أثر السرطان على الصحة النفسية
السرطان
السرطان هو مرض يصيب الوحدات الأساسية في بناء الجسم، والتي تسمى بالخلايا. إذ تقوم أجسامنا بتخليق خلايا جديدة بشكل مستمر حتى تتم عملية النمو، واستبدال الخلايا الميتة، أو لمعالجة الخلايا التالفة بعد الإصابة بجروح.
توجد جينات محددة تتحكم في هذه العملية، إذن فمرض السرطان يحدث نتيجة لتلف تلك الجينات الذي عادة ما يصيب الإنسان خلال حياته، هذه الخلايا عادة تنمو وتتكاثر بطريقة منظمة، ولكن قد تؤدي الجينات التالفة إلى تصرف الخلايا بشكل غير طبيعي، فقد تنمو الخلايا السرطانية مكونةً كتلة يطلق عليها ورم.
آثار السرطان على الصحة النفسية
تمر رحلة مرض السرطان بالعديد من المراحل بدءََ بالجسد، مرورا بنفسية المريض المصاب ومحيطه. فخبر الإصابة بهذا المرض ليس بالخبر السهل تقبله، وقد يشعر المريض حينها أنه فقد السيطرة على جسده وحياته. مما يؤدي إلى خلق ضغوطات نفسية تمر عبر مراحل.
- المرحلة الأولى: مرحلة تشخيص المرض
لكل شخص منا له ردة فعل مختلفة حسب شخصيته في تقبل خبر كونه مصاب بمرض السرطان. حالته النفسية ووجود أو انعدام الدعم الأسري.
فالصدمة لحظة تلقي الخبر يخلف ردود فعل متباينة ولكن أغلبها يسجل النكران، هذه المرحلة مؤقتة ولكنها تخفف عن المريض عبء تقبل إصابته بهذا الداء.
- مرحلة الثانية: مرحلة الغضب
في هذه المرحلة يكون التعامل مع الشخص المصاب صعباً نوعاً ما، فهو يبدأ باستيعاب الواقع ويفرغ ألمه على شكل غضب على محيطه الاجتماعي، وأحياناً يصب غضبه على الطبيب المشخص لحالته.
- المرحلة الثالثة: مرحلة الاكتئاب
في هذه المرحلة يصيب الشخص حزن شديد ويميل إلى العزلة، وقد يهمل الشخص حياته اليومية مثل العمل اليومي، الدراسة، الأنشطة الى ما غير ذلك.
هذه المرحلة قد تؤثر على المريض في مرحلة العلاج، فقد يفقد المصاب شهيته للأكل أو يعاني من خلل في النوم.
- المرحلة الرابعة : مرحلة التقبل
تعتبر مرحلة تقبل المريض المصاب بحقيقة إصابته، هي آخر مرحلة من مراحل أثر السرطان على الصحة النفسية، إذ يبدأ المريض بالتعايش مع مرضه، فيبدأ رحلة العلاج.
إلا أنه قد توجد مخاوف أخرى قد يواجها المريض مثل الخوف من العلاج، الألم، التغيرات الجسدية، أو الخوف من الموت، إصابته بالصلع، وهناك من يخاف من معرفة الناس بمرضه ويفضل إبقاء الخبر سراً. إلى ما غير ذلك.
نصائح للتخلص من آثار السرطان على الصحة النفسية
أثر السرطان على الصحة النفسية بصفة عامة حالة لا يمكن الاستهانة بها، لهذا وجب على المريض إيجاد بدائل تقدم له الدعم والسند تساعده بشكل أو بآخر لتجاوز هذه المحنة. فيما يلي بعض النصائح:
بناء شبكة دعم
يلعب التواصل الاجتماعي دورا هاما في تسريع وثيرة العلاج، إذ أنه بعد تشخيص حالة السرطان وخلال مراحل العلاج، من المهم بالنسبة إلى المريض الانفتاح على محيطه الخارجي، والتحدث إليهم باستمرار.
قد يميل المريض في مراحله الأولى إلى العزلة، والجلوس بمفرده، لكنه من المفيد له التحدث إلى عدة أشخاص من العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو الدراسة أو الجيران، فكل منهم يمكن أن يلعب دوراً في دعم المريض وتقديم الدعم النفسي.
الحصول على نصائح الخبراء والمختصين
من الجيد أن يضم الفريق الطبي المسؤول عن معالجة مرضى السرطان مستشارين أو أخصائيين في الصحة النفسية من ذوي الخبرة في التعامل مع المشاعر والأحاسيس والمخاوف التي يمكن أن يحس بها الشخص المصاب أثناء رحلة العلاج.
التحدث مع المرضى الآخرين أو الناجين من السرطان
يساوي التحدث مع مرضى ناجين من السرطان فرصة ثانية للحياة، أو بمعنى أصح تشبث أكثر بالحياة، اذ أنه يفيد التحدث مع الأشخاص الذي عاشوا أو يعيشون معاناة الإصابة بالسرطان في منح المريض الشعور بالطمأنينة والارتياح.
يمكن التحدث عن هذه الفئة من الأشخاص عن طريق البحث في المجموعات المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي الواتساب والفايسبوك.
معرفة المرض أكثر
عند إخبار الطبيب للمريض أنه مصاب بمرض السرطان، يصاب المريض بحالة من الذعر والرعب، اذ تصبح السيطرة عليه أمرا مستحيلا.
لذا ينصح الأطباء في هذا المجال المصابون بالسرطان القيام بالبحث عن معلومات حول مرض السرطان، فذلك يساعدهم في التركيز على الجوانب التي تهمه كفترة العلاج و كيفيتها، بالإضافة الى معرفة الأسئلة التي عليه الاستفسار عنها في الزيارة المقبلة للطبيب.
الحد من الإجهاد النفسي والبدني
يشكل الإجهاد النفسي عائقاً كبيرا أمام عملية الشفاء العاجل من مرض السرطان، لذلك من المهم البحث عن أي وسيلة ممكنة للتخلص من ضغوط الحياة اليومية، ضغوطات العمل والدراسة.
ينصح الأطباء في هذا المجال بطلب مساعدة العائلة والأصدقاء لإعداد وجبات الطعام أو القيام بالأعمال المنزلية الأخرى أو أخذ إجازة من العمل لعدة أيام بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السرطان.
ممارسة الأنشطة المحببة
يستهلك السرطان وعلاجه الكثير من الوقت في بعض الأحيان، ولذلك من المهم أن يخصص المريض بعض الوقت لممارسة هواياته المفضلة والتواصل مع من يحب فذلك يفيد في تحسين مزاج المريض مما يمنحه القدرة على مقاومة المرض والتشبث بالحياة.
القيام بالتمارين الرياضية
من طرق التخلص من آثار السرطان على الصحة النفسية ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، والتي ينصحك بها طبيبك المعالج مثل المشي أو اليوغا، والتي من شأنها أن تساعد على منح الاسترخاء والتخلص من الطاقة والمشاعر السلبية لدى المريض المصاب بمرض السرطان.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_2184