كتابة :
آخر تحديث: 29/11/2021

أفضل الأسرار التربوية هي التربية بالحب، كيف يتم تطبيقها؟

التربية بالحب من المصطلحات التي قد تكون غير متداولة في كثير من الأصعدة رغم أهميتها على كثير من المستويات حيث أن الحب هو الأساس في كل العلاقات الناجحة، فكم من مشاعر حب ظلت راسخة في الوجدان لعشرات السنين.
رغم أن أهمية الزوايا التربوية لا تقل أهمية عن النظرة الرومانسية التي تناولتها الأفلام والأغاني في مجتمعاتنا العربية على مدى عشرات السنين، ولازالت تنتج عشرات الأعمال سنوياً للتنبيه لأهمية الحب، فلا نجد للحب أثراً في بعض الأسر العربية في التربية والتقويم، رغم أن الحب هو الأساس في التربية.
أفضل الأسرار التربوية هي التربية بالحب، كيف يتم تطبيقها؟

التربية بالحب

التقدير والاهتمام من الاحتياجات النفسية الهامة جداً في علم النفس، فمعظم القياسات النفسية اعترفت بأهمية احتياج الإنسان للتقدير والاهتمام، لذلك يمكن التربية بمشاعر الحب من خلال:

  • إن الشعور بالانتماء لجماعة معينة بشكل يشعر معه الإنسان بأنه مرغوب فيه ومحبوب وأنه حين يغيب سيجد من يسأل عنه، وحين يحزن سيجد من يواسيه.
  • والقضية الأساسية في التربية التي يعاني منها كثير من الآباء والأمهات في وقتنا الراهن تكمن في التواصل والتناغم والطاعة، فالتواصل بين بعض الآباء والأبناء ينخفض في أقل مستوياته في كثير من مراحل العمر لدى الطرفين.
  • والسر في ذلك في عدم وجود تواصل إيجابي بين الطرفين، وذلك لسوء التفاهم وسوء التقدير المتبادل بين الطرفين، فكل طرف يلقي باللوم والاتهام على الطرف الآخر في التسبب في الكثير من المشكلات في الحياة.
  • الأب يعتبر الابن غير مكترث بما يفعله من أجله في الحياة، والابن يتهم أباه بأنه لا ينظر له نظرة التقدير والاحترام الواجب، فينتمي الابن للجماعة التي تشعره بقيمته وتقديره لذاته.

الحب وكيفية التعبير عنه

كثير من الآباء والأمهات يشعرون بحب جارف تجاه ابنائهم، وإذا ما سألت الأبناء عن سر التباعد بينهم وبين آبائهم سيقول الأبناء أن أول سر في التباعد هو عدم شعورهم بالحب والتقدير المتبادل، يمكن التعبير عن الحب من خلال:

  • المشكلة هنا لا تكمن في وجود مشاعر الحب، فالحب موجود بكل تأكيد، ولكن تكمن المشكلة في التعبير عن هذا الحب، فالحب الذي لا ينتقل بين القلوب حب ابتر لا ينمو ولا ينتج أفعالاً رائعة بين المحبين.
  • فإذا ما قامت الأم بالتعبير عن حبها لطفلها في سن مبكرة، فإنها بذلك ستنجو من عشرات الأمراض النفسية التي يمكن ان يصاب بها الطفل نتيجة شعوره بعدم التقدير والاهمام والحب.
  • فالمال الذي ينفقه الأب للتعبير عن حبه لطفله في شكل هدية جميلة أو لعبة رائعة أو الوقت الذي يضحي به من أجل مشاركة ابنه في لعبة يحبها، كل ذلك له دور كبير في تحقيق تربية إيجابية لا يقل جمالها مع الزمن بل يزيد.

نظرة الحب وأهميتها

يظن القارئ في بعض الأحيان أن المطلوب في التعبير عن الحب المال الوفير، فالتعبير عن الحب من خلال:

  • يكون بهدية رائعة أو فسحة جميلة، وكل ذلك مكلف جداً لا يجد ثمنه بعض الطبقات الفقيرة، ولكن الحقيقة مختلفة عن ذلك تماماً.
  • فنظرة الحب المتبادلة بين المحبين لا تحتاج ثمناً من المال، بل تحتاج صدقاً من القلب، وهي في الحقيقة لا تقدر بثمن، لأنها تصنع المعجزات التربوية.
  • وكثير منا وجد المشاهد في الأفلام السينمائية نظرة الحب بين شخصين تسببت في طفرة في القصة فحولت الشرير إلى صالح، وحولت المتكاسل إلى بطل في نهاية الفيلم.
  • إن تلك القصص تتحقق كل يوم مع كثيرين ممن اكتشفوا سر نظرة الحب وقدرتها على فك الكثير من العقد النفسية.
  • وكثير ممن امتلك المال الوفير ووفره لأولاده وبخل عليهم بنظرة حب لانشغاله بجمع المال، يتحسر الآن بشدة على الحال الذي وصل إليه أولاده من جفاء وضياع للتربية والمودة والرحمة فيما بينهم.
  • فلا تبخل عزيزي القارئ بنظرة الحب، واحرص عليها واجعل لها وقتاً لتتبادله مع أحبائك، سواء كانوا أبنائك أو زملائك في العمل أو أصدقائك، فنظرة الحب تجعل الإنسان قادراً على تحقيق المستحيل من اجل الوفاء بديون الحب، فديون الحب لا تؤجل ولا يمكن نسيانها مهما انشغلنا عنها.

البسمة ودورها في التربية بالحب

إن الابتسام لا يعني الضحك بلا سبب أو بسبب، فهناك فارق بين الابتسام الناتج من الحب والتقدير والاهتمام، ويشمل ما يلي:

  • الابتسام الناتج من السخرية الناتجة من التعالي والانتقام وإشعار الآخر بالدونية.
  • فالابتسام المقصود هنا هو ابتسام التقدير والتحمل والاهتمام رغم الأحزان والتقصير، رغم أن الإنسان الذي نبتسم له لم يحقق الآمال التي كان يتمنى تحقيقها، إلا أن المحب يلتمس العذر للمحبوب، ويبتسم له ابتسامه تقدير بأنه يقدر المحاولة التي حاولها حتى وإن لم يتنجح.
  • فالطفل الذي يخطئ يحتاج لبسمة ثقة من أبويه حتى يعبر محنة شعوره بالذنب بعد الخطأ، والابنة التي تفشل في تجربة عاطفية مع خطيبها تحتاج لبسمة ثقة من أمها وأبوها لتعبر أزمة الثقة في نفسها، فشعورها بثقتها بنفسها تكون في أقل معدلاتها بعد الصدمة العاطفية، ويرتفع معدل ثقتها بنفسها بسرعة عجيبة حين تجد ابتسامة ثقة من الشخصيات الوالدية التي دعمتها بالحب منذ الصغر.

الكلمة ودورها في التربية بالحب

هناك بعض الكلمات تكون محفورة في ذاكرة الأبناء حتى الممات، لا يمحوها أي حدث مهما كانت قوته، وترجع قيمة الكلمة في التربية فيما يلي:

  • ما أجمل المشاعر الرائعة حين تكون تلك الكلمات إيجابية، وما أقساها من آلام تتجدد في القلب حين تكون الكلمات المحفورة في القلب سلبية.
  • لذا احرص على اختيار كلماتك لابنك في حالة تقويمه وتهذيبه بعد الخطأ، فإن اختيارك لكلماتك في تلك اللحظة لها دور كبير في رسم خطواته في المستقبل.
  • فإن قمت بإهانته بوصف من الأوصاف مثل الغبي، سيعيش غبياً طوال عمره حتى وإن كان أذكى الأذكياء.
  • وإن وصفته بالذكاء فسيرى نفسه ذكيا ويحاول استغلال كل قدراته العقلية حتى وإن كانت محدودة.
  • فالكلمة الطيبة صدقة يجب أن نحرص على أدائها لأبنائنا قبل الغريب، وهم أحوج ما يكونون إليها حين نكون منشغلين عنهم بجمع المال وترك المعنويات فقيرة لا يلبي احتياجها أحد.

قبلة حب

  • هناك رجل أتى لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وقال له أنه لديه عدد كبير من الأبناء لم يقبل أحداً منهم لعشرات السنين، فرفض الرسول الكريم هذا الفعل وصفه بأن قلبه انتزعت منه الرحمة.
  • فقبلة الرحمة بين الآباء والأبناء لا يمكن أن يعوضها أي شيء، بل أن هناك من المشكلات النفسية التي لا يحلها إلا التقبيل الحنون، فتمحو بها كل الأخطاء التي قد يقع فيها الآباء تجاه الأبناء أو العكس.
  • لذا فالقبلة دليل الرحمة بين الآباء والأبناء، فلا تحرم نفسك من أجر الرحمة بأبنائك، حتى يتذكروا ذلك لك فيردوه لك في كبرك.
وأخيراً... فإن التربية بالحب لها أدوات أخرى مثل لمسة الحب وحضن الحب وهدية حب وأياً كانت الوسيلة التي تعبر بها عن حبك فيجب أن تحرص عليها فلا بديل عن تعبيرك عن الحب عمليا لابنك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ