ما هو حكم صلاة الجماعة؟ وأهم الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية؟
حكم صلاة الجماعة
أما عن حكم صلاة الجماعة فهي جاءت مختلفة عند العلماء، حيث أن بعضهم يرى بأن صلاة الجماعة سنة والبعض الآخر يرى أنها فرض وواجب على الرجال القيام بها، ومن أهم آراء الفقهاء في صلاة الرجل في المسجد تكون كما يلي:
- أما عن حكم الشافعية في صلاة الرجل بالمسجد فهم يؤكدون بأنها سنة مؤكدة يجب على الرجال القيام بها، حيث أنه لا يجوز على الرجل أن لا يصلي في المسجد وهو قادر على ذلك.
- وجاءت رأي الحنفية بأن صلاة الجماعة واجبة، حيث يوجد بعض الفتاوى لبعض فقهاء الحنفية والتي تؤكد على أن صلاة الرجال في المسجد تكون سنة مؤكدة.
- يوافق الرأي التابع للحنابلة بأن صلاة الجماعة هي سنة مؤكدة.
- جاءت آراء فقهاء المالكية لتؤكد فتاوي الفقهاء الآخرين، بأن صلاة الجماعة هي سنة مؤكدة، ولكن جاء رأي ضعيف لبعض الفقهاء يقول بأنها فرض كفاية.
أقوال بعض العلماء بشأن صلاة الجماعة
معظم علماء السنة أجمعوا بأن صلاة الجماعة واجبة على جميع الرجال القادرين، وذلك لوجود العديد من الأدلة من كتاب الله وسنة نبيه، ومن ضمن هذه الأدلة ما يلي:
الدليل الأول من كتاب الله سبحانه وتعالى
- ذكر الله سبحانه وتعالى العديد من الآيات التي تؤكد على وجوب صلاة الرجل القادر في المسجد، مثل قوله تعالى من سورة النساء آية 102، حينما قال "وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ…"، وهما دليل قوي من القرآن الكريم على إقامة الصلاة جماعة للطائفة الأولى، وأعادها الله سبحانه وتعالى مرة أخرى للطائفة الثانية وذلك في قوله تعالى "وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ …".
- في الآيات السابقة دليل قوي على أن صلاة الجماعة فرض على الرجال، حيث أن صلاة الجماعة إذا كانت سنة كان الأولى أن يسقطها الله عنهم بعذر الخوف، وكذلك لو كانت فرض كفاية كانت سقطت أيضًا بشأن الطائفة الأولى.
الدليل الثاني من السنة النبوية الشريفة
- ذكر في كتاب البخاري عن أبو هريرة رضي الله عنه، قال عن رسول الله صلوات الله عليه "والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجالاً فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أنه يجد عَرْقاً سميناً أو مِرْماتَيْن حسنتين لشهد العشاء".
- كما ذكر أبو هريرة أيضًا على لسان رسول الله صلوات الله عليه حينما قال: "إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم"، وذكر في حديث آخر عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "لولا ما في البيوت من النساء والذرية، أقمت صلاة العشاء، وأمرت فتياني يُحرقون ما في البيوت بالنار".
- حيث أن أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم التي ذكرناها في السطور السابقة هي دليل قوي على أن صلاة الرجل في المسجد فرض عليه، كما يوجد حديث صحيح عن رسول الله صلوات الله عليه حينما سأله رجل أعمى عن حكم عدم ذهابه للمسجد، فلم يرخص النبي له هذا، بل قال له أتسمع النداء، قال الرجل نعم، فقال له النبي أجب.
- كما يوجد حديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال فيه "من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر قالوا: وما العذر؟ قال: خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلاها".
حكم صلاة النساء في الجماعة
اختلفت أيضًا آراء الأئمة الأربعة في حكم صلاة النساء في جماعة، حيث أن رأي الشافعية والحنابلة أكدوا على استحباب صلاة النساء مع بعضهن البعض، كما أن هذا الرأي تم تأكيده من قبل ابن الباز وابن القيم، ويوجد بعض الأدلة التي جاءت بها أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم في حكم صلاة النساء، ومن ضمنها ما يلي:
- قال رسول الله صل الله عليه وسلم "صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفذِّ بسَبعٍ وعِشرينَ دَرجةً"، حيث أن هذا الحديث عام على كل من النساء والرجال.
- ذكرت أم ورقة بنت نوفل رضي الله عنها، حيث قالت: "إن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَزورُها في بيتِها، وجعَل لها مؤذِّنًا يؤذِّنُ لها، وأمَرَها أن تؤمَّ أهلَ دارِها".
- كما أمت السيدة عائشة أم المؤمنين النساء في صلاة المغرب، حيث أنها وقفت وسطهن وجهرت بالقراءة.
- كما أن أم سلمة قامت بأمة المسلمات في صلاة العصر أيضًا.
- جميع الأدلة السابقة دليل على استحباب صلاة النساء في جماعة.
حكم صلاة الجماعة في البيت
يتساءل بعض المسلمين عن حكم صلاة الجماعة في البيت، وعن هذا جاءت آراء العلماء كما يلي:
- جاءت بعض آراء العلماء التي أكدت بأنه لا يوجد أي مانع أن يصلي الرجل بأهل بيته وذلك في صلوات النوافل، مثل صلاة قيام الليل أو صلاة الضحى، ويمكن أيضًا الصلاة مع أهل البيت وذلك إذا ما فتته صلاة الفريضة.
- غير مستحب على الرجل أن يصلي جماعة في بيته وذلك بالنسبة للفروض وترك صلاة الجماعة في المسجد، وذلك تصديقًا لقول رسول الله صلوات الله عليه حينما قال: "من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر".
- يوجد العديد من الأحاديث الدالة على أن رسول الله صلوات الله عليه كان سيقوم بإحراق منازل الرجال المتخلفين عن صلاة الجماعة، ولكن الذي منعه من فعل ذلك هو ما يوجد بداخل المنزل من أطفال ونساء لا ذنب لهم.
- جميع الأحاديث الشريفة التي ذكرها رسول الله صلوات الله عليه تؤكد على أن صلاة الرجل تكون جماعة في المسجد وليس بالمنزل، وذلك من خلال حديث رسول الله مع الرجل الأعمى، "جاء لرسول الله رجل أعمى يسأله، يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل يوجد رخصة للصلاة في المنزل، فسأله رسول الله إذا كان يسمع النداء، فأجابه الرجل بنعم، فقال له الرسول صلوات الله عليه أجب".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16778