ما هو التمييز العنصري في الإسلام؟ وطرق القضاء عليه؟
التمييز العنصري في الإسلام
أما عن تعريف التمييز العنصري هو عبارة عن:
- اعتقاد فكرية عن تفاضل وتفوق بعض المجموعات عن المجموعات الأخرى، وذلك من خلال العرق أو النسب أو اللون أو الدين أو الطباع والعادات، وبالتالي يعطي أصحاب المجموعة الأولى لنفسهم الحق في التحكم في المجموعة الأخرى، وذلك في مصائرهم أو كينونتهم مع سلب حقوقهم بدون أي سبب لذلك.
- ظهرت العنصرية منذ بداية الخلق وذلك عندما امتنع إبليس أن يستمع لأوامر ربه والسجود لأدم، ظنًا منه بأنه أفضل منه لأنه خلق من نار وأدم خلص من طين، كما أن بسبب الحروب المنتشرة حول العالم والفتن هو العنصرية، ووضع بغض الأفراد الحق لأنفسهم في التحكم في غيرهم اعتقادًا منهم بأنهم الأفضل ولا يمكنهم حكم أنفسهم أو الاستمتاع بمصادرهم.
- ومن أشهر أمثلة العنصرية التي كانت منتشرة في قديم العصور هو بيع الأشخاص في سوق الرقيق، وخاصة الأشخاص الذين كانوا يدعمون البشرة السوداء، ظنًا منهم بأنهم عبيد وأنهم خلقوا فقط لخدمة أصحاب البشرة البيضاء.
- كل هذه الأمور يرفضها الإسلام شكلًا وموضوعًا، وذلك لما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكم".
- كما يوجد العديد من الأحاديث الشريفة التي ذكرها رسول الله صلوات الله عليه في رفض الإسلام للعنصرية، وذلك عندما قال النبي صل الله عليه وسلم في خطبة الوداع "يا أيُّها النّاسُ إنّ ربكم واحد ألا لا فضل لعربيّ على عجميّ ولا فضل لعجميّ على عربي ولا لأحمرَ على أسودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلا بالتقوى إنّ أكرَمكم عند الله أتقاكُم".
موقف الإسلام من التمييز العنصري
- نعيش في الوقت الحالي عصر جديد مليء بالعنصرية في أقصى صورها، على الرغم من التقدم التي وصلنا إليه في هذا العصر وكذلك مع وجود العديد من المنظمات التي تحمي حقوق الأشخاص.
- ولكن كل هذا ومازال داء العنصرية موجود عند الكثير خاصة للأشخاص التابعين للدول الأوروبية ونظرتهم للأشخاص بالدول الأفريقية، ولكن كل هذه الأمور يرفضها الدين الإسلامي وقدم لها الكثير من طرق العلاج المختلفة.
ما قام به الإسلام لمحاربة العنصرية هو تغير فكر الإنسان في نظرته للإنسان، وذلك من خلال وضع قواعد وتشريعات تحمي كرامة الأخرين وتحافظ على حقوق الضعفاء، ومن أهم طرق العلاج التي قدمها الإسلام لمحاربة العنصرية تكون كما يلي:
التغير الفكري
يسير الإنسان في الدنيا ويتعامل مع الآخرين من خلال بعض الأفكار المحددة والقناعات المعينة التي من خلالها يختار كيف يتعامل مع غيره، ولذلك قام الإسلام بالعديد من الخطط المختلفة التي من خلالها يتم القضاء على العنصرية، وتغير الفكر الإنساني، ومن ضمن هذه الخطط ما يلي:
- أكد الدين الإسلامي من خلال الكثير من أيات القرآن الكريم على أن الإنسان يخرج من أصل واحد، كما جاء ذلك من خلال بعض آيات النداء في القرآن مثل "يأ بني آدم" "يا أيها الناس".
- قام الإسلام بتعريف أن جميع الناس أخوة من خلال بعض آيات القرآن الكريم، مثل قوله تعالى "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُون"، وأيضًا في قوله تعالى "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ"
- لا يوجد فضل لشخص على الشخص إلا لما يقوم به هذا الشخص من بذل مجهود سواء نفسي أو روحي أو عملي لنفع غيره، والتي يمكن أن يكون هذا الفضل لشخص يحمل البشرة السوداء أو لشخص تابع للدول الفقيرة.
تطبيق الحقوق
وضع الدين الإسلامي العديد من القوانين التي تحفظ كرامة وحقوق الضعفاء، وذلك من خلال:
- فرض الزكاة وأمر المسلمين القادرين برعاية الفقراء والمساكين، كما أنه رفع المرأة وصان حقوقها ورد لها كرامتها.
- كما يوجد العديد من الأمثلة المختلفة التي قام بها رسول الله صلوات الله عليه لطرد مفهوم العنصرية من التفكير، مثل زواج فاطمة بنت قيس وهي من أشراف قريش لإسامة بن زيد وهو عتيق، كما تزوج أبو أسامة زينب بنت جحش والتي تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام بعد ذلك عند موت زوجها.
- حيث أن الرسول صلوات الله عليه كان يهتم بشأن هذه المسألة اهتمامًا كبيرًا، وذلك لكون العرب قديمًا كانوا يرفضون زواج البنات لأعجمي أو للعتقاء أو للخضيري، فقام رسول الله صلوات الله عليه بتأكيد أنه لا مانع من زواج العربية لأعجمي، والمقصود بالأعجمي الشخص الأجنبي غير العربي.
- كما يمكن أيضًا الزواج من العتيق، والمقصود به الشخص المتحرر من العبودية.
حماية حقوق الإنسان
أقدم دستور ظهر لحماية حقوق الإنسان هو وثيقة المدينة المنورة، حيث أن هذه الوثيقة كانت تقوم على:
- المواطنة، وكانت تضمن لغير المسلمين أن يعيشوا في سلام مع المسلمين، كما نزلت آية في القرآن الكريم لتبرئ يهودي أتهم بالسرقة ظلمًا، وذلك في قوله تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً".
- كما أن الإسلام حرم كل أشكال السخرية للإنسان، وذلك في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون".
- كما جاء لى لسان رسول الله صلوات الله عليه ردًا على سب أبو ذر الغفاري بلال فقال "ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل".
طرق الدين الإسلامي للقضاء على ظاهرة العنصرية
هناك بعض الطرق والوسائل التي يعتمد عليها الدين الإسلامي للقضاء على ظاهرة العنصرية وتتمثل فيما يلي:
- المساواة بين الأشخاص وذلك في صلاة الجماعة، حيث أنها دليل قوي على إزالة الفروق الإجتماعية والأعراق والأجناس.
- إلغاء تجارة العتيق، وذلك من خلال فرض كفارة الذنوب على من يقوم بتحرير العبيد.
- الإخاء ما بين البشر وبعضهما البعض، وذلك من خلال قول رسول الله صلوات الله عليه "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه"، وأيضًا "مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ جسده بالسّهر والحمى".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16915