كتابة :
آخر تحديث: 21/02/2022

العصبية عند الاطفال أسبابها وعلاجها

للعصبية عند الاطفال أسباب عديدة، ولكن لكي نناقش الموضوع بشكل أكثر عمقاً، يجب أن نبدأ الرحلة من البداية.
يخطئ من يتصور أنه يمكن أنرى كل الأطفال بمقياس نفسي واحد، فلكل طفل قصته وطريقته في التفاعل مع الحياة، هذا التفاعل الذي يساهم في تشكيله العديد والعديد من العوامل المؤثرة، منها العوامل الوراثية، ومنها ظروف التنشئة الاجتماعية والبيئية، ومنها العوامل المناخية، وغيرها من العوامل التي تسهم بدورها في تشكل شخصية الطفل بشكل متفرد ومستقل عن غيره من الأطفال، هذا التباين الذي يجعل العصبية عن الأطفال مختلفة الأسباب أيضاً.
العصبية عند الاطفال أسبابها وعلاجها

العصبية عن الأطفال .. البداية

هناك نوعيات مختلفة ومتباينة من الأطفال، هناك من الأطفال من يفضل أن يكون وحيداً وفي ابتعاد عن التفاعل الاجتماعي بمن حوله، ويجد متعته في التفاعل مع أشياء أخرى بخلاف التواصل المجتمعي.

وهناك أطفال يجدون متعتهم في التفاعل مع الأشياء والتصميمات، أو تنظيم ألعابهم بشكل مختلف، فهذه الأطفال تختلف في طبيعتها وأسباب عصبيتها عن الأطفال الآخرين.

ومن الأطفال من يحب التفاعل مع أقرانه بشكل متزايد، بحيث أنه يجد متعته في التفاعل معهم سواء اجتماعياً أو رياضياً أو فنياً، وهنا نجد أن أسباب عصبيته قد ترتبط بهذا التفاعل.

الطفل سهل الاستثارة وكيفية التعامل معه

الطفل سهل الاستثارة هو طفل يحمل داخله العديد من التقلبات المزاجية، وتنشأ تلك التقلبات بسبب عدم الاستقرار العاطفي أو المعرفي أو الاجتماعي على النحو الذي سنذكره في تلك المقالة.

فعلى المستوى العاطفي قد يسهل استثارة الطفل عندما لا يملك اليقين الكافي من حب من حوله له، فهو طفل يبحث دائماً عن التقدير والاهتمام من الشخصيات الوالدية التي تقوم على رعايته.

فبناء نسق عاطفي متماسك لدى شخصية الطفل يؤسس على كلمات التقدير والثقة التي يستمدها من والديه، فالشخصيات الوالدية بالنسبة له في الحقيقة هم مرآته ويرى الطفل نفسه من خلال كلماتهم.

وعندما تقل كلمات التقدير تترسب داخل مشاعر الطفل مبادئ هدامة مفادها أن الشخصيات الوالدية تكرهه ولا تحبه، وهذا يسبب له استثارة سهلة وسريعة بسبب الغضب الناتج عن تلك الفكرة.

ويجب على كل أب وكل أم أن يحرصوا بشكل دائم ومتكرر خلال اليوم الواحد على تزويد أطفالهم بكلمات التقدير والحب والعناق والملامسة، فتلك الأفعال لها تأثير قوي على تقليل التوتر الناتج عن المشاعر السلبية المترسبة داخل الطفل.

كيفية التعامل مع المشكلات المعرفية لدى الطفل العصبي

ينشأ الغضب والتوتر لدى الطفل العصبي لأسباب معرفية منها تلك المعلومات الخاطئة التي يتعرف بها الطفل على العالم ويستمد تلك المعلومات من مصادر غير مأمونة.

تلك المصادر التي يكون لها أكبر الأثر في تشويه صورة الإنسان عن نفسه أو صورة الشخصيات التي يعيش معها أو صورة المجالات التي يعمل من بأنشطة فيها.

من المصادر الغير مأمونة التي يستمد الطفل العصبي معلوماته منها، أصدقاء السوء، فأصدقاء السوء أو الأصدقاء الذين يثق بهم الطفل أو يتأثر بهم بشدة لا يملكون المعلومات الصحيحة عن تلك التساؤلات التي تدور بعقل الطفل العصبي.

فيقومون بتزويد الطفل بمعلومات خاطئة عن حياته وعن أسرته وعن نفسه، وقد يكون تشويه المعلومات بشكل غير مقصود من رفاق السوء، وقد يكون بشكل متعمد بفعل الغيرة التي قد تنشأ بين الأصدقاء.

ومن تلك المعلومات التي قد يستمدها الطفل بصورة خاطئة عن الشخصيات الوالدية من أصدقاء السوء، أنهم قد يفسرون غضب الشخصيات الوالدية بسبب الكره والبغض للطفل، هذا السبب الخاطئ قد يسبب لدى الطفل استثارة سلبية وتوتر دائم.

هذا التوتر وتلك الاستثارة التي تنشأ بسبب معلومة خاطئة من أصدقاء السوء، ولا تعلم الشخصيات الوالدية عنها شيئاً في معظم الأوقات في غياب الحوار المتبادل بين الشخصيات الوالدية وبين الطفل.

علامات وجود تصرفات عصبية لدى الأطفال

هناك تصرفات لا إرادية يقوم بها الطفل عند شعوره بالغضب والتوتر الشديد، تلك التصرفات التي يفرغ بها الطفل نفسياً توتره ويشعر بعد فعلها بتحسن نسبي، ولكنه تحسن مؤقت حيث تعاود الطفل مشاعر القلق مرة أخرى بعد فترة قصيرة فيعاود فعلها مرة أخرى.

  • قد يلجأ بعض الأطفال إلى قرض الأظافر، حيث يقومون في أوقات كثيرة بمحاولة قرض أظافرهم خاصة مع التعرض لمثير معين، وهو المثير الذي يسبب لهم القلق.
  • وعلى كل أم أن تقوم بالتعرف على المقدمات التي تسبق هذا التوتر، مثل أن يكون هذا الفعل وهو قرض الأظافر، يقوم به الطفل عند وجود شخصية معينة تسبب له قلقاً نفسياً، مثل وجود شخص قام بضربه قبل ذلك.
  • أو قد يقوم الطفل بها الأمر عندما يتعرض الطفل لحالة بيئية معينة مثل الخوف من الظلام مثلاً، وهي علامة تدل على أن هناك فهم خاطئ مرتبط بهذا المثير.
  • وعلى كل أب وكل أم أو من يقوم بعمل الشخصيات الوالدية لدى الطفل أن يقوم بمناقشة الطفل بصراحة لمعرفة ما هو الموقف السلبي المرتبط بهذا المثير.

حركات لا إرادية أخرى تدل على وجود توتر أو عصبية لدى الطفل

هناك حركات لا إرادية يقوم بها الطفل تدل على وجود غضب وتوتر، وهي تختلف من شخص لآخر، وهي على سبيل المثال لا الحصر، فهناك حركات يكررها الطفل بشكل لا إرادي يقوم بها الطفل في غير الأوقات المناسبة لها، وعلى كل أب أو أم متابعتها.

  • فهز الكتف مثلاً، حركة قد يقوم بها الطفل بشكل لا إرادي، ودون وجود داعي لذلك، فتلك الحركة حين يقوم بها الطفل في غير أوقاتها فإنها تدل على وجود توتر يجب علاجه.
  • ويمكن أن يقوم الطفل بتحريك الرأس بطريقة معينة، أو تحريك الرموش بطريقة معينة، وذلك في غير وجود داعي لذلك، أما إذا كان هناك مناسبة لتحريك الرموش أو الرأس بطريقة معينة، مثل وجود ألم عضوي مثلا، فإنها لا تنطبق عليها تلك الحالة.

الشعور بالعجز وعلاقته بعصبية الأطفال

يؤكد خبراء علم النفس على أن عمل حركات لا إرادية والعصبية والتوتر الناتج عن المشاعر السلبية يرجع في معظم الأحيان إلى وجود حالة من الشعور بالعجز لدى الطفل.

فالمشكلات التي يوجهها الطفل في تفاعله مع الحياة ينتج عنها صعوبات كثيرة، هناك بعض الصعوبات يتمكن الطفل من عبورها بمفرده، وهناك بعض الصعوبات لا يتمكن من عبورها إلا بمساعدة الشخصيات الوالدية.

وعندما تفقد كل الاقتراحات للحلول فعاليتها، يتجه الطفل إلى الشعور بالعجز الذي ينتج عنه آلام نفسية لا شعورية شديدة يعبر عنها جهازه العصبي بتلك الحركات.

الحوار كبداية للحل مع الطفل العصبي

المتابعة المستمرة للطفل ومحاولة فهم المواقف المصاحبة لبعض التصرفات وسؤال الطفل عنها في مناخ يسوده الثقة في الحوار والصداقة المتبادلة بين الطفل والشخصيات الوالدية له دور كبير في فهم الحالة النفسية للطفل وعمل استبصار هام كخطوة أساسية للعلاج.

وهنا يجب التنويه على أن الثقة التي يعطيها الأب أو تعطيها الأم للطفل أثناء الحديث يجب أن تكون حقيقية، فلا يجب معاقبة الطفل على أي اعتراف يصرح به في ذلك الحوار، وذلك حتى يتم الكشف عن كافة الملابسات التي أدت إلى تلك المشكلة.

وبعد الحصول على معلومات يجب على الشخصيات الوالدية أن يقوموا بعرض الأمر على مختص أو جمع معلومات صادقة قبل التصرف مع الطفل بأي تصرف، فالتصرفات الخاطئة قد تؤدي إلى زيادة حدة الغضب والعصبية لدى الطفل وليس حلها.

عموماً،، فالعصبية عند الأطفال لها أسباب عديدة، ولكن لها علامات حتى إذا ما ظهرت سهل على الآباء والأمهات التعامل معها بشكل سليم، ولا يجب التسرع في التعامل مع غضب الأطفال بعصبية مماثلة أو ضرب، فهذا يؤدي إلى تزايد حدة المشكلة وليس حلها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ