رخص الإفطار في رمضان وحكم الإفطار عمدا بدون عذر
صيام شهر رمضان
فرض الله سبحانه وتعالى الصيام على عباده وأكد عز وجل على أهمية صيام الشهر الكريم في العديد من المواضع، وذلك من خلال البعد عن كل المفطرات والتي تتعلق بعدم تناول أي أطعمة أو شراب طول فترة الصيام التي تقدر من آذان الفجر وأذان المغرب كما أن الشخص في هذه الفترة بتجنب ممارسة الجماع وذلك لأن الجماع من المفطرات خلال الشهر الكريم.
والصوم في المعنى اللغوي يعني الابتعاد عن شيء معين ويرتبط الصيام ارتباطا وثيقا بالنية بحيث يكون لدى الشخص النية في الصيام قبل البدء في الصيام، وصيام شهر رمضان المبارك من الأمور التي لها العديد من الفوائد ومن أهمها التقرب إلى الله عز وجل ونيل رحمته ومغفرته وعتقه من النار التي ينزلهم الله عز وجل على عباده خلال الشهر الكريم.
ومن المعروف بأن شهر رمضان من الشهور المباركة والتي يستحب فيها التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال المحافظة على الصلاة والتصدق كما أن أيام الشهر الكريم يستحب فيها الدعاء وفي شهر رمضان ليلة مباركة وهي ليلة القدر وعي الليلة التي أنزل الله فيها القرآن وهي ليلة خير من الكثير من الأيام والتي يجب أن يستغلها المسلمين في الدعاء والصلاة والقيام والتقرب إلى الله تعالى.
وفي العادة يستقبل المسلمون في مختلف أنحاء العالم الشهر الكريم بالحفاوة والفرحة من خلال تقديم التهاني فيما بينهم بحلول الشهر الكريم ويستقبلونه بالفرح من خلال تعليق المزيد من الأنوار والزينات وشراء الأغراض والأطعمة والعصائر من أجل تناولها في الإفطار والسحور خلال أيام شهر رمضان الكريم.
يتحمل المسلمون خلال فترة صيام الشهر الكريم مشقات الجوع والعطش والحر خلال شهر رمضان وذلك من أجل التقرب إلى الله عز وجل ونيل رضاه ولكن الله جل وعلى أباح رخص الإفطار في رمضان لبعض الأشخاص المرضى أو المسافرين.
رخص الإفطار في رمضان
إن الإسلام هو دين السماحة واليسر حيث أن الله سبحانه وتعالى يخفف الكثير من أعباء العبادات على عباده الغير قادرين وذلك من خلال تشريع رخص لتخفيف العبادات الرئيسية ومن أهمها رخص الإفطار في رمضان، ومن رخص الإفطار بشهر رمضان:
- المرض اليسير: وهو ذلك المرض الذي لا يتسبب في مشقة كبيرة على الشخص الصائم والذي يتمثل في الصداع والحمى ولكن الإفطار بسبب المرض اليسير من الأمور التي لاقت اختلافا من قبل جمهور الفقهاء حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أن لا حاجة للإفطار بسبب المرض اليسير فيما قال الظاهرية وابن سيرين أن المرض بصفة عامة مهما كانت درجته من الرخص التي أقرها الله للإفطار.
- المرض المرخص: وهو ذلك المرض الذي يبيح الإفطار للصائم ويندرج هذا المرض تحت قائمة المرض الغير مزمن للغاية ولكن من الممكن أن تتفاقم الأمور بسبب الصيام أي يكون الصيام سبب في زيادة هذا المرض على الشخص واتفق جمهور الفقهاء على إباحة الإفطار حتى لا تتعرض صحة الشخص للمتاعب.
- المرض الموجب للإفطار: والذي يحرم على المسلم الصوم من خلال هذا المرض وخصوصاً إذا كان هذا الشخص سيتعرض للأذى أو الهلاك إذا صام وهو على هذا الوضع.
- إذا كان المسلم على سفر: فيمكنه الإفطار خلال شهر رمضان وهي إحدى رخص الإفطار خلال شهر رمضان ولكن الإفطار في هذا الأمر يكون بشروط تتعلق بمسافة السفر بحيث لا تقل المسافة التي يقضيها هذا المسافر عن 81 كم وألا يكون الشخص دائم السفر بحيث أنه يسافر مرة واحدة ويفطر يوم واحد أما إذا كان دائم السفر والتنقل فلا عليه بالإفطار.
- رخصة الإفطار التي تتعلق بالنفاس أو الحيض: إن النفاس أو الحيض بالنسبة للنساء من الأمور الموجبة للإفطار حيث أن الله لا يتقبل صيام أو صلاة من حائض والحكمة من عدم الصيام في أيام النفاس أو الحيض هو تخفيف الضعف والوهن الذي يصبهن ولا يصح للمرأة الصوم إلا بعد انتهاء هذه الفترة، وذلك بعد التطهر الكامل فإن تأكدت من طهارتها قبل آذان الفجر فتستطيع أن تصوم اليوم بشكل عادي وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة التي أدركها الحيض قبل غروب الشمس فعليها أن تفطر وتقوم بقضاء اليوم بعد رمضان.
- الأشخاص كبار السن لهم أيضاً رخصة الإفطار خلال شهر رمضان: حيث ذكر العلماء أن كبر السن من الأسباب التي توجب الإفطار وذلك من أجل تخفيف المشقة والتعب الذي يعاني منه كبار السن وذلك من أجل وقايتهم من الهلاك.
- الحمل والرضاعة من الأمور التي تعتبر رخصة للإفطار خلال شهر رمضان: مستندين في ذلك إلى ما قاله أهل العلم الذين استشهدوا بالسنة النبوية عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحامل أو المرضع الصوم.
ما يترتب على الإفطار في رمضان
يمكننا توضيح آثار الإفطار في الشهر الفضيل من خلال الآتي:
- القضاء دون دفع الفدية وهذا الأمر يخص من فطر بسبب الإغماء مثلا أو من نسي عقد نية الصيام ومن الأمور المستحبة أن يتعجل الفرد في قضاء الأيام التي فطرها بعد شهر رمضان بشكل مباشر.
- الفدية وهذا الأمر يخص الأشخاص كبار السن الذين لا طاقة لهم بالصيام، أو الشخص المريض بأحد الأمراض المزمنة والتي تستمر معه فترات طويلة وذلك لعدم قدرته على الصيام بحيث يدفع الفدية عن كل يوم أفطره هذا الشخص.
- القضاء والفدية وتجب على المسلم قضاء الصيام مع الفدية في حالة إذا ما آخر الشخص قضاء الأيام التي فطرها في رمضان إلى رمضان الذي يليه كما أنها تجب على الشخص الذي فطر من أجل مساعدة شخص آخر كمن يفطر من أجل إنقاذ غيره من الهلاك.
حكم الإفطار عمدا في رمضان بدون عذر
- إن إفطار يوما في رمضان بدون عذر تعتبر من الكبائر ويعتبر هذا الشخص مرتكبا لإثم كبير ويجب على هذا الشخص أن يتوب إلى الله توبة نصوحا ويجب أن يقضي الأيام التي فطرها في رمضان مثل الشخص الذي تناول الطعام أو الشراب عمدا في نهار رمضان أو من جامع الزوجة خلال رمضان بحيث يتم الإيلاج واختلف الفقهاء في أمر الكفارة على من فطر عمدا حيث انقسموا إلى قسمين:
- o قول الحنابلة والشافعية لا تجب على هذا الشخص الكفارة إذا فطر دون جماع.
- o أما الحنفية فقد أقروا بوجوب الكفارة إذا فطر الشخص عمدا سواء مارس الجماع أو لا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17275