كتابة : حوريه
آخر تحديث: 07/10/2023

أبرز مخاطر الآفات الاجتماعية وأنواعها وأسبابها وتأثيرها على المجتمع

الآفات الاجتماعية هي عادات انتشرت بين أفراد مجتمع من المجتمعات، ولكنها عادات غير صحية انتشرت انتشاراً يضر بالفرد والمجتمع على حد سواء. وهذه الآفات تعتبر من العادات التي انتشرت بين أفراد المجتمع، أو في فئة معينة من أفراد المجتمع، مثل عادة إلقاء القمامة في الشارع، وعدم الالتزام بتعليمات المرور في المجتمع، أو انتشار الإدمان بكافة صوره بين أفراد المجتمع، سواء كان إدمان المخدرات أو مشاهدة الأفلام الإباحية أو غيرها من أنواع الإدمان، وهذا ما سنشير إليه الآن على موقعنا مفاهيم.

تعريف الآفات الاجتماعية

الآفات الاجتماعية هي مجموعة من السلوكيات والمواقف والأحداث غير الصحيحة التي يتخذها بعضها الأفراد بقصد أو بدون، وتؤثر في المنظومة المجتمعية بأكملها بالسلب، وهذه الآفة الاجتماعية هي تعدي على القوانين والأحكام والعرف السائدة، وتشكل ناقوس خطر على سلوكيات الأفراد داخل المجتمع والقيم والعادات والتقاليد، وتتسبب في انهيار وتدهور المجتمعات اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وعلميا.

أسباب الآفات المجتمعية

هناك العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى ظهور المشاكل الاجتماعية، ومن أهم أسباب الآفات الاجتماعية، ما يلي:

  • عدم وجود رادع قوي يحول دون ممارسة السلوكيات الخاطئة.
  • افتقار التوجيه والإرشاد والنصح، وانتشار أصدقاء السوء ومحاكتهم دون إدراك خطورة هذا التقليد.
  • توافر المواد المخدرة بكثرة حول الأفراد.
  • الحالة الاقتصادية المتدهورة وانتشار الفقر والبطالة.
  • الضغوط النفسية وعدم وجود وسائل للشعور بالراحة النفسية.
  • قلة التعليم وانتشار الجهل وغياب الوعي بخطورة الآفات على الفرد والمجتمع.
  • عدم المساواة الاجتماعية وشعور المواطن بالظلم والكبت.
  • عدم استقرار المجتمع سياسيا والتعدي على الحريات.

مخاطر الآفات الاجتماعية

إن الآفات الاجتماعية واحدة من أهم معوقات التنمية في أي مجتمع، ولا يتوقف تأثيرها في الفرد فحسب، بل يمتد ليشمل المجتمع بأكمله، وينتج عن هذه الآفات العديد من المخاطر، ومنها ما يلي:

  • انتشار الأمية والجهل.
  • تدهور الحالة الصحية للأفراد وتفشي الأمراض والأوبئة.
  • انتشار البطالة وكثرة عمليات السرقة والنهب وجرائم القتل والاغتصاب.
  • التعدي على ممتلكات وحقوق الآخرين.
  • تدهور الأخلاق وانهيار منظومة التمسك بالعادات والتقاليد والسلوكيات الحميدة في المجتمع.
  • الضغوط النفسية والعصبية؛ مما يؤدي إلى ضعف الإنتاجية وقلة الدخل القومي للأفراد.
  • تدني مستوى معيشة الفرد والتدهور الاقتصادي للدولة.
  • انتشار حوادث الطرق نتيجة تزايد عدد مستهلكي المخدرات والكحول في أثناء القيادة.
  • انتشار الأمراض المزمنة الخطيرة مثل الضغط والسكر والقلب والسرطان وغيرها.

خطورة الآفات المجتمعية وطرق مكافحتها

  • إن العادات الاجتماعية الضارة المنتشرة في المجتمع مثل عدم الاكتراث لقوانين المرور أو انتشار جرائم السرقة أو الاغتصاب أو ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع، كلها عادات يمكن مكافحتها بطرق عديدة.
  • استخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي تقوم بواجبها في توعية المجتمع بمخاطر العادة الاجتماعية الضارة.
  • ومن أمثلة تناول وسائل الإعلام لعادات ضارة للمجتمع بهدف إقناع أفراد المجتمع بأضرارها، ما تنشره وسائل الإعلام من أخبار القبض على تجار المخدرات وما ينتظرهم من عقوبات قاسية.
  • كذلك ما تتناوله وسائل الإعلام من قصص لأضرار المخدرات على الشباب، وقصص الشباب المدمن التائب عن الإدمان، وما يرويه عن خسائره المتتالية جراء إدمانه للمخدرات.

دور مؤسسات الدولة المختلفة في محاربة العادات الاجتماعية الضارة

  • دور مؤسسات الدولة المختلفة في محاربة العادات الاجتماعية الضارة دور كبير وهام جداً يجب أن يكون بتناغم وتكامل بين تلك المؤسسات:
  • فالمؤسسات التعليمية وما تتضمنه المناهج التعليمية من مواد تعليمية، من الهام جداً بل من الواجب أن تحتوي تلك المناهج التعليمية على أضرار تلك العادات على الفرد والمجتمع.
  • فدراسة الطالب لآثار التدخين على الجهاز التنفسي وآثار المواد الضارة على صحة الإنسان ككل في مادة الأحياء مثلاً في مراحل التعليم الثانوية، أو في مادة العلوم في مراحل التعليم الأولى له مفعول كبير في الاقتناع بأضرارها.

دور المؤسسات الدينية في محاربة العادات الاجتماعية الضارة

  • إن دور المؤسسات الدينية في محاربة العادات الاجتماعية الضارة دور لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، أو تعويضه بأي دور لمؤسسة أخرى.
  • فعرض آيات القرآن التي تتناول ضرورة حفظ الصحة للإنسان كأمر من الله له مفعول كبير في إقناع الشباب بعدم الإقدام على تجربة المواد المخدرة.
  • فما يدفع الشباب للإدمان هو رغبتهم الشديدة لتجريب كل ما لم يتم تجربته من قبل، كما أن رغبة الشباب في تحدي الشخصيات الوالدية بهدف تحقيق الاستقلال النفسي يدفعهم دفعاً إلى تحديهم وتجربة المواد التي تحذرهم منها الشخصيات الوالدية دائماً.

دور الفن في محاربة العادات الاجتماعية الضارة

  • إن للفن دوراً كبيراً في محاربة العادات الاجتماعية الضارة، وذلك لتأثير الفن على النفس الإنسانية، وقدرة الفن على توصيل الرسائل النفسية والشعورية المكونة من آلاف الكلمات في ثوان معدودة بعمل فني رائع.
  • ولنا أن نتخيل لوحة رسمها فنان عن أضرار الإدمان، أو أغنية يغنيها فنان عن ندمه في تجربة إدمانه، ومفعول تلك الأعمال الفنية على نفس وشعور المشاهدين بكافة أعمارهم.
  • وفي السينما المصرية تجربة في محاربة الإدمان بتناول قضية الإدمان في أفلام كثيرة في فترة أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، ويكون تأثيرها أقوى بكثير من أي رسالة مكتوبة أو مسموعة، لأن المشاهد يعيش التجربة ويرى نتائج الإدمان بنفسه على الآخرين.

أنواع وصورة عن الآفات الاجتماعية

هناك العديد من الآفات التي تنتشر في المجتمع، وتؤثر على أفراده بالسلب، ومنها التمييز العنصري والعنف والتنر والمخدرات وشرب الكحوليات والتشرد ووالرشوة والفساد الإداري وغيرها، ومن أهم هذه الآفات المجتمعية، ما يلي:

1. عدم قدرة أفراد المجتمع على اتخاذ القرارات السليمة

يفتخر بعض الآباء وكذلك الأمهات بأنهم يوفرون لأولادهم كل ما يطلبونه بمجرد طلبهم له، ويعتبرون هذا من الأعمال التي تدعوهم للفخر، برغم أنها تؤدي إلى العديد من المشكلات:

  • فتلك العادة الاجتماعية الخاطئة تجعل الشباب غير مؤهلين لاتخاذ أي قرار بمفردهم، حيث إن كل احتياجاتهم يتم تلبيتها من الشخصيات الوالدية، ولا يملك الشباب أي تجربة حقيقية تدربهم على اتخاذ القرار بمفردهم.
  • فالخبرة في خوض تجارب شخصية مثل تجربة خوض البطولات الرياضية، أو تجربة إقامة مشروع صغير جداً لمدة يوم واحد للأطفال مثلاً له أكبر الأثر في تدريبهم ليحصلوا على الخبرة اللازمة التي تحميهم من أخطار رفاق السوء.

2. تناول الإعلام لقضايا الإدمان

  • ولكن، برغم أن تلك الإعلام يهدف إلى التوعية بأضرار الإدمان، إلا أن التناول الخاطئ لعادة الإدمان من جانب الفن بعرض الحالة المزاجية للمدمن على أنها حالة يبتعد فيها عن كل مشاكله معظم أوقات الفيلم، والاكتفاء بمشاهدة نهاية الفيلم التي لا تتعدى دقائق معدودة لنرى النهاية السيئة للمدمن، جعلت الصورة الذهنية عن الإدمان أنها تحقق الراحة من المشكلات، وبالطبع تلك الصورة الذهنية غير حقيقية.
  • فالإدمان له أضرار قاسية جداً على الفرد والمجتمع، فيكفي أن المدمن يصبح شخصاً غير قادر على الحياة بدون المخدر، ويضيع أمواله وأوقاته وعمره في مقابل الحصول على المادة الإدمانية.

3. عادة إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية

  • إن عادة مشاهدة الأفلام الإباحية من العادات الاجتماعية التي يجب محاربتها، فهي من الآفات التي تتصدر فيها الدول العربية المراتب الأولى في الإحصائيات الخاصة بالباحثين عنها على الإنترنت.
  • ويمكن محاربة تلك الآفة الاجتماعية بصور شتى على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمعات، وذلك بطرق عديدة.
  • فدور الفرد في حماية نفسه من أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية دور كبير، حيث إنه من الواجب عليه توعية نفسه بأضرارها بشكل مستمر.
  • فهي لها أضرارها على عقل الإنسان بشكل مؤكد، حيث إن مشاهدة تلك المواد الإباحية تؤدي إلى أن العقل يقوم بإنتاج هرمونات السعادة والمكافئة بشكل مفرط، حيث إن دائرة المكافأة في المخ يتم ضربها بشكل أكيد.
  • ولكي نلقي الضوء على دائرة المكافأة في مخ الإنسان، نبسطها في أن الإنسان عند الشعور بالفرح والسعادة يقوم المخ بإنتاج مواد تساعد على النشاط والحيوية.
  • فخبر مثل خبر النجاح مثلاً، أو خبر الحصول على مكافأة رائعة من الشركة، كلها من الأخبار التي تجعل الإنسان يشعر بالحيوية نتيجة إنتاج تلك الهرمونات.
  • وعند مدمن مشاهدة الأفلام الإباحية لا يشعر بالسعادة ولا الفرح ولا أي شعور بالمكافئة عند مروره بالأحداث المفرحة، بل لا يشعر بأي سعادة إلا عند تحصيله المادة الإدمانية، التي هي الأفلام الإباحية ومشاهدتها.

4. عادة الغش في الامتحانات الدراسية

  • من أهم الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي قيام طلاب العلم على اختلاف مراحلهم المختلفة بالغش في امتحاناتهم الدراسية هي من العادات الاجتماعية التي يجب محاربتها بشتى الوسائل، وذلك لما لها من آثار ضارة جداً على الفرد والمجتمع.
  • حيث إن تلك العادة الاجتماعية تؤدي إلى خروج أجيال من الطلاب لا يحملون في عقولهم ما يفترض أن يكونوا قد حصلوه في مراحل دراستهم، فبالرغم من حصولهم على دراسة مادة اللغة الإنجليزية على مدى مراحل التعليم المختلفة وحصولهم على شهادات معتمدة باجتيازهم اختياراتها، إلا أنك قد تجدهم لا يتمكنون من إنشاء جملة إنجليزية واحدة بعد التخرج.
  • وتلك العادة تؤدي إلى تكليف الشباب بالعمل في مجال لا يتقنونه، بما يؤدي إلى سوء الناتج المنتج الذي يقومون بتصنيعه أو تقديمه للمجتمع.
  • وما من سبيل للخروج من تلك الأزمة والنجاة من تلك المشكلة إلا باقتناع كل أفراد المجتمع بأضرار تلك الآفة الاجتماعية وضرورة القضاء عليها بكل صورها.
وأخيراً… فإن الآفات الاجتماعية آفات كثيرة لا يمكن حصرها في مقالة واحدة، ولكن حاولنا فقط إلقاء الضوء على بعضها لتجنبها والقضاء عليها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ