آخر تحديث: 13/07/2021
كيف تجعل ابنك يحب الاستذكار مع اللعب؟
كيف تجعل ابنك يحب الاستذكار مع اللعب؟ سؤال صعب واعتقد أنك ستحملني فوق طاقتي ككاتب للمقال إن اعتقدت أنني سأعطيك عزيزي القارئ إجابة كافية لهذا السؤال.
فالإجابة على هذا السؤال يعتمد على معرفتك بطفلك ودراستك له، ولرؤيته للأشياء التي يحبها، فلا فمعرفتك بطفلك هو حجر الزاوية في تلك المقالة، وبدون معرفة دقيقة لطفلك فلن تنفعك تلك المقالة، وسنحاول في تلك المقالة أن نساعدك على التعرف على ابنك لكي تتمكن من تصميم الطريقة المثلى للاستذكار لطفلك.
جدول المحتويات
هل يمكن لابنك أن يحب الاستذكار حقاً؟
- يعتبر بعض الآباء وكذلك الأمهات هذا العنوان خيالياً، وأن الحب الحقيقي للطفل يكمن في اللعب والترفيه فقط، وأن الاستذكار فقط للغضب واللوم والعتاب والتراشق بالألفاظ الجارحة للطفل والإهانات المتبادلة عندما لا يقوم الطفل بواجباته الدراسية ولا يقوم بواجب الاستذكار على النحو الصحيح.
- ولكن الحقيقة أن الطفل ينشأ بفطرة وضعها الله في كل طفل وهي قوة الملاحظة وحب الاكتشاف والتعلم، نعم عزيزي القارئ تلك هي الحقيقة العلمية المؤكدة، أن طفلك بدأ حياته في تلك الدنيا محباً للاكتشاف والتعلم ولديه ذاكرة قوية جداً تجعله يحفظ كل شيء حوله بمجرد حدوثه.
- ولكي تتحقق من صدق كلماتي حاول محادثة طفلك عن الذكريات التي يحب اختزانها في قلبه، ستجده متذكراً لأحداث ربما مر عليها أعوام كثيرة، تجده يتذكرها بأدق تفاصيلها بشكل عجيب، وحينها ستسأل نفسك أكيد، ما سبب أن يتذكر ابنك بعض الأحداث التي مر عليها أعوام طويلة، ولكنه لا يتذكر المعلومات الدراسية التي انتهى من دراستها منذ ثوان لكنه لا يتذكرها، فما السبب وراء ذلك؟
اقتران المذاكرة بأحداث أليمة
- السبب الرئيسي الذي يسهم في عدم رغبة ابنك في الاستذكار وعدم تذكر المعلومات التي تتم دراستها أثناء الاستذكار، يكون في أن الطفل قد تعرف على الاستذكار والتعلم على أنه وقتاً للعقاب والإهانة وليس وقتاً للاستمتاع بالتعلم والفهم وإثبات الذات.
- فإن الأب أو الأم يريدون أن يرو أبنائهم دائماً على صواب، دائماً في صورة مثالية، لا يعطونهم أي حق في الخطأ ولا يتصورون قيامهم بأي خطأ حتى وإن كان خطأ متوقع في مرحلة التعلم.
- فهناك بعض الآباء والأمهات لا يحسنون التعامل مع أخطاء أبنائهم، رغم أن حق الطفل في الخطأ، هو حق من الحقوق التي اعترف بها علماء النفس حديثاً، ويعتبرونه حق من الحقوق التي يجب على كل أب وكل أم الحرص عليه، وأنه لا تنموا الشخصية ولا تتحقق عملية التعلم إلا من خلال التجريب والخطأ عدة مرات وذلك لنجاح عملية التعليم بشكل سليم.
- فبدلاً من فهم الطفل وفهم سبب الخطأ وتحليله تستقبل الأم أو يستقبل الأب خطأ الطفل بشكل سلبي، فيوجهون له الاتهامات والعقوبات دون فهم حقيقي لسبب اقتراف الطفل لهذا الخطأ على نحو دقيق.
- ويجب على كل أب وكل أم أن يستقبلوا أخطاء أطفالهم بصدر رحب، وبعين التحليل والفهم قبل يد العقاب والوعيد، فربما كان الطفل في تصرفه يقصد أمراً صالحاً لكنه لا يدرك كيفية الوصول إليه.
- فحين يحاول الطفل الاقتراب من أوراق الأب أو أدوات التزين الخاصة بالأم، هو في الحقيقة لا يقوم بذلك لإغضابهم، ولكن يقوم بذلك في بعض الأحيان لاكتشاف الأشياء التي يرى اهتمام أبويه بها بشكل كبير، ويستعملونها بشكل يومي، فيثير ذلك فضول الطفل واهتمامه فيقوم الطفل باكتشاف تلك الأدوات بتفكيكها ومعرفة مكوناتها الداخلية.
رغبة الطفل في الاكتشاف وأهمية الحفاظ عليها
- يمتدح الأب وتمتدح الأم في كثير من الأحيان الطفل المطيع، ويعتبرونه الطفل المثالي من وجهة نظرهم، فيحبون أن يرون أطفالهم يجلسون في المكان ولا يتسببون في فوضى فيه، ويرون الأشياء ولا يسعون فلإتلافها ويرون الأشياء الغريبة ولا يسعون لاكتشافها.
- ولكن الحقيقة أن الطفل الذي يقوم بذلك على هذا النحو من الطاعة هو في الحقيقة يسير نفسياً عكس الاتجاه الصحيح، فالطفل الذي يلعب هو طفل سليم نفسياً، لأن اللعب له دور كبير في تكوين شخصيته، وبدون اللعب لا تنموا شخصيته بشكل سليم، فمن خلال اللعب يكتشف الطفل المهارات النفسية اللازمة لتكوين شخصيته.
- فحين يلعب الطفل مع أصحابه، يمتلك مهارات التواصل الاجتماعي من خلال التعرف على أصدقائه الذين يلعب معهم، ويمتلك المهارات اللازمة لتعلم الألعاب، وكذلك يكتسب العديد من القيم الهامة جداً اخلاقياً، مثل أن لا يلعب إلا في دوره في اللعب، وبذلك يتعلم أن لكل صديق دوره في اللعب، ويتعلم الصبر حتى يأتي دوره، ويتعلم النصيحة، حين يجد طفلاً يريد أن يأخذ دور ليس وقته فينصحه.
- ويتعلم الطفل أيضاً أثناء اللعب أن المكسب والخسارة أمور عادية يمكن تقبلها، فيتقبل نفسه عند الخسارة ولا يشعر بالخزي والحزن.
- كل تلك المهارات وغيرها من المهارات التي يكتسبها الطفل أثناء اللعب تساهم في صنع شخص قادر على فهم الأحداث التي يعيشها عند شبابه وكبره.
تحول الابن من الرغبة في اكتشاف اللعب إلى اكتشاف العلم واللعب معاً.
- الهدف الأساسي من تلك المقالة بعد هذا التمهيد الطويل هو المساعدة على فهم نفسية الطفل وطريقة رؤيته للواقع الذي يعيش فيه، فهو لديه رغبة ملحة لاكتشاف العالم.
- ورغبة الطفل في اكتشاف العالم يمكن أن تكون من خلال التعلم والارتقاء في المعلومات العلمية، ولكن ولأن المعلومات العلمية تقترن بأحداث سلبية، فيكتفي الطفل بالتعبير عن رغبته في اكتشاف العالم في اكتشافه للألعاب الجديدة، ويتجنب اكتشاف المعلومات الجديدة.
- ولكي نعيد للطفل رغبته في اكتشاف العلم ليحبها كما يحب اللعب، فيجب أن يفهم أنه لا يوجد فارق كبير بين فهم الألعاب وفهم المعلومات الدراسية، فكلامها يحتاج إلى مهارات واحدة.
- فالطفل لكي ينجح في فهم ألعاب الكمبيوتر والموبايل، يجب أن يكون مجيداً للغة الانجليزية، فيكون حبه للألعاب حافزاً لدراسة اللغة الانجليزية.
- كما أن الألعاب التي يختارها الطفل تعطي مؤشراً هاماً للمواد التعليمية المناسبة له، فإن كان يميل لألعاب الفك والتركيب فهو في الحقيقة يميل للعلوم العلمية، فيمكن اختيار العلوم الدراسية المناسبة له من خلال ملاحظة الألعاب التي يختارها.
كيفية الوصول للألعاب المبتكرة التي تناسب طفلك للاستذكار
- إذا كان طفلك يحب الحركة ويميل للألعاب الحركية، فيمكنك أن تضع المعلومات الدراسية في شكل لوح مكتوبة يختار الانتقال إليها، ويمكن وضع اختيارات متعددة على تلك الألواح ليختار منها الطفل الاختيار الصحيح، فتتحول المذاكرة من القراءة إلى الحركة.
- ومن الممكن أن يكون ابنك من النوع الذي يحب سماع النغمات، فهو بذلك يحب أن يسمع المعلومات الدراسية بشكل منغم، ويمكنك تحويل المعلومات إلى أشعار وأغنيات بسيطة جداً، فهو بذلك يكون أسرع في فهم المعلومات الدراسية.
- ومن الممكن أن يجمع ابنك بين النوعين حين تلاحظه في ألعابه، فتجده يحب الألعاب الحركية والألعاب السماعية في نفس الوقت.
- وقد طورت بعض البلدان العربية ومنها مصر المناهج التعليمية لتحتوي على صور جديدة لنقل المعلومة للطفل، ففي منهج رياض الأطفال نجد كتاب مثل كتاب تواصل الخاص باللغة العربية يحتوي على أسئلة تعتمد على قدرة الطفل على التمييز بين الأصوات المختلفة لتناسب الطفل الذي يتعلم بالسماع.
- كما أننا نجد بنفس الكتاب أسئلة تخاطب الجانب الإبداعي للطفل فتطلب منه تلوين الصور التي تحمل معلومات محددة، مثل تلوين الصور التي تبدأ بحرف الألف.
فإن الطفل لكي يحب الاستذكار يجب أن نساعده على رؤية مميزات وجماليات التعلم وليس عقابه وآلامه، فإن للنجاح في التعلم متعة وحلاوة يجب على كل طفل تذوقها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9511
تم النسخ
لم يتم النسخ