ما هو التفكير الاستنباطي؟ وما هي أهميته ومكوناته ومهاراته؟
تعريف التفكير الاستنباطي
مفهوم التفكير الاستنباطي اصطلاحًا تعني الاستنتاج، أو الوصول إلى نتيجة معينة من خلال مقدمات أو معلومات متوفرة حول المشكلة، وبذلك يعتبر التفكير الاستنباطي هو عملية عقلية وهي واحدة من مناهج البحث العلمي التي تتطلب مهارات شخصية للفرد في تصفية ومعالجة المعلومات وتنقيتها والوصول لنتائج من خلال المقدمة مع وجود علاقة تربط المقدمة بالنتيجة.
أي أن التفكير الاستنباطي= معلومات متاحة + نتائج مقترحة + علاقة تربط بين المقدمة والنتيجة
فوائد التفكير الاستنباطي
للتفكير الاستنباطي فوائد عديدة وهي:
- القدرة على التفكير في حلول منطقية لبعض المشكلات والتحديات الصعبة في الحياة بشكل أفضل وأسرع.
- القدرة على اتخاذ بعض القرارات المصيرية في الحياة، والتي يكون من الصعب اتخاذ قرار فيها، في حال تم التفكير فيها بشكل عاطفي أو غير عقلاني.
- العملية الاستنباطية تعتبر واحدة من الطرق والوسائل الهامة جدا في معرفة وتعلم العلوم الطبيعية والإنسانية.
- كما أن العملية الاستنباطية وسيلة وطريقة سريعة وفعالة، وأيضا في نقل وتعليم العلوم الطبيعية، والإنسانية للآخرين.
- زيادة قدرة الفرد على تطبيق ما تعلمه في الحياة من قواعد وقوانين، وفي موقف أو مشكلة معينة تواجهه في الحياة.
- زيادة قدرة الفرد في أن يكون دقيقا عند قيامه بإصدار الأحكام على الآخرين، أو مواقف وأحداث الحياة.
مكونات التفكير الاستنباطي
للتفكير الاستنباطي مكونين أساسيين ألا وهما؛
- المكون الأول للتفكير الاستبناطي: البيانات والمعلومات، والأدلة والبراهين المتعلقة بالموضوع، أو المشكلة محل التفكير.
- المكون الثاني للتفكير الاستنباطي: النتائج والحلول المستخرجة من معالجة بيانات ومعلومات الموضوع محل التفكير.
- كما يجب الأخذ في الاعتبار أن المكون الأول هنا من الممكن أن يكون عبارة عن رموز وليست لغة أو كلام مكتوب أو منطوق.
- وهذه الرموز لها علاقة وطيدة بالموضوع، أو المشكلة التي تخضع للتفكير الاستنباطي.
- هذا بالإضافة إلى أن النتيجة أو الحل المستخرج من العملية الاستنباطية يكون له علاقة بالمعلومات، أو المعطيات التي يتم التفكير فيها بشكل استنباطي، ونتج عنها هذه النتيجة أو الحل.
- ولكي يتحقق هذا الشرط يجب أن يتم دراسة المعطيات والبيانات المعطاة بشكل متعمق ومنطقي.
- كما أن نتائج وحلول العملية الاستنباطية تكون في شكل جمل من النوع الخبري.
- بغض النظر عن معلومات وبيانات هذه الحلول، والنتائج من حيث كونها صادقة أو غير ذلك.
- والذي يمكن التعرف على مدى صدق هذه النتائج أو الحلول من خلال مطابقات بالواقع.
- بحيث تساعد هذه النتائج أو الحلول في إثبات أمر معين أو نفيه، وهذا الأمر إثبات، أو نفي للموضوع، أو للقضية محل الدراسة، أو الخاضعة للتفكير المنطقي.
- فإذا كانت هذه الحلول والنتائج مطابقة للقواعد أو تساعد في حل مشكلة ما في الحياة، فتكون هذه النتائج والحلول صادقة.
- أما في حال حدوث العكس وكانت هذه النتائج والحلول غير مطابقة للواقع بالمرة.
- أو لا تساعد في حل مشكلة به، فهنا تكون عبارة عن نتائج وحلول وهمية وكاذبة.
أمثلة للتفكير الاستنباطي
أولا: معطيات الفرضية، أو القضية محل الدراسة، أو التفكير بشكل استنباطي
- كل لاعبي كرة القدم هم لاعبين محترفين رياضيين.
- كل الأشخاص الرياضيين لديهم جسم وعضلات قوية.
ثانيًا: النتيجة أو استنتاج دراسة هذه الفرضيات أو المعطيات
- كل لاعبي كرة القدم هم أشخاص محترفين، ولديهم جسم قوي وعضلات قوية.
مهارات التفكير الاستنباطي
للتفكير الاستنباطي عدة مهارات لا تختلف كثيرًا عن أي نوع تفكير آخر، كما تعتبر هذه المهارات هي نفسها مراحل التفكير بشكل استنباطي.
وهذه المهارات هي:
- مهارة التركيز، حيث يعتبر التركيز أهم مهارة من مهارات العقل، حيث تتم عملية التركيز داخل العقل.
- كما أن مهارة التركيز يتم من خلالها دراسة أمر ما بشكل جيد وعميق.
- مهارة التذكر واسترجاع واستحضار المعلومات بسهولة، وهي المهارة التي يقوم فيها الفرد باسترجاع ما يملكه من معلومات مخزنة في عقله في الوقت المناسب.
- وبشكل سريع بحيث يخدمه هذا الأمر في مواجهة أو تحليل موقف، أو مشكلة ما في الحياة.
- مهارة التنظيم أو الترتيب، هي مهارة عقلية يتم من خلالها تنظيم وترتيب المعلومات أو الفرضيات المعطاة لعدة مواضيع أو قضايا.
- كما أنه من خلال مهارة التنظيم والترتيب يتم ترتيب معلومات وبيانات القضايا بشكل منفصل عن بعضها البعض.
- بحيث تكون كل قضية لها ملف معين في الذهن، ويحتوي هذا الملف على كل تفصيلة أو معلومة تتعلق بهذا الموضوع أو هذه القضية.
- مهارة التحليل، والتي يتم من خلالها تحليل تفاصيل ومعلومات القضية محل الدراسة بشكل عقلاني ومنطقي.
- كما أن التحليل يتم من خلال دراسة الأفكار أو الخطوط العريضة للقضية، ومن ثم تقسيمها إلى أفكار فرعية.
- مهارة التركيب، هي نوع من أنواع المهارات الإنسانية، والتي يتم فيها عمل ربط أو ارتباط بين المعلومات المتعلقة بالقضية محل الدراسة.
- ومن ثم الحصول على أفكار أو معلومات جديدة عنها، من خلال هذا الاندماج والربط.
- مهارة الربط، هي المهارة الذهنية التي يتم من خلالها استعادة المعلومات المخزنة بالذهن، والمرتبطة بالموضوع أو القضية محل الدراسة.
- كما يتم من خلال مهارة الربط ربط المعلومات التي تم استخدامها مع بعضها البعض من أجل معرفة العلاقة أو الصلة الموجودة بين كل معلومة وأخرى.
- مهارة التقييم أو القياس، هي المرحلة الأخيرة للتفكير الاستنباطي، والتي يتم فيها مراقبة نتائج هذا التفكير.
- وذلك من أجل قياس وتقييم مدى صحة هذه النتائج، ومدى مطابقتها للواقع.
عيوب التفكير الاستنباطي
هذا النوع من التفكير يحتاج فقط لتحليل ودراسة المعطيات والمعلومات الخاصة بموضوع الدراسة فقط دون الخروج عنها ومقارنتها بالواقع.
- حيث أن هذا التفكير يخرج في النهاية بمجموعة من الأفكار والنتائج والحلول التي من الممكن ألا تتوافق مع الواقع.
- وذلك من أهم عيوب هذا التفكير هو استخدام العقل بشكل كلي أو خالص، وأخذ كل معلومة أو فرضية خاصة بقضية الدراسة بأنها أمر مسلم بها، ولا تحتمل الخطأ أبدا.
- كما يعتبر هذا النوع من التفكير مثالي للغاية، وهذا أمر مستحيل في الحياة.
- ولذلك من الممكن أن يكون هذا التفكير بعيدًا كل البعد عن الواقع الحالي.
- وذلك على الرغم من إدعاء البعض من معتنقي أو ممارسي هذا التفكير أنه تفكير عقلاني وصادق ومنطقي.
- للتفكير الاستنباطي عيبا آخر ألا وهو عدم مواكبة كل ما هو جديد في العلوم الإنسانية، مثل العلوم الاجتماعية والسياسية.
- والسبب في ذلك أن هذه العلوم تعتمد في دراستها وتحليلها على دراسة الجزء من أجل الوصول إلى الكل.
- أو دراسة الخاص من أجل الوصول إلى العام، وهم أمر عكس ما يعتمد عليه التفكير أو الدراسة بشكل استنباطي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12025