كتابة : رحاب
آخر تحديث: 08/10/2023

ما هي أهمية علم الآثار في حياتنا؟ وما أهمية المعالم التاريخية؟

تكمن أهمية علم الآثار في معرفة كل ما نجهله عن الشعوب التي سبقتنا في وجودها على الأرض، وبوجود علم الآثار تمكنا من التعرف على الحضارات الإنسانية التي سبقتنا من حيث حياتهم وأعمالهم وسياستهم، إن أهمية علم الآثار تكمن في إفادتنا كثيراً بالاقتداء بهم في كثير من الأمور، فقد علمتنا معاهدة السلام التي قام بها رمسيس الثاني من الحضارة الفرعونية كيفية الاتفاقيات السياسية التي تهدف إلى نشر السلام بين الدول والشعوب، والكثير غيرها من الأمثال السابقة في التاريخ، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على أهمية علم الآثار، تابعونا...
ما هي أهمية علم الآثار في حياتنا؟ وما أهمية المعالم التاريخية؟

علم الآثار

من العلوم التي تدرس فرعاً من فروع التاريخ، ومن فوائد هذا العلم:

  • توضيح الأشياء المادية التي تركتها الحضارات السابقة، فعلم الآثار يبحث في كل ما يخص الإنسان القديم؛ مما تركه لنا من أدوات وأبنية معمارية وما هو مخطوط أو مكتوب يعبر عن حياته التي كان يعيشها.
  • ولا نقصد ما هو مكتوب بلغة معينة، فقد كان هناك حضارات موجودة من قبل اختراع الكتابة حضارات ترجع إلى قبل ذلك بنحو 500 ألف عام.
  • ترك الإنسان القديم الكثير من الأدوات التي كان يستخدمها للقطع أو الزراعة أو غير ذلك من الأغراض، حتى بعض الحبوب التي تم احتراقها قد وجد لها العلماء الآثاريين بقايا وقاموا بدراستها.
  • وذلك للتعرف على أنواع الطعام الذي كانوا يتناولونه قديماً، وتتم هذه الدراسة على أسس ولها أساليب خاصة بها.
  • الكثير من هواة التاريخ، والذين لديهم هِبَّة البحث عن الأشياء القديمة والتعرف على المجهول، هم من يتجهون لهذا النوع من العلوم.
  • والذي يعتبر من العلوم الاجتماعية التي تدرس كل ما يخص المجتمعات الإنسانية السابقة، ويتم دراسة حياتهم والتعرف عليها بناءً على الأدلة التي تركوها خلفهم مثل هياكلهم العظمية، ومتاحفهم التي أقاموها أو بقايا عمارتهم.
  • وكذلك الكثير من القبور التي كانوا يدفنون فيها موتاهم تاركين خلفهم فيها الذهب والحُليّ وغيرها من الأشياء القيّمة، وهذا ما يعبر عن معتقداتهم في الموت التي تعرفنا إليها عن طريق ما تركوه، كذلك الرموز التي كانت بمنزلة كتابات لهم على الجدران والحفريات التي وُجدت معهم.

نشأة علم الآثار

إن الهدف الرئيس لعمل الآثار هو اكتشاف الأثريات المادية التي يمكن من خلالها الاستدلال على الحضارة القديمة وتوظيفها في سياقها التاريخي. ويبقى وظيفة عالم الآثار هي الربط بين هذه المقتنيات الأثرية المادية وربطها بالماضي ووضع مفهوم عام للأحداث الماضية، وعلم الآثار يتعامل مع تاريخ الإنسان قبل تعلم وانتشار الكتابة.

أما عن نشأة علم الآثار، فإنها مرت بعدة مراحل، ومنها:

القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي

  • ظهرت أصول نشأة علم الآثار في أوروبا في القرن 15، 16 الميلادي، عندما عصر الأوروبيون على آثار يونانية قديمة وعريقة تحتاج للبحث والتنقيب ومعرفة تاريخها، وبدأت بتعيين جامعيين في البحث والتنقيب وفهم تاريخ هذه الآثار.

القرن الثامن عشر الميلادي

  • وبدأ التطور الحقيقي لعلم الآثار في إيطاليا في القرن 18 عندما قاموا بالبحث عن الآثار الرومانية ليتعرفوا على أمجاد هذه الحضارة، وقاموا بتأسيس ما يعرف بعلم الآثار الكلاسيكي.

أوائل القرن التاسع عشر

  • أما علم المصريات بدأ الاهتمام به مع دخول الحملة الفرنسية مصر بقيادة نابليون بونابرت، وقد أمر العلماء بالبحث والتنقيب عن الآثار المصرية القديمة والتعرف على اللغة الهيروغليفية وفك طلاسم حجر رشيد، وتمكنوا من معرفة معاني الحروف الهيروغليفية، ومن ثم بدأ فهم أهم معاني الرموز التي تملأ الجدران والمعابد المصرية.

أربعينات القرن التاسع عشر

  • كذلك في أربعينات القرن التاسع عشر بدأ علماء الآثار الأجانب في البحث عن الآثار في بلاد ما بين النهرين، واكتشفوا أن هناك أناساً كانوا يعيشون قبل الحضارة السومرية، وظهرت العديد من البقايا الأثرية والرموز التي ساعدتهم للوصول لذلك.

القرن العشرون

  • وفي القرن العشرين بدأ التوسع في الاهتمام بعلم الآثار وقدرته على إيجاد العديد من الحفريات والآثار القديمة على مستوى العالم، بفضل التقدم التكنولوجي في البحث والتنقيب والتكنولوجيا الحديثة في قياس عمر التربة وتاريخها.

خصائص علم الآثار

يعتبر علم الآثار من العلوم المهمة التي تهتم بدراسة تاريخ البشرية للتعرف على طريقة الحياة القديمة والعلوم والاكتشافات التي توصل إليها القدماء من أجل الاستفادة منها، ومن أهم خصائص علم الآثار:

  • علم جماعي يعتمد على تضافر جهود العديد من الأشخاص في التنقيب، الحفر، والغربلة، ورسم الخرائط، والأعمال الورقية للوصول إلى اكتشاف.
  • يهتم بدراسة التاريخ الإنساني القديم.
  • يساعد على فهم الأحداث قديما، وأهم التطورات التي شهدتها الحضارات وأسباب قيام الحضارات وسقوطها.

فروع علم الآثار

هناك العديد من الفروع والمجالات التي تنبثق من علم الآثار، وكل فرع من هذه الفروع يهتم بدراسة جانب محدد في الآثار، ومن هذه الفروع ما يلي:

  • علم آثار ما قبل التاريخ
  • علم الآثار الكلاسيكي
  • علم المصريات
  • علم الآثار اليوناني القديم.
  • علم الآثار في مصر القديمة.
  • علم الآثار في العصور الوسطى.
  • علم الآثار الصناعية.
  • علم الآثار البيولوجية.
  • علم آثار الحيوان.
  • علم آثار النباتات.
  • علم آثار الحجر الصخري.
  • علم آثار دراسة بقايا السلوك البشري أنثروبولوجيا.

تصنيف علم الآثار

يتم تصنيفه في أمريكا على أنه فرع من فروع "الأنثروبولوجيا" التي تدرس الحضارة الإنسانية من حيث الفكر والمادة، وعلى الرغم من أن علم الآثار يعتبر دراسة تاريخية، ويرتبط بالتاريخ بشدّة إلا إنه يختلف في كثير من الأمور:

  • فإن علم التاريخ يدرس بالحضارات السابقة بناءً على ما هو مكتوب، فهو يتعرف على الحيوات السابقة معتمدين على المخطوطات المكتوبة التي تركتها هذه الحضارات، وقد كان فعلًا هناك أمم وحضارات قبل اختراع الكتابة.
  • ومع ذلك هؤلاء المؤرخون لم يذكروا كثيراً عنهم لعدم وجود سجلات مكتوبة، وإنما سجلوا بعض المعلومات المتواترة بالسماع عن السابقين.
  • أما الحضارات المتقدمة بعد اختراع الكتابة بالحروف أو الرموز، فقد بدأت بذكر تفاصيل عن حياتهم لرسم صورة متكاملة عن المدّة الزمنية التي عاشوا فيها.
  • أما علم الآثار فيقوم بالبحث المادي، فيلزمه للتعرف على هذه المجتمعات معرفة الزمان والمكان والبيئة بالتحديد، لذلك يهتمون بالتواجد في مواقع هذه المجتمعات والبحث فيها عن بقايا مادية لدراستها دراسة بحثية وتمحيصية بأجهزة وأدوات معينة.
  • وهم إلى ذلك يحاولون التعرف على مراحل تطور هذه المجتمعات من مجتمعات بدائية إلى زراعية إلى صناعية وهكذا، وما هي الأسباب التي جعلتهم يصلون لهذه المراحل من التطور.
  • ثم أن الكثير من علماء الآثار يبحث عن الحضارات والمدن التي اختفت الكثير من معالمها والأسباب التي أدت إلى سقوطها واضمحلالها.

أهمية علم الآثار

تتمثل أهمية علم الآثار في:

  • التعرف على المجتمعات الإنسانية السابقة بناءً على أدلة مادية تركوها خلفهم.
  • يكشف لنا علم الآثار عن الأنشطة التي تمت ممارستها في الحياة السابقة، كما يكشف لنا عن أساليب الحياة التي عاشوها.
  • يستطيع علم الآثار بوصف حياة السابقين البسيطة التي عاشوها أن يفيدنا في كيفية الاستفادة من الإمكانات المتاحة لدينا.
  • كما انه يعيد البحث عن معلومات والحقائق لاكتشاف ما هو مبهم لنصل إلى ما هو جديد مثل إعادة البحث في حادثة غرق سفينة تايتنك التي أدّاها الدكتور "روبرت بولارد" التي أدّت إلى أن هذه السفينة كانت تحمل الكثير من الآثار من مدينة الإسكندرية وغيرها من الآثار، وأن هذه السفينة قد كُسرت إلى جزأين قبل غرقها وتركت خلفها الكثير من البقايا والحطام التي دفنت في أعماق المياه.
  • كما يكشف علم الآثار عن الكثير من الحضارات التي لم تترك خلفها سجلات مكتوبة، ولم يتناولها المؤرخون، فيبحثون عن الأدلة الغير مكتوبة من قطع أثرية وبقايا معمارية وغيرها من الشواهد التي تكشف عنهم.
  • يقوم علم الآثار بإجابة الأسئلة الدقيقة حول الحضارات السابقة؛ لأن هذه الأدلة التي يجمعونها تستطيع الكشف عن التفاصيل بالزمان والمكان والمدة، وتكون هذه الحقائق ثابتة وصحيحة بنسبة كبيرة.
  • وتختلف عن المعلومات التاريخية التي يمكن أن تحتوي على مجاملات من المؤرخين أو بعض التحيّز أو معلومات مختلفة في الرواية بين المؤرخين.

طرق الكشف عن الآثار

لا يتوقف طريقة كشف علماء الآثار عن القطع الأثرية فقط من خلال ثنى الركبة والانحناء نحو الأرض مع حمل فرشاة، ولكن هناك أكثر من تقنية يعتمدون عليها للبحث بشكل موسع عن هذه الآثار، ومن أهم طرق الكشف عن الآثار ما يلي:

  • المسح الجيوفيزيائي: ولذلك لمسح منطقة جغرافية معينة تحتاج للتنقيب من خلال عدة مراحل، وهي قياس التدرج المغناطيسي، ومقاومة الأرض، ورادار اختراق الأرض (GPR)، والحساسية المغناطيسية.
  • توظيف التكنولوجيا الحديثة: لقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة والحاسب الآلي في الوصول إلى نتائج في غاية الدقة من خلال استخدام تقنية GPS ومعالجة البيانات بشكل سريع، وساهم هذا في اكتشاف العديد من الآثريات على مستوى العالم.
  • الأدوات اليدوية: رغم التقدم الهائل في الكشف عن الآثار، ألا أن التنقيب اليدوي يعطي نتائج مبهرة.

أسس دراسة علم الآثار

هناك أسس معينة يعتمد عليها علم الآثار في دراسة المادة البحثية وهي:

المنهج العلمي والميداني

  • وهو بمنزلة القاعدة الأولى في دراسة علم الآثار، وهو البحث والتنقيب عن القطع الأثرية الموجودة في باطن الأرض والقيام بعمليات تحليل وصيانة وكشف ثم حفظها وعرضها في المتاحف.
  • كما انه بتحليل بعض هذه البقايا والأحجار يتم وضع فرضيات معينة لاختيار مواقع الحفر والتنقيب والكشف بأجهزة وتقنيات علمية محددة للوصول إلى حقائق جديدة.

المنهج النظري الأكاديمي

  • ويهتم بالناحية التحليلية والتفسيرية حول كل قطعة من القطع الأثرية ودراستها للتعرف عليها من الناحية النظرية والتوصل إلى الكثير من المعلومات حولها والمقارنة بين القطع الأثرية كل على حِدة.
  • وذلك حتى يتم الوصول إلى أساليب حياتهم في هذه الفترات الزمنية المختلفة وكيفية وأسباب تطورها.
  • وقد أصبح الجمع بين هذين القاعدتين هو الأساس في دراسة علم الآثار فأصبحت دراسة نظرية وتطبيقية، لتكون الحقائق مؤكدة بصورة أكبر.

مواد علم الآثار والأدلة الأثرية

تختلف الأدلة والمواد الأثرية التي توضح أهمية علم الآثار عن بعضها من حيث التاريخ والشكل والحجم فمنها ما يصل في حجمه إلى بقايا أعمدة وأماكن معمارية، ومنها ما هو بمنزلة حبوب محترقة أو أحجار صغيرة، ويتم دراسة جميعها للتعرف عليها ومنها:

اللقي المصنوعة المنقولة

  • ويقصد بها الأدوات التي استخدمها الإنسان ونقلت من مكان لآخر دون أن يطرأ أي تغييرات عليها مثل الخرز والأواني والألواح الحجرية والفخار التي تمت الكتابة عليها برموز أو لغة معينة.

اللقي المصنوعة الثابتة

  • وهي بقايا معمار تم بنائها ولا يمكن نقلها من مكان لآخر وأيضاً لم يطرأ عليها أي تغيير في شكلها ومظهرها الخارجي مثل المقابر الأثرية والمعابد وغيرها من الأبنية المعمارية التي صنعها الشعوب السابقة.

اللقي الطبيعية

  • التي تكون متواجدة مع اللقى المصنوعة مثل بقايا العظام والحبوب الزراعية، وتكشف عن تعامل هذه الشعوب مع ما حولها.

الموقع الأثري

  • هو مكان تواجد الأدلة الأثرية وللتوصل إلى معلومات أكبر يجب التعرف إلى العِلاقة بين الموقع الأثري واللقي الطبيعية التي تم اكتشافها فيه، فعند وجود أدوات صيد بجانب عظام حيوانات معينة يمكن التوصل أن هذه الشعوب كانت تصطاد هذا الحيوان.

المعلومات الأثرية

  • يقوم العلماء الآثار بالكشف على هذه الأدلة والبراهين الأثرية عن طريق أجهزة وأدوات وفق تقنيات علمية معينة تصل بهم إلى الوصول إلى حقائق دقيقة وثابتة.

أهمية المعالم التاريخية

تعتبر الآثار القديمة تحتاج وقتاً للبحث والترميم، وذلك نظرا لقيمتها التاريخية العريقة، وقد يكون بناء منزل جديد أسهل من البحث والترميم عن أثر قديم، ولكن القيمة التاريخية للآثار تجعلنا نبذل قُصَارَى الجهد لإيجادها، وتتمثل أهمية المواقع الأثرية بما يلي:

  1. تشجيع السياحة وتوفير دخل قومي للدولة.
  2. الحفاظ على التاريخ ووجود دليل مادي شاهد على الحضارات القديمة.
  3. يساعدنا على الشعور بالفخر بالتاريخ والماضي القديم.
  4. إن الآثار القديمة تمكنا فهم التغييرات التي طرأت على المجتمعات.
  5. تعكس الصراعات والحروب والأحداث القديمة وكيف كان شكل الحياة قديما.
  6. تعتبر هي الإرث الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للأجداد القدماء.
  7. تعتبر الآثار سجلات حقيقة للتاريخ.

أهمية الآثار الإسلامية

تتمثل أهمية الآثار في الحضارة الإسلامية القديمة، فيما يلي:

  • تعد الآثار الإسلامية واحدة من أهم المعالم التي توثق قيمة الحضارة الإسلامية.
  • تعبر عن تقدم المسلمين في شتى المجالات العلمية والفنون والعمارة.
  • تعطي انطباعا على شكل الحياة الإسلامية قديما وأهم العادات والتقاليد المتبعة.
  • تدعو إلى عبادة الله والإخلاص في العقيدة من خلال الآيات القرآنية التي تعلو الجدران والمساجد.
  • دلالة على أهمية التعليم في حياة المسلمين حيث ظهرت مباني مرتبطة بالجامع لتعليم علوم الدين والقرآن وعلوم الحياة.
تتمثل أهمية علم الآثار في تعرف البشر عن التاريخ الواضح في البناء والعمارة، وكل ما يخص السابقين، مما يمكن الإنسان من استكمال بناء تلك الحضارات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ