ما هو التوتر الوظيفي علاماته وكيفية علاجه؟
التوتر الوظيفي
هو نوع من أنواع الضغط العصبي المرتبط بالوظيفة، أي أنه حالة من الإرهاق الجسدي أو النفسي يشتمل على الشعور بفقدان أو تراجع مستوى إنتاجية العامل نتيجة حالته الصحية بسبب ضغوط العمل.
كما أن مفهوم التوتر الوظيفي يتضمن الإجهاد العقلي أو العاطفي المصحوب بشعور الفرد الموظف باليأس وعدم وجود أي بادرة تفاؤل في هذه الحياة، وهذا رد فعل على ضغوط العمل الطويلة أو الحادة ولها ثلاثة أبعاد:
- ضعف القدرة على العمل.
- الإجهاد أو الإرهاق.
- التشاؤم واليأس.
وهذا ما يؤدي إلى عدم تقبُّل العمل أو كره الوظيفة بسبب قلة الطاقة الإنتاجية، لذا فإنه لا يعني تشخيص طبي لكنه حالة من الاكتئاب النفسي المسؤولة عن هذا التوتر تبدأ تدريجيا ثم تتطور مع مرور الوقت إذا لم يتم أخذ الحيطة والحذر لتقليل نسبتها من أجل صحة الموظف النفسية والبدنية.
عوامل مساعدة على زيادة التوتر الوظيفي
حسب تقرير صادر عن مؤسسة غالوب للتحليلات والاستشارات الإدارية في عام 2018 م، تم تحديد عدد من الأسباب التي لها علاقة برفع مستوى التوتر أو الإرهاق الوظيفي نذكر منها الآتي:
- معاملة الموظف بطريقة غير عادلة دون غيره، ما يعطي الشعور بأن الموظف أو العامل لا يقوم بالإنتاج كما يجب بسبب المحسوبيات أو التعويضات غير العادلة أو طريقة التعامل المُسيء في المكان، وهذا يساعد على زيادة التوتر الوظيفي بمقدار 2.3 مرة.
- الشعور باليأس والتشاؤم نتيجة عدم القدرة على التحكم في مهام العمل، مما يؤدي إلى زيادة العبء على الموظف حتى وإن كان أكثر تفاؤلا لكنه يتحول إلى شخص متشائم ويائس.
- إذا كانت الأهداف غير واضحة حينها يصبح العامل أكثر توترًا بمجرد محاولته معرفة ما ينبغي القيام به من مهام وظيفية.
- إذا كان دعم الثقة بالنفس والتواصل غير متوفران لدى المدير إلى موظفيه، فسوف يشعرون بعدم التقدير ولن يكون لدى الموظف أي قدرة على العمل بسبب التوتر الذي يسببه المدراء تجاه موظفيهم.
- إن العاملين الذين يملكون وقت كافي لأداء مهامهم الوظيفية هم أقل عرضة لمواجهة التوتر الوظيفي بدرجة تصل إلى 70% عن غيرهم من العاملين الذين لا يملكون الوقت المعقول بسبب الضغوط.
علامات ظهور التوتر الوظيفي
إذا كان العامل أو الموظف يعاني من الضغوط والقلق في العمل، فإنه بذلك يعاني من ذلك النوع من التوتر المرتبط بالعمل لكنه لا يعي بالأعراض التي تظهر عليه والتي منها ما يلي:
- الإحساس بالاكتئاب والنظر إلى كل شيء في الحياة العملية بسلبية مبالغ فيها دون نظرة أمل واحدة.
- قلة الأداء الوظيفي بسبب عدم القدرة على التركيز والاستيعاب وانخفاض المستوى الإبداعي في العمل.
- النسيان المستمر والمتزايد في الآونة الأخيرة بسبب ضغوط العمل.
- عدم الرغبة في تناول الطعام والشراب كالسابق والمعتاد.
- الشعور بأرق في النوم أو عدم النوم والراحة لساعات الليل نتيجة التفكير السلبي.
- تزايد الانفعالات النفسية وسرعة الغضب بدون تفكير، كما أن العامل يكون مبالغ في ردود أفعاله وينتقد كل شيء بدون تركيز فيما يقول.
- الابتعاد عن التعامل مع الزملاء في العمل أو العزلة عن المشاركات اليومية المعتادة.
- عدم الاهتمام بأي نشاط معتاد ممارسته خلال اليوم كممارسة الرياضة أو التنزّه في الحدائق العامة وغيرها.
- الإجهاد البدني والنفسي والشعور بعدم الراحة طوال الوقت.
كيفية التعامل السليم للوقاية من التوتر الوظيفي؟
ربما يتطلب الأمر توفير كافة السُبل للخروج من حدة ذلك التوتر التي يشعر بها العامل أو الموظف في عمله، لكي يستطيع ممارسة مهامه الوظيفية بكل نشاط ولياقة وحيوية والتي من بينها ما يلي:
1. تغيير العمل
- إذا كان الشخص غير مؤهل للعمل في بيئة تسبب له ذلك النوع من التوتر، فلابد من تغيير العمل أو الوظيفة.
- حيث أن التعرض المستمر للضغوط والتوتر سيزيد العبء على الموظف، وهذا سيجعله في حالة من عدم التوازن النفسي في العمل ما يؤثر على الصحة البدنية والنفسية.
- وإذا لم يكون في مقدور الشخص تغيير الوظيفة، فيمكنه استقطاع وقت للذات لتجديد الطاقة وبرمجة النفس مرة أخرى على العمل بأقصى طاقة ممكنة دون الوصول إلى الضغط أو القلق والتوتر في العمل.
2. طلب الدعم
- لابد من طلب المساعدة في حالة أن كان الموظف يمر بوقت عصيب من خلال التواصل مع أحد الأشخاص المقربين.
- كما يمكن طلب الدعم أو المساعدة من قِبل المتخصصين في التأهيل النفسي العملي لخلق بيئة صحية للعامل تساعده على رفع كفاءته وطاقته الإنتاجية والتخلص من الاحتراق الوظيفي.
3. اتباع عادات للراحة والنوم
- إذا كنت موظف وتريد التخفيف من حدتك، فعليك بتنظيم عادات نومك وإعادة تجديد طاقتك بالراحة.
- يتم الابتعاد عن الكافيين قبل النوم وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية أيضًا، لأنها تحد من النوم بشكل طبيعي ومريح.
- كما أن ما سبق يؤدي إلى التوتر والقلق الذي هو سبب خفض الإنتاجية في العمل ما يسبب التوتر أو الإرهاق الوظيفي.
4. تغيير عادات الطعام
- يجب اتباع نظام صحي متوازن يوفر جميع العناصر الغذائية اللازمة لصحة الجسم.
- يتم الاستعانة بالأطعمة التي توفر أحماض الأوميجا 3، فهي مضادات طبيعية للاكتئاب تعمل على تعزيز الحالة النفسية والمزاجية للشخص.
- يوجد أوميجا 3 في زيت بذور الكتان، الأسماك، والجوز.
5. اعتماد التمارين الرياضية
- تعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم من أفضل الطرق المضمونة لتخفيف حدته والضغوط التي تنتج عن العمل.
- حيث أن الرياضة تدفع النفس إلى تغيير سلوكياتها وتحفيزها للإقبال على الحياة، وليس شرطًا المكوث في صالات الألعاب الرياضية بل يكفي الخروج للمشي كل يوم لمدة نصف ساعة أو ممارسة التأمل أو اليوجا، فجميعها يساعد على تقليل نسبة الاحتراق أو الإرهاق الوظيفي.
طرق أخرى تساعد على تقليل التوتر والضغط الوظيفي
لا يقتصر الأمر على ما سبق من طرق للتعامل مع التوتر المرتبط بالعمل، حيث توجد طرق أخرى يمكن الاستعانة بها لتخفيف حدة الضغوط العملية على الموظف تتمثل فيما يلي:
الحفاظ على نسبة السكر بالدم
- إن زيادة مستوى السكر في الدم ينتج عنه ارتفاع في مستوى الطاقة، لكن عند انخفاض الطاقة سيكون هناك خمول وإجهاد.
- لذلك يجب الحفاظ على معدلات السكر من خلال الابتعاد عن أي وجبات سكرية وعدم زيادتها.
- تناول الكربوهيدرات مع البروتينات مثل اللحوم والبيض بشكل متوازن.
تقسيم مهام العمل
- في بعض الوقت يكون العمل صعب ومستحيل القيام بمهامه أو لا تشعر من أين تبدأ أو أنك مرهق بسبب حجم العمل وهذا ما يجعلك في حالة من التوتر في العمل.
- إذن عليك تقسيم المهام خطوة بخطوة وتحويل أي سلبيات إلى إيجابيات لمساعدة نفسك على القيام بكل المهام المطلوبة بعد معالجتها بطريقة تناسب جهدك الوظيفي.
اليقظة والانتباه في اللحظات الحالية
- تؤكد بعض الدراسات على أن التفكير الذهني يأخذ نسبة من وقتنا بما يعادل 45٪، عندما نفكر في أمر لا يتم فعله حاليًا.
- لذلك ينبغي التركيز على ما يحدث في اللحظة الحالية في العمل والانتباه لتحقيق الهدف المراد فقط.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_19657