كتابة :
آخر تحديث: 20/04/2022

أسباب رهاب الأماكن المغلقة.. تأثير فوبيا الأماكن المغلقة وطرق علاجها

فكثير من المقالات التي تناولت رهاب الأماكن المغلقة بل والكثير من أنواع الرهاب من زاوية معلومات علم النفس، ولكن هناك بعض الأشخاص يحاولون الوصول إلى بعض المعلومات المختلفة التي تساعدهم على التعامل مع هذا الرهاب، والرهاب ببساطة هو الخوف الشديد، وعلامات الخوف تسبب العديد من المتاعب لأصحابها، فهذا الخوف له أعراضه المزعجة لأصحابه، سواء في تسارع ضربات القلب، أو في التعرق والاضطراب في الحركات التي يقوم بها الإنسان، وغيرها من الأعراض، لذلك يحاول موقع مفاهيم مناقشة ذلك المفهوم ولكن من زاوية مختلفة.
أسباب رهاب الأماكن المغلقة.. تأثير فوبيا الأماكن المغلقة وطرق علاجها

أسباب رهاب الأماكن المغلقة

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى وجود تخوف أو رهاب من ارتياد الأماكن المغلقة، فهي من التخوفات التي قد تكون بسبب العوامل الوراثية، وقد تكون بسبب العوامل النفسية، أو المرور بأحداث حياتية لم يستطع الإنسان عبورها بأمان لهذا:

  • فالإنسان يولد بشعور طبيعي بالخوف، هذا الشعور لا يعد مرضاً في حد ذاته، فالشعور بالخوف من بعض الأشياء يعد أمراً طبيعياً، لأن الإنسان يحتاج للخوف ليحقق لنفسه الأمان، لأن الخوف في أصله يساعد على الحذر وتجنب المخاطر.
  • ووظيفة الخوف الأساسية هي تجنيب الإنسان المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الإنسان، فالخوف من السقوط من أعلى يجعل الإنسان حريصاً على أن يمشي بحذر ولا يتعرقل، والخوف من الموت عطشاً يجعل الإنسان حريصاً على شرب الماء عند الشعور بالعطش.
  • ولكن الخوف يتحول عند بعض الأشخاص من شعور طبيعي إيجابي يساعد على السعي في الحياة بأمان إلى شعور مرضي يمنع الإنسان من مواصلة سعيه في الحياة.
  • وهذا ما يحدث عند الشعور بالرهاب أو الخوف، حيث يتحول الإنسان من الخوف الذي يساعد على الإنجاز إلى الخوف الذي يمنع من التعامل مع الشيء الذي نخاف منه، فمن يتعامل مع النيران مثلاً، قد يكون قد تعرض في الصغر لإصابة من النار، ولكن هذا التخوف تحول إلى تعلم كيفية التعامل مع النيران بأمان، بتعلم أساليب الحيطة والأمان عند التعامل مع النيران.
  • أما أن يخاف الإنسان من النيران فلا يتعامل معها مطلقاً، ويحاول مثلاً أن يبتعد عن التعامل مع الموقد في المطبخ ولا يتعلم طهي الطعام مطلقاً، فإن هذا الخوف تحول من خوف يدعوا للحذر مع الاستمرار في التعامل إلى خوف دعي الإنسان إلى تجنب التعامل مطلقاً مع ما يخاف منه.

أساليب التربية الخاطئة قد تسبب الرهاب

هناك بعض الأساليب التربية التي تسبب الخوف المرضي من الأماكن المغلقة، حيث أن هناك بعض الآباء والأمهات يحاولون تضخيم بعض المفاهيم في أنفس أطفالهم لإحكام السيطرة عليهم في بعض الأمور لهذا:

قضية السيطرة على الأطفال عند التربية:

  • عند قيام الشخصيات الوالدية بتربيتهم قضية فيها العديد من التحديات التي قد يصعب على الشخصيات الوالدية مواجهتها بسهولة.
  • حيث أن الأطفال في السن المبكرة يتميزون بصفات تتعارض مع سيطرة الشخصيات الوالدية عليهم، مثل الشغف بحب الاكتشاف للبيئة المحيطة، فيجعلهم يعبثون بأي شيء في المنزل، فيقابل ذلك محاولة للحد من هذا الشغف من الشخصيات الوالدية.

ابتكار أنواع جديدة مع الطفل بسبب عنده:

  • وكذلك قد يكون هناك بعض الأطفال مصابون بالعند وعدم طاعة الأوامر التي يوجهها لهم الأب أو توجهها لهم الأم، فذلك قد يدعو الأب أو تدعو الأم أو من يقوم مقامهم بأدوارهم بمحاولة ابتكار بعض أنواع العقاب التي تساعد على ردع الأطفال.

حبس الأطفال في أماكن مغلقة:

  • ومن تلك العقوبات التي تسبب رهاب الأماكن المغلقة حبس الأطفال في أماكن مغلقة كنوع من أنواع العقاب، فينشأ لدى الطفل تخوف مرضي من الوجود في الأماكن المغلقة، لأن الأماكن المغلقة اقترنت عنده بالعقاب والألم.
  • والواجب على الأب والأم تنويع أنواع العقاب للطفل بحيث لا يتسبب العقاب في صنع أمراض نفسية لدى الطفل، ففي الوقت الذي يحقق فيه الأب والأم السيطرة على أطفالهم في أمر من الأمور، إلا أنهم يعانون من الكثير من المتاعب النفسية التي تصيب الطفل نتيجة العقاب الخاطئ وآثاره المدمرة على الطفل.
  • فهاك شروط نفسية لتحقيق العقاب الناجح للطفل، مثل أن يعلم الطفل سبب العقاب ويفهمه جيداً، أن يتم العقاب بشكل محدد وموقوت بوقت معين، أن يكون العقاب بدون إيذاء بدني يعرض الطفل للخطر، ومن الممكن أن يكون العقاب حرمان من ميزة كان يتمتع بها لوقت محدد.
  • أما ما يقوم به بعض الآباء من حبس الطفل في مكان مغلق مظلم وقد يضع مع الطفل بعض الأشياء المخيفة مثل تخويفه من بعض المسميات الوهمية مثل "أمنا الغولة" و "أبو رجل محروقة" كلها من الأمور التي تسبب الذعر في نفس الطفل، هذا الذعر والخوف الذي يسبب خسائر نفسية فادحة في نفس الطفل وثقته بنفسه وثقته في أبويه باقي حياته.

تأثير الخوف من الأماكن المغلقة على الجانب المهني

كما أن الخوف من الأماكن المغلقة والخوف من التواجد في الأماكن المغلقة يسبب بعض المتاعب على الجانب المهني، حيث إن صاحب هذا الرهاب يجد صعوبة شديدة في إيجاد العمل المهني المناسب، من خلال الآتي:

  • حيث أن هناك بعض التخصصات تستوجب وجود الإنسان في أماكن مغلقة بعض الوقت، بعض الأعمال المكتبية، أو العمل في المحال التجارية وغيرها من أنواع الأعمال التي قد لا يستطيع صاحب هذا الرهاب استغلال فرصها إذا ما توفرت لإصابته بهذا الرهاب.
  • فالمصاب بهذا الرهاب يحتاج لنوعية أعمال معينة قد لا تكون متوفرة بشكل كبير، لذا يحاول المصاب بهذا الرهاب أن يعالجه بأكثر من وسيلة حتى يتمكن من استغلال فرص العمل المتاحة له.

تأثيرفوبيا الأماكن المغلقة على الجانب الأسري

كذلك فإن لفوبيا الأماكن المغلقة تأثير على الجانب الأسري، ويتمثل فيما يلي:

  • فهناك العديد من الآباء والأمهات يشكون من عدم جلوس أبنائهم بالمنزل لفترات طويلة، وأنهم معظم أوقات اليوم يكونون خارج المنزل، وهذا الأمر يسبب العديد من المشكلات بالنسبة لهم.
  • وكذلك هناك بعض الزوجات يشكون من عدم جلوس أزاجهم بالمنزل، وكل ذلك قد يكون مؤشراً لوجود نسبة من نسب التخوف من الجلوس في الأماكن المغلقة، فيتجه الإنسان إلى محاولة الجلوس في الأماكن المفتوحة معظم أوقات يومه، ولو استطاع أن ينام في الأماكن المفتوحة لفعل.

مقترحات للتغلب على الخوف

التغلب على الخوف له طرق عديدة، ولكنها تعتمد جميعاً على رغبة المريض في الشفاء، واعترافه بوجود المرض أساساً ومحاولته العلاج لهذا:

  • فالاعتراف بوجود المشكلة يمثل نصف الطريق للشفاء، ثم بعد ذلك يحاول الإنسان مراقبة نفسه بنفسه، فينظر تلك المشاعر التي يشعر بها عند الوجود في الأماكن المغلقة كيف يشعر بها؟ وعند مراقبتها يمكنه كتابة ملاحظاته في ورقة لكي يساعد نفسه على دراسة حالته بشكل ذاتي قبل اللجوء لطبيب متخصص.
  • إن وضع الإنسان لمعلومات عن حالته المرضية ومحاولة استغلالها في تجارب حياتية لها أكبر الأثر على تحقيق التطور الإيجابي لحالته المرضية.
وختاماً... فإن رهاب الأماكن المغلقة يعتبر من أنواع الرهاب التي يمكن علاجها بحسم إذا ما توفرت الإرادة لتحقيق ذلك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ