شرح قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
نبذة عن قصيدة لا يحمل الحقد
- القصيدة: قصائد العصر الجاهلي
- وزن القصيدة: بحر البسيط
- غرض القصيدة: الفخر والحماسة والمدح والهجاء.
- كاتب القصيدة: عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس في العصر الجاهلي قبل ظهور الإسلام.
كلمات قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
تتمثل كلمات قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ما يلي:
لََا يَحمِل الحقْد مِن تَعلُو بِه الرُّتب
ولَا يَنَال اَلعُلا مِن طَبعِه الغضب
وَمِن يَكُن عَبْد قَوْم لََا يُخالفهم
إِذَا جَفوَة ويسْترْضي إِذَا عَتبُوا
قد كُنْت فِيمَا مضى أَرعَى جمالهم
والْيَوْم أَحمِي حِماهم كُلمَا نُكبو
الِلَّه درَّ بَنِي عَبْس لَقد نَسلُوا
مِن الأكارم مَا قد تَنسَل العرب
لِأن يعيبوا سَوادِي فَهُو لَيُّ نِسب يَوْم النِّزَال
إِذَا مَا فَاتَنِي النِّسب
إِنَّ كُنْت تَعلَم يَا نُعْمان أنَّ يَدِي قَصِيرَة عَنْك
فالْأيَّام تَنقَلِب اليوْم تَعلُّم يَا نُعْمان أيَّ فتًى يَلقَى
أَخَاك اَلذِي قد غَرَّه العصب
إِنَّ الأفاعي وَإِن لَانَت مُلامسهَا عِنْد التَّقَلُّب
فِي أنْيابهَا العطب فتًى يَخُوض غِمَار الحرْب مُبْتسِمًا
وينْثَني وسنان الرُّمْح مُخْتَضِب
إِنَّ سل صَارِمة سَالَت مَضارِبه
وأشْرق اَلجَو وانْشَقَّتْ لَه الحجْب
والْخَيْل تَشهَد لِي أَنِّي أُكفْكفهَا
والطَّعْن مِثْل شِرَار النَّار يَلتَهِب
إِذَا اِلتقَيْتُ الأعادي يَوْم مَعْرَكة
تَركَت جمعهم المغْرور يَنتَهِب لِي
النُّفوس وللطَّيْر اللُّحوم وللْوَحْش العظَام وللْخيَّالة السَّلْب
لََا أَبعَد اَللَّه عن عَينِي غَطَارفَة إِنْسًا
إِذَا نَزلُوا جِنًّا إِذَا رَكبُوا أَسوَد غاب
وَلكِن لََا نِيوب لَهُم إِلَّا اَلأسِنة
والْهنْديَّة القضب تَحدُو بِهم أعوجيات مُضمَرَة
مِثْل السَّراحين فِي أعْناقهَا اَلقُبب
مَا زَلَّت أَلقَى صُدُور الخيْل مُنْدَفِق بِالطَّعْن
حَتَّى يَضِج السَّرْج واللَّبب
فالْعَمى لَو كان فِي أجْفانهم نَظرُوا
والْخَرس لَو كان فِي أفْواههم خَطبُوا
والنَّقْع يَوْم طَرَّاد الخيْل يَشهَد لِي
والضَّرْب والطَّعْن والْأقْلام والْكتب
شرح قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
تتضمن قصيدة لا يحمل الحقد العديد من المعاني والدلالات القوية التي توضح مدى فصاحة عنترة بن شداد في توظيف الألفاظ للتعبير عن المعنى، ويتمثل الشرح فيما يلي:
1. لا يَحمِل الحقْدَ مَن تَعلُو بِه الرُّتبُ *** ولا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغضبُ
- في هذين البيتين، يشير عنترة إلى أن الشخص الذي يحمل الحقد في قلبه لا يمكنه الوصول إلى المراتب العالية ويتقلد الوظائف والقيادات العليا في المجتمع. كما أكد أن الغضب من الصفات السيئة التي تقود صحابها إلى عدم تحقيق العلا والنجاح.
2. وَمِن يَكُن عَبْد قَوْمٍ لا يُخالفهم *** إِذَا جَفَوهُ ويَستَرضي إِذَا عَتَبُوا
- في هذا البيت، عبارة استنكارية أن الشخص الذي اختار أن يكون عبدا لقومه لا يمكنه أن يتخلى عن مبادئهم حتى لو أساءوا إليه، ويسعى لإرضائهم إذا عاتبوه. وهذه دلالة على الضعف والخضوع.
3. قد كُنتُ فِيما مضى أَرعى جِمالَهمُ **** واليومَ أَحمي حِماهم كلَّما نُكِبوا
- يصف عنترة هنا قوته وشجاعته الباسلة نحو تطوير ذاته، فقد تحول من راعٍ للجمال إلى فارس شجاع يحمي قبيلته في الأوقات الصعبة.
4. للهِ دَرُّ بني عَبسٍ لقد نَسَلوا *** مِنَ الأكارمِ ما قد تُنسِلُ العرَبُ
- يمدح عنترة قبيلته بني عبس، مشيرًا إلى أنهم أنجبوا من الأبطال والأكارم ما لم تنجبه القبائل الأخرى.
5. لِأنْ يعيبوا سَوادِي فهو لِي نِسبٌ *** يومَ النِّزالِ إذا ما فاتَني النِّسبُ
- يؤكد عنترة هنا على أن لون بشرته السوداء هو ما يميزه ويفتخر به وأن هذا أمر لا يعيبه، خاصة في يوم المعركة، حيث الشجاعة والبسالة هي ما تهم وليس النسب.
6. إنْ كُنتَ تَعلمُ يا نُعمانُ أنَّ يدي*** قَصيرةٌ عنكَ فالأيّامُ تَنقلبُ
- يخاطب عنترة هنا شخصًا يُدعى نعمان بن المنذر، قائلًا إنه إذا كان يعتقد أن يده (قوته) ضعيفة الآن، فالأيام قد تتغير وتنقلب الظروف.
7. اليومَ تَعلمُ يا نُعمانُ أيَّ فتًى *** يَلقى أخاكَ الذي قد غَرَّه العصبُ
- يشير عنترة إلى أنه اليوم سوف يعرف نعمان من هو الفتى الشجاع الذي يواجه أخاه الذي غُرَّ بالقوة.
8. إنَّ الأفاعي وإنْ لانَت مَلامِسُها *** عند التَّقلُّبِ في أنيابِها العَطَبُ
- يشبه عنترة بعض الأشخاص بالأفاعي التي تبدو ناعمة لكن عند الضرورة تكون خطيرة بأنيابها السامة. يشير إلى الخداع والمكر.
9. فتًى يَخوضُ غِمارَ الحربِ مُبتسمًا **** ويَنثني وسِنانُ الرّمحِ مُختَضبُ
- يصف عنترة نفسه هنا كشخص يخوض المعارك بشجاعة وسعادة، ويعود من المعركة ورمحُه ملوثٌ بدم الأعداء.
10. إنْ سلَّ صَارِمَهُ سالت مَضاربُهُ *** وأشْرقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ له الحُجُبُ
- يصف عنترة سيفه الذي إذا استله يسيل الدم وتظهر قوته في المعركة، ويكون تأثيره واضحًا كأن الجو يشرق وينكشف.
11. والخيلُ تَشهدُ لي أني أُكفكِفُها *** والطّعنُ مِثلُ شِرارِ النارِ يَلتَهِبُ
- يؤكد عنترة أن الخيول تشهد على شجاعته في المعركة حيث يسيطر عليها ببراعة، والطعنات تكون سريعة ومتوهجة كشرار النار.
12. إذا التقَيتُ الأعادي يومَ معركةٍ *** تَرَكتُ جَمعَهُمُ المغرورَ يَنتَهِبُ
- يوضح عنترة أنه في يوم المعركة يواجه الأعداء بشجاعة ويترك جموعهم تتفرق وتنهزم.
13. لي النّفوسُ وللطيرِ اللّحومُ وللوحشِ *** العظامُ وللخَيّالةِ السّلبُ
- يشير عنترة إلى أنه يأخذ أرواح الأعداء في المعركة، بينما تلتقط الطيور لحوم القتلى، وتفترس الوحوش عظامهم، ويأخذ الفرسان غنائم الحرب.
14. لا أبْعَدَ اللهُ عن عَيني غَطَارفَةً *** إنْسًا إذا نزلوا جِنًّا إذا رَكبوا
- يمدح عنترة فرسان قومه ويصفهم بأنهم يظهرون كالإنس عند التوقف والراحة، لكنهم يتحولون إلى الجن عند ركوب الخيل في المعركة.
15. أَسوَدُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم *** إلا الأسِنَّةُ والهِنْديَّةُ القُضُبُ
- يشبه عنترة الفرسان بالأسود في الغابة، ولكنهم لا يملكون أنيابًا بل أسلحة حادة وسيوفًا هندية قوية.
16. تَحدو بهم أعوجياتٌ مضمَّرةٌ *** مِثل السّراحينِ في أعناقِها القُببُ
- يصف خيول الفرسان بأنها سريعة ورشيقة مثل السراحين (صغار الغزلان) وذات أعناق مزينة بالقُبب.
17. ما زِلْتُ ألقَى صُدورَ الخيلِ مندَفِقًا *** بالطَّعنِ حتى يَضِجَّ السَّرجُ واللِّبَبُ
- يصف عنترة استمراره في مواجهة الأعداء بالطعن والقتال حتى تعلو أصوات السروج واللبب (الأحزمة الجلدية على الخيول) من شدة الصدام.
18. فالْعَمى لو كان في أجفانهم نَظروا *** والْخَرس لو كان في أفواههم خَطبوا
- يشير عنترة هنا إلى شدة وضوح وتأثير المعركة، بحيث يمكن حتى للأعمى أن يرى وللأخرس أن يتكلم.
19. والنَّقْعُ يومَ طرَّادِ الخيلِ يَشهدُ لي *** والضَّربُ والطَّعنُ والأقلامُ والكُتبُ
- يؤكد عنترة أن الغبار المتصاعد من المعركة يشهد على شجاعته، وكذلك ضرباته وطعناته، بالإضافة إلى الأدب والشعر الذي يخلد بطولاته.
إعراب قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
إليكم إعراب بعض أبيات قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب، ويشمل ما يلي:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
- لا: أداة نفي.
- يحمل: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة.
- الحقد: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
- من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- تعلو: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
- به: الباء حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر.
- الرتب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والجملة الفعلية (تعلو به الرتب) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
- ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف نفي.
- ينال: فعل مضارع مرفوع بالضمة
- العلا: مفعول به منصوب بالفتحة.
- من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- طبعه: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
- الغضب: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة.
ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم
- ومن: الواو حرف عطف، من: أداة شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون.
- عبد: خبر يكن منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف.
- قوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
- لا: حرف نفي.
- يخالفهم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
إذا جفوه ويسترضي إذا عتبوا
- إذا: ظرف زمان.
- جفوه: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
- ويسترضي: الواو حرف عطف، يسترضي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
- إذا: ظرف زمان.
- عتبوا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
نمط قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
لا يسير نمط قصيدة لا يحمل الحقد على وتيرة واحدة، ولكن تعددت الأغراض الشعرية التي اعتمد عليها الشاعر في صياغة أبيات القصيدة، وتمثل هذا النمط، فيما يلي:
- بدأ القصيدة بالحكمة وموعظة الآخرين على ضرورة التحلي بالصفات الإيجابية التي تقود للنجاح.
- انتقل للتعبير عن أن الخضوع والاستسلام صفات الضعفاء التي يجب ألا يتحلى بها المرء.
- عبر عنترة بن شداد عن قوته وشجاعته بالفخر والتباهي بلونه الأسود وبانتمائه لقبيلة بني عبس.
- انتقل للتعبير عن بعض الأشخاص في مكرهم وخداعهم بالأفاعي المتلونة.
- باقي الأبيات يفتخر عنترة في الأبيات بشجاعته وقدرته على مواجهة العدو بكل قوة.
قصة قصيدة لا يحمل الحقد
- لا يوجد قصة محددة كانت السبب وراء كتابة عنترة بن شداد لكلمات قصيدة لا يحمل الحقد، ولكن كلن العرب قديمًا يفتخرون ببطولاتهم وفتوحاتهم من خلال صياغة القصائد الشعرية في العصر الجاهلي. وقد كان عنترة بن شداد واحد من أهم شعراء العصر الجاهلي الذي تميز بالقوة والشجاعة وأخذ يصيغ أبيات القصيدة للتعبير والفخر عن نجاحاته، والعداوة بينه وبين النعمان بن المنذر وللتعبير أيضا عن مكانته التي أرتقى بها وسط قبيلته بني عبس.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21076