كتابة : رحاب
آخر تحديث: 30/09/2021

مفهوم النمو الاجتماعي للطفل وأهم أنواعه

منذ ولادة الطفل وهو يمر بنمو اجتماعي نتيجة للمحيطين حوله، فنلاحظ بكاءه عندما يكون وحده من هنا نجد أن الطفل يمر بـ مراحل النمو الاجتماعي للطفل المختلفة.
نجد أن النمو الاجتماعي للطفل مسألة ضرورية لنمو شخصية الطفل، إذ يبدأ التكوين الاجتماعي للطفل في سن مبكر، حيث يقوم بالتعامل مع نفسه والتعامل مع الآخرين المحيطين به لكي يتفاعل معهم ويتكيف مع الأشياء حوله.
مفهوم النمو الاجتماعي للطفل وأهم أنواعه

مراحل النمو الاجتماعي للطفل

  • مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة:

تبدأ هذه المرحلة منذ ولادة الطفل وصولاً لعمر العامين، حيث يعتبر العامل النفسي الاجتماعي للطفل الذي يكمن بداخله هو شعور الثقة بهذا العالم.

دور الوالدين يكمن أيضاً بتنمية الثقة بصفة مستمرة لإشباع الحاجات الأساسية لدى الطفل وتزيد الثقة من خلال توفير الحب والأمان

على العكس تماماً إذا كانت تربية ورعاية الطفل سيئة وسلبية فسوف يتولد لديه شعور بالخوف ولا يثق في العالم المحيط لفقده الأمان.

  • مرحلة الاستقلال مقابل الشك:

تبدأ هذه المرحلة عند بلوغ الطفل سن الثالثة من عمره حيث يريد الاعتماد والاستقلال بنفسه فهو يسعى لتحقيق هذا الاستقلال الذاتي وذلك من توفير شعور الحب والأمان والحنان.

يقوم الأهل بدعم وتشجيع الطفل من خلال القيام بعمل ما يقوم عليه بطريقته لكن تحت إشراف الأهل، حيث يتولد للطفل شعور بالخجل والتشكيك بقدراته عند قيام الأهل بالعمل نيابة عن الطفل، لذلك ينصح دائماً الأهل بترك الطفل بممارسة أعماله بنفسه.

  • مرحلة المبادرة مقابل الخجل:

هذه المرحلة تمتد من عمر الرابعة حتى الخامسة حيث يسمح للطفل بالتجربة والاكتشاف بجانب كثرة أسئلة الطفل التي ينصح الأهل الإجابة عليها بشك إيجابي حتى يتم تنمية الجانب الإيجابي لتلك المبادرة.

على الجانب الأخر إذا تم التعامل مع أنشطة الطفل بصورة سلبية سوف يولد لديه شعور بالإثم بكل ما يقوم به في المستقبل.

  • مرحلة الاجتهاد مقابل النقص: تمتد هذه المرحلة من عمر السادسة حتى الثانية عشرة وهي مرحلة التحاق الطفل بالمدرسة والتحكم في سلوكه، مع الرغبة في حب الاستطلاع، وهي مرحلة يحصل عليها على تقدير من خلال اجتهاد ونجاح الطفل في أدائه.

يجب الانتباه على ضرورة عدم إشعار الطفل بالنقص عن طريق إحباطه والتعامل معه على أنه شخص فاشل في كل ما يخص حياته.

  • مرحلة الهوية مقابل تمييع الهوية: وهي مرحلة تمتد من عمر الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة ويكون هدف تلك المرحلة الاستقلال عن الوالدين مع إثبات الهوية والنضج الجسمي، بينما يكمن الخطر الذي سوف يتعرض له في الاندماج لهذا الدور وبالأخص في التشكيك بالهوية الجنسية وأيضاً المهنية.

النمو الاجتماعي للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة

  • تبدأ الطفولة المبكرة من سن عامين إلى خمس أعوام ويطلق عليها مرحلة الحضانة وهي مرحلة يتسع فيها عالم الطفل من زيادة وعيه بالأشخاص والأشياء ويزيد اندماجه بالكثير من الأنشطة.
  • يقوم الطفل بتعلم الجديد وأيضاً المتنوع من الكلمات والأفكار حيث يمر الطفل بخبرات جديدة مع العالمين الفيزيائي والاجتماعي حيث يتعلم الطفل ويهيئ ليكون كائن اجتماعي.
  • تعلق الطفل بالوالدين يبدأ يقل ويرجع ذلك لاتساع الطفل بالعالم الاجتماعي ويبدأ الطفل لتكوين علاقات مع أطفال آخرين بعيد عن النطاق الأسري.
  • يرجع تكييف الطفل لنجاح العلاقات الاجتماعية التي يكونها خارج نطاق الأسرة لتأثيرها بالخبرات الاجتماعية التي يتلقاها داخل البيت.
  • بجانب طبيعة علاقة الطفل بأخواته تؤثر على تكيفه الاجتماعي بالخارج كما نلاحظ اعتماد الطفل على الوالدين قد يؤثر بعلاقته بأقرانه ويكون طفل غير مرغوب فيه ويتم رفضه كرفيق بينهم.
  • الصورة الأهم للسلوك الاجتماعي اللازمة في نجاح التكيف الاجتماعي في هذه المرحلة تشكيل أنماط السلوك الاجتماعي.
  • فعند ما يصل الطفل لعمر الثلاث سنوات ولا يظهر عليه إلا مستوى منخفض من التفاعل الاجتماعي مع الأخرين فبعد الثلاث سنوات تلاحظ زيادة في هذا التفاعل لذلك يمكن القول أن الفترة ما بعد عمر الثلاث أعوام هي الفترة الحرج لعملية التطبيع الاجتماعي.

أبرز الاتجاهات المتميزة لأطفال هذه المرحلة

يكتسب الطفل في مرحلة الرضاعة أنماط سلوكية للتعبير حيث تتبلور بداخلهم كثير من الاتجاهات المتميزة عند الأداء والعمل، ومن أبرزها ما يلي:

  • نجد أن الأطفال يكون لديهم دراية متزايدة بأنفسهم، لذلك يكون لديهم اتجاهات سلبية أو إيجابية نحو الأقارب المحيطين به.
  • تتسع مع الأفراد دائرة التفاعل والاتصال، فنجد الطفل يخبر بتلك التفاعلات الجديدة والكثيرة.
  • يظهر على الأطفال مهارات وقدرات حيث يبتكر سلوك يفوق قدرته الشخصية لنجد تطفل الطفل على أوساط الآخرين مما يجعل الآخرين ينخرطوا لسلوكه الخاص.
  • يأخذ سلوك الطفل بالمشاركة بفاعليه في عالم مجتمعه حيث يصبح قوي العزيمة في السيطرة على بعض المهام حتى يقوم بتحمل مسؤولية نفسه.
  • دائماً ما يعبر الطفل بالفخر والاهتمام بالحجم الذي وصل إليه، فالقول لديه كيف أصبح طويلا، وكيف أصبح ذو عضلات قوية لذلك سوف أكون مثل أبي.
  • كمان نجد شغفه المستمر لمعرفة وزنه وطوله في عيادة الطبيب أو داخل المنزل أو في الحضانة كما يصيبه الإزعاج من الإصابة بالخدوش أو الكدمات وتأثيرها على الجسم.
  • يقوم الطفل بالتعرف على الاختلافات الجنسية والجسمية ما قبل مرحلة المدرسة وبالتالي ينمو لديهم الإحساس بهوايتهم سواء ذكر أم أنثى.
  • كما أشار علماء النفس أن أغلب الأطفال في عمر عامين ونصف لم يهتموا للتعرف على جنسهم لكن في عمر الثالثة نجد معظم الأطفال يدركون إذا كان ذكر أم أنثى.

اللعب في مرحلة الطفولة المبكرة

  • نجد ميول اللعب لدى معظم الأطفال في هذه المرحلة يكون ناتج عن النضج والبيئة التي حدث فيها النمو وقد تجد بعض الفروق.
  • فنجد أطفال ذو ذكاء مرتفع يميلون للعب الدرامي وأيضاً الأنشطة الابتكارية، حيث يفضلون ألعاب ذات تصميمات أكثر تعقيداً.
  • وجود فروق في اللعب حسب الجنس فيوجد ألعاب خاصة بالذكور وألعاب خاصة بالإناث فنجد اختلاف في أدوات اللعب وأيضاً في طرق استخدامها حيث تتيح للطفل المساحة المخصصة للعب.
  • في حين نجد اللعب الجماعي لهذه المرحلة يسمى باللعب المتوازي وهو قيام الطفل بالعب بجوار الأطفال الآخرين وبعد ذلك يبدأ اللعب الارتباطي حيث يقوم الطفل بلعب مع الأطفال الآخرين.
  • ثم يتطور اللعب إلى أن يصبح اللعب التعاوني ويصبح الطفل عضو في مجموعة حيث يصل لعمر الأربع سنوات ويكون واعي ومدرك لوجود الأطفال الآخرين حوله حيث يمارس دوره مع السعي لجذب الانتباه.

النمو الاجتماعي للطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة

  • التغيرات الاجتماعية:نجد ارتباط الطفل بصورة كبيرة بالكبار والسير على حسب المعايير التي أقاموا بوضعها للطفل، حيث يقوم الطفل بالاحتكاك مع جماعات الكبار من حيث القيمة والمعايير وأيضاً الاتجاهات.
  • يستطيع الطفل اكتساب المزيد من القيم والمعايير، مثل التحلي بالضمير مع اكتساب الوعي بين الخطأ والصواب مع التقييم الأخلاق السلوكي.
  • يوجد حس من التفاعل الاجتماعي على الطفل من تأثير الرفاق والأصدقاء على أشده فينشئ التعاون والتنافس والولاء فينقص بالتدريج تأثير الوالدين.
  • تأثير الثقافة العامة على شخصية الطفل، فينمو لديه شعور بالاستقلالية وأيضاً المسؤولية وينتج عنه ضبط النفس.
  • يبدأ ظهور متغيرات لدى الطفل في ميوله للحصول على المزيد من الخصوصية وعدم الاعتماد على الكبار.
  • تظهر فروق متباينة بين الأطفال، فنجد توجه الذكور نحو الأنشطة التنافسية بينما الإناث تتجه إلى الحياكة والأنشطة المنزلية فنجد الاختلاف بين الجنسين، مع اعتماد كلا منهم على تكون صداقات من نفس الجنس وبالأخص في مرحلة المراهقة فنلاحظ النمو الفسيولوجي للبنات يسبق الولاد.
من خلال ذلك المقال نود أن نكون سلطنا الضوء على النمو الاجتماعي للطفل من حيث مراحل الطفولة المبكرة وأيضاً المرحلة المتأخرة ودور الوالدين في تنمية النمو الاجتماعي للأطفال بالآخرين وفق لأساليب وطرق البحث العلمي الحديث.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ