من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور؟
ما المقصود بالنفخ في الصور؟
النفخ في الصور هي أحد المصطلحات المتعلقة بعلامات قيام يوم القيامة، وتتمثل فيما يلي:
- حيث إنه ثبت عن السنة والكتاب الكريم ان أول أركان يوم القيامة هو النفخ في الصور وبعث الموتى من قبورهم ليبعثوا أمام الله للحساب عن أعمالهم الحسنات منها والسيئات، ولقد اختلف علماء الدين كثيراً في فروع هذه المسألة.
- فمنهم من اختلف في عدد النفخات وأول المبعوثين وغيرها من المسائل الفرعية، إلا أنهم اتفقوا جميعا أن عقب النفخة الأخيرة تبعث الأجساد من قبورها للسؤال والحساب عن ما اقترفت وما أحسنت أمام الله ومن خلال ذلك يحدد للمرء هل كان مستحقاً للنيل بالجنة ورضوان الله ام كان الإنسان مستحقاً للنار وعذاب الله.
- ومن ثم يتبع النفخ في الصور باقي أحوال يوم القيامة مثل الحشر والصراط والميزان وغيرها من أحوال يوم القيامة التي بُلغت إلينا من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا زلت حتى هذه اللحظة أحول يوم القيامة في الغيابات التي لا يعلمها إلا الله، إلا أننا جميعاً مؤمنون بها وبأنها واقعة في زمن آت لا مفر منه.
والمقصود بالنفخ:
- هو مجرى الهواء المنبعث من الفم بدفعات هوائية، ويقال إن النفخ في الصور المقصود به في علامات يوم القيامة قد يكون باستخدام آلة القرن الملقبة بالصور، حيث ينفخ فيها بدفعات هوائية فيخرج منها صوت جهوري شديد، وبه يموت كل حيوان على وجه الأرض، وبالنفخة الأخيرة يجذب أجساد الموتى والعباد إليه من قبورهم إلى الحساب.
من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور؟
- لا بد لمؤمن الإيمان التام بالملائكة والقدرة التي جعلها الله بهم في توكيلهم في أمور البعث والحساب التي سوف تكون على عباد الله في الأرض، وإنه لمن المفروضات الدينية على العباد الإيمان بأن الموكل بالنفخ بالصور هو اسرافيل عليه السلام.
- حيث إنه قد وكل إليه النفخ في القرن (الصور) بنص قرآني صريح بينه النبي صلى الله عليه حال سأله الصحابة عن الملك الموكل بالنفخ في الصور.
- وهذا كان دليلًا قاطعاً على أن اسرافيل عليه السلام الملك الموكل من الله عز وجل بالنفخ في الصور يوم الحساب، وهذا ما اتفق عليه الصحابة والتابعين والعلماء عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بين إلينا أن الملك بالنفخ في الصور هو اسرافيل عليه السلام.
عدد نفخات يوم القيامة
هذا الموضوع ذو خلاف شاسع وكبير جدا للعديد من علماء الدين، حيث أن العديد من كبار العلماء في الدين اختلفوا في عدد النفخات الخاصة لأحوال يوم القيامة، وما ذهب إليه أكثر علماء الدين وعلماء علم العقيدة أن عدد النفخات ثلاثة هم:
نفخة الفزع:
- هي النفخة الأولى من النفخات الواقعة في أحوال يوم القيامة وبهذه النفخة يفزع من في السموات والأرض من هذا الإنذار بموعد إتيان قيام الساعة وهذه النفخة إنما إنذار مباشر إلى موعد قيام الساعة وأن كل كائن حي على وجه الأرض سوف يموت في النفخة الثانية إلا من يشاء الله من عباده.
نفخة الصعق:
- وهي النفخة الثانية، والتي بها تنزع الروح من جسد كل كائن حي كان على وجه الأرض خلال هذه اللحظة، وتسمى هذه النفخة بنفخة الموت، حيث إن هذه النفخة تكون من أجل إقامة العدل في موت جميع البشرية قبل بعثهم أمام الله للحساب.
نفخة البعث:
- وهي النفخة الأخيرة، والتي بها يبعث الموتى من قبورهم إلى يوم الحساب وبها تحشر البشرية اجمع من كل حدب في بقاع واحدة، يحاسب فيها كل مرء مكشوفاً عن ما اقترافه من ذنوب وأعمال ويُحسن إليه عن ما أحسنه من حسنات الأفعال.
- وهذه النفخات هي ما اتفق على صحتها جمهرة علماء الدين، إلا أن البعض منهم أنكر النفخة الأولى (نفخة الفزع) حيث أنهم قالوا إن نفخة الفزع والصعق واحدة.
- حيث أن العباد بعد النفخة الأولى أصابهم الفزع من هول قيام الساعة فماتوا إثر ذلك الفزع، ومن بعد ذلك ينفخ فيهم نفخة البعث حتى يبعثوا من قبورهم إلى الحساب، والله تعالى أعلم بذلك.
أول المبعوثين يوم القيامة
بعد النفخة الأخيرة، أول من يبعث من البشرية هو رسول الله محمد، حيث يكون اسرافيل عليه السلام متواجداً أثناء النفخة الثالثة والتي من بعدها يبعث النبي من قبره ومن بعده الصحابة والتابعين والصالحين من عباد الله والشهداء، ولكن اختلف العلماء في حكم وجود سيدنا اسرافيل أثناء النفخة الأخيرة، حيث وردت العديد من الآراء حول هل يكون سيدنا اسرافيل أول المبعوثين أم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول المبعوثين؟، وعلى هذا اختلف علماء الدين على قسمين من الآراء الواردة في هذه المسألة، حيث أن الفريق الأول من علماء الدين قال:
- أن النفخة الثانية التي نفخ بها اسرافيل عليه السلام أماتت كل كائن على وجه الأرض بما في ذلك سيدنا اسرافيل أيضاً، وبذلك يرى أهل هذا الرأي أن سيدنا اسرافيل عليه السلام يكون أول المبعوثين لينفخ في الصور النفخة الأخيرة والتي بها يبعث باقي العباد وأولهم سيدنا محمد والصحابة والتابعين والصالحين والشهداء.
- أما عن رأي الطائفة الثانية من علماء الدين حول حكم سيدنا اسرافيل من نفخة الصعق، فيقول العلماء هنا أن سيدنا اسرافيل مِن مَن اصطفاهم الله من ملائكته ليرحموا من صعقة موت هذه النفخة، وعلى هذا الرأي يثبت أن سيدنا اسرافيل عليه السلام يظل على قيد الحياة في الثلاث نفخات حتى يبعث العباد في النفخة الأخيرة.
- وعلى هذا الرأي القائل بأن اسرافيل عليه السلام سوف يظل على قيد الحياة خلال النفخة الثانية، فإن أول المبعوثين من بعد النفخة الثالثة يكون الرسول صلى الله، وهذا ما اجتمع عليه أكثر علماء الدين والفقهاء.
كيف سيكون حال العباد عند النفخ في الصور؟
تظل الأمور المتعلقة بأحوال يوم القيامة من الغيابات التي اجمع العلماء على كونها غيبيات يجب الإيمان بها حتى تقع، ولقد بلغنا القرآن الكريم عن حال العباد حين النفخ في الصور، حيث أن أكثر المفسرين وجدوا نصوص قرآنية صحيحة تدل على:
- أن حال أكثر العباد حين النفخ في الصور يكونون في غفلة في ملذات الحياة من أموال وغنائم وغيرها من متاع الدنيا التي تلهي الأنفس عن العبادة والعمل الصالح إلا من يشاء الله لهم إن يكونوا صالحين آنذاك.
- ولكن ما أجمع عليه الكثير من العلماء أن حال أكثر العباد حين ذلك سيكون الغفلة التامة عن يوم القيامة، وذلك لأنه ورد بنص صريح في القرآن الكريم بكون العباد حينها في غفلة يلعبون ويلهون بملذات الحياة ومتعها والواردة في النص القرآني، والله تعالى أعلم بذلك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14721