كتابة : Sara
آخر تحديث: 03/04/2022

ما هي أعلى مراتب الدين الإسلامي

الدين الإسلامي هو دين عظيم يدعم الكثير من المزايا المختلفة لعانقه، حيث أنه يوافق العلم والعقل والمادة والروح، وتجد أن الكثير من المسلمين لا يعرفون أمور دينهم معرفة صحيحة، كما أنهم لا يفقهون شيء عن أركانه وأصوله، ولذلك نقوم عزيزي القارئ من خلال موقع مفاهيم بالتعرف على مراتب الدين الإسلامي وأعلى مرتبة لهم.
ما هي أعلى مراتب الدين الإسلامي

أعلى مراتب الدين

قبل أن نتحدث عن أعلى مراتب الدين، دعونا نتعرف أولًا عن مراتب الدين وعددها، حيث أنهم ثلاثة مراتب والتي يأتي في بدايتهما الإسلام، والثاني الإيمان والتي يكون محله القلب والثالث الإحسان، وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن مراتب الدين حيث قال: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ. قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ".

أما عن التحدث عن مراتب الدين، فهي كما يلي:

الإسلام

والمقصود بالإسلام لغويًا هو الاستسلام والانقياد، أما المقصود به إصطلاحًا هو توحيد الله سبحانه وتعالى والانخضاع لأوامره، فالإسلام هو الدين الحنيف من أقوال وأفعال وعقيدة وإيمان، فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز؛

"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" وأيضًا قوله تعالى "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ".

وإن قمنا بإضافة الإيمان لللإسلام فحينها يزداد به، حيث قال الله سبحانه وتعالى بشأن ذلك في كتابه العزيز:

"قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، وجاء أيضًا في حديث رسول الله صلوات الله عليه عندما كان الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عندما كان يقوم بوصف رجلًا بالإيمان، فقام الرسول عليه السلام برده عن ذلك ووصفه بالمسلم، حيث أنه كان يعلم ما في قلبه: "فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما لكَ عن فُلانٍ؟ فَواللَّهِ إنِّي لأَراهُ مُؤْمِنًا، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أوْ مُسْلِمًا".

وعن المعنى الخاص للإسلام هو القيام بأركانه الخمسة التي بهما يتحقق الدين الإسلامي، ومنهما ما يلي:

  • نطق الشهادتين، أي أن تقر بأنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وذلك لقوله تعالى "فَآمِنوا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ".
  • إقام الصلاة، وهو أداء الصلوات الخمس فهي فرض على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل، "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا".
  • إيتاء الزكاة، وهو إنفاق المال على الفقراء والمحتاجين، لقوله تعالى "خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ".
  • صوم رمضان كاملًا كل شهر، حيث يقول الله سبحانهوتعالى في ذلك "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".
  • القيام بفريضة الحج، وذلك إذا توافر معك النقود والصحة للقدرة على السفر، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في شأن ذلك "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً".

الإيمان

المقصود بالإيمان لغة هو التصديق وقبول الأشياء، ولكن المفهوم الشرعي للإيمان هو شبيه لتعريف الإسلام إصطلاحًا، ولكن يوجد شيئين يجب أن يتوافرا لصحة الإيمان، وهما كما يلي:

الحالة الأولى

يجب أن يكون الإيمان تابعًا للدين الإسلامي، حيث أنه الأساس في الدين، فيقول الله في ذلك في كتابه العزيز: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".

الحالة الثانية

إذا كان الإيمان مقترنًا بالدين الإسلامين فبذلك يدل على العقائد الباطنية، فقد جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "اللَّهمَّ مَن أَحيَيْتَه مِنَّا فأَحْيِهِ على الإسلامِ، ومَن تَوفَّيْتَه مِنَّا فتَوفَّهُ على الإيمانِ".

الإحسان

أما عن الإحسان فهو لغويًا يقصد به الإتقان والإخلاص في القيام بعملًا ما، أما عن مفهومه إصطلاحًا فيكون متوفر في حالتين، وهما كما يلي:

  • الإحسان إذا أطلق بذاته غير مقترنًا بالدين الإسلامي، فبالتالي في هذه الحالة يطلق على الدين كله.
  • إن أطلق مقترنًا بالإسلام، ففهي ذلك يكون تحسينًا للواضح وهو الدين الإسلامي، وتحسينًا للباطن وهو الإيمان.

ما هي أعلى مراتب الدين

بعدما قمنا من خلال السطور السابقة بشرح كل شيء يتعلق بمراتب الدين الثلاثة، دعونا نقوم من خلال السطور التالية بالإجابة على سؤال أعلى مراتب الدين، حيث أن الإجابة هي الإحسان، حيث أن الله عز وجل جعل مرتبة الإحسان هي أعلى الدرجات، وذلك لكونهم سارعون بالخير ومقربون لله سبحانه وتعالى، وتعد الحكمة وراء أن الإحسان هو من المراتب العليا للدين، لكونه يجمع ما بين الظاهر وهو الإسلام والباطن وهو الإيمان، فهو تحسينًا لكلًا منهما.

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في الكثير من الآيات القرآنية لموضع الإحسان، ومنها ما يلي:

  • يقول الله سبحانه وتعالى: "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
  • يقول الله سبحانه وتعالى: "وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ".
  • وفي قوله عز وجل: "بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

أما عن مراتب الإحسان، فهي كما ذكر رسول الله صلوات الله عليه بأنها لها مقامين مختلفين، وهما كما يلي:

المقام الأول

وهو أعلى مراتب الإحسان، والمقصود به أن يعبد المسلم ربه كأنه يراه، مما يزيده إيمانًا وهداية، فيحب طاعة الله ويقبل عليها، وقد ورد عن رسول الله صلوات الله عليه في حديثه الشريف لما رواه الحارث بن مالك الأنصاري: "نَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لهُ : يا حارثةُ كيفَ أصبحتَ ؟ قال : أصبحتُ مؤمنًا حقًّا . قال : انظرْ ما تقولُ ، فإنَّ لكلِّ قولٍ حقيقةً . قال : يا رسولَ اللهِ عزفتْ نفسي عَنِ الدنيا فأسهرتُ ليلي وأظمأتُ نهاري وكأنِّي أنظرُ إلى عرشِ ربي بارزًا ، وكأني أنظرُ أهلَ الجنةِ في الجنةِ يتزاورونَ فيها ، وكأنِّي أنظرُ إلى أهلِ النارِ في النارِ كيفَ يتعاوونَ فيها . قال : أبصرتَ فالزمْ . عبدٌ نوَّرَ اللهُ بصيرتَهُ".

المقام الثاني

وهو توافر صفة الإخلاص في العبادة، حيث أن المسلم يستحضر وجود الله في كل فعل يقوم به، وليس فقط في العبادات.

حديث رسول الله عن مراتب الدين

ورد عن رسول الله صلوات الله عليه حديث مطولًا عن مراتب الدين، فهو من الأحاديث الهامة عظيمة القدر وكبيرة الشأن.

قام بجمع الدين الإسلامي من جميع أبوابه، فروى عمر بن الخطاب قال:

"بينَما نحنُ ذاتَ يومٍ عندَ نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذ طلعَ علَينا رجلٌ شَديدُ بياضِ الثِّيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعرِ لا يُرى، قالَ يزيدُ: لا نَرى عليهِ أثرَ السَّفرِ، ولا يعرفُهُ منَّا أحدٌ، حتَّى جلسَ إلى نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فأسندَ رُكْبتيهِ إلى رُكْبتيهِ، ووضعَ كفَّيهِ على فَخِذَيهِ، ثمَّ قالَ: يا مُحمَّدُ أخبرني عنِ الإسلامِ، ما الإسلامُ؟ فقالَ الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وتقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتيَ الزَّكاةَ، وتَصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليهِ سبيلًا قالَ: صدقتَ. قالَ: فعجِبنا لَهُ، يسألُهُ ويصدِّقُهُ. قالَ: ثمَّ قالَ: أخبرني عنِ الإيمانِ. قالَ: الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ خيرِهِ وشرِّه، قال: صدَقتَ. قالَ: فأخبِرني عنِ الإحسانِ، ما الإحسانُ؟ قالَ يَزيدُ: أن تعبدَ اللَّهَ كأنَّكَ تَراهُ، فإن لم تَكُن تَراهُ، فإنَّهُ يراكَ، قالَ: فأخبِرني عنِ السَّاعةِ، قالَ: ما المَسؤولُ عنها بأعلمَ بِها منَ السَّائل، قالَ: فأخبِرني عن أماراتِها. قالَ: أن تلدَ الأمةُ ربَّتَها، وأن تَرى الحفاةَ العراةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البناء، قالَ: ثمَّ انطلقَ فلبِثَ مليًّا -قالَ يزيدُ: ثلاثًا- فقالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: يا عمرُ أتدري منِ السَّائلُ؟ قالَ: قلتُ: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ. قالَ: فإنَّهُ جبريلُ، أتاكم يعلِّمُكُم دينَكُم".

قدمنا لكم من خلال هذه المقالة مراتب الدين، وأعلى مراتب الدين الإسلامي، حيث أن الإحسان هو ركن واحد من أركان الدين، حيث أن كل الأعمال الصالحة تابعة للإسلام، وإذا قام المسلم بجمع الأعمال الظاهرة والباطنة أصبح مؤمنًا مسلمًا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ