كتابة :
آخر تحديث: 18/12/2023

من عواقب خطاب الكراهية على المجتمع وتأثيره على الأجيال القادمة

خطاب الكراهية هو أي تعبير عن الكراهية التمييزية تجاه الأشخاص على أساس جانب معين من هويتهم أو دينهم أو انتمائهم، ومن عواقب خطاب الكراهية المنتشر سواء في الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنه يأجج لدى الأفراد والجماعات الصراع والفتن ويثير الأحقاد والضغائن في النفوس على مواضيع تكاد تكون تافهة وبدون معنى، وإيماناً منا بقوة وأهمية خطاب الحب والسلام، يبرز مفاهيم مجموعة من عواقب خطاب الكراهية التي تدفع بمراجعة النفس ونبذ هذا الخطاب.
من عواقب خطاب الكراهية على المجتمع وتأثيره على الأجيال القادمة

تعريف بخطاب الكراهية

  • خطاب الكراهية هو ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد لها عواقب بعيدة المدى وخطيرة على حقوق الإنسان وسيادة القانون في المجتمعات الديمقراطية.
  • بات هذا الخطاب للأسف منتشرًا وبقوة في مواقع التواصل الاجتماعي إما من خلال آراء المتصفحين التي تدعوا للكراهية والتمييز، أو من خلال منظمات ومؤسسات تكسر وبشكل صارخ وخطير مبادئ وقيم الإنسانية.
  • يطرح موضوع منع ومكافحة خطاب الكراهية عبر الإنترنت تحديات محددة، وقد تم توثيق استمرار وتأثير هذه الظاهرة من قبل هيئات المراقبة التابعة لمجلس أوروبا والوكالات الدولية الأخرى.

من المعرض لخطاب الكراهية؟

خطاب الكراهية يمكن أن يستهدف أي شخص لمجرد كونه مختلفا، وتجدر الإشارة إلى أن انتقاد السلوك أو الأفكار على سبيل المثال لا يمكن أن ندرجه بالضرورة ضمن خطاب الكراهية، لكن إذا شمل الموضوعات التالية فيمكن أن نسميه خطاب كراهية:

  • العرق
  • الجنس
  • اللون
  • الديانة
  • الجنسية
  • الهوية الجنسية
  • التوجه الجنسي
  • وضع المهاجر أو اللاجئ

على سبيل المثال، التعبير عن الكراهية تجاه أحد السياسيين لأنك لا توافق على توجه السياسي وأفكاره وبرامجه السياسية، فالأمر ليس بخطاب كراهية، بينما إذا تم التعبير عن الكراهية ضد أحد السياسيين لأنه امرأة، أو بسبب لون بشرته، فهذا هو خطاب كراهية.

ما هي أسباب خطاب الكراهية؟

قد نتساءل من المسؤول ولماذا تنطلق شرارات الكراهية هذه، وما الدوافع التي تُغذيها حتى تنتشر وتُؤتي بضررها على المجتمع والأفراد، وهذه بعض من الأسباب:

العنصرية

  • قد تكون العنصرية والفكر العنصري من الدوافع التي يتغذي عليها خطاب الكراهية لدى الشخص، وتدفع به للتمييز والحث على العداء والعنف ضد أشخاص مختلفين معه في الديانة والهوية والعرق ووو

انعدام الوعي

  • فئة من الشباب تنجر وراء خطاب الكراهية وتتبناه جراء الجهل وانعدام الوعي بمجموعة من عواقب خطاب الكراهية ومدى تأثيره الذي قد يصل لما لا تُحمد عقباه على المجتمع والأفراد.

ضحية لتيارات فكرية

  • يكون خطاب الكراهية أحيانا نتيجة لتيارات فكرية متطرفة تتبنى الكراهية والعداء وتحث على العنف تجاه الآخر، وترى هذه التيارات في هذا الخطاب حرية في التعبير عن الرأي.

هامش الحريات الواسع

  • في بعض الدول حيث تسمح فيه القوانين بالتعبير عن الرأي كيفما كان، يجد الأفراد مساحة عريضة وهامشًا لإطلاق العنان لخطابات وآراء قد تحتوي في طياتها كره وضغينة ودعوة للعنف.

مواقع التواصل الاجتماعي

  • قد لا يكون من الأصح لوم منصة خُلقت للتواصل الاجتماعي إلا أن سوء توظيفها في كثير من الأحيان يجعل منها سببا لنشوب أفكار تطرفية تدعوا لخطاب الكراهية والعنف تجاه الآخر.

من عواقب خطاب الكراهية

هناك مجموعة من عواقب خطاب الكراهية التي تطال المجتمع والأفراد ومن أهم معايير خطاب الكراهية:

المساس بكرامة وحقوق الإنسان

  • إنها بدون شك أولى العواقب الناجمة عن خطاب الكراهية، هذا الخطاب يؤثر على الأشخاص الذين ينتمون إلى نفس الأقلية أو المجموعة التي ينتمي إليها الأشخاص المستهدفون بشكل مباشر.

الانقسام وتعزيز التفرقة

  • كثيرًا على ما شاهدنا مشاهد من التأجج والصراع بين أطراف المجتمع الواحد، هذا الصراع الذي نتج عن خطاب الكراهية الذي يزرع التفرقة والانقسام إما بسبب الديانة أو العرق أو الجنس، كما يهدد الديمقراطية.

قمع الأقليات

  • يتزايد استبعاد المستهدفين بخطاب الكراهية من المجتمع، وإجبارهم على الخروج من النقاش العام وإسكاتهم. ويظهر التاريخ أن خطاب الكراهية قد استُخدم عمدا لتعبئة الجماعات والمجتمعات ضد بعضها البعض من أجل إثارة التصعيد العنيف وجرائم الكراهية والحرب والإبادة الجماعية.

إثارة الحقد والضغينة

  • من عواقب خطاب الكراهية اثارة الحقد والضغينة في نفوس الأفراد، فإن كان الحب يبني جسور التلاقي والتواصل والتآخي بين أفراد المجتمع الواحد أو مع مجتمعات أخرى، فإن لخطاب الكراهية أثرا على الفرد والمجتمع في اثارة الكراهية والحقد بينهم، ويهدم هذه الروابط بل ويؤسس لروابط من الحقد والضغينة التي غالبا ما تؤدي للصراع والفتن.

شحن النفوس

  • من عواقب خطاب الكراهية المؤثرة هي شحن النفوس ضد بعضها البعض والسعي لخلق الفتن وتأجيج الصراعات ليدخل المجتمع في دوامة من الاحتدامات والحروب التي قد تتجلى في الميدان أو في الإعلام أو في مواقع التواصل الاجتماعي.

تأثير خطاب الكراهية على الأجيال القادمة

  • من زرع شيئا حصده، أليس كذلك؟ فمن زرع في النفوس محبة وود وسلام سيجني لا محالة جيلًا واعيًا محبًا يعمل في سبيل نفع المجتمع وأفراده، بينما زارع الكراهية والعنف والعداء سيحصد جيلًا بعُقد تجاه الآخر ومفاهيم مغلوطة عن الإنسانية ليكون دوره في المجتمع هدامًا ومدمرًا.
  • عندما يجد الجيل القادم مجتمعًا يتغذى على الكراهية ويٌمجد العنف والعداء هل تظن أن مستقبل وحاضر ذلك المجتمع سيكون فيه نفع لذلك الجيل؟ لا طبعا، فبالمحبة والسلام يبلغ المجتمع مراتب من التقدم والتطور ويُنمي جيلًا سليمًا بقيم ومبادئ سليمة والعكس صحيح.

ما هي عقوبة تبني خطاب الكراهية؟

  • في القانون الدولي هناك قوانين واضحة تخول لكل فرد ومؤسسة وجماعة التعبير عن رأيها مسيئًا أو مهينا ويشمل هذا خطاب الكراهية، هذه القوانين كانت بهدف عدم تقييد التعبير
  • ومع ذلك، وبالنظر للتأثيرات السلبية والخطيرة المترتبة عن خطاب الكراهية، يتعين على الحكومات أن تحد من التعبير ةتسنن قوانين تمنع نوعا مسيئًا ومهينا من التعبير كخطاب الكراهية التي تحتوي في طياتها دعوة إلى العنف والعداء والتمييز، وبناءًا على كذلك، الكثير من الحكومات أقرت قوانين لردع مثل هذه الخطابات.
  • بشكل عام، تحدد الحكومات الوطنية هذه المصطلحات في قوانينها الخاصة، ولهذا السبب تختلف الأساليب بشكل كبير بين البلدان وتختلف العقوبات مع اختلاف الأذى الناجم عن ذلك الخطاب. وقد أدى ذلك إلى سن العديد من القوانين التي يراها البعض لا تتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان بالقول أنها تُقيد التعبير.

مكافحة خطاب الكراهية

مكافحة خطاب الكراهية تتطلب جهوداً مشتركة من المجتمع، الحكومة، والمنظمات الحقوقية. إليك بعض الخطوات والاستراتيجيات التي يمكن اتخاذها لمكافحة خطاب الكراهية:

1. التوعية والتثقيف:

  • تعزيز التوعية حول خطورة خطاب الكراهية وتأثيره السلبي على المجتمع.
  • تعزيز التعليم حول الاحترام المتبادل وتقبل التنوع.

2. تشجيع وتعزيز حرية التعبير:

  • تشجيع على حق حرية التعبير، ولكن بحدود تحترم حقوق الآخرين وتمنع التحريض على الكراهية.
  • تعزيز المناقشات المفتوحة والبناءة حول القضايا الحساسة.

3. تشديد الرقابة على وسائل الإعلام والإنترنت:

  • تعزيز التشريعات التي تحظر نشر خطاب الكراهية في وسائل الإعلام وعلى الإنترنت.
  • تشديد الرقابة على المحتوى الذي يمتاز بالعداء والتمييز.

4. التحقيق والمسائلة القانونية:

  • فتح تحقيقات رسمية في حالات خطاب الكراهية ومعاقبة المسؤولين قانونيًا.
  • تعزيز التشريعات التي تعاقب على خطاب الكراهية بما يتناسب مع خطورته.

5. التعاون الدولي والمجتمع المدني:

  • تشجيع التعاون الدولي لمكافحة خطاب الكراهية عبر الحدود.
  • دعم المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في جهودها لتعزيز التسامح ومكافحة التمييز.

6. تعزيز التسامح والتفاهم:

  • تشجيع على التعايش السلمي والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.
  • دعم المشاريع التي تعزز التواصل بين مجموعات مختلفة في المجتمع.

7. تكنولوجيا مكافحة الكراهية:

  • استخدام التكنولوجيا لتحديد وتتبع حالات خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تعزيز الشراكات بين الشركات التكنولوجية والحكومة لمواجهة استخدام وسائل التواصل لنشر خطاب الكراهية.

8. تعزيز الإدراك الذاتي:

  • تشجيع الأفراد على التفكير قبل نشر أو تبادل المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • توفير تدريبات حول الإعلام الرقمي والقدرة على تحليل المحتوى بشكل نقدي
كانت تلك لمحة عن تأثيرات خطاب الكراهية وعواقبه الوخيمة التي تطال المجتمع والأفراد، ومع تنامي هذا الخطاب في الآونة الأخيرة خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وجب التفكير جديا في حلول عملية وقوانين صارم لردع هذه الخطابات التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال دمجها ضمن خانة "حرية التعبير".

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ