أهم تفاصيل برنامج استمطار السحب في السعودية
برنامج استمطار السحب في السعودية
- نتعرف في البداية كيف تتم عملية استمطار السحب؟ يعد استمطار السحب إحدى العمليات التقنية التي تحدث عبر بذر السحب نفسها بآلات حديثة تكنولوجيًا بواسطة الدرونز، والمولدات الأرضية، والطائرات، وذلك بغرض رفع نسبة هطول الأمطار وإيجاد مصدر آخر للمياه، بجانب تخفيض الرُقع الصحراوية المنتشرة وزيادة كثافة الأشجار والزروع، ومن ثم تأهيل العاملين بالمملكة إلى إيجاد فرص عمل مناسبة.
- وتوجد دراسات بحثية لنشر المولدات الأرضية على الجبال للاستفادة من صعود الرياح على تلك المناطق مع مواد البذر عن طريق المولدات لرفع مستويات الكثافة المائية في السحب؛ ومن ثم ترتفع نسبة هطول الأمطار.
- وبالتالي تساءل البعض هل يوجد استمطار في السعودية؟ نعم فإن مبادرة الاستمطار هي إحدى المبادرات الإقليمية التي تم الإعلان عنها من قِبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر قمة الشرق الأوسط الأخضر بالعلا والمملكة العربية السعودية، لرفع مستوى الهطول إلى 20% عن المستوى الطبيعي.
وقد كان للمملكة العربية السعودية تجارب في الاستمطار الصناعي حققت من خلالها نجاحا بمعدل 97% منها:
- تجارب استمطار السحب في عسير سنة 2004 بالتعاقد مع شركة WMI وتحت إشراف علمي من NCAR.
- تجارب استمطار السحب في الرياض، حائل، والقصيم سنة 2006-2007، حيث تم توقيع اتفاقية مع شركة WMI للاستمطار لمدة 6 أشهر.
- تم تنفيذ استمطار السحب عن طريق 10 طائرات متخصصة في بذر السحب بالتعاقد مع شركة WMI في عام 2009.
كيف يتم الاستمطار في السعودية؟
كيف يتم الاستمطار الصناعي؟ إن برنامج استمطار السحب الذي أطلقته المملكة السعودية يتم بناءً على الخطوات الآتية:
- وضع مادة يوديد الفضة وثاني أكسيد الكربون والبروبان السائل على الطائرات لعمل بذر أو تلقيح السحب لرفع كثافة بخار الماء.
- ثم تبدأ الطائرات بالتحليق فوق هذه السحب لتبدأ في عملية البذر وهي إسقاط مواد اليوديد أولًا من الطائرة على الغيوم والسحب.
- ثم إسقاط بقية المواد الأخرى على السحب، حيث يتم تبريد السحب إلى درجة حرارة معينة لمدة زمنية محددة، وبعد مرور تلك المدة يتم البدء في هطول الأمطار.
- يتم الهطول على المناطق المراد رفع مستوى الأمطار عليها، وذلك حسب سير السحب.
المواد المستخدمة في الاستمطار الصناعي
تعد عملية الاستمطار عبارة عن استثارة وتحفيز السحب لإنزال مياهها الداخلية أو الثلج المُتجمد فوق مناطق معينة، وذلك باستخدام مواد كيميائية لحقن أو تلقيح السحب الرُكامية بما يلي:
- يوديد الفضة.
- ثاني أكسيد الكربون المُجمد أو ما يطلق عليه الثلج الجاف.
- كلوريد الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم.
متى يبدأ الاستمطار الصناعي في السعودية؟
بدأ برنامج استمطار السحب في السعودية عام 1976 بالاتفاق مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وكانت أولى استخدام عملية استمطار في منطقة عسير عام 1990، ثم توالت بقية العمليات في مناطق العاصمة الرياض، حائل، القصيم، وشمال غربي المملكة وجنوبها.
هل نجح الاستمطار في السعودية؟
نعم، لقد نجح برنامج استمطار السحب في السعودية بشكل مُذهل خاصة بعد انتهاء المرحلة الأولى، حيث شهدت أماكن مثل استمطار السحب في الرياض، وحائل، والقصيم هطولا للأمطار بنسبة مرتفعة؛ مما زاد الأمر في تشجيع المركز الوطني للأرصاد NCM بالمملكة على بدء المرحلة الثانية من البرنامج لتتضمن مناطق الباحة، جازان، والطائف.
فوائد الاستمطار
بعدما حاز برنامج استمطار السحب في السعودية على نجاح كبير، فإن أهميته ساهمت في عمل الآتي:
- اتساع الرقعة الزراعية؛ مما أدى إلى زيادة مستوى الإنتاج الحيواني والزراعي على المدى البعيد.
- رفع مستوى منسوب المياه الجوفية.
- تخفيض مستوى العواصف والأعاصير التي تحدث نتيجة الأمطار المبكرة.
- زيادة نسبة الأكسجين في طبقات الجو، من خلال زيادة مستوى الكثافة النباتية والتشجير.
- زيادة الوضع الاقتصادي بسبب تحسُّن المناخ.
- إمكانية تعديل حركة المناخ والطقس ليكون بارداً.
- تقليل أشعة الشمس المرتفعة جدا لتوفر السحب والغيوم التي تحد من أضرار الأشعة الحارقة.
- انخفاض مستوى درجة حرارة الهواء؛ ومن ثم تبريده يعمل على نظافته بشكل ملحوظ.
تكلفة الاستمطار الصناعي
يعد برنامج استمطار السحب في السعودية باهظ الثمن وتكلفته مرتفعة جدا، وليست جميع الدول في استطاعتها استخدام طرق الاستمطار، ولقد تكلّفت المملكة العربية السعودية حوالي 5-6 مليارات دولار في العام الواحد، وهناك مصادر تقول: إن استمطار 24 سحابة أو غيمة ربما يبلغ تكلفتها 5 آلاف دولار.
سلبيات الاستمطار الصناعي
بالرغم من فوائد برنامج استمطار السحب في السعودية وتحكّمه في هطول الأمطار للاستفادة، إلا أن هناك سلبيات من شأنها أن تؤثر على البيئة منها:
- ارتفاع درجات الحرارة نهارا وانخفاضها في الليل بدرجة كبيرة؛ مما يسبب أضراراً على المدى البعيد.
- ارتفاع مستوى المياه المتبخّرة في المحيطات، إذ تعمل على نقل المياه إلى مناطق ذي حرارة عالية.
- تكلفة البرنامج وإتمامه أمر مرهق للغاية على الدولة، ولن تستطيع الدول النامية استخدام هذه التقنية تماما.
- قد يتسبب هذا الأمر في وقوع أزمات سياسية دولية؛ بسبب التلاعب في الطقس والمناخ وبخار الماء؛ مما يتسبب في أضرار المناخ بالدول المجاورة.
- يتم استمطار السحب باستخدام مواد كيميائية ضارة على الجو والبيئة عموما.
- خفض نسبة بخار الماء نتيجة زيادة امتصاص الماء من التربة.
أنواع الاستمطار في السعودية
تختلف طرق برنامج استمطار السحب في السعودية وفق إمكانيات الدولة، حيث تتم الطرق حسب ما يلي:
- استمطار بالطريقة الأرضية: حيث يتم استخدام المولدات الأرضية، وتعد الصين أكثر الدول استخداما لهذه الطريقة.
- استمطار بالطريقة الجوية: ويتم استخدام الطائرات لنقل المواد وبذرها في السحب ليبدأ هطول الأمطار بشكل صناعي.
حكم استمطار السحب
إن نزول الأمطار وتسيّير السحب والغيوم كلها أمور ترتبط بقدرة الله لقوله تعالى: "إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ ۥ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ"، وقوله عز وجل: "وَٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ".
- أي أن الله قادر على إرسال الرياح التي تسوق السحب لنزول المطر.
- إنما ما يقوم به الناس من استخدام تقنيات تكنولوجية حديثة لإنزال الغيث ما هي إلا بدع اختلقها الإنسان، ومع ذلك فلا مانع من اللجوء إلى وسائل وطرق الاستمطار من خلال العلم الحديث، طالما أنها لن تضر بالبيئة أو بالإنسان أو بالحيوان.
- فإذا حدث أضرار للبيئة والكائنات الحية عموما، أو تم التأكد من عدم فاعلية هذه الطريقة، فإنه لا يجوز الاستمرار في عملية الاستمطار لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "لا ضرر ولا ضرار". رواه ابن ماجه.
كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال". رواه مسلم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20470