أهمية الصحة النفسية, وطرق تعزيزها
تعريف الصحة النفسية
الصحة النفسية ليس لها تعريف محدد حيث تختلف باختلاف المجتمعات وتباين الثقافات والقواعد والعادات السلوكية المألوفة والمتعارف عليها في هذه المجتمعات، وكذلك تختلف التعريفات نظرا لاختلاف المعتقدات التي يؤمن بها العلماء الذين يقومون بوضع تعريفات للصحة النفسية.
- وضع تعريف للصحة النفسية أمر معقد، حيث إن كينونة النفس والمدلولات الخاصة بها، بالإضافة إلى التوافق النفسي ومستوياته، كل هذه الأمور وجدانية لا يمكن قياسها بطريقة مباشرة لأنها ليست مادية ملموسة نشعر بها، لكن يتم الاستدلال عليها والتعرف بواسطة قياس السلوك الذي يقوم به الإنسان من تفاعل مع البيئة المحيطة به والاستجابة الطبيعية للأمور.
- ومن أوضح تعريفات الصحة النفسية الذي يشتهر بالوضوح والشمول والبساطة هو ذلك التعريف الذي ينص على إنها (حالة الفرد الدائمة والمستمرة التي يكون فيها متوافق مع نفسه ومستقر اجتماعيا، بالإضافة إلى شعور الفرد بالرضا عن ذاته بسبب قدرته على تحقيقها مع تقدير هذا التحقيق، حيث ينتج عنه شعور بالسعادة والإيجابية تجاه ذاته وتجاه الآخرين، مع القدرة على استعمال كافة المهارات)٠
أهمية الصحة النفسية
للصحة النفسية أهمية كبيرة ترجع على الفرد والمجتمع على حد سواء، حيث إن أهمية الصحة النفس بالنسبة للفرد تساعده على الشعور بالأمان وتساعده على فهم نفسه وتحقيق التوافق النفسي والسلام الداخلي، مما يرجع أثر ذلك على المجتمع بان ينمو ويتقدم بصورة اكبر وأفضل، بالإضافة إلى إنها تعمل على إيجاد حلول لكثير من المشكلات الاجتماعية، وتتمركز أهمية الصحة للنفس في عدة نقاط :
شعور الفرد بالاستقرار والتوافق الذاتي
- الذي ينتج عنه تقبل النفس والرضا عنها، حيث يشعر الفرد بالسلام الداخلي والتوافق النفسي والطمأنينة مع السكينة، بسبب خلو حياته من الضغوط اليومية ومسببات التوتر والقلق.
توفر للإنسان فرصة فهم الذات
- واستيعابها مع القدرة على فهم الآخرين أيضا، بالإضافة إلى القدرة على فرض السيطرة علي المشاعر والأحاسيس والانفعالات.
تعلم الفرد القدرة على تحمل المسئولية
- التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل متزن دون انفعال، وتمكنه من القدرة على التعامل مع المشكلات بمختلف أنواعها بأسلوب إيجابي ومرن، حيث تجعل الإنسان متوافق مع ذاته مستقر في المجتمع ومحبوب، لأن سلوكه يتسم ب الاعتدال والتوافق ومرضى للمجتمع ولنفسه أيضا لأنه يتحلى بالسلوك والأخلاق الجيدة الحميدة.
تغرس الصحة النفسية في الإنسان الثقة بالنفس
- حيث يستخدم قدراته وطاقته بكفاءة أعلى، حيث تخلق منه إنسان متكامل في جميع جوانب الشخصية متحمل المسئولية كما ذكرنا، وكل ذلك يبين أن التمتع بالصحة النفسية أثر بالغ في المجال الاقتصادي والنطاق الإنتاج حيث يتحقق َمن خلالها التنمية الاجتماعية.
النَّظْرَة إيجابية
- تمتع الشخص الذي ينعم بالصحة النفسية بنظرة إيجابية نحو المجتمع، بالإضافة إلى اتخاذه أهداف تتسم بالواقعية يمكن السعي إليها بغرض تحقيقها، حيث يساعد ذلك على تحقيق الذات وعلى هذا شعور الشخص بالراحة النفسية.
معايير الصحة النفسية
نظرا لوجود أهمية الصحة النفسية للفرد والمجتمع وضعت معايير لها لتحدد الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية من غيره وهذه المعايير هي :
الخلو من الاضطرابات النفسية :
- على الرغم من انه يعتبر من أهم معايير الصحة النفسية، إلا أن خلو الفرد من اضطرابات والمشاكل النفسية لا تعني انه ممن يتمتعون بالصحة النفسية.
معيار التكيف :
- وهناك نوعان من التكيف تكيف اجتماعي، وهي قدرة الشخص على التكيف بكل من له صله وثيقة به أو تعامل مباشر مع اختلاف نوع هذه الصلة، حيث يتسم ب القدرة على التعامل مع الآخرين بليونه وود والتعامل بأسلوب إيجابي مع الأسرة وشريك الحياة وزملاء العمل أو المدرسة رفقاء الدرب والجيران وهكذا.
- أما بالنسبة للنوع الثاني من التكيف هو تكيف النفسي الذاتي أو التوافق النفسي، حيث يقصد به قدرة الفرد على التنسيق والتوفيق بين الحاجات والدوافع والرغبات بالإضافة إلى القدرة على فرض السيطرة والتحكم بهم، وأيضا إلى جانب القدرة على الموازنة بين المشاعر والأحاسيس السلبية والإيجابية، بالإضافة إلى تحلى الفرد بالسلام العقلي.
معيار الشخصية المتكاملة :
- ويقصد به تناغم مقومات وصفات الشخصية الواحدة مع الأخرى بشكل دقيق ومنتظم حيث إن كل صفه ومقوم لا ينفصل عن الآخر بل يعملون في تناغم وانسجام مما يؤدي إلى خلو هذه الشخصية من الصراعات النفسية.
- وهذا ما يسمى بالتكامل، حيث إن ذلك دليل على تمتع الشخصية المتكاملة السوية بالصحة النفسية.
معيار الإدراك الصحيح للواقع :
- ويقصد به أن يتوافق ويتفاهم الفرد مع البيئة المحيطة به التي تمثل المحيط الخارجي له يفهم متغيرات وظروف وأحوال البيئة المحيطة به.
- بالإضافة إلى فهم المحيط الداخلي له والمقصود به فهم ذاته قدرات ودوافع ورغبات وحاجات الذات، مع العمل على تنميتها وتطويرها بشكل صحيح وسليم.
طرق تعزيز الصحة النفسية
يمكن تعزيز الصحة النفسية من خلال اتباع بعض الإرشادات وتتمثل في:
- اتباع نظام صحي يساعد علي تلبية المتطلبات البيولوجية للجسم من أكل وشرب والحصول على ساعات النوم الكافية والراحة، بالإضافة إلى التوقف عن شرب الخمور وتعاطي المخدرات.
- أداء الكثير من التمارين الرياضية وطرق الاسترخاء من تمارين يوجا أو تمارين التنفس العميق أو حتى تقنية التأمل، وذلك للحد من التوتر والاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى تخصيص جزء من الوقت بقصد حل المشاكل الشخصية لكي لا تسبب ضغوط على الصحة ثَمّ تؤثر على الصحة النفسية للفرد.
- الحرص على النظافة بشكل كبير والاهتمام بالمظهر العام أن يكون مرتب ونظيف، بالإضافة إلى الحرص على رفع الروح المعنوية من قبيل الأسرة والأشخاص المقربين وهو ما يسمى بالدعم المعنوي.
- تطوير الذات والأفكار بصفة مستمرة، وذلك من خلال تحديد أهداف واقعية يمكن الحصول عليها وذلك بواسطة السعي المستمر إلى تحقيقها، وذلك يؤدي إلى تحقيق الذات مع التقدير الذي يمكن استخدامهم في تكوين صورة إيجابية للذات تستخدم بطريقة سليمة تحث الذات وتعززها على التطور.
مظاهر الصحة النفسية
أهمية الصحة النفسية بالنسبة للفرد تتجلى اثرها بشكل واضح في جميع جوانب الشخصية، ولكن تظهر باثر بالغ في ثلاث جوانب هم الجانب (الانفعالي/الشخصي /الاجتماعي) ومن مظاهر تمتع الشخص بالصحة النفسية والشخصية السوية :
الشعور بالسعادة والتوافق النفسي :
- وهو فهم الشخص لذاته مع تقبله القدرات والحاجات والإمكانيات كل ذلك يؤدي إلى حدوث السلام والطمأنينة الداخلية والشعور بالسعادة، الذي يعبر عن مدى تمتع هذا الشخص بالاستقرار والصحة النفسية.
التوازن والنضج الانفعالي :
- وهي تمتع الفرد ب القدرة على التعامل باتزان بين الفعل ورد الفعل من الاستجابة والانفعال، بالإضافة إلى تحمل المسئولية والقدرة على التعامل مع الضغوطات والصعاب بمختلف أنواعها.
الدافعية :
- وهي المحفز الذي يحث الفرد على استخدام واستغلال قدراته من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى باستمرار إلى الوصول إلى وتحقيقها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7866