذلك فهو يعلم بوجودها مثل الملائكة والجن والشياطين والجنة والنار والأمور التي على شاكلة هذه الحقائق، أما في ما يخص مفهوم الغيب وأقسامه وتتنوع الأمور الغيبية وتنقسم إلى:
الغيب النسبي
- يشير إلى النسبية التي تتناسب مع المرء وحالته أي أنها للبعض مُخبأة وللآخرين تكون واضحة، مثلا المحاضر في الجامعة وهو يقوم بإلقاء المحاضرة على الطلاب ويكون مسموعًا ومرئيا داخل القاعة، بينما الأشخاص المتواجدين خارج القاعة ليسوا مدركين للأحداث التي تجري داخل القاعة ومع ذلك فهُمّ يعلمون بأن ثمة شخصا ما يقوم بفعل إلقاء المحاضرة.
الغيب المطلق
- من أنواع الغيب الغيب المطلق هو إشارة إلى كل الأمور المعرفية الغير مرئية ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وقد روى عبد الله بن عمر قال، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "مفاتيح الغيب المعرّفة غير المرئية هي خمسة لا أحد يعرفهم إلا الله، لا أحد يعلم ماذا سيحدث غدا إلا الله، لا أحد يعلم ما في الرحم إلا الله، لا أحد يعلم متى ستمطر إلا الله، لا روح تعرف في أي مكان تموت إلا الله، ولا أحد يعلم متى ستبدأ الساعة أو القيامة إلا الله".
ما معنى الغيب في القرآن؟
ورد معنى الغيب في القرآن الكريم في 60 موضعا جميعها بصيغة الاسم عدا موضع واحد بصيغة الفعل وكان في قوله تعالى: "ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ" في الآية رقم 3 من سورة البقرة، وفي كثير من الأحيان يقترن مفهوم الغيب في القرآن بلفظ الشهادة لقوله تعالى: "عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ۚ". (الأنعام: 73).
بينما كان معنى الغيب في القرآن مختلفًا على النحو الآتي:
- الغيب هو كل ما غيّبه الله تعالى عن العباد، وهذا ما فُسِّر قوله تعالى: "ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ"، والغيب هنا إشارة إلى الإيمان بالجنة والنار، البعث بعد الموت، يوم القيامة، الملائكة والرسل، وقيل: الغيب هو الله سبحانه، وقيل: القدر.
- كما يقول الله تعالى: "عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ ۦٓ أَحَدًا". (سورة الجن: 26).
- وفسّر أهل العلم أيضا معنى الغيب بأنه القرآن، قال قتادة: "إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمدًا صل الله عليه وسلم، فبذله، وعلمه، ودعا إليه، والله ما ضنَّ به رسول الله صل الله عليه وسلم"، لذا كان قوله تعالى: "وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ". (التكوير: 26).
- قيل عن الغيب هو حوادث القدر ومتقلباته لقوله تعالى: "وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لَٱسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ". (الأعراف: 188).
- قوله تعالى: "وَعِندَهُ ۥ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ". (الأنعام: 59).
- قال تعالى: "أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ"، أي أنه إشارة إلى علم الغيب وأن الناس تلهث خلف معرفة الغيب لتكتبه وتُنبئ به من أرادوا.
- كما يشير المعنى الحقيقي للغيب في القرآن أيضا إلى غيبة الزوج لقوله تعالى: "حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ ۚ ". (النساء: 34).
- الغيب بمعنى باطن البئر لقوله تعالى: "وَأَلْقُوهُ فِى غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ". (يوسف: 10).
- قد يشير معنى الغيب إلى كل ما خُفي عن الحواس ولا يعلمه إلا الله لقوله تعالى: "وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ". (الأعراف: 7).
أحاديث عن علم الغيب
إن كل شيء عند الله بقدر معلوم له هو وحده لا أحدا سواه، فهو القادر القدير على معرفة خفايا وأقدار العباد والأشياء وما خلق عز وجل، وقد حدثنا رسول الله صل الله عليه وسلم عن معنى الغيب وكذلك أمثلة عن عالم الغيب من خلال أحاديثه النبوية الشريفة ليؤكد لأمته أن العلم لله وعند الله وبالله.
ومن أحاديث الغيب التي جاءت في ذلك الشأن ما يلي:
- من حدثك أن محمدًا صل الله عليه وسلم رأى ربه، فقد كذب، وهو يقول: "لَّا تُدْرِكُهُ ٱلْأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلْأَبْصَٰرَ ۖ"، ومن حدثك أنه يعلم الغيب، فقد كذب، وهو يقول: "وَلَآ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ".
- سأل رجل من بني عامر الرسول صل الله عليه وسلم بعد أن دعاه إلى الإسلام، قال: هل بقى من الغيب شيء تعلمه، قال: قد علم الله عز وجل خيرا كثيرًا، وإن من الغيب ما لا يعلمه إلا الله عز وجل الخمس "إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ ۥ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ". (لقمان: 34).
- كنت جالسا عند عبد الله فذكروا أصحاب النبي صل الله عليه وسلم وما قد سبق لهم قال: إن أمر محمد صل الله عليه وسلم كان بينًا لمن رآه، والذي لا إله غيره، ما من أحد أفضل من إيمانٍ بغيبٍ، ثم قرأ: "الٓمٓ ذَٰلِكَ ٱلْكِتَٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلْأَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُو۟لَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ". (البقرة: 2).
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20472